أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - ندعوكم للإسلام: رد متابع سوداني















المزيد.....

ندعوكم للإسلام: رد متابع سوداني


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6458 - 2020 / 1 / 7 - 01:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




تحية طيبة وبعد،

أكتب لك هذه الرسالة تعليقاً على بثك عبر اليوتيوب بعنوان "ندعوكم للاسلام"
https://youtu.be/2DA9mzXywEQ
الذى كان له أثراً إيجابياً كثيراً فى نفسى.

أولاً أعرفك بنفسى بأنى مسلم سودانى الجنسية وكغيرى من المسلمين فقد تربينا على تعاليم ديننا التى ترفض رفضاً باتاً النظر الى الاديان والمعتقدات الاخرى أو التعامل معها بإعتبار أن الدين الاسلامى هو أفضل الاديان وخاتمها وبأن ما سواه من الاديان الابراهيمية باطل رغم نزوله من عند الله تعالى، وما سواه من المعتقدات الاخرى عبارة عن شرك ودجل وما الى ذلك، ويقولون ان الرسول محمد نهى عن قرآة التوارة وقال لعمر بن الخطاب غاضباُ عندما شاهده يقرأ صحيفة من التوراة: "لا تقرأوا التوراة (أو كتب اليهود) فوالله لو كان موسى حياً ما وسعه الا إتباعى"

وكرر لى ذلك أحد أئمة المساجد عندما قلت له أرى أن كثيرين ينتقدون الاسلام فلماذا لا نقرأ الكتب الاخرى لنعرف ما فيها فلربما وجدنا ان نقدهم للاسلام حقاً، فقال لى ما قاله الرسول لعمر، هذا غير التابوهات الاخرى التى رسمها لنا الدين والمعتقدات، فإن أنسى لا أنسى الضرب المبرح الذى تلقيته من أبى عندما سألته وأنا طفل صغير: لماذا يقرر النبى محمد الحد الاقصى لعدد الزوجات لباقى المسلمين بأربعٍ بينما يتزوج هو أربعة عشرة؟ ورغم أن أبى غير متدين فقد ثارت ثائرته وضربنى ضرب مبرح ودعى على بالهلاك والخلود فى النار لمجرد طرحى هذا السؤال.

هذه غير التعدى علىّ من قِبل مجموعة من المصلين عندما شاهدونى أجلس فى المسجد بعد دخولى مباشرة دون أدائى صلاتى تحية المسجد وسنة الفجر. وذلك لانى قلت لهم بأن تحية المسجد صلاة غير مفروضة ومن غير المعقول أن اصلى سنة الفجر وكأنها فرض قبل أداة صلاة الفجر المفروضة، فقالوا لى أن الرسول فعل ذلك، فقلت لهم أن الرسول ليس مشرعاً بل هو مبلغاً لرسالة فقط وإذا أراد ان يزيد فى العبادة لنفسه فهذا شأن خاص به لا ينبغى أن يفرضه على الآخرين لان الله نفسه لم يفرض علينا ذلك، وبعد ذلك كما قال الممثل المصرى عاد إمام: "عينك ما تشوف الا النور".

قصدى من الحديث السابق ان تعاليمنا وعاداتنا وتقاليدنا جعلتنا نسير بغير تفكير بل وحرمت علينا التفكير ودفعتنا للعمل بالمسلمات باعتبار اننا خير البشر وان ديننا خير الاديان وان ما سوانا من الناس منذ بدء الخليقة والى قيام الساعة هم ببساطة حطب جهنم وأنجاس وأحفاد القردة والخنازير وأنهم مغضوب عليهم وضالون، وبسبب ذلك أصبحنا نعتبر نفسنا أننا محاربون من بقية خلق الله ونؤمن بنظرية المؤامرة ونلقى كل جهلنا وفشلنا على الغير، وكما نؤمن بمثالية زمن الرسول واصحابه التى لم يصلنا منها شئياً اصبحنا نتوهم بأننا كنا أصحاب حضارة وأن العالم كله اخذ وأستقى حضارته منّا.

وعندما كبرنا فهمنا ان الغرض من تحجيم التفكير والبحث واعمال العقل والوضع فى سجن التابوهات هو لغرض السياسة والحكم أو لنقُل لغرض سيطرة فئة على فئة، فيجوز للاب فعل أى شىء باولاده استناداً على القول: "أنت ومالك لابيك"، "والعبد الآبق فى جهنم"، "والعبد وما ملك لسيده" والمكاتبة للمملوك أى أن يدفع مالاً لسيده مقابل حريته، "وان تسمع وتطيع للحاكم وإن اخذ مالك وضرب ظهرك"، وآخر ذلك وقبل أيام فتوى من مفتى سعودى وهى"لا يجوز للشخص انتقاد حاكمه حتى ولو رآه يزنى فى بث مباشر على فضائية لمدة نصف ساعة، ولا يجوز له كذلك الانتقاد حتى ولو رآه يلوط باحدهم فى خيمته فى ساحة المعركة والجيشان على وشك الالتقاء".

ولا أكتمك سرأً إذا قلت لك أن فيديوهاتك وحلقاتك التى تابعتها منذ برنامج (البط الاسود) هى التى فتحت عينى وذهنى على كثير من الاشياء، ففى البداية كنت أتابعها بغرض تكذيبك ووجود مادة دسمة لنقدك والضحك عليك وعلى أفكارك بإعتبار أنها متخلفة وبإعتبار انك كافر لا تفقه فى أمر الدين شئياً، لكن شيئاً فشيئاً بدأت أتعلم أشياء منها:

تحرير العقل: فلا ينبغى لاحد أن يحجر على تفكير أحد أو أن يجعل حياته تسير على مسلمات قبل نقدها وبحثها، وأعتقد أن سبب عدم إبداع العقل المسلم واحجامه عن اخذ المبادرات والاتيان بالمخترعات والابتكارات هو قمع الاسلام للتفكير والعمل على حصر العقول فى معتقدات معينة يؤدى الكلام عنها او البحث فيها أو نقدها الى القتل، وإذا نظرنا لاصحاب الفكر فى العالم العربى نجد أغلبهم قتلى راحوا ضحية تحرك حقولهم بالتفكير والبحث.

النقد الذاتى: فلا ينبغى أن يحدد الانسان لنفسه اى مستوى من الحضارة او الرقى أو الافضلية قبل ان يبحث فى نفسه وينفتح على غيره ليصل الى تقيم شامل ونزيه يوضح له بجلاء أين موقعه وسط هذا العالم الفسيح فبغير ذلك لا يصحح الانسان من اخطاءه ولا يتفادى سلبياته ولا يطور ايجابياته.

الصدق مع النفس: إذا اكتشف الانسان انه سيئ فعليه ان يعترف بذلك ويعتذر عما بدر منه بسبب ذلك السوء وأن يعمل على تحسين موقفه وتطوير نفسه والعيش مع الاخرين والتعايش معهم فى سلام.

الافضلية الوحيدة للانسان هى مساهمته مساهمة ايجابية فى الحياة دون ان يترك اثراً سلبياً على الحياة اوعلى الانسانية فى حياته وبعد مماته.

وفى النهاية لا أملك الا أن أشكرك شكراً كثيراً على نشر علمك للاخرين دون مقابل ومشاركة افكارك النيرة التى استفاد منها الكثيرون وحررتهم وخلقت الكثير من التصالح الداخلى فيهم، وسعة صدرك والايمان بمادئك التى جعلتك تتعامل مع الاخرين دون تمييز وهذا هو الذى دفعنا ان نسمع لك ونتابعك بشوق وشغف.

وكنت أتمنى ان يكون المسلمون صادقون مع أنفسهم بأن يقوموا بما قمت به فيما يخص القرآن بترتيبه ونقده وتحقيقه وتفصيله، وذلك بدل أن يقنعونا بأن الله ارسل لنا رسالة فى كتاب بِلغُتنا لكنه مبهم يحتاج الى احد خلقه ليفسره لنا.

أشكرك جزيل الشكر واتمنى تكون كل اوقاتك سعادة وهناء، وسأكون على تواصل معك.

.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير سورة الفرقان من الآية 1 إلى الآية 33
- ندعوكم للإسلام
- كتبي العربية المجانية Mes livres arabes gratuits
- من يحق له قراءة القرآن؟
- هل تؤمن بوجود الله؟
- المعجزات
- جدل حول نبوة سامي الذيب
- تطبيق فكر محمود محمد طه من خلال طبعة عربية وترجمات للقرآن با ...
- لا يوجد شيء اسمه كتاب الله
- أول تفسير مسيحي للقرآن في التاريخ
- مصادري لقراءات القرآن المختلفة
- الترحم على الموتى مهما كان دينهم
- كيف تعرفت على فكر المرحوم محمود محمد طه؟
- هل يحق لمسيحي ان يفسر القرآن؟
- الببغاوات يعشقون القرآن كمن يعشق إمرأة لم يرها
- هل القرآن حكر على المسلمين؟
- استفت قلبك
- الشعراوي كما لا تعرفه: معلومات صادمة
- جدل حول الشعراوي
- اسعد يوم في حياتي: خلصت طفل من الختان


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - ندعوكم للإسلام: رد متابع سوداني