أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - الغائية في الفكر الديني














المزيد.....

الغائية في الفكر الديني


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 14:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغائية هي مذهب فلسفي يقول بأن لكل شيء هدف نهائي وُجِد لأجله وهذا الهدف سابق على وجود الشيء نفسه، فوجود الأنهار حتمي والهدف من وجودها سابق على إيجادها الا وهو ري ظمأ الكائنات الحية وعلي رأسها الإنسان (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، والهدف من وجود الأسماك سابق على وجودها ألا وهو أن تكون طعاماً للإنسان (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً).
ولقد نوقشت الغائية أو تم قياسها ومحاولة تطبيقها على كل فروع المعارف الإنسانية تقريباً، ولكن ما يعنينا هنا هو بُعدها اللاهوتي أو الديني والذي يقودنا قسراً للبُعد الأخلاقي في الغائية.
فإذا سلمنا بأن لكل شيء هدف ما من وجوده وأن هذا الهدف من وجود الشيء سابق على وجود الشيء نفسه وأنه لولا الهدف ما كان هذا الشيء قد أوجد من الأساس لقادنا ذلك إلى نتيجة حتمية، ألا وهي أن الهدف نفسه أكثر أهمية في تلك المعادلة من الشيء نفسه وما الشيء إلا وسيلة لبلوغ الهدف.
فالهدف من وجود النهر (وجود حياة) أهم من النهر في حد ذاته وما النهر إلا وسيلة لبلوغ الهدف، والهدف من وجود الأسماك (لحماً طرياً يأكله البشر) أهم من الأسماك نفسها والتي هي مجرد وسيلة الغرض منها أن تكون طعاماً للإنسان.
والذين قالوا بالغائية من الفلاسفة إنما فعلوا لأنهم رفضوا أن يكون وجود الإنسان بلا غاية، فالإنسان عندهم خُلِق لغاية أو هدف نهائي ولو كان الأمر خلاف ذلك لما كان لوجود الإنسان معني وما كان معني لحياته وبالتالي لاستوى وجوده وعدمه واستوت حياته وموته واستوى أيضاً كل الكيفيات التي يمكن أن تكون عليها حياته وأفعاله وبالتالي سيستوي أن يعطي أحدهم زهرة لجاره وأن يعطيه رصاصة في رأسه، أو أن يداعب أحدهم طفلاً بلطف وأن يركله بقسوة ويتوصلون بذلك لإثبات وجود قوة مهيمنة تُحدد الهدف من وجود الشيء، و تحديد الهدف سابق بالطبع علي إيجاد الشيء كما رأينا.
فإذا كان الإنسان مخلوق من قِبَل خالق، فلا شك أن خلقه – أي الإنسان- كان لهدف وهذا الهدف سابق على خلق الإنسان نفسه وأن الهدف من خلق الإنسان أهم من الإنسان نفسه وما الإنسان سوي وسيلة لبلوغ الهدف أو الغاية.
وفي القرآن: وما خلقنا الإنس والجن إلا ليعبدون، تلك هي الغاية أو الهدف من وجود الإنسان في الإسلام والتالي فغائية الله من منظوره هو في خلق الإنسان هي أن يُعبَد كإله وما الإنسان إلا وسيله لتحقيق هذه الغاية.
وبتطبيق الأليه نفسها التي يستخدمها الغنائيون لإيجاد معني لوجود الإنسان أو لوجود الكون ككل، علي الإله لوجدنا أنه من منظور الإنسان فإن الغاية من وجود الله هي أن يخلقه، إذ ليس لوجود الله في حد ذاته أي أهمية بالنسبة للإنسان سوي أنه خلقه -أي الإنسان-و الدليل علي ذلك أنه لو لم يكن الله قد خلقه و كان الإنسان رغم ذلك موجوداً لما كان لوجود الله أي أهمية بالنسبة للإنسان، فأهمية الله بالنسبة للإنسان تكمن في أن الله خلق الإنسان، و بالتالي فالغاية من وجود الله بالنسبة للإنسان هو أن يقوم الله بعملية الخلق، و بما أن الهدف أو الغاية بحسب الفلسفة الغائية أهم من الشيء/الوسيلة و سابق عليه، فإن الهدف بالنسبة للإنسان (خلق الإنسان/ وجوده) أهم من الشيء/الوسيلة/ الله و سابق عليه و لولا خلق الإنسان ما كان لوجود الله أي ضرورة أو مبرر.
فكما أن غاية الله من خلق الإنسان كانت أن يعبد هذا الأخير الله ولولا وجود هذه الغاية لما كان للإنسان وجود و بالتالي تكون عبادة الله مقدمة علي الخلق من حيث الأهمية و سابقه عليه في الزمن ، فإن غاية الإنسان من وجود الله هي أن يخلقه و لولا وجود هذه الغاية لما كان الله موجوداً وبالتالي يكون خلق الإنسان مقدماً علي الوهية الله و سابق عليه في الزمن، و كما أن الإنسان هو وسيلة الله لبلوغ غايته في أن تتم عبادته، فإن الله هو وسيلة الإنسان لبلوغ غايته في أن يُخلَق، فكيف إذن كان الله ليُنَصِب نفسه إلهاً بلا مخلوقات تُبًلِغُه غايته!!!
عندما نصل إلى هذه النقطة علينا أن نقر بأن الغائية التي يبرهن بها البعض على وجود الإله هي نفسها التي تدحض وجوده.



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن نكون شوكة في حُلُوق الأفاقين
- القاموس القرآني ( الإنسان )
- الرقص بخاصرة الوطن .
- رب العزة ذَلَّ وهذَى
- شعوب تتنفس إحتقار النساء
- المسلم شيزوفرينك بالضرورة.
- بلاهوته و ناسوته (1)
- إستعذ من عقلك الذي يوسوس في رأسك
- النمط الدائري للمجتمعات المتخلفة حضارياً
- كل المساندة لشريف جابر
- جواري محمد
- يادي خاشقجي إللي فلقتونا بيه
- المسيحية ... تلك الديانة السامية
- التحدي الهزلي
- الله المكار و ذكائه البتار حجة علي الكفار
- دور الإسلام في ظاهرة التحرش الجنسي 2/2
- دور الإسلام في ظاهرة التحرش 1/2
- يا ملجم العقول لجم عقلي علي كيفك
- بلاغة القرآن بالدليل و البرهان
- عام سعيد أستاذ صبحي منصور


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - الغائية في الفكر الديني