أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - إلى الدائرين في الفلك الإيراني عودوا إلى مداراتكم القومية الأصيلة














المزيد.....

إلى الدائرين في الفلك الإيراني عودوا إلى مداراتكم القومية الأصيلة


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6463 - 2020 / 1 / 12 - 11:40
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


رسالة إلى أبناء الأمة للعودة إلى أحضانها

لقد انقرض عصر الإمبراطوريات الكبرى في التاريخ، خاصة منها تلك التي تعمل على ترميم الإمبراطوريات الدينية. ودخل العالم في تاريخ بناء الدول القومية وحقها في تقرير مصيرها بحماية دولية إنسانية، تلك هي سُنَّة العصر.
وعلى الرغم من كل ذلك، فقد جمَّد بعض من يزعمون أنهم قوميون ووطنيون عرب، التاريخ على أعتاب إمبراطورية فارسية، أكل الدهر عليها وشرب. ولكنهم ما زالوا يشربون من مائها ويستنشقون من هوائها، ويضلِّلون أنفسهم بدعواتها الدينية الزائفة، حتى كادت تصل أحلامها إلى أسوار القدس. وبمزاعمها الإنسانية التي تدَّعي أن الله أرسلها لتريح العرب من شرور أنظمتهم الرسمية التي تناست القدس وباعتها، وقمعت مواطنيها وسرقت منهم لقمة الخبز.
جاءت تلك الأحلام على صهوة جواد يبشِّر العرب بأن القدس ستعود إلى أهلها مرفوعة الرأس، وسينعم فقراء العرب بالعدل والمساواة بالواجبات والحقوق تحت رعاية مرشدها الأعلى. وسوف يتم تحريرهم من رجس الشيطان الأميركي الأكبر. فهلَّل بعض القوميين العرب لتلك المزاعم، ففُتحت لهم أبواب وسائل الإعلام ليشيدوا بالدعوة الجديدة، ومراكز الأبحاث لتشيد لتلك الإمبراطورية قصوراً من أكداس الدراسات والأبحاث ليؤكدوا على أهمية الانضمام إلى مواكب تلك الإمبراطورية وليأكلوا من خبزها المعجون بنهب ثروات الأنظمة الرسمية، وليضربوا بسيف الإمبراطورية الجديدة من دون خجل ولا وجل.
لقد فعل من يزعمون أنهم أسسوا للقومية العربية منتديات للتبشير بضرورة نهضة الأمة، ولكنهم انقلبوا على أعقابهم هاربين إلى الأمام للتهليل والتكبير لمنقذ العصر ومخلِّصه، وكأنهم اكتشفوا أن طريق نهضتها سيتم على أيدي أصدقاء جدد للعروبة، أصدقاء خارجون من رحم أمم أخرى تعتنق المبادئ الشوفينية التي لا ترى شيئاً خارج مصالحها، وخارج مصالح مرشديها وآياتها.
في المقلب الآخر، الذي تعامى عنه هؤلاء، كان المخلِّص المنتظر الذي انجرفوا في تياراته وشعاراته، يحيك من الأثواب الزائفة ما يزيد عمى من تغاضى عن حقيقته عمى على عمى. وبانت لغيرهم حقيقة الأثواب التي يحيكونها للأمة.
إن الحقيقة أن مزاعم تحرير القدس كانت في القضاء على أي نظام يريد تحرير القدس. وضرب أي تيار رفع هدف تحريرها بأيد عربية قبل أن يولد المرشد الذي زعم تخليصها بعشرات السنين. وما كان التيار المرشد المخلِّص سوى كاسحاً للألغام أمام تعميق الحفر التي تحمي من اغتصبها، ورافعاً للأسوار التي تعيق لوصول إليها.
إن الحقيقة في مزاعم تخليص الأمة من الشيطان الرجيم، كانت تكمن في التحالف معه فوق الطاولة أم تحتها. وهذا أشبه ما يكون بتحالف الراهب مع الشيطان الذي كتب عنه جبران خليل جبران وحذَّر منه منذ أكثر من قرن من الزمن. تحالف معه باحتلال العراق، وتحالف معه بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد القاضي بتفتيت الوطن العربي إلى دويلات طائفية.
إن الحقيقة تكمن في أنه أينما وطأت أقدام المخلِّص الجديد حلَّ الخراب والدمار والتهجير والتقتيل والمرض والجهل والظلام. وهل أكثر دلالة على هذه الحقيقة مما يجري في العراق؟
إن الحقيقة تكمن في أنه أينما وصلت تعاليمه عمَّت الميليشيات المسلَّحة التي حالها كما حال من هدَّد بها معاوية بن أبي سفيان في حربه مع الإمام علي بن أبي طالب، بأنه سيأتيه بمائة ألف مقاتل لا يفرِّقون بين الناقة والجمل.
فإذا اكتفينا بهذه العناوين السريعة، فلكي نناشد من يزعمون أنهم قوميون عرب، لنسألهم مستغربين، متى تعودون إلى وعيكم وضميركم؟ إلى متى سيستمر الجهل بالتمييز بين الناقة والجمل ساري المفعول؟
إن أحلام الإمبراطوريات المعاصرة إلى زوال. فانأوا بأنفسكم عن تلك الأحلام.
إن إمبراطوريات خيوط العنكبوت تتمزق على أيدي الثوار الجدد الذين يُولدون من رحم الأمة العربية. فإلى متى تتعامون عن حقائقها ودوافعها النبيلة؟
إن قطار الأمة العربية سائر إلى نهايات سعيدة على الرغم من كل المخاطر والمعيقات والحواجز والحفر التي تنصب في طريقها. ألم تحلموا يوماً، منذ نعومة أظافركم، بأن تشاهدوا بأم أعينكم شباب الأمة وشاباتها ينتفضون ضد جلاديهم الذين أفقروهم وأضعفوهم وزادوا من مرضهم أمراضاً؟
أيها الدائرون في الفلك الإيراني، أنظروا إلى الشباب الذين ملأوا الساحات، فهم يملأون مساحات الأمل في عيوننا وقلوبنا، نناشدكم أن تعودوا إلى مدارتكم القومية الأصيلة، لكي تنعشوا الأمل في قلوب الشباب لا أن تسهموا في قتله.
إن أحضان الأمة العربية دافئة تستوعب كل أبنائها، وهي مشتاقة إليكم لتعيد احتضان كل من جافاها أو كان عقوقاً لها بنزوة عابرة. عودوا إليها وأنتم أبناؤها الأكرمين، وستجدون الملايين في استقبالكم بعد غياب قصيراً أم كان غياباً طويلاً.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصة الفقراء من الجنة خذوها واعطوهم رغيفاً من الخبز
- إضبطوا ساعاتكم على توقيت الثورة في العراق
- أخطاء في المساواة بين الدورين الروسي والأميركي في الصراع الد ...
- للخروج من متاهة اللاءات المتناقضة يبقى المشروع السياسي الاقت ...
- القادسية الثالثة بوسائل سلمية
- لكي لا يصبح أمراء الطوائف مشايخ للنفط أيضاً
- المنهج الفقهي لنظام ولاية الفقيه في قمع الانتفاضات الشعبية
- كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب
- ثورة تحَّدت طاحونة الموت هي ثورة تعيد الحياة للعراق
- دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة
- لقد طفح كيل غضبنا، إرحلوا واتركونا نعيش
- البنى المعرفية الشعبية تنهار أمام ثورة الشباب
- وصايا السكوت الذهبية كي تكون مواطناً غير متآمر
- ربيع العراق ولبنان يزهر من بذور عربية
- إظهر يا مارد الثورة، إن العراق قد امتلأ ظلماً وجوراً
- كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب
- الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم
- أنياب خامنئي هشَّة ودموع ترامب كاذبة
- الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة
- ماذا لو جفَّ... في العراق ولبنان؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - إلى الدائرين في الفلك الإيراني عودوا إلى مداراتكم القومية الأصيلة