أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - تَوْصِيفٌ عِلْمِيٌّ ل-النفس الأمّارَة بالسوء-؟














المزيد.....

تَوْصِيفٌ عِلْمِيٌّ ل-النفس الأمّارَة بالسوء-؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 16:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السؤال العام: أين توجدُ "النفس الأمّارَة بالسوء" داخل جسم الإنسان؟

الجواب العلمي (حسب اجتهادي المتواضع): من حسن حظنا أنها تتقاسم السكن مع "النفس الأمّارَة بالخير" داخل كل خلية بشرية من خلايانا، وعددها يقارب 100 ألف مليار خلية. النفسان المتناقضتان والمتخاصمتان باستمرار، هما ببساطة مجموع جيناتنا وعددها 25 ألف في كل خلية (ADN).
جيناتُنا جُبِلت على الخير والشر في نفس الوقت (Nos gènes ont été sélectionnés naturellement pendant des millions d’années).

ما هو الخير؟
هو التضامن والحب والإيثار والتسامح والعفو والكرم الذي قد يكنّه فردٌ إلى أعضاء مجموعته، مجموعة غير ثابتة أي تتغير حسب المحيط (المكان، الزمان، السنّ، الإرث الصحي والمالي والثقافي والرمزي والاجتماعي، الحالة الصحية والمادية والنفسية والاجتماعية، إلخ.)، أي المجموعةُ التي ينتمي لها الفردُ، هي مجموعةٌ قد تتسع وتضيق حسب الظروف الطارئة، وقد تكون العائلة الضيقة أو العائلة الموسعة أو القبيلة أو الحي أو البلدة أو الجهة أو البلاد أو الأمة أو اللغة أو الدين أو الثقافة أو القومية أو العِرق أو الإيديولوجيا أو الحزب أو النقابة، إلخ.

ما هو الشر (أو السوء)؟
هو التنافس، العدوانية، الأنانية، الجشع، الإقصاء، العنصرية، الجشع، التباغض الذي قد يضمره فردٌ من مجموعة "أ" نحو فردٍ أو أفراد من مجموعة "ب"، هذه الأخيرة قد تتجسد بالنسبة لنا في الأجنبي أو الغربي أو اليهودي أو الملحد أو المختلف عمومًا.

كيف نكسر من شوكة "النفس الأمّارَة بالسوء" ونقوّي من شوكة "النفس الأمّارَة بالخير"؟
لا سبيلَ إلى ذلك إلا شن حرب على الأولى بمساعدة الثانية (المعضلة أن الاثنتَين موجودتان في شخصٍ واحدٍ)، حرب سلاحها الوحيد التربية والتعليم! حرب لا منتصرَ نهائيَّ فيها، وللأسف الشديد هي حرب تتجدد مع كل ولادة جديدة لفرد جديد، لأن الجينات (ADN) تتجدد بالوراثة، لكن مقاومة شرّها-تقوية خيرها مكتسبة أو لا تكون! لذلك لا نهضة لشعب إلا عن طريق التربية والتعليم ولا طريقًا آخرَ متاحًا غيرها.

Conclusion de Christian de Duve, Prix Nobel de médecine en 1974, Un biologiste et moraliste
Les individus humains ont été sélectionnés naturellement à travers des millions d’années pour être solidaires -أي "النفس الأمّارَة بالخير"- solidaires à l’intérieur de leur groupe (famille, nation, religion, idéologie, paradigme scientifique, système philosophique, langue, parti politique, syndicat, etc.), hostiles -أي "النفس الأمّارَة بالسوء"- hostiles envers les autres groupes (nation étrangère, religion différente, langue différente, paradigme scientifique différent, système philosophique différent, culture différente, parti politique adverse, etc

خاتمة مواطن العالَم: لذلك نلاحظ أن الشر لم ينقرض من الأرض (الحرب، الفساد، السرقة، الكذب، الغدر، الخيانة، الإجرام، إلخ) ولن ينقرض مادام يُتوارَثُ في الجينات، ولا قدرة لنا عليه، قَدَرُنا المشئوم والمحتوم وعلينا الحدّ من سلبياته عن طريق التربية والتعليم. نلاحظ أيضًا أن الخير لم ينقرض من الأرض (التعاون، الرحمة، الحب، إلخ.) ولن ينقرض مادام يُتوارَثُ في الجينات أيضًا، نرحّب به، قَدَرُنا المحمود والمحتوم وعلينا تنميته عن طريق التربية والتعليم أيضًا.

Ma source d’inspiration: Génétique du péché originel. Le poids du passé sur l`avenir de la vie. Christian de Duve (Prix Nobel de médecine en 1974, Un biologiste et moraliste), Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نَعِيبُ زَمانَنا والعَيبُ فِينا!
- أكبرُ سَقْطةٍ أخلاقيةٍ مهنيةٍ (Déontologique)، ممكن يقع فيها ...
- كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!
- كيف يرى الشيخ راشد الغنوشي دورَ علماء الإسلام (مثقفيه) في ال ...
- أحلى صداقة وأدومِها وأصفاها، هي الصداقة الناتجة عن الزمالة ع ...
- أزمة التعليم الخاص في تونس: علاقة المؤسسة التربوية بتلاميذها ...
- موقفان متناقضان من فكرة مأسسة الدين: الشيخ، ضد، والبرادوكسال ...
- أحداثٌ وَقعت لِي أو لبعض زملائي أثناء ممارسة مهنة التدريس
- يبدو لي -ولستُ مختصًّا في المَجالَين- أن هذا الكلام أسفله (ا ...
- الشيخ راشد الغنوشي يَكِيلُ فِكرِيًّا بِمِكيالَين: يَرفعُ حجت ...
- سؤالٌ فلسفيٌّ أطرحُه على الشيخ راشد الغنوشي الموالِي للسلطة ...
- حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟
- مقولات في علم -تخلّق المُخ البشري- (L’épigenèse cérébrale)
- مقولات ديداكتيكية في الإصلاح المرتقَب للنظام التربوي التونسي ...
- وصفةٌ مجرّبةٌ للسعادة اللامادية قد يستفيد منها المتقاعدون من ...
- يبدو أن جل المدوّنين الفيسبوكيين (لا أستثني نفسي طبعًا)، قد ...
- جل يساريينا الماركسيين التونسيين، مثقفون بورجوازيون صغار، أع ...
- منذ نصف قرن وتونس تَشْهَدُ -جريمةً- في حقِّ الدولةِ الصلبةِ ...
- ترجمة لبعض المفاهيم الإسلامية التي صادفتها في قراءاتي بالفرن ...
- فلسفة الأخلاق؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - تَوْصِيفٌ عِلْمِيٌّ ل-النفس الأمّارَة بالسوء-؟