أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لماذا لا يتدبر المسلمون القرآن؟















المزيد.....


لماذا لا يتدبر المسلمون القرآن؟


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 21:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء في القرآن امر بتدبر آياته في اربع آيات هي:
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا سورة محمد 23-24
قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ سورة المؤمنون 66-68
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ سورة ص 29
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا سورة النساء 82
.
واهم تلك الآيات هي الآية الأخيرة
وقد جاء في تفسير الطبري ما يلي:
أن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم، لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق، وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق فإن ذلك لو كان من عند غَير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض. كما: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً }: أي قول الله لا يختلف، وهو حقّ ليس فيه باطل، وإن قول الناس يختلف. حدثني يونس،قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: إن القرآن لا يكذّب بعضه بعضاً، ولا ينقض بعضه بعضاً، ما جهل الناس من أمره فإنما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم. وقرأ: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } قال: فحقّ على المؤمن أن يقول: كلّ من عند الله، ويؤمن بالمتشابه، ولا يضرب بعضه ببعض وإذا جهل أمراً ولم يعرف أن يقول: الذي قال الله حقّ، ويعرف أن الله تعالى لم يقل قولاً وينقضه، ينبغي أن يؤمن بحقية ما جاء من الله. حدثني يحيـى بن أبي طالب، قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك، قوله: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ } قال: يتدبرون النظر فيه.]

ويقول الزمخشري
تدبُّر الأمر تأمُّله والنظر في إدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل فمعنى تدبر القرآن تأمل معانيه وتبصر ما فيه { لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } لكان الكثير منه مختلفاً متناقضاً قد تفاوت نظمه وبلاغته ومعانيه، فكان بعضه بالغاً حدّ الإعجاز، وبعضه قاصراً عنه يمكن معارضته، وبعضه إخباراً بغيب قد وافق المخبر عنه، وبعضه إخباراً مخالفاً للمخبر عنه، وبعضه دالاً على معنى صحيح عند علماء المعاني. وبعضه دالاً على معنى فاسد غير ملتئم، فلما تجاوب كله بلاغة معجزة فائتة لقوى البلغاء وتناصر صحة معان وصدق إخبار، علم أنه ليس إلا من عند قادر على ما لا يقدر عليه غيره، عالم بما لا يعلمه أحد سواه. فإن قلت أليس نحو قوله{ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } الأعراف 107،{ كَأَنَّهَا جَانٌّ } النمل 10،{ فَوَرَبّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } الحجر 92،{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } الرحمٰن 39 من الاختلاف؟ قلت ليس باختلاف عند المتدبرين.

ونقرأ في تفسير ابن كثير
يقول تعالى آمراً لهم بتدبر القرآن، وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة، ومخبراً لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تعارض لأنه تنزيل من حكيم حميد، فهو حق من حق، ولهذا قال تعالى{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } ، محمد 24 ثم قال { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ } أي لو كان مفتعلاً مختلقاً كما يقوله من يقول من جهلة المشركين والمنافقين في بواطنهم، لوجدوا فيه اختلافاً، أي اضطراباً وتضاداً كثيراً، أي وهذا سالم من الاختلاف، فهو من عند الله، كما قال تعالى مخبراً عن الراسخين في العلم حيث قالوا{ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } آل عمران 7 أي محكمه ومتشابهه حق، فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم، فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه، فغووا، ولهذا مدح تعالى الراسخين، وذم الزائغين. قال الإمام أحمد حدثنا أنس بن عياض، حدثنا أبو حازم، حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال لقد جلست أنا وأخي مجلساً ما أحب أن لي به حمر النعم، أقبلت أنا وأخي، وإذا مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم، فجلسنا حجرة إذ ذكروا آية من القرآن، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً حتى احمر وجهه، يرميهم بالتراب ويقول " مهلاً يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضاً، إنما نزل يصدق بعضه بعضاً، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه " وهكذا رواه أيضاً عن أبي معاوية، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب، فقال لهم " مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم " قال فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أشهده ما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده، ورواه ابن ماجه من حديث داود بن أبي هند، به نحوه. وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني، قال كتب إليّ عبد الله بن رباح يحدث عن عبد الله بن عمرو، قال هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فإنا لجلوس، إذ اختلف اثنان في آية، فارتفعت أصواتهما، فقال " إنما هلكت الأمم قبلكم باختلافهم في الكتاب "
.
وحقيقة الأمر، فإن من يتدبر القرآن لسوف يجد فيه اخلافا كثيرا
وقد يكون في هذه الآية مفتاح لفهم القرآن.
فهل تعمد كاتب القرآن وضع هذه الإختلافات للقارئ الذكي حتى ينبهه على ان القرآن ليس من عند الله؟
لنرجع إلى قصة الحاخام اليهودي المسطول.
من المحتمل جدا ان واضع القرآن من احد الداخلين في الدين الإسلامي وفقا لمبدأ الترهيب والترغيب. وقد تم إستئجاره من السلطات الحاكمة لكي يؤلف لهم كتابا يوازي ما بين يدي اليهود والمسيحيين لتبرير تصرفات تلك السلطات.
ولكن هذا الحاخام المسطول بقي في قرارة نفسه على دينه الأصلي، متظاهرا بالإسلام وفقا لمبدأ التقية الشهير الذي ينص عليه القرآن
لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ - سورة آل عمران 28
فكتب ما فُرض عليه كتابته ولكنه جعله كتابا مخربطا إلى اعلى درجات الخربطة
وحتى ينبه قرائه الأذكياء بأنه ليس تزيل حكيم عليم، وضع لهم مفتاح لحل لغز القرآن في الآية التالية:
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا سورة النساء 82
.
وقد يكون هذا سر عدم تدبر المسلمين القرآن كما افعل في تفسيري "الفهم السليم للقرآن الكريم" وفقا للتسلسل التاريخي لنزول القرآن، دون تلفيق ولا تنميق، حيث اركز على القراءات المختلفة والأخطاء اللغوية ومصادر القرآن وأسباب النزول والآيات الناسخة والمنسوخة
فلو فعلوا ذلك لما بقي أحد منهم في الإسلام.
.
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهم السليم للقرآن الكريم: سورة مريم من الآية 64 إلى الآية ...
- الدين، وما ادراك ما الدين!
- تفسير سورة مريم من الآية 37 إلى الآية 63
- فلا خبر جاء ولا وحي نزل
- تفسير سورة مريم من الآية 1 إلى الآية 36
- تفسير سورة فاطر من الآية 27 إلى الآية 45
- تفسير سورة فاطر من الآية 1 إلى الآية 26
- الدين وجد عندما التقى أول مخادع بأول غبي
- تفسير سورة الفرقان من الآية 55 إلى الآية 77
- نصيحتي لأمريكا Mon conseil aux Etats-nis
- تفسير سورة الفرقان من الآية 34 إلى الآية 55
- ندعوكم للإسلام: رد متابع سوداني
- تفسير سورة الفرقان من الآية 1 إلى الآية 33
- ندعوكم للإسلام
- كتبي العربية المجانية Mes livres arabes gratuits
- من يحق له قراءة القرآن؟
- هل تؤمن بوجود الله؟
- المعجزات
- جدل حول نبوة سامي الذيب
- تطبيق فكر محمود محمد طه من خلال طبعة عربية وترجمات للقرآن با ...


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لماذا لا يتدبر المسلمون القرآن؟