أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد محمد جوشن - متى يخرج الدين ؟















المزيد.....

متى يخرج الدين ؟


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن الان فى عام 56 هجرية اى بعد مرور 45 عام على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و43 عام على وفاة ابى بكر و33 عاما على وفاة عمر بن الخطاب و25 عام على وفاة عثمان بن عفان و16 عام على فاة على بن ابى طالب

فى شهر رجب من هذا العام ادى معاوية العمرة كخليفة للمسلمين وسار الى المدينة لياخذ البيعة لابنه يزيد

كان كبار الصحابه الباقين فى المدينة هم عبد الله بن عمر بن الخطاب ، والحسين بن على بن ابى طالب ، وعبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن ابى بكر الصديق يمثلون المعارضة الحقيقية والقوية التى تدعو الناس الى رفض البيعة وترك الامر شورى بين المسلمين

كان معاوية يحكم من دمشق بعد ان اغتصب الحكم من على بن ابى طالب ، اوعز بالبيعة يزيد بن المغيرة بن شعبة احد دهاة العرب عندما علم ان معاوية سيعزله عن الكوفة

تاخر فى المثول بين يديه ، فساله معاوية ، ما ابطا بك
قال المغيرة : امر كنت اهيئه لك
قال : ماهو
قال : البيعة ليزيد ابنك
فقال معاوية : من لى بهذا
قال انا اكفيك الكوفة ، ويكفيك زياد البصرة ، وانت فى الشام ، وليس بعد ذلك من يخالفك

راح معاوية يهىء المسرح للامر دسم السم للحسن بن على برشوة زوجته بالمال جعده بنت الاشعت ، وكان الحسن قد تصالح مع معاوية بعد مقتل والده على بن ابى طالب تصالح معه على شرط ان يكون الامر له من بعده او يترك شورى بين المسلمين
وقال معاوية قولته الشهيرة ان لله جنودا من عسل

وهكذا خلا له الجو ، واعطى عبد الله بن عباس الف الف درهم ليضمن سكوته وكان فى مقام العم بعد قتل الحسن

ولما راى ان القوم يميلون لسعيد بن عثمان بن عفان ، رشاه بولاية خراسان

وبدأ يدعو الوفود فيرشو هذا ويجامل ذاك بدهاء يتوارى الى جانبه دهاك بسمارك خجلا
وفى معرض مؤتمر دعا اليه قام يزيد بن المقفع وقال قولته الشهيرة هذا امير المؤمنين واشار الى معاوية فان مات فهذا واشار الى يزيد ومن ابى فهذا واشار الى سيفه ، فقال معاوية اجلس فانت ابلغ الحكماء

اراد معاوية ان يتكلم حكيم يستولى على العقول وكان لابد من الاحنف فقال له ما تقول يا ابا بحر ففاجئه الاحنف بقوله نخافكم ان صدقنا ونخاف الله ان كذبنا ، وانت يا امير المؤمنين اعلم بيزيد فى ليله ونهاره وعلانيته وسر فان كنت تعلمه خيرا للامة فلا تشارور فيه وان كنت تعلم غير ذلك فلا تزوده الدنيا وانت صائر الى الاخره ، وانما علينا ان نقول سمعنا واطعنا

الا يذكركم ذلك بقول الشعراوى فى معرض نفاقه لمبارك بعد تعرضه لحادث فى اديس ابابا ، عندما قال له:- يا سيادة الرئيس ان الملك بيد الله يؤتيه من يشاء، اذا كنت قدرنا فليوفقك الله ، وان كنا قدرك فليعينك الله على ان تتحمل

لقد جمع الاحنف كما جمع الشعراوى الامر كله بطريقة تحرج الحاكم قليلا ولكنها لا تقف ضد الحاكم ، انها المنطقة الرمادية

كانت المعارضة الحقيقية تتركز فى الحجاز ، ارسل معاوية لمروان بن الحكم والى المدينة لياخذ البيع ليزيد ، وعندما قام مروان فى الناس وقال ان معاوية استخلف يزيد قام عبد الرحمن بن ابى بكر وقال اتريدونها هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل
فقال له مروان هذا الذى انزل الله فيه ( والذى قال لوالديه اف لكم )
اترون كيف تستخدم نصوص الدين كذبا

وصل معاوية المدينة ومعه الف فارس فلقيه المعارضون بالترحيب وهو يقول لا اهلا ولا سهلا

لقى الحسين فقال له معاوية لا مرحبا ولا اهلا بدن يترقرق دمه والله مهرقه فقال الحسين مهلا فانى لست اهلا لهذه المقال فقال بلى ولشر منها
انه يخاطب سبط رسول الله الحسين ، ولكنه الحكم

ولقى الزبير فقال لا مرحبا ولا اهلا حيوان مخادع يوشك ان يدق ظهره

ولقى عبد الرحمن بن ابى بكر فقال له ايضا لا اهلا ولا سهلا شيخ قد خرف وذهب عقله وقال مثل ذلك لابن عمر بن الخطاب

المعارضون الاربعة يتكلمون وقلوبهم وافعالهم شتى حيث تتصادم مصالحهم الخاصة مع المصلحة العامة فى الوقوف امام الاستبداد معا

ذهب معاوية كرجل سياسى الى السيدة عائشة لانه يعلم انها مركز الثقل فقالت له بلغنى انك تهددهم بالقتل، فقال معاوية هم اعز من ذلك ، ولكن الناس بايعوا يزيد قالت له فارفق بهم

كان معاوية قد ارسل من قبل عمرو بن العاص واستولى على مصر من اخاها محمد بن ابى بكر بعد ان قتله واحرق جثته

بدل معاوية نبرته قليلا مع المعارضون الاربعه الحسين وابن ابى بكر وابن عمر وابن الزبير واقبل عليهم قائلا ما قولك يابن الزبير فى ولاية يزيد ؟

فقال له نخيرك بين ثلاث تصنع كما صنع رسول الله او كما صنع ابو بكر وعمر
فقال معاوية ماذا صنعوا؟
قال قبض رسول الله ولم يستخلف احد فارتضى الناس ابو بكر
فقال معاوية ليس فيكم مثل ابى بكر واخاف الاختلاف

قالو معا صدقت فاصنع كما صنع عمر ، جعل الامر شورى فى سته نفر ليس فيهم احد من ولده ولا من عائلته
فقال معاوية هل عندك غير هذا ؟
فقال لا قال وانتم
قالوا قولنا قوله
وهنا نفذت حيل معاوية

فوضع على راس كل واحد منهم رجلين بسيوفهموقائلا لهم ان عارض ايا منكم مقالى او حتى وافقها فسيقطع راسه بالسيف ودعا ليزيد بالبيعة من على منبر الرسول محمد قائلا ان الاربعه وافقوا ، فوافق الناس وكانوا ينتظرون موافقتهم

لم نقص ما حدث بعد وفاة الرسول وفترة الخلفاء الاربعة خشية التعرض للسهام والنقد ممن يعتبرون الرجال ملائكة تمشى على الارض

ترى هل كنا نرفل فى الطغيان الى يومنا هذا لو كان المسلمون سنة وشيعة صادقين مع انفسهم ، وحكوا لاولادهم بكل صدق وتجرد وامانة ازمة الحكم فى الاسلام منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
انهم فقط يحكون لنا سنة وشيعة تاريخا مزورا يعتبر كل من جاء بعد الرسول لاياتيهم الباطل رغم انهم رجال ونحن رجال ، اخطاوا واصابوا وقتلوا وقتلوا ، فتنوا وفتنوا وهكذا من بعد الفتنة الكبرى التى كان اوارها يستعر تحت الرماد وعقب تولى ابا بكر وعمر وعثمان وضغينة على بن ابى طالب التى كتمها فى نفسه حرصا على بقاء الدولة الوليدة

وبعد استشهاد الامام الحسين انقسم العالم الاسلامى الى طائفتين كبيرتين هما السنة والشيعة وطوائف اخرى كثيرة ، وبدلا من ان يكون الخلاف بين السنة والشيعة مصدر فخر والهام للعالم الاسلامى اصبح مصدر فتن وقتل ودماء وحروب

وصار كلا من السنة والشيعة ينفى الاخر نفيا قاطعا ، ورغم فشل الاثنان معا فى الحكم والادارة وانهيار الدول التى اعتمدت الدين فى السياسة مصدرا للحكم فى عصرنا الماضى والعصر الحديث فما زال الجدل مستمرا
لقد قالها اوباما ان الشيعة ليسوا اهل حكم وادارة وفن وعلم ، ولو انصف لقال مثل ذلك تماما فى السنة واكثر

امامنا التجارب مريرة فى السودان وليبيا وكادت تحدث فى مصرمن الاخوان السنة

وتجارب اخرى مريرة للشيعة فى العراق وايران ولبنان الخراب يعم على بلدانهم ، يعم الخراب سواء حكمت العمامة السنية او العمامة الشيعية ، التى يستولى رجالاتها ومليشاتهم المسلحة على ملايين الدولارات

انه الكذب الذى ادمنه رجال الدين سنة وشيعة بتصويرهم رجال الزمن الماضى بانهم ملائكة وهم بالتالى ملائكة اليسوا الورثة
وبدلا من الاتعاظ بالتاريخ قدموا لنا تاريخا مزورا يريدون استنساخه بنفس مأسيه

الم يان الاوان لاخراج الدين من المشهد السياسى والحكم فى بلادنا ، فلتكن سنيا كما تريد واكثر ولتكن شيعيا كما تريد واكثر ولكن لاعلاقة لك من قريب او بعيد بشئون الحكم

نريد ان نكون مواطنين سواسية لاتفرقنا دياناتنا ولا مذاهبنا
انه الطريق الواحد الصحيح فى تقديرنا لاعادة الاعتبار للانسانية داخلنا هو اعادة الاعتبار الى العلوم الحديثة فى الادارة واساليب الحكم الرشيد

ولن يحدث ذلك الا بالتشريح الدقيق بكل وضوح وصراحة وفجاجة لتاريخنا الاسود فى الحكم سنة وشيعة واستخدام الجميع للدين فى القتل والدمار باسم الدين

ربما كان لهؤلاء الرجال عذرهم فنحن نتحدث عن تاريخ عمره الف واربعمائة عام كان الخيار كما يقولون امامهم بين الفناء للدين الجديد او الاستبداد الدموى لبقاء الاسلام

اما اليوم ومع التطور فى كل العلوم والفنون واساليب الحكم فلم يعد فى القوس منزع للاستمرار فى اساليب الطغيان التى يعتمدها السنة والشيعة معا للحافظ على مكاسبهم باسم الدين

حتى ولو كانوا لا يحكمون مباشرة فا نهم يحكمون بتزيين الباطل للمستبد باسم الدين ، فليتواروا خجلا وليبقوا فى مرابعهم

نريد ان نكون مواطنين فى بلادنا لا رعايا كما يقول الكاتب الكبير خالد محمد خالد مواطنين سواء كنا مسلمين سنة او شيعة او مسيحيين او يهود او حتى بلا ديانة

نريد ان نكون مواطنين متساويين فى الحقوق والمزايا والارض والوطن ، وليكن المسجد فى قلب المسلم والكنيسة فى قلب المسيحى والمعبد فى قلب اليهودى، كل دينه واعتقاده فى قلبه

متى ننفتح على العالم وناخذ بعلومه الحديثة ونشارك بصنعها ، ومتى نتيقن ان امر اسعادنا وامكانية الحياة اللائقة متاحة لنا جميعا ، وهى بايدينا مدام الحكم للعلم والعقل وليس للدين ونحن جميعا مواطنين متساويين

احكوا بصدق تاريخنا حلوه ومره والا سنبقى مئات السنين اسرى ماضى ووهم جميل لاوجود له الا فى اذهان رجال الدين المتكسبين باوهامنا سنة وشيعة
المصادر
الاستبداد من الخلافة الى الرئاسة - محسن عبد العزيز
الخلافات السياسية بين الصحابة – محمد مختار الشنقيطى
مقال سيدى السيستانى انقذ شيعة العراق من النهاية المفجعة – غالب الشهبندر



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة يوليو خير وشر
- الدكتور زكى مبارك امير البيان
- يوميات عادية جدا 5
- معونة الشتاء
- وكأنه شخص أخر
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصره جون رولز (2) نظرية فى العدل ...
- الكتابة ذلك العذاب
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة جون رولز (1) نظرية فى العدل ...
- مغامراتى فى العراق 1
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة كارل بوير ب بقلم أنطوني كوين ...
- موت شجرة
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة كارل بوير أ بقلم أنطوني كوين ...
- الولع بالانثى ابدى
- ليو شتراوس وصحوة الفلسفة السياسية ب بقلم يوجين ف ملر
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة 4 أ ليو شتراوس وصحوة الفلسفة ...
- اعلام الفلسفة السياسية 3 ف أ هايك الحرية من اجل التقدم
- 2 اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة ماركيوز نقد الحضارة البرجو ...
- رصيف قطار المحكمة
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة
- انا مش منهم


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد محمد جوشن - متى يخرج الدين ؟