|
ما الذي يمنع ايران من خلع ثوب العداء للعرب
طلال بركات
الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا احد من الدول المحيطة بايران يريد محاربتها او التدخل في شؤونها الداخلية او له اطماع في ثرواتها او يتآمر عليها خصوصاً بعدما انحسرت قدرات العرب لأسباب معروفة ومنها خروج العراق كقوة اقليمية بعد الاحتلال الامريكي وبذلك اصبحت ايران القوة التي لاينافسها احد من دول الجوار .. لذلك نتسائل لماذا تقوم ببناء ترسانة عسكرية كبرى وتصرف عليها المليارات من قوت الشعب الايراني وتسعى للحصول على السلاح النووي وتخلق لها أعداء هي في غنى عن ذلك فضلا عن صرف اموال طائلة على الميلشيات الموالية لها لتكون أذرع فتاكة لزعزعة امن المنطقة لصالح اجندتها العدوانية وحتى لو حصلت ايران على السلاح النووي فأنها لن تستطيع الهيمنة على المنطقة وسط عالم بات يعج بالمصالح المشتركة وهناك من يملك أسلحة فتاكة تفوق الاسلحة النووية الايرانية وايضا ليس من الصعوبة ان تحصل دول مماثلة اخرى في المنطقة على السلاح النووي فان ما تفكر به ايران اضغاث احلام من الزمن الغابر تستمده من وهم التاريخ وروح الانتقام دون الادراك ان العالم أتجه نحو العولمة والمصالح الاقتصادية المشتركة .. ودون الادراك ان العلاقات الدولية بين دول العالم اليوم غير ايّام قورش وكسرى .. واذا كان ذلك من اجل تحرير القدس من اليهود كما تدعي طيلة عقود من الزمن باعتبار ذلك واجب ديني مقدس فما هو المبرر من تدخلها في اليمن والصومال وشمال افريقا وحتى امريكا الجنوبية في الوقت الذي رفعت شعار تحرير القدس يمر عبر كربلاء بينما أحكمت قبضتها ليس فقط على كربلاء وانما على العراق وسوريا ولبنان وغزة وهذة الدول بمثابة طريق الحرير الى القدس فماذا تنتظر .. لماذا لا تحرك جيوشها وصواريخها وأذرعها نحو فلسطين وانتزاع القدس من قبضة اليهود وتتخذ من الضربات الاسرائيلية لذيولها ومخزونها الصاروخي في سوريا والعراق ذريعة لتحقق الأمل المنشود لكل المسلمين في العالم وانتزاع القدس من اليهود وبذلك تتربع حباً في قلوب المسلمين كافة قبل قلوب اتباعها ومحبيها فضلاً عن إثبات مصداقيتها فيما تدعيه بعدما صدعت رؤوس الملايين في عنتريات كاذبة لاكثر من أربعين عام واليوم انكشف زيفها بعدما تفاقمت الضربات الاسرائيلية على ذيولها ولم تحرك ساكن من اجلهم بل روحاني تخلى عنهم بقوله " اننا غير مسؤولين عن القوى التي تدعي انها تمثلنا وهي خارج حدودنا " وهذا يعني ان ايران سوف لن ترد ولن تدافع عن ذيولها لانها جندتهم للدفاع عنها وليس الدفاع عنهم أي لكي تتخذهم وقود لتنفيذ اجندتها السياسية التي لا علاقة لها بقضية فلسطين ولا القدس لان الصراع الحقيقي مع اسرائيل صراع عربي اسرائيلي بحت وليس صراع اسرائيلي فارسي لان السبب احتلال اليهود اراضي عربية باستخدام شعارات دينية على اساس انها ارض الميعاد، وعلى نفس المنوال استخدمت ايران شعارات دينية بحجة القدس ليكون لها موطئ قدم لأغتصاب اراضي عربية كما اغتضب الصهاينة ارض فلسطين، ولو كان ملالي طهران ضد الصهاينة بحق بحكم رفضهم لمبدأ إغتصاب الأرض فالأولى بهم اعادة ارض الأحواز المغتصبة إلى أهلها العرب وينسحبوا من الجزر الاماراتية الثلاث ثم يتخلوا عن نزعتهم التوسعية التي تطال اجزاء من الأراضي السورية واللبنانية والعراقية .. بمعنى ان القدس استخدمت شماعة لتحقيق اطماع سياسية لان ايران القومية تتقدم على ايران الاسلامية لان القومية الفارسية تتقدم عندهم على الدين والمذهب والاتباع بل سخرت الدين والمذهب والاتباع من اجل خدمة اجندتها القومية لتحقيق حلم اعادة امجاد إمبراطوريتها المنشودة على حساب العرب، ذلك الوهم الذي لم يفارق اذهان الفرس الذين يعتقدون ان تحقيقه لا يمكن ان يتم الا بإذلال العرب والانتقام منهم بسبب عقد التاريخ .. بينما لازال كثير من المغفلين في العراق من الموالين لايران الذين تم غسل أدمغتهم من قبل اصحاب العمائم من اجل التبعية المطلقة والانقياد الاعمى ليكونوا محرقة للدفاع عن ملالي طهران المنغمسين في النعميم واولاد الخايبة يذهبون الى الجحيم .. ألم يسأل مقاتلي الحشد الشعبي لماذا ملالي طهران لم يحركوا ساكن في الدفاع عنكم وانتم في محنة تحت جبروت ضربات الطائرات الاسرائيلية وتعرّضون انفسكم للموت وبلدكم للدمار من اجل حراسة أسلحة ايران وصواريخها المؤمنة في مخازنكم ومستودعاتكم، واذا كُنتُم تعتقدون ان ايران قد جاءت بميليشياتها لمحاربة داعش في العراق حباً فيكم فهذا هو الغباء بعينه لانها هي من ادخلت داعش وهي من ساهمت في صناعتها وبحجة محاربتها جاءت بجيوشها وميليشياتها وخبرائها من اجل تحقيق موطئ قدم في العراق ومثله في سوريا .. ايضاً ألم يسأل احدكم لماذا ايران تتاجر بالاسلام والمسلمين والمقدسات والأضرحة والمراقد أليس من الاولى لو كانت ايران حقاً على دين الاسلام ان تتحلى بخلق الاسلام وتتبع تعاليم القرأن وتنبذ الخلافات العقائدية وتترك الدسائس والفتن الطائفية وتعمل على التآخي والمحبة والتسامح بين المسلمين وفقاً لتعاليم الاسلام وتنبذ الكراهية والأحقاد وتتخلى عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وتترك التهديدات الفارغة والعبث في الامن الإقليمي والدولي بدعمها ورعايتها للارهاب وبذلك تسحب البساط من تحت اقدام امريكا والصهاينة وتكسب حب واحترام الجميع بدلا من ان تفعل ذلك مرغمة وتكسب سخط وشماتة الجميع ..
#طلال_بركات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا تريد ايران انهاء الثورة في العراق
-
مجرد وجهة نظر قبل فوات الأوان
-
جراحاتنا كبرت وما يحصل في سوريا بداية للتقسيم
-
نشوء الاسلام السياسي ولعبة الامم
-
التاريخ لن يكرر نفسه .. ولا كسرى بعد كسرى
-
هل هو خطأ فني في التشريع ام تمايز بين المتقاعدين
-
ما دار في الكواليس عن اسرار ثورة تموز
-
فات الأوان اليوم يوم حساب وليس عتاب
-
العنجهية والتحدي ثمرة الجهل والتحزب الطائفي
-
الثغرات في الموقف الامريكي اتجاه التصعيد مع ايران
-
وفروا الدموع على كاتدرائية نوتردام فان منارة الحدباء ومعالم
...
-
التقارب السعودي المفاجئ الى حكومة العراق الي اين
-
لماذا ثروات العراق ليس لأهله
-
السياسة النقدية ورفع رسوم تأشيرة دخول الايرانيين
-
ما المطلوب من مؤتمر واشنطن
-
رؤيا حول مؤتمر مشغن ومؤتمر واشنطن
-
بأي معايير نقيم السياسة الدولية
-
رحيل الشاه قبل زيارة النجف
-
خراب الاوطان في صراع الايديولوجيات
-
التباكي على حلب ثروات الخليج من قبل ايران واتباعها !!!
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|