أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوال السعداوي - مارتن لوثر كينج وحلم سقوط التفرقة العنصرية














المزيد.....


مارتن لوثر كينج وحلم سقوط التفرقة العنصرية


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 08:39
المحور: حقوق الانسان
    



قضيت فى ديرهام سنتين، أقوم بتدريس فصل «المرأة والإبداع» من عام 1993 إلى عام 1995. إحدى طالباتى اسمها «فينيسيا» كانت مهتمة بشكل خاص بقضية الاغتصاب، بالأمس جاءتنى مكالمة من «فينيسيا» تسأل عن أحوالى الصحية، وتخبرنى أنها قد حصلت على الدكتوراه فى موضوع «الآثار النفسية للاغتصاب الجسدى». صوتها الدافئ مثل شمس ديرهام، واشتياقها إلى لقاءاتنا، وكيف أنها ممتنة لمساعدتى لها فى موضوع الدكتوراه، أو فى قضية المرأة بشكل عام، ورغبتها فى المجىء إلى مصر، لرؤيتى والاطمئنان على صحتى، وإعطائى نسخة من بحثها، كلها أشياء جعلتنى أدرك أكثر الجمال فى قيمة الوفاء، ورُب صديقة واحدة من مدينة بعيدة تكون أكثر قربا من عشرات الأشخاص نساء ورجالًا، يشاركوننى الوطن.

استعدت مع مكالمة «فينيسيا»، كيف كانت أشعة الشمس، فى تلك المدينة البعيدة، تتسلل إلى جسدى بنعومة، وحنان، وكم كنت أشعر بالألفة مع هذه الخيوط الذهبية ذات الملمس القطيفى، يسمونها فى أمريكا، شمس الجنوب، حيث تقع مدينة ديرهام فى ولاية نورث كارولينا الجنوبية. بينى وبين «الجنوب» نوع من الود. الجنوب هو الوطن، هو قريتى على شط النيل وسط الدلتا، الجنوب هو البشرة السمراء، لون بشرتى وبشرة الفلاحين والفلاحات. «الشمال» هو الصقيع، واحمرار الأنف، والاستعمار، واللغة الغريبة، امتداد الأنف ينم عن التدخل فى شؤون الغير، والاعتداء المسلح علينا لاغتصاب الأرض أو القطن أو البترول. عبر الهاتف أخبرتنى «فينيسيا» بأنها ستحضر إلى القاهرة، خلال أسبوع، لأنها لا تريد السفر قبل حضور الاحتفالات والمشاركة فيها، يوم الأربعاء القادم، 15 يناير، ذكرى مولد مارتن لوثر كينج الخامسة والتسعين. هذا اليوم عطلة رسمية قومية فى جميع الجامعات والمصالح فى الولايات المتحدة الأمريكية، تمجيدا لهذا الزعيم الأمريكى الأسود، الذى دفع حياته ثمنًا لتحرير إخوانه من الأفارقة السود فى أمريكا، وأصبح رمزا من رموز النضال فى العالم كله، ضد العنصرية، ومن أجل العدالة والحرية وكرامة الإنسان. تم اغتيال مارتن لوثر كينج، فى 4 إبريل 1968، فى عمر التاسعة والثلاثين، حيث مولده فى 1929. من بين طالباتى أيضا «هايدى» سوداء البشرة، تكشف عن أسنانها البيضاء فى ابتسامة عريضة وتقول: «أنا مدينة بحريتى لمارتن لوثر كينج، لولا نضاله ونضال غيره من الزعماء السود أمثال مالكوم إكس، ما استطعت دخول جامعة مثل جامعة ديوك». فعلًا، كانت جامعة ديوك جامعة عنصرية للبيض فقط من الطلبة. فى خريف1961 دخل أول طالب أسود يحصل على الدكتوراه، وفى خريف 1963 دخل أول طالب يحصل على البكالوريوس. ورغم تزايد عدد الطلاب السود فإن البيض هم الأغلبية.

لا أنسى ذلك المساء الذى دعتنى فيه «هايدى» لمشاهدة مسرحية عن مارتن لوثر كينج، ومالكوم إكس، حيث التقى الزعيمان الأسودان، فى غرفة فقيرة فى فندق بحى هارلم، فى نيويورك فى عام 1965. لقد عشت فى حى هارلم بعض الوقت، فى

1965، حينما كنت أدرس الماجستير فى جامعة كولومبيا. وبعد ثلاث سنوات من لقاء الزعيمين، قُتل مارتن لوثر كينج، أطلق عليه الرصاص، وهو يُلقى خطبة، 4 إبريل 1968، ومثلما أيضا قتل مالكوم إكس، وهو يخطب بين الناس، فى 21 فبراير 1965، وكان تقريبا فى العمر نفسه، فمولده فى 19 مايو 1925.

وفى اليوم التالى ذهبنا نحن الثلاثة، أنا وفينيسيا وهايدى، لمشاهدة فيلم مالكوم إكس، من إخراج سبايك لى، وهو مخرج أمريكى أسود، اشتهر بتبنى قضايا السود والنضال ضد العنصرية عن طريق السينما. جزء من الفيلم تم تصويره فى مصر، وشارك فيه بعض شباب المخرجين المصريين، من ضمنهم قرأت اسم ابنى عاطف حتاتة. على الشاشة رأيت الأهرامات وشوارع الوطن وحرارة العواطف. مالكوم إكس كان يناضل مع الأفارقة السود المسلمين فى أمريكا ضد الظلم والقهر، وقام بتوحيد جهوده مع مارتن لوثر كينج، ضد البشرة السوداء والتفرقة العنصرية. كل هذا وأكثر، جاء بخاطرى فى صور حية متتالية، أعادتنى إليها مكالمة سريعة من إحدى طالباتى، التى أتشوق إلى استضافتها قريبا فى بيتى، قبل أن تنتهى شمس يناير. وإذا كانت أشهر مقولة لمارتن لوثر كينج هى «عندى حلم» فى خطبته عند نصب ينكولن فى 28 نوفمبر 1963، يحلم بأن يأتى المستقبل دون معاناة النساء والرجال السود، من التفرقة العنصرية، فأنا الأخرى «عندى حلم» بأن يأتى وقت تسقط فيه التفرقة الذكورية بين النساء والرجال.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهريار ذو السُلطة المطلقة ينام كالأطفال على حكايات شهرزاد
- لا ينطقون مع النَّفَس الأخير إلا كلمة «أمى»
- الرغبة فى عبادة وتقديس السلطة الفردية.. مرض مزمن عالمى ومحلى
- أحاسيس دنسة تسللت إلى جسدها غير الطاهر
- الكاتب الكبير والكاتب الحر
- كيف تتحقق ديمقراطية المجتمع فى ظل ديكتاتورية الأسرة؟
- قانون واحد للأسرة المصرية
- أعطونا كتاب الله وأخذوا أرضنا وأموالنا
- من يكون الهومو ديوس؟
- مع صديقة العمر فى هدوء الليل
- حينما تتلاشى المسافة بين «البيت الأبيض» وغرفة نومى فى شبرا
- حين تكون القراءة النقدية إبداعًا
- فتاة الليل تقتحم عالم الكتابة
- أنوثة الفلاحة في الحقل.. وأنوثة الطبيبة في المدينة
- الكاتبة ورئيسة الحكومة
- حملة شعبية ضد التجارة بالطب
- وتبقى البؤرة الفاسدة المتوارثة دون مساس
- مأساة المفكرة المبدعة في عالم ديني ذكوري
- شهادة الزوج الثاني في المحكمة
- نوال السعداويأمر الله والانفجار السكاني


المزيد.....




- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوال السعداوي - مارتن لوثر كينج وحلم سقوط التفرقة العنصرية