أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - مأساة ليبيا ومأساة العراق : لابديل عن دولة المواطنة /الدولة المدنية / العلمانية !!















المزيد.....

مأساة ليبيا ومأساة العراق : لابديل عن دولة المواطنة /الدولة المدنية / العلمانية !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1
مازالت الدولة الليبية شأنها يتماثل مع شأن أي دولة عربية في عالم مايسمي العروبة أو بعالم الإسلام , وصار عالم العروبة وعالم الإسلام عمادين أساسيين من أعمدة الكوارث والنكبات لكل الأوطان والشعوب المنتمية للغة العربية وللدين الإسلامي , وهذا يتضح من مظاهر الخراب الساكنة في أوطان العرب والمسلمين , وعليكم النظر إلي خارطة ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفلسطين بشقيها في الضفة وغزة , وبالطبع لبنان بطوائفها ومذاهبها الدينية العنصرية , ولايمكن نسيان السودان , وماحدث بالجزائر ومصر , وماتصنعه السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران, من صنائع وانقسمات بين رواد نادي العروبة سيء السمعة , ورواد نادي الإسلام السياسي الإرهابي الدموي الممول علي الدوام , وهذا بخلاف باقي أوطان العرب , ولايمكن أن ننسي تركيا وأدوارها , وإيران وصنائعها , فما بين أوطان العروبة يسكن الخراب ويقبع , ومابين أوطان الإسلام حسب المسمي , يسكن العار وتسكن الخيانة والممالئة والموالاة وبالطبع صنائع الطغاة والمستبدين الفاسدين , ومنتجات التطرف والعنف والإرهاب .
2
ومثالنا في الدولة الليبية والدولة العراقية تحديداً , فلديهما من الثروات الطبيعية مايجعل أبناء الشعبين الليبي والعراقي , يعشيوا حياة الرفاه والسكينة والطمأنينة , فمن الميسور أن تشيد القلاع العلمية والصناعية الجبارة , حتي في ظل حكم القذافي وصدام , واللذان صار البعض يترحم علي حكمهما الإستبدادي الطغياني, جراء ماحل بهما من كوارث ونكبات ماكان لأبناء الشعبين أن يتخيل لهما ماحدث وماسيحدث لهما من أمور يخبئها المستقبل إن لم تكن هذه الأمور صارت معلومة كعلم لحد اليقين حسب قراءة المشاهد المتتالية لأوضاع الدولتين والشعبين .
3
فهذه هي ليبيا التي سكنها الإرهاب الدموي الديني والعنف الدموي العسكري , وهذان الخياران من أسوأ الإختيارات , فإما أن يقبل الشعب حكم عسكري أو حكم ديني , بإرادة خارجة عن إرادة مواطني الدولتين , وصار البديل المدني من أكبر الكبائر وأسوأ المحرمات حسب إرادة الطغاة الفاسدين , والجهلاء المغيبين بمفاهيم دينية عتيقة وتراث ديني صار لايصلح إلا أن يكون أثراً من ضمن الآثار التاريخية التي تحكي علي أنها من مخلفات وجهالات الماضي , وهذا مايعتاش عليه الطغاة المستبدين من أنظمة الحكم العربية بترويجهم لهذه المفاهيم الدينية التراثية العتيقة التي تحول الشعوب إلي حالة أدني مرتبة من حالات الحيوانات الداجنة .
4
فماذا لو تم التوافق علي أسس ومباديء الحكم المدني / العلماني , وتم الترسيخ لدولة المواطنة والمساواة في المواطنة وتكافوء الفرص , وتم التوافق علي تعزيز الحريات الفردية والإجتماعية , وصارت الديمقراطية التشاورية هي الأداة التي يستخدمها السياسيين في الوصول للحكم والسلطة وكافة المناصب السياسية والإدارية علي هدي من دستور مدني علماني , وقوانين مدنية علمانية ترسخ للحياة الإنسانية الكريمة بلا تفرقة بين النساء والرجال , أو تفرقة بسبب اللغة أو الدين أو الجنس أو الجهة الجغرافية , ليكون كل المواطنين متساوون في كل الحقوق وكل الواجبات , خاصة وأن ثروات ليبيا والعراق تحديداً , ثروات هائلة , فـ ليبيا تحتل الرقم 9 في الإحتياطي النفطي بعد روسيا , وقبل أمريكا , والعراق تحتل الرقم 5 بعد إيران وقبل الكويت , إلا أن العصابات الحاكمة أساءت لمفهوم الدولة الوطنية الحديثة , ودمرت مفهوم المواطنة , وكفرت بالإنسان مجرداً من الدين واللغة والجنس والنوع واللون والجهة الجغرافية , وانحازت كل دولة إلي مفهوم ماقبل الدولة / القبيلة أو العشيرة , ليصير مفهوم القبيلة أو العشيرة أرقي من مفهوم الدولة الوطنية الحديثة , فتم الإنحياز للطائفة والمذهب , بل للجماعة الدينية , وصارت الصراعات الدينية الطائفية والمذهبية هي التي تحرك موتور الإستمرار في حكم الطغاة المستبدين الفاسدين , واختلقوا صراعات خارج الحدود مبنية علي الوهم والتوهم والكذب والغش والخداع للشعوب , لتكون أنظمة الحكم الطغيانية في مأمن علي حسابات منقوصة من حسابات الحياة الإنسانية الكريمة لمواطني الدولتين ..
5
فهذه ليبيا , وهذا هو الصراع الدائر بين مواطنيها , ذلك الصراع الذي وصل للحروب والمعارك الدموية بين أبناء الشعب الواحد , وهذه هي التدخلات الأجنبية عن الإرادة الوطنية الليبية التي تسعي وتجتهد في سرقة ثروات الشعب الليبي , سرقة منظمة , ويريدوا إخضاعها للقانون والإتفاقيات الخائنة للوطن والمواطن, فحسب رؤية ومصالح البعض : فمن ينتمي لحكومة السراج يصير هو الوطني , ومن يؤيد جيش حفتر , يصير هو الخائن العميل المتواطيء ضد الشعب الليبي , وحسب رؤي ومصالح آخرين يكون المنتمي لحفتر هو الوطني الساعي لحماية ليبيا الوطن والمواطن , ومن ينتمي للسراج يكون هو العميل الخائن المفرط في تراب الوطني وثرواته , لدرجة صار معها الفريقين وطنيين , وخائنين في آن واحد , والمواطن الليبي الغير منحاز لللإرادة القطرية والتركية , أو الغير منحاز للإرادة السعودية والإماراتية والمصرية والدول أصحاب المصالح في ليبيا , يصاب باللعنة من المنتمين لحفتر أو السراج , كما هو الحال في العراق , والمتمثل في الصراعات الشيعية السنية , وبالطبع الصراعات الكردية , فمابين الشيعة والسنة والإنتماء المتعدي للحدود الوطنية للشعب العراقي , تسكن مأساة الولاءات الدينية للشيعة حيث الإرادة الإيرانية هي الفاعلة في الأمر والشأن العراقي , وعلي ذات الوتيرة تسكن ولاءات السنة في السعودية والإمارات وقطر , ويظل الأكراد حائرين ومطاردين بين ثلاث جهات : سنة وشيعة وأتراك , ومازالت أمريكا تدغدغ مشاعر ووجدان الأكراد , لتكون لها أقدام وأيادي في المثلث الكردي , فتطال اليد الأمريكية سوريا والعراق وإيران , وتكون قريبة من الدولة الروسية , وتكون صاحبة التأثير علي الإرادة التركية , ويظل الأكراد كأيتام علي موائد اللئام من الشيعة والسنة , والعرب والأتراك !!
6
مأساة ليبيا والعراق يتوجب أن تنتهي , ويكون القرار صادر من وعي وإرادة أبناء الشعبين تحديداً من غير أي تأثيرات أو ضغوطات خارجية , وليس هناك من حل بديل خارج إطار الوطن الليبي أو العراقي , ويكون فيه المواطنين مستعدين للقبول بدولة المواطنة /الدولة المدنية /العلمانية بكل شروطها وشرائطهاالمعروفة والمعلنة رايتها عالية خفاقة في العديد من الدول الخارجة عن إطار عالم مايسمي بعالم العروبة أو عالم الإسلام !!
7
وإذا كان هذا الحل الأوحد مطلوب لكل من ليبيا والعراق , فإنه لايوجد بديل عنه لكل الدول المنتمية لعالم مايسمي بالعروبة أو عالم الإسلام !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن إغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس : السؤال المطروح , و ...
- سليماني والمهندس : ماذا بعد إغتيالهما؟! فهل سيكون هناك رد من ...
- لاتخشوا من سرد طفولتكم ..
- بيوتنا مقابر !!
- كن أنت !!
- قول للموت مرحب .. وارحل !!
- طلق , وخليك إنسان !!
- سيكون للجنة عنوان !!
- زيارة صديقي الشيطان في رمضان ؛ وحديث عن العبودية الطوعية وال ...
- صديقي الشيطان , وزيارة رمضانية حول فتوي شيخ الأزهر عن طاعة ا ...
- صديقي الشيطان , وزيارة رمضانية في لباس عائض القرني !!
- الشيطان صديقي .. وزيارة رمضانية !!
- أقوال متناثرة ..
- متفرقات
- عن عقد نكاح الأجنة وهن في بطون أمهاتهن !!
- علي هامش مقتل جمال خاشقجي !!
- فصل التعليم الديني عن التعليم المدني العلماني .. من خلال دعو ...
- عن ختان الإناث .. فتوي شاذة !!
- عن جرائم تيارات الإسلام السياسي ..
- في قريتنا ..


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - مأساة ليبيا ومأساة العراق : لابديل عن دولة المواطنة /الدولة المدنية / العلمانية !!