أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فخر الدين فياض - رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية














المزيد.....

رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:24
المحور: حقوق الانسان
    


ما زلنا عند كل جلسة من جلسات محاكمة الرئيس السابق صدام حسين وأعوانه في قضية الدجيل نترحم على أيام القاضي رزكار محمد أمين ونقول (الله يذكرك بالخير .. يا رزكار) !!
ومازلنا عند كل إطلالة للقاضي رؤوف عبد الرحمن وكل (ملاحظة) يوجهها لأحد المتهمين أو الشهود أو فريق الدفاع نقول (أين أنت يا رزكار) ؟!
ليس في الأمر تحيّز شخصي .. أو هدف سياسي .
فنحن نعلم أن الحكم الذي سيصدر عن هذه المحكمة أعد سابقاً ولن يتغير إن كان القاضي (رزكاراً) أو (رؤوفاً) أو غيرهما .. وإن تغيرّ هذا الحكم فلن يكون تغييره خاضعاً إلا لمعطيات السياسة ومتغيراتها المحلية .. والعالمية أيضاً .
أما المعطيات والمعايير القانونية فهذه آخر ما يمكن أن تستند إليها هذه المحكمة !!
لأن الحكم على صدام حسين هو حكم بالمقابل على السياسة الأميركية برمتها ..(وبالمعية) هو حكم على تشكيلات وآليات عمل الحكومة العراقية بعد الاحتلال ..
ومن المؤكد أن محكمة تشكلّت أميركياً لن تبرء صدام حسين وتدين جورج بوش !!
ورغم أن المحاكمة تعتبر برمتها فارقة تاريخية في عصرنا العربي الحديث ومازالت تحمل اسم محاكمة العصر بجدارة إلا أن هناك أمرين يحملان في طياتهما دهشة أكبر .. ومفارقة أبعد .
الأمر الأول يتعلق بهذا التعاضد والتكاتف بين صدام ورفاقه .. فالمتهمون بقضية الدجيل وغيرهم من الشهود الذين يؤتى بهم من السجون الأميركية أثبتوا إخلاصاً منقطع النظير للرئيس صدام حسين ولبعضهم البعض في آن .. بحيث أنهم حولوا المحكمة إلى قصر جمهوري مازال فيه صدام يتمتع بكل هيبته الرئاسية وحضوره .
وربما ليس في الأمر غرابة إذ أنهم جميعاً رفاق درب طويل وأبناء مرحلة تاريخية امتدت ربع قرن من الحروب والحصار والمآسي الوطنية ..بدءً من الحرب مع إيران وصولاً إلى الاحتلال الأميركي وهذا الكفر من القتل اليومي الذي يجتاح شوارع العراق ومدنها .
لقد أثبت جميع المتهمين انتماءهم لهذه المرحلة وتداعياتها، وأثبتوا إدراكهم أن محاكمتهم هي محاكمة تاريخ ونظام من قبل تاريخ آخر ونظام آخر..ولا يمكننا هنا إلا أن نسجل موقف شرف لهم (وبغض النظر عن صوابية نظامهم أو عدمه) أنه لم يبحث أي منهم عن خلاصه الفردي !!
الأمر الآخر والنقيض الكلي لرفاقية صدام وأعوانه هو موقف القاضي رؤوف عبد الرحمن الذي حيّر المتهمين والشهود وفريق الدفاع .. وحيّر العالم معه !!
فالرجل منذ تسلمه رئاسة المحكمة يثبت جلسةً إثر أخرى أنه يحتاج إلى الكثير من الإتزان والحكمة وسعة الصدر ..ويتحول في لحظات كثيرة من قاض إلى محقق عدلي ...إلى متهم مرعوب من لحظة النطق بالحكم .
أعصابه لا تتحمل أية إشارة سلبية إلى قوات الاحتلال الأميركي أو إلى الحكومة العراقية الحالية أو إلى الميليشيات المسلحة المنفلتة من عقالها في الشارع العراقي وتعمل السيف في رقاب المدنيين والأبرياء .
ولا يمكنه أن يستوعب أنه يرأس أكبر محاكمة سياسية في التاريخ ..وكأنه مصاب بانفصام في الزمان والمكان ولا علاقة له بما يجري خارج أروقة المحكمة ومنطقتها (الخضراء) ..
رؤوف عبد الرحمن تحوّل إلى متهم أمام الضمير الوطني العراقي .. وأمام المتهمين الذين يحاكمهم ..وأمام العدالة الدولية والقانونية !!
إذ كيف يمكن أن يتناسى أنه يحاكم صدام وأعوانه على جريمة منذ ربع قرن تحمل الكثير في طياتها من الدفاعات الحقوقية التي تتعلق بالدولة والوطن وهيبتهما أمام العالم أجمع ..ومن ناحية ثانية يتناسى أن ضحايا الدجيل (على أهميتهم الانسانية) لا يعادلون عددياً ضحايا أصغر حي في بغداد منذ الاحتلال وحتى يومنا !!
ومع ذلك يؤكد أنه لا علاقة بين الدجيل والفلوجة .. ولا علاقة بين بغداد وواشنطن ..ولا علاقة بين المالكي رئيس الوزراء ..والمالكي الذي حاول اغتيال صدام وطارق عزيز والكثير من الأبرياء تحت لواء الدفاع عن إيران في حربها ضد العراق آنذاك !!



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفخ الإيراني ..العراق ساحة معركة.. والعراقيون وقودها!!
- محنة العلمانيين العرب هل نرحل إلى المريخ يا سادة؟
- الجغرافيا السياسية في العراق متاهة رعب ..وتشاؤم
- قنبلة نجاد النووية والأمن القومي العربي
- زياد الرحباني في (نزل السرور) البغدادي!!
- في الذكرى الثالثة للغزو ..تصبحون على وطن
- صفارة العولمة .. هزيمة حتى نقي العظام
- الأضحية العراقية ..في الأعياد القومية الأميركية ..والإيرانية ...
- سيادة العراق الوطنية ..في ظل الحوار الأميركي الإيراني
- محنة سيزيف.. في الذكرى الثالثة للغزو
- ما أقدس (الكفر) إزاء هذا الإيمان القبيح
- حقوق الإنسان بين إمبراطوريتين..
- الاستبداد ..وجحيم الطائفية
- حب
- الكاريكاتير العراقي .. رداً على الكاريكاتير الدنمركي !!
- مرة أخرى تحية إلى رزكار محمد أمين
- درس (حماس) للنخب العربية الحاكمة... والشعوب معاً
- أية دولة وطنية نبني في العراق؟!
- النخب العربية الحاكمة تعلمتْ البيطرة.. بحمير النّوَر!!
- السلفيون ..والأنظمة الحاكمة لماذا يخشون العلمانية؟!


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فخر الدين فياض - رؤوف عبد الرحمن ..وفصام الشخصية الوطنية