أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أم رافد - عملية التطور التاريخي ومسؤولية القوى الثورية














المزيد.....

عملية التطور التاريخي ومسؤولية القوى الثورية


أم رافد

الحوار المتمدن-العدد: 27 - 2002 / 1 / 5 - 08:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




من القضايا المهمة التي طرحتها الماركسية، قضية علاقة العمل الثوري بالمسار الموضوعي لتطور الواقع الاجتماعي، قضية الفعالية الاجتماعية التاريخية الواقعية للنشاط الثوري. فقد دافع مؤسسا الماركسية بحزم عن الموضوعة التي تقول بالطابع القانوني لعملية التطور الاجتماعي، ووقفا في الوقت نفسه ضد الخلط بين سنة التاريخ والقدر المحتوم. فالتراكم العفوي الموضوعي للتناقضات الاجتماعية وتعمقها وتفاقمها التدريجي يشكل عملية نضوج الظروف والمقدمات لقيام الناس والطبقات بمعالجة هذه التناقضات بشكل نشيط حيث تنضج الحاجة الموضوعية لهذه المعالجة .

إن اشتداد التناقضات وبروزها ، لا كتناقضات سطحية بل كتناقضات عميقة أساسية للنظام الاجتماعي ككل، يشير الى نفاذ إمكانيات التطور الذاتي العفوي لهذه المنظومة، الأمر الذي يتطلب تدخلاً نشيطاً واعيا من قبل الإنسان لتحقيق تطور المجتمع. ولا يمكن أن يكون حل التناقض هذا الاً نتيجة لنشاط تطبيقي وبشكله الأكثر انسجاماً، النشاط الثوري . وإذا لم يتسن للناس تنظيم وتحقيق هذا النشاط فإن احتدام التناقضات يمكن أن يخلق أزمة داخلية ذات طابع مأساوي لحياة المنظومة الاجتماعية برمتها .

إن النشاط الواعي الذي يدور الحديث عنه، لا يمكن أن يقف عند حدود قدرة الإنسان على التأمل الأفتراضي، بل ينبغي أن يرتبط بالقدرة على استقراء وتخطيط مستقبل الوضع الاجتماعي الذي يخلقه تطور التناقضات الداخلية المستعصية المميزة للحالة الراهنة والقدرة على نقل هذا الوعي بإبداع من التجريد الذهني الى الواقع الملموس. مثل هذا الوعي ينبغي بالضرورة أن ينشأ حتى لا يدخل المجتمع في حلقة مؤلمة من التناقضات المستعصية.

إن الصراع الطبقي هو القوة المحركة للتاريخ، لأن هذا الأخير يتطور كعملية تبدل التشكيلات التي تتصف بوجود التناقض الطبقي . إن صراع الطبقات السياسي ، ثورتها السياسية هي أبرز شكل لمبادرة الكادحين التاريخية في هذه المرحلة من التاريخ.

لقد رأى ماركس بأن الواجب التاريخي يعني القدرة على الاستجابة لدعوة التاريخ الموضوعية، للقضية التي تطرح موضوعياً أمام المجتمع. وأشار الى إن الأخلاق في التاريخ تكمن في القيام بهذا الواجب، الذي اعتبره مقياساً للثورية الحقيقية لمختلف الطبقات والأحزاب والأفراد وكذلك مقياساً للمأثرة التاريخية أو الذنب التاريخي لهم .

وبمناسبة تأكيد المادية التاريخية على قدرة القيام بالواجب التاريخي المطروح في حينه لأجل التقدم الإنساني ، فقد عبر ماركس عن أخلاق هذه المادية تعبيراً مكثفاً بقوله ( لم يفعل الفلاسفة حتى اليوم سوى تفسير العالم بطرق مختلفة لكن الأمر الهام هو تحويله ) . إم مسؤولية القوى الثورية أمام الناس، الذين يعانون الآلام هي أيضاً مسؤولية أمام متطلبات المجتمع، أمام التاريخ حاضره ومستقبله. فبدون المسؤولية أمام الكل الاجتماعي لا معنى للمسؤولية الحقيقية أمام الناس المنفردين، من جراء الاعتباطية تجاه العملية التاريخية، من جراء المحاولات المصطنعة للمحافظة على الوضع القائم ، من جراء التصرفات الذائبة …الخ يمكن أن تعاني جماهير الناس، وحتى أشخاص محدودون منهم الآم حقيقية. إن الفكرة التي تؤكد بأن نجاح العمل الثوري يتعلق بصورة حاسمة باستعداد المجتمع الموضوعي لعملية التحولات الثورية طرحت قضية المسؤولية التاريخية للثوري الحقيقي التي تتطلب منه ليس الحزم والبطولة فحسب ، ليس القناعة السليمة في المبادئ العامة والأساسية للإيديولوجية الثورية فحسب، بل تتطلب منه أيضا أن يراعي دائما الحالات التاريخية الملموسة ودرجة تفاقم التناقضات الاجتماعية. وبقدر ما يتعلق الامر بواقع بلادنا وواقع الحركة الثورية في العراق ، بودي الاشارة الى أن التطورات الدولية والداخلية قد خلقت تناقضات وتعقيدات أضافية جديدة للوضع القائم. لقد أدى انهيار التجربة الاشتراكية الى أزمة عميقة لم يقتصر أثرها على الاضطراب الذي أصاب الملايين من الناس في مشاعرهم وأحلامهم ووعيهم، بل طالت نخباً وقادة وربما أحزاباً بكاملها . ومما زاد من الإحساس بالقلق، انهيار القيم التي كانت تحمل إسم الاشتراكية في دول أوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي وسيادة قيم نقيضة لها، وظهور الفكر الاشتراكي بمظهر العاجز عن فهم طبيعة التحولات الجديدة في العالم، وأهمها تحًكم النظام الرأسمالي العالمي – ومركزه الولايات المتحدة – بمصائر العالم ، ولربما لوقت غير قصير ، في وقت زعم فيه الفكر الاشتراكي بأن الاشتراكية قد أمسكت بالمفتاح الأساسي لحركة التاريخ .

ومن جهة مكملة ، فأن تفاقم تناقضات النظام الدكتاتوري ونفاذ أي أمكانية لتطوره مع عدم تمكن القوى الثورية لحد الأن من استبداله بنظام جديد، خلق أزمة داخلية ذات طابع مأساوي للمنظومة الاجتماعي ككل. الأمر الذي القى بظلاله على الحركة الثورية وخلق لها تناقضات وتعقيدات ومعوقات إضافية جديدة موضوعية وذاتية لم تعهدها من قبل ، ووضع على كاهل الثوريين الحقيقيين أعباء ومصاعب اضافية جديدة ، الا ذلك لا يبرر الأرتداد والنكوص عن إداء الواجب الاخلاقي تجاه البشرية المعذبة. إن تحقيق النجاحات تتوقف على قدرة التيار الثوري العلمي المبدع داخل الحركة على التعبير عن نفسه وفرض مواقفه. إن نتيجة الصراع ستتوقف الى درجة كبيرة على الصبر الثوري وعلى قوة الإرادة والعزيمة ( وليس الجزع البرجوازي الصغير أو مسايرة الواقع الراهن بالطبع ) التي تبديها القوى الثورية الحقيقية المناط بها عملية التغيير الثوري بعد تسلحها بمنهج علمي قادر على تحليل الواقع وفسح المجال لدور الجماهير في عملية التغيير .



#أم_رافد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أم رافد - عملية التطور التاريخي ومسؤولية القوى الثورية