|
موقف - ترامب - من العراق ؟.
محمد رياض حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 23:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما ورث الرئيس الامريكي السابق " باراك أوباما " عن سلفه " جورج بوش الابن" ورطة إحتلال العراق ، ورث الرئيس الامريكي " دونالد ترامب " هذا الواقع رافضا ، كما عبر عنه خلال حملته الانتخابية. التي ركز فيها على الشأن الامريكي الداخلي ، الاقتصاد والامن ، وإعادة القوات الامريكية إلى الوطن ما أمكن . إلاّ أن " ترامب " قليل الخبرة في حجم التورط الامريكي في المنطقة العربية وعموم الشرق الاوسط . بما في ذلك " تعهد أمريكا المقدس الأزلي بحماية أمن إسرائيل". الذي توجب عليه التعامل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن انشطتها النووية وموقفها المعلن المعادي لإسرائيل. ومن ثم نفوذها المسلح المسيطر على العراق. فعندما استبيح العراق وغُزِيِ وإحْتُلَّ ، وجدت إيران في إحتلاله وضعفه فرصا رحبة لاخضاع حكوماته بعد 2003 لتيسير مصالحها الاقتصادية والمالية بغطاء عقائدي طائفي . وحققت إيران نجاحا كبيرا من خلال قيادات سياسية ساذجة فاسدة . فتمادت إيران غافلة وطنية العراقيين التي تمثلت بثورة الشباب التشرينية المتواصلة. ــــــــ تطور الصدام الامريكي الايراني مع تصاعد انتفاضة العراقيين ورفضها القاطع لحكومات الفساد والمحاصصة الطائفية الموالية للنفوذ الايراني في العراق ، لتتهم طهران ومليشياتها المسلحة وتابعوها ساسة الفساد إنتفاضة العراق كونها مؤامرة أمريكية . ويتصاعد التصادم الامريكي الايراني بهجمات صاروخية متبادلة ميدانها الارض العراقية وصولا الى اغتيال اللواء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بامر من "ترامب" . ليتفاقم الصدام دافعا القوى الموالية لايران في البرلمان العراقي بتمرير قرار يطالب رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي بإخراج القوات الامريكية من العراق. وإلى ذلك نتابع رد فعل " ترامب" وإدارته على " مزحة " إخراج القوات الامريكية من العراق. وموقفه الساخر من العراق . ــــــ أبلغت إدارة الرئيس الامريكي"دونالد ترامب" حكومةالعراق يوم 8 كانون الثاني 2020 أن العراق قد يفقد إمكانية الوصول إلى حساب البنك المركزي العراقي في (بنك الاحتياطي الفيدرالي) في نيويورك إذا نفذت حكومة العراق قرار البرلمان بإخراج القوات الأمريكية من العراق . حسبما صرح مسؤولون عراقيون لصحيفة "وول ستريت جورنال". ـــــــ إغلاق حساب العراق لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قد يضر بنظام العراق المالي الذي مصدره إيرادات مبيعات النفط التي تودع في حساب البنك المركزي العراقي في (بنك الاحتياطي الفيدرالي) وتخرج هذه الأموال لدفع الرواتب والعقود الحكومية وتمويل مختلف الانشطة الحكومية العراقية . مواقف الرئيس "ترامب" في تعامله مع العراق ، قبل وبعد أصدار أمره بإغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في بغداد ، توالت بالتزامن مع قناعاته التي افصح عنها مرارا : ــــــــ في 26 كانون الثاني 2017 خلال مقابلة مع شبكة ABC ، كرر "دونالد ترامب" أن الولايات المتحدة كان يجب أن تأخذ نفط العراق . ولم يكن ذلك التصريح بجديد ، إذ كرر "ترامب" مطالبته بالاستيلاء على نفط العراق مرات ومرات في مناسبات عدة ، خلال حملته الانتخابية عام 2016 وبعد تنصيبه رئيسا .إذ كان يردد بالنص " أن العراق يمتلك أكبر خزين بترولي في العالم ونحن حررناه من الدكتاتورية وعلى العراق أن يدفع تعويضا عما أنفقنا مليارات الدولارات وعن قتلى جنودنا " جاء ذلك في لقاء مع " ترامب" متلفز لقناة (فوكس نيوز ) يوم الجمعة 10 كانون الثاني 2020 . وقال "إنه يعتقد أن العراق يجب أن يدفع للولايات المتحدة مقابل "استثماراتها" في البلاد خلال السنوات القليلة الماضية أو أن الجيش الأمريكي "سيبقى هناك". "الاستثمارات" التي يقصدها "ترامب" ليست مشاريع للخدمات أو البنى التحتية في العراق وإنما المليارات التي أنفقت وتنفق على بناء العديد من القواعد العسكرية وعلى بقاء عشرات الآلاف من مختلف صنوف القوات العسكرية والاستخبارية والأسلحة وتموينها المتواصل" وقالت ترامب لمحاورته " لورا إنغراهام من شبكة فوكس نيوز " " أقول إذا غادرنا، على العراق أن يدفع لنا ". وكررها ... إذا غادرنا ... على العراق أن يدفع لنا مقابل المال الذي أنفقناه ". وعندما سألته "إنغراهام" كيف يخطط "ترامب" لإستحصال الأموال من العراق ، قال: "حسنًا ، لدينا الكثير من أموال العراق الآن. لدينا الكثير من أموالهم. لدينا 35 مليار دولار من أموالهم الموجودة الآن في حساب خاص لدينا . وأعتقد أنهم سيوافقون على الدفع ، وأعتقد أنهم سيوافقون على الدفع إذا غادرنا ، إو سنبقى هناك. " وقال "ترامب" "لإنغراهام" "لقد بنينا واحدا من أغلى مرافق المطارات في العالم ، لا مثيل له في أي مكان في العالم". و كنت أتمنى لو كان لدينا مثله في نيويورك أو في واشنطن. بنينا مدارجًا في مطارات بطول 15الف قدم أو في الواقع ، أعتقد أن أطوالها 20 ألف قدم ... لا أحد على الإطلاق بنى مدارج مثلها ... وانفقنا مليارات الدولارات في ذلك." ــــــ من جانبه وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" قال في مقابلة متلفزة يو 8 كانون الثاني 2020 . "لن نغادر العراق وليست لدينا نية للمغادرة الان ، وان الوفد الذي قد يتوجه لبغداد سيناقش عددا من القضايا السياسية والمالية وليس سحب قواتنا من العراق" ــــــ في 6 كانون الثاني 2020 كتب ترامب في تغريدة "لقد دفعت الولايات المتحدة للعراق مليارات الدولارات سنويًا ، ولسنوات عديدة. وذلك ما انفقناه من أجلهم. إن الشعب العراقي لا يريد أن تهيمن عليه وتسيطر عليه إيران ، ولكن في نهاية المطاف ذلك خيارهم. وعلى مدار الخمسة عشر عامًا الماضية ، اكتسبت إيران المزيد والمزيد من السيطرة على العراق ، وشعب العراق غير راضٍ عن ذلك. ولن ينتهي هذا أبدًا! ــــــ قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية " دونالد ترامب" في حملاته الانتخابية وفي عدد من المقابلات التلفزيونية أجريت معه عام 2015 و2016 تحدث عن حكومة العراق بإزدراء وسخرية مؤكدا إنه عازم على إستيفاء (1.5) تريليون دولار من العراق (تريليون ونصف التريليون دولار، التريليون = ألف مليار والمليار = ألف مليون). وعندما إستغربت الصحافة الامريكية من توجهاته وذكّرتهُ بأن العراق بلد ذو سيادة رد " ترامب " بإزدراء وتهكم come on, give me a break) ) تقولون أن العراق بلد ذو سيادة هذا بلد منهوب لا يوجد بلد اسمه العراق. انه فصائل متناحرة وكل قادته فاسدون.وكان الرجل محقا إذ يقبع العراق في ظل حكومات المحاصصة والفساد في صدارة أكثر دول العالم فساداً. ولعل أوضح مواقف "ترامب " إستهانة بالعراق حكومة ودولة وسيادة تمثلت بزيارتين خاطفتين غير معلنة خلال إحتفالات "الكريسمِس" في عامي 2018 و 2019. و وقبلها زيارة " مايك بينس " لمناسبة إحتفالات عيد الشكر يوم 23 تشرين الثاني 2019.
#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق و مقولتان : -التاريخ يعيد نفسه- و - الحاكم الكافر الع
...
-
من هو رئيس العراق المُخَلِّص القادم ؟
-
الانتفاضة ... الحكومة والاقليم
-
مع تواصل الحراك الشعبي ... محنة العراقيين الأخطر ... في من و
...
-
هل ستبقى قضايا الاقليم مع الحكومة الاتحادية ... عالقة؟
-
هل أحدثت تظاهرات تشرين 2019 الدامية تغييراً لمستقبل أفضل؟
-
كيف يمكن ان تخسر الولايات المتحدة العراق؟
-
تطوير الاقتصاد العراقي بين الواقع والاماني .... وزارة المالي
...
-
تراكم عجز الموازنات المالية يهدد استدامة تنمية الاقتصاد العر
...
-
معادلة الإنفاق العام الصعبة بين طرفيها المدني والعسكري
-
الفساد المسلح خطر يهدد أمن العراق ومستقبله ما العمل : -وَلَك
...
-
تسمية الخليج بين العرب وإيران
-
صراع الأضداد الأجنبي داخل العراق ... ينذر بالأسوأ
-
وجوب ربط مستويات أجور القوى العاملة بتكاليف المعيشة
-
الضمان الاجتماعي .. نظم للتكافل الانساني بين الدول ومواطنيها
-
الطبقة العاملة المُعطلة تنحدر للفقر في غياب نظم الضمان الاجت
...
-
الفساد -مافيات- منظمة .... العراق نموذجا
-
توقعات في اسعار النفط بين المنتجين والمستهلكين ..- تِلْكَ إِ
...
-
... ودخل العراق في نفق مظلم أخر
-
فذكِّر إنْ نفعت الذكرى
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|