ولاية الفقيه لاتنجو , الا بضربه عسكريه تقليديه توجه اليه ..ج4

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان كل اللذين تصدوا لهذه القضيه وخاصة الكتاب منهم والمتخصصين انما كانت تحوم حولهم روح (بروكست اعلامي ) او انها حلت فيهم ! ومثلما كان بروكست في المنثلوجيا الاغريقيه ذاك يعمد الى قطع اطراف ضيوفه ورؤسهم كي تناسب اجسادهم قياسات سريره الحديدي الذي اعده للضيوف, فان هؤلاء البروكستيون قاموا بشكل او ما بقطع رأس الدب واذرع التنين عن جسد الشريك في قرار الاحتلال لتبقى ايران الجسد المقبوله قياساته في سرير الاداره المشتركه ..وكان هذا قد تاكد ليس بعد قرار مجلس الامن (1483) والذي وضع العراق تحت طائله الماده السابعه ..بل ان التصويت عليه كان قد سبقته ضمانات اكيده لمصالح روسيا والصين على ان تكون ايران هي المنفذ لها ( يوم 5 – 1- 2020 هدهد ترامب بفرض عقوبات قاسيه على العراق ..لم تمضي الا بضعة سويعات حتى اطل وزير خارجيه الصين ليوجه الى ترامب نقدا لاذعا وقويا وفيه ايضا تهديد مبطن من خلال تحديده الرقم 6 ترليون دولار من الممكن ان يطالب بها العراق جرا ما لحق به من خسائر منذ احتلاله ..هذا الرقم مقارب لمديونيه امريكا للصين ! والاهم من كل ذلك اننا في كل الازمات لم نسمع صوت الصين بهكذا سرعه وبمثل هكذا لهجه ) وبالتاكيد فان ايران قد حققت قفزه في وضعها الدولي من خلال هذا الدور وليس قبله , فهذا المدير التنفيذي لايتقاضى أجرا انما يستثمر منصبه وعلى ما يبدوا فان هذا الاستثمار قد اقلق حتى روسيا والصين وهناك اشاره ما على قلق الاخيره بكونها اكتفت ان تستثنى من الحظر بيع النفط الايراني في الاسواق العالميه ولم تحرك ساكنا الا بتصريحات بسيطه , هذا الاكتفاءايضا ليس طوعيا بالكامل بل انه يرتبط بمشروع اعادة انتاج الادوار في عولمه الشرق الاوسط ..والذي بادرت بريطانيا في الشروع به من خلال معالجتها لقضيه البركيست وخروجها من اوربا – هنا تحضر مفارقه غريبه تؤشر على علاقة ما بين تسمية البركيست واسم بروكست الانف الذكر مع ان مطلقي تسميه البريكست يفسرونها على انها مختصر لعباره خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي - والمتتبع للاحداث يستطيع ان يتلمس وبوضوح كيف ان تنامي الازمه السياسيه في منطقتي نفوذ ايران (العراق –ولبنان ) قد تزامنا مع التاكيد البريطاني على قرار البركيست والارتباط الاكيد بما هو على شكل تداعيات بين الاحتجاجات العراقيه الاخيره التي باتت تفرز نتائج الانتفاضه وربما تعدتها وبين تصاعد شكل المواجهه الامريكيه – الايرانيه التي بدأت مع قصف القاعده k1 ..وكيف انها اثرت بتغييب وتراجع واضح في اداء الاحتجاجات على الصعيد العملي والاعلامي , وهنا اود من الاشاره الى ما ذكرته في مقال ( قوى عود البريكست فنطق السستاني بحديه ) ولفت الانتباه الى ما تضمنه بيان السستاني بشأن القصف الامريكي لمقرات الحشد الشعبي والذي جاء ردا على القصف الصاروخي النوعي للقاعده الامريكيه , حيث ورد ما نصه
( تشدد على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف"، مؤكدا أن "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوّة الى ذلك والى العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية )..هذا تاكيد واضح على ان فصيل من الحشد قد قام بقصف القاعده والا فما الداعي لاختراق (سياده العراق ) التي هي اصلا عصمتها بيد امريكا ؟! .. الحقيقه ان ايران كانت هي مبادره في ارتقاء الازمه الى شكلها العسكري ..وان هذا الارتقاء لم يكن الا قراءه خاصه لمشروع اعاده انتاج العولمه ..وبالتالي فان التفسير المعقول لابد وان يؤكد على ان الدور الايراني لايمكن ان يلغى لكن من المؤكد انه سيحجم وياخذ ابعاد اخرى ..وفي المسرح العراقي تكمن امكانيات ايران لان تقدم اقتراحات واضحه لطبيعه دورها الجديد . العراق الان تقريبا يقبع تحت تاثير طقس المشاورات التي سبقت القرار 1483 الاممي في 2003 .. اما المحذرين والمتوجسين والمتأملين من ان ازمه السفاره واغتيال قاسمي ستتطور تداعياتها لتصل الى مواجهه عسكريه تقليديه بين ايران والولايات المتحده ..فانهم بطريقه واخرى كانوا قد توهم بالطبيعه العدائيه في العلاقه الامريكيه-الايرانيه ,مع انها علاقه تنافسيه لا اكثر ولا اقل ..كما انهم يثبتون انهم على قد كبير من معرفه الواقع الايراني الداخلي الذي يقترب يوما بعد يوم باتجاه تآكل نظام ولايه الفقيه ...وان توجيه ضربه عسكريه له من الخارج ستحجم امكانيات المعارضه على صعديها السياسي المنظم وصعيدها الشعبي ..

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات