أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر الناشف - الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية














المزيد.....

الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 12:04
المحور: الصحافة والاعلام
    


انطلاقاً من الواقع العربي, المنقسم في رؤيته وقراءته للفلسفات التي تروق له, انقسم الإعلام العربي بدوره إلى قسمين طبقاً لتلك القراءة الفلسفية وقرائها. القسم الأول ظهر جلياً في الإعلام الرسمي المملوك من قبل الحكومات, والمؤسس على نظرية إيديولوجية تحمي السلطة وتحكم بها: أمّا القسم الثاني فتجلى بالإعلام الخاص الذي رفع لواء الاستقلالية لأغراض ومرامي عدة. ففي حالة الإعلام الرسمي الذي يعدّ من أقدم الأنظمة الصحفية تاريخياً, حيث ساد في مختلف أنحاء أوروبا, ولا سيما الشرقية منها, إبان الحقبة السوفياتية, وما تمنحه هذه الفلسفة الماركسية من حقوق تجيز للدولة امتلاك الإعلام وتحويله إلى أجهزة ناطقة باسمها, تروج لإنجازاتها ليلاً ونهاراً, وتعتم على سلبياتها, وتحظر نقدها, إلى درجة أنها أمّمت الإعلام وشخصنته على هيئة واحدة موحدة تنحصر فيها السلطة, ويحكم الإعلام من خلالها بواسطة قوانين يخضع لها. من هنا خرج أيضاً مفهوم البناء النظري للنظام السلطوي للصحافة وجعلها في خدمة السلطة. هذا النظام أرسى دعائمه نابليون بونابرت في فرنسا سابقاً, بإصداره العديد من أحكام العسف والقسوة لمواجهة الصحافة ومنعها من نشر أو طبع أي منشور دون استئذان السلطة. فرواسب هذا الماضي الدفين كانت ولا تزال حاضرة بين الفينة والأخرى في ذهنية الإعلام العربي والقائمين عليه, أمّا الطرق الآخر ففضّل برمجة إعلامه طبقاً لفلسفة طابعها ليبرالي يدعو إلى الحرية, التي نادى بها مفكرو الغرب, واستمدت حيويتها من الثورة الفرنسية وميثاقها, الذي أباح لكل مواطن الحق في أن يكتب ويطبع ويقول ما يشاء في حرية تامة, وضمن ما يحدده القانون, وهو ما يفسر توجه الإعلام العربي الخاص نحو الليبرالية, إنما بهدف التقليل من القيود التي تفرضها الدولة على الإعلام إلى أقل درجة ممكنة, وأغلب وسائل الإعلام العربية التي تأخذ بهذا الاتجاه تتجه بإعلام نحو الغرب ضمن ما يسمى بالإعلام المهاجر الباحث عن ما هو أفضل من الداخل.

لو افترضنا جدلاً, وقلنا إن العلاقة بين الإعلام والحرية, كالعلاقة بين الكائن الحي والهواء الذي يمده بالحياة, نكون على صواب لهذا الافتراض, ولكن إذا ما انقطع الهواء عن ذاك الكائن, فإنه سيختنق ثم يموت حتماً, وقد يقول قائل: الهواء متوفر في أي مكان توجد فيه الكائنات, ولكن ماذا يحصل إذا ما لوث هذا الهواء وتمّ إفساده؟ فحياة جميع الكائنات مهددة بالخطر, وما أود قوله, إن الحرية تمثل الهواء النقي الذي يستنشقه الإعلام والكائنات في آنٍ معاً. فلا يستطيع الإعلام أن ينهض بأعبائه ويؤدي مهامه دون هواء الحرية النقي ودواؤها أيضاً, وهو الوقود المحرك لهذه "المكنة" التي تجسد لنا الواقع المعاش بأبعاده وانطباعاته, فلا معنى للحرية إذا لم توجد في عالم رحب تنتشر فيه انتشار الهواء الطلق, ولا معنى لها إذا ما وضعت ضمن قفص ضيق محاط بخطوط حمراء لا يجوز تخطيها. وإذا فكر الإعلام يتخطي خطوطه الحمر, محطماً ذل القفص, فسرعان ما يحكم عليه بالإعدام شنقاً, فالتعريفات كثيرة حول الحرية, لكن الأهم أن يتم العمل بها استناداً لإعلان حقوق الإنسان الصادر في فرنسا سنة 1789م. حيث نصت مادته الحادية عشرة على التداول الحر للآراء والأفكار, والتي هي حق من حقوق الإنسان, وهو مسؤول عن حريته في حال أساء استعمالها بحق غيره. والحرية هنا ليست وقفاً على الأمور المدنية والسياسية للأفراد, وإنما يجب أن تشمل أمور الاقتصاد الذي يحتاجه الإعلام, بما في ذلك الاحتكارات, وسيطرة رؤوس الأموال الضخمة على قنوات الإعلام ا لمختلفة. فالإعلام العربي الخاص وإن تمتع بهامش من الحرية في ما يطرحه ويقدمه, فإنه خاضع لاعتبارات اقتصادية ربحية في أغلب الأحيان, ويظهر دوماً على شكل تكتلات مملوكة من قبل فرد واحد أو مجموعة مساهمين, وتضم في صفوفها كوادر يتم تأهيلها وفق سياسة إعلامية معينة.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحكم من..الحكومات أم الحركات..؟
- حول دمقرطة الإسلام السياسي
- بين مطرقة السادية وسندان المازوخية
- على أهلها جنت براقش
- ميثولوجيا الحداثة .. وشبح الأصولية
- إصلاح أم تجميل..؟
- ثورة هوية أم أزمة وطنية ..؟
- ًالعروبة .. ومبتكراتها المستحدثة عالميا
- سيكوباتية السلطة وعقدها الثورية


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ثائر الناشف - الإعلام العربي بين الماركسية والنيوليبرالية