أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!














المزيد.....

آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 451 - 2003 / 4 / 10 - 04:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
كاتب أردني 

 

منذ أكثر من عشر سنوات، بدأت تتكشف أمامي حقائق الوضع المريع الذي عاشه أخواننا العراقيين على يد النظام البعثي. كنا في الأردن ضحية الماكينة الإعلامية الجبارة التي دعمها النظام البعثي وحول فيها الغالبية العظمى من الشعب الأردني إلى مؤيدين وهاتفين لصدام حسين تحت شعارات القومية ومناهضة الولايات المتحدة وإسرائيل. 

معرفتي الحميمة بكثير من الأصدقاء العراقيين الذين هربوا من بطش النظام وجاؤوا إلى الأردن للبحث عن بعض الأمان جعلتني أعرف تماما جرائم النظام العراقي، ولكن كان من شبه المستحيل أن أكتب منتقدا النظام العراقي في مناخ إعلامي أردني مرتهن للرغبة الشعبية في دعم صدام، ولهدية النفط المجاني للأردن وضخ الأموال في جيوب الإعلاميين في عملية شراء ضمائر سيئة السمعة والصيت، ولكن ما أستطيع أن أفخر به أنني لم أكتب أية كلمة في الصحافة الأردنية مؤيدا لهذا النظام، فالصمت كان أشرف.

كنت دائما أعتقد بأنني سأفرح من كل قلبي عندما ينهار النظام العراقي ويتخلص أخواني العراقيين من الظلم والقمع، وكنت أعتقد بأنني سوف احتفل مع العراقيين ونتبادل التهاني، وكنت بلا شك اتطلع قدما إلى اليوم الذي يتخلص فيه أذكى الشعوب العربية وأكثرها نخوة من الكابوس الذي عاشه.

في التاسع من نيسان 2003 سقط النظام، وانهار صنم صدام ولكنني لم أفرح. ذرفت دموعا مريرة لأن الدبابات الأميركية لوثت أراضي بغداد العظيمة، ولأن جنديا أميركيا أهوج رفع علما أميركيا على وجه الصنم. ياللهول، ويا لسوء حظ العراقيين الذين استبدلوا الصنم العراقي بالدبابة الأميركية.

هذا هو الحال البائس للعرب، إما صنم الحاكم الأوحد الذي لا يناقشه أحد، وإما الدبابة الأميركية وما بينهما جموع من الناس لا تدري اين طريقها وماذا تفعل أكثر من أن تحيا اللحظة نفسها إن أمكنها ذلك. كان العراقيون الذين يحطمون الصنم ويبتهجون في الشوارع يعيشون لحظة الخلاص فقط التي انتظروها لسنوات طويلة ومريرة، ولكنهم في الصباح التالي سينظرون بطريقة مختلفة إلى الدبابات الأميركية، سينظرون إليها بأنها قوات احتلال لهذه الأرض العظيمة.

صنم صدام سقط ولن يكون الأخير. ستنظر الأنظمة العربية جميعها بهلع إلى ما حدث في بغداد، وسوف يسأل العرب أنفسهم جميعا كيف يفضل شعب حر وعظيم مثل الشعب العراقي  الاحتلال الأجنبي على نظام "محلي"؟ فليعلم الجميع الآن بأن نظام القمع والدكتاتورية لن يضمن الاستقرار، وأن النظام الذي لا يوفر لشعبه الحقوق الأساسية في الحياة وينتهك كرامتهم يوميا لن يجد من يدافع عنه في النهاية، وها هم العرب تعقد ألسنتهم الدهشة وهم يرون "العلوج" في قلب بغداد وبرضا واستكانة من المواطنين.

ربما تكون المفارقة الأكبر أن العرب خارج العراق أصيبوا بالصدمة والدهشة والإحباط أكثر من العراقيين أنفسهم، لأن معظم هؤلاء العرب كانوا دائما ضحية الإعلام الكاذب، ولم يحاولوا أن يفهموا معاناة العراقيين اليومية وجرائم النظام، ولم يعرفوا أن الخوف كان هو العلاقة الوحيدة بين النظام والمواطنين.

آسف أيها العراقيين الأعزاء، فأنا لا أستطيع أن أفرح الآن. سأكون في غاية السعادة عندما تكون هناك حكومة عراقية نظيفة وطنية تعمل لمصلحة الشعب لا لمصلحة المحتل، وأن ترحل الدبابات الأميركية عن بغداد ويحصل الشعب العراقي على الكرامة التي يستحقها، ويعود ليكون في طليعة الشعوب العربية في الحضارة والثقافة والعلم. 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة كدولة احتلال
- رامسفيلد، علي حسن المجيد والكيماوي الثالث!


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - آسف أيها العراقيون...لم أفرح !!