أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح السروى - دلالات الضربة الايرانية على القواعد الأمريكية فى العراق














المزيد.....

دلالات الضربة الايرانية على القواعد الأمريكية فى العراق


صلاح السروى

الحوار المتمدن-العدد: 6459 - 2020 / 1 / 8 - 22:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


دلالات الضربة الايرانية على القواعد العسكرية الأمريكية فى العراق.

لم يتأخر الرد الايرانى على اغتيال الجنرال قاسم سليمانى. بل جاء فى توقيت رمزى دال, حيث انطلقت الصواريخ فى اللحظة ذاتها التى تم فيها اغتيال الفريق قاسم سليمانى وتم ضرب المكان ذاته الذى انطلقت منه المسيرة الأمريكية (قاعدة عين الأسد) ولم يتم دفن قاسم سليمانى الا بعد توارد أنباء الضربة. مما يؤكد الدلالات الرمزية للضربة, فهى تحمل معنى الثأر والردع والقصاص لما اعتبرته ايران مساسا بكرامتها الوطنية, نظرا للخصوصية الاستثنائية لشخص قاسم سليمانى الذى كان يعد الذراع الايرانى الطويل والمؤثر بقوة فى خارج ايران, سواء العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن. ومن هنا نفهم أسباب هذا التوديع الأسطورى لجثمان قاسم سليمانى وما أسميته بالطبيعة الرمزية للضربة. فهى مسألة اثبات أحقية بالنفوذ ومسألة كرامة وطنية وجدارة بالسيطرة. وهو الأمر الذى ينسف من الأساس مايتلهى به البعض من القول بأنها تمثيلية بين أمريكا وايران وأن الضربة كانت فشنك أو أن الأمريكان تم ابلاغهم بها وبالتالى قاموا باخلاء القاعدة ولم تحدث خسائر !!!
وهذه الأقوال أقل ما يقال عنها أنها بائسة ومسكينة وتستبدل الميول الشخصية بالحقائق. فمجرد اغتيال قاسم سليمانى ومن ثم الرد الايرانى ينفى ما يود البعض تأكيده من تحالف مضمر بين أمريكا وايران. ومن قبل ذلك اغتيال قادة حزب الله وضرب قواعد الحرس الثورى فى سوريا على أيدى القوات الاسرائيلية, واسقاط ايران للطائرة الأمريكية المسيرة فوق الخليج.
ان هذا الضرب المتبادل انما يعنى أن الصراع بين القوتين انما هو صراع عدائى ومحتدم للغاية. وهو بالتأكيد صراع نفوذ ومصالح جيوبوليتيكية, بمعنى أن أمريكا تعتبر نفسها القوة الآمرة الناهية فى العراق والمنطقة, بحكم أنها صاحبة عملية غزو العراق وصاحبة الهيمنة التى لاتنازع على الأنظمة الحاكمة فى معظم دول المنطقة. المشكلة بالنسبة لأمريكا أن المستفيد الأول من غزوها للعراق, وتحطيم قوته والقضاء على جيشه ومؤسساته الوطنية, كانت ايران, التى استفادت من الجوار الجغرافى والقرابة المذهبية مع غالبية سكانه. ومستفيدة كذلك (وهذا هو الأكثر أهمية) من أن كثيرا من الحكام الجدد الذين جاؤا على فوهات المدافع الأمريكية يدين معظمهم بالولاء لايران, وبعضهم يحمل جنسيتها. ومن هنا صار هناك نوع من صراع النفوذ على العراق بين المحتل الأمريكى المباشر و(المحتل الايرانى) بالوكالة.
أضف الى ذلك أن الطموحات الايرانية انما تتم تحت غطاء العداء الوجودى مع اسرائيل, وتقديم المساعدة الكاملة وربما الوحيدة لقوى المقاومة فى المنطقة, بدءا من حزب الله وحماس والجهاد والحوثيين حتى الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية. وهو ما يمنح الطموح الايرانى مشروعية خاصة, من حيث تماسه الايجابى مع أقدس القضايا عند العرب والمسلمين, وهى القضية الفلسطينية, فى زمن الخذلان والتراجع العربى, بل خيانة بعض العرب بالتطبيع مع العدو الصهيونى, وربما وصل الأمر الى حد التحالف معه, سرا أو علانية.
ان الرد الايرانى القوى والتراجع الأمريكى المستخذى, الذى تبدى فى ابتلاع الضربة وتمريرها دون رد (حتى الآن), سوى التهوين من شأن الخسائر التى ألحقتها, حقيقة لامراء فيها. وهى تدل على خشية أمريكا من التورط فى صراع تدفع فيه ثمنا باهظا هى وحلفاؤها, وعلى رأسهم اسرائيل وممالك الخليج. فقد بد القواعد الأمريكية المترامية فى أرجاء المنطقة بمثابة رهائن وبنك أهداف لدى الصواريخ الايرانية بأكثر من كونها قوة ردع وتدمير.
وهذا كله انما يدل على تراجع القوة والنفوذ الأمريكيين, على الصعيد العالمى لصالح قوى جديدة بازغة: اقليميا, ومنها ايران وتركيا, وأتمنى أن تلحق بهما مصر.
ودوليا, وأقصد بها روسيا والصين.
فعلى من يعلق آمالا على التحالف مع أمريكا أو ربيبتها اسرائيل, أو طلب الحماية منهما أن يعيد حساباته



#صلاح_السروى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الشلانى للرواية
- اتجاهات الأدب والثقافة فى مصر فى القرن العشرين
- بعض قضايا الرواية عند منظرى النقد الاجتماعى
- حول الصراع الأمريكى - الخليجى مع ايران
- موقف من الصراع الأمريكى - الخليجى مع ايران
- سمير أمين وإشكالية التقدم والتنمية لدول العالم الثالث في ظل ...
- صلاح السروى - باحث أكاديمي وناقد أدبي مصري، وعضو المكتب السي ...
- مصر : ضرورة اتخاذ موقف مستقل ازاء الأوضاع الاقليمية المعقدة
- انتفاضة يناير درة العقد فى مدرسة الاحتجاج المصرية
- ماذا تبقى من طه حسين؟
- جريمة كنيسة الوراق - الدلالات والأهداف
- ثورة الثلاثين من يونيو - الواقع والتحديات
- الانتفاضة المدنية المتواصلة خطوة على طريق انقاذ الثورة
- المسار السياسى والمسار الثورى - علاقة جدلية
- السقوط الوشيك لتيار الاسلام السياسى فى مصر
- مأزق الثورة المصرية ومهمات الانقاذ
- البرلمان آخر ورقة فى يد الثورة المضادة
- ابراهيم أصلان - بساطة الأعماق
- صعود الاسلام السياسى - الأسباب والنتائج
- خيرى شلبى سارق الفرح


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح السروى - دلالات الضربة الايرانية على القواعد الأمريكية فى العراق