الكلمة اليومية لصوت "إلى الأمام" إذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من داخل العراق يكتبها سمير عادل
قالوا عن هذه الحرب ستكون نظيفة، لكنها أثبتت ان كل شيء فيها بربري، بدأ من تدمير المنازل وتشريد السكان من المدن وتجويعهم وبث االهلع في صفوفهم وقطع الماء والكهرباء عنهم ، حتى شكل الكذب الذي يتبجحون به بدأ شكلا بربريا ايضا .
قالوا نحن لم نقصف المناطق المدنية بالكروز وام القنابل والعنقودية ،واذا كنا معتوهين او صامين آذاننا وعيوننا مفقوءة كجماعة الجلبي واياد علاوي واذاعة هريم كردستان،كي نصدق تلك الأكاذيب، فماذا عن حصارهم للمدن وعدم السماح لوصول االمساعدات الانسانية والاغاثة اليها، وماذا عن اذلالهم وعدم الاكتراث لاهات وزفير وتنهدات الاباء والامهات الذين فقدوا ذويهم،وماذا عن المرضى الذين يئنون من الالم في المستشفيات،وماذا عن بكاء الاطفال الذين دمرت نفسيتهم هدير الطائرات واصوات دوي انفجار القنابل ….انهم ينوون ترويع جماهير العراق وتجويعهم كي يديموا سلطة الاستبداد وجمهورية الاذلال والرعب ما بعد ااطاحة نظام صدام.
كنا نعلم ان الذي احتل مركز صدارة الكذابين بعد ادارة هتلر ووزير اعلامه غوبلز، هو النظام البعثي الفاشي،وكنا نعتقد اانه ليس هناك من يستطيع منافسة هؤلاء، درجة صفاقتهم في الكذب،الا ان وقائع هذه الحرب الوحشية،قلبت جميع التوقعات وعلى جميع الاصعدة ،ليس في مجال الابادة الجماعية والنفاق السياسي فحسب بل وفي اعلام الكذب ايضا .فهم يريدون الاستمرار في ارتكاب جرائمهم بحق المدنيين وتدمير البنى التحتية لمجتمعهم ،بينما على وسائل الاعلام الالتزام بالصمت.هذه هي شكل اليمقراطية الامريكية التي تريد ادارة بوش فرضها على ا لعراق ما بعد الحرب. فعندما لم يوافق "بيتر ارن" المراسل والصحفي في قناة MBC االمعروف في تغطياته للحرب الفيتنامية وحرب الخليج الثانية،على نظرية تدمير المدن العراقية ثم اعمارها،اقيل من وظيفته. وتستمر الديمقراطية الامريكية الى حد اغلاق سايت الجزيرة على الانترنيت في امريكا الشمالية لانها تنقل صور مأساوية عن جرائم الكذاب رامسفيلد منافس الصحاف وزير الاعلام العراقي . ويستمر توضيح شكل الديمقراطية الامريكية اكثر فاكثر كلما مضت ايام عملية "تحرير العراق"، فها هم يقصفون مكاتب الاعلام ويردون احد طواقم الجزيرة قتيلا ويجرحون آخرين فيها كي يسدل الستار عن ما سيجري للاطفال بغداد من جرائم اثناء محاولة اجتياح جيوشهم لهذه المدينة المنكوبة .هل من الممكن ان نصنف هذه الجريمة ايضا من نيران الصديقة التي كثرت حوادثها في هذه الحرب .فحتى هذه النيران التي هي صديقة اخذت منذ البداية في هذه الحرب شكلا بربرية ايضا .
ااذن هذه هي الحرب "النظيفة" وهذه هي عملية "تحرير العراق" وهذه هي شكل "الديمقراطية الأمريكية" التي تتلخص بإفناء من انقذ جلده من النظام البعثي المجرم يصاحبه تحرير المدن العراقية من الحياة مع طمس حقيقة الجرائم التي ترتكبها القوات الامريكية-البريطانية امام مرأى العالم .