أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ادم عربي - نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال2














المزيد.....


نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال2


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 17:46
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال!

تتفنن الراسمالية في استغلال العمال ، معتمدة على فائض بروليتاري ، كاحد واهم افرازات اسلوبها الحديث فمحور الحديث هنا يدور عن نمط الانتاج الراسمالي المعاصر والمسمى نمط الانتاج المرن ( lean production) وهو من اخر اختراعات الراسمال في استنزاف العمال ، مفترضتا كم هائل منهم دون عمل ، فالراسمال لا يكتفي باستنزاف من يعمل لديه من العمال ، بل يطارد ايضا من لا يعملون بطرق مختلفه ، نمط الانتاج المرن وهو اخر صرعه راسماليه يقوم على تحرير الراسمالي من اي التزام تجاه العمال ( ضمان اجتماعي ، استمرارية العمل ، واجور لائقه ) ، اصبح الانتاج الراسمالي على مستوى الصناعه محدد بالطلب العام ، لا انتاج دون طلب ، لذلك جرى هيكلة العمال بعيدا عن المشاغل الكبرى ، جرى هيكلتهم لفرق عمل صغيره ، وكلفوا العمال مراقبة الانتاجيه وتحفيزها ، وجرى تقييم العمال بناءا على ذلك ، ومن ثم تم الحديث عن العمال المبدعين الذين لديهم المقدرة على حل التعقيدات ، عبر اختراع توصيفات جديده غير خاضعه لمعايير العمل ، (العاملون بدوام جزئي والعاملين لحسابهم والمتدرّبين والمتعاقدين والمياومين) ، اُعيدت هيكليلية سوق العمل بما يفرغ مؤسسات وقوانين العمل من جدواها ويحولها الى هياكل لا تؤثر على عملية الانتاج ، وافراغ النقابات العماليه من مبرر وجودها وجدواها ، ويسلب الوافدين الجدد إلى سوق العمل حريتهم النقابية واستقلاليتهم المالية، عبر تكبيلهم بأجور منخفضة وإغراقهم بالديون (القروض) وانتهاك سيادتهم على قوّة عملهم .

في المشهد الاخر وهو التحرر الكلي للراسمال من الالتزام في العلاقه مع العمال وحتى مع الحكومات ، ونمط الانتاج هذا ، والذي تم استعادته الان ، يعود بالزمن إلى مرحلة الإنتاج ما قبل الصناعي ( putting-out system ) مع اعتماد الماكينات وبناها والتكنولوجيات كالتطبيقات والمنصّات الإلكترونية كوسائط أساسية لإدارة العلاقة مع العمّال أو المتعاقدين/ المنتجين المستقلّين كما يُسمَّون.

هكذا تمكنت شركات من ارساء نوع جديد في العلاقات مع العمال ، مثل شركة اوبر ، امازون ، وغيرها الكثير ، وهكذا نجحت الرأسمالية بإعادة تقسيم العمل، عبر اعتمادها المكننة المطلقة لإدارة العرض والطلب وتلزيم عملية الإشراف على الإنتاج وإدارته لبنى تقنية كالخوارزميات، ما يضمن سلب العمّال أي مقدرة عملية للتحكّم في الإنتاج وأسرهم إنفراديا خلف شاشات الكومبيوتراو مقاود السيارات على سبيل المثال ، وهكذا حققت نوعا جديدا من الانتاجيه متحرره من اي التزام ، اخر صرعات الراسماليه ، فمثلا شركة اوبر عبر العالم تتمتع بحق استغلال ملايين العمال ينتظرون اكثر من ثمان ساعات خلف مقود سياراتهم من اجل بيع قوة عملهم مستخدمين الخوارزميات او التطبيقات المذكورة والتي تتحكم هذه الشركة بملكيتها ، بينما لا يُدفع لهم الا عدد الرحلات التي يقومون بها بعد خصم الشركه حصتها من الرحلات ، الأمر نفسه ينطبق على العاملين مع أمازون وغيرها من التطبيقات.

يلاحظ ان هذا النموذج الرأسمالي لهذه الشركات يفترض وجود فائض عمالي في كل وقت وفي كل لحظه ، وهو متحرر كامل الحريه بالدفع عن اي تعويض مالي لهذا النوع من العمال ، بل الامر اكثر من ذلك لصالح الراسمالي ، حيث ان الراسمال الثابت تعود ملكيته الى العمال ، سواء كان سياره او كمبيوتر او غرفه ، وهكذا نجد نجد أن الرأسمالية الحديثة، عبر مصطلحات الحرية والمرونة اوالاستقلالية في العامل، تسلب العمّال حقّهم السيادي على ملكيّاتهم الخاصة واستلابها لاستهلاكها في عملية إنتاج فائض القيمة، تحت السيطرة الكلّية لأدواتها التقنية (التطبيقات وخوارزمياتها) .



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارادة
- عقد جديد
- هل يمكن للراسمالية ان تنفي نفسها؟!
- الراسمالية ليست قانون علمي !
- الثقافة والايدولوجيا !
- ابحرتُ باشرعتي !
- كيف يمكن تغيير مجموعة الافكار المسيطرة في اي مجتمع؟
- اهمية رأس المال في التنمية
- نقيضانْ!
- جدل الصدفه والضرورة
- يا امراة !
- لا يوجد حتميه تاريخيه!
- الانتاج الذهني؟
- السعي وراء الربح الاضافي !
- تحت الشمس
- الحراك الجماهيري العربي
- امريكا تتقوى بالدين!
- هل الدين عائق للتطور؟
- ان اردت تغيير الواقع فلا تبحث عن طرق من خارج ذاك الواقع
- نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية ...


المزيد.....




- “سجل هُنـــا minha.anem.dz“ كيفية التسجيل في منحة البطالة 20 ...
- البطالة بالمغرب تصل 21.3% والهرم السكاني يتجه للشيخوخة
- تجدد الاشتباكات في جنين وإضراب تجاري للمطالبة بوقف الاقتتال ...
- “أهم التعديلات”.. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق وحقيقة رف ...
- إضراب لـ -الدفاع المدني السوري- بدمشق بسبب -الخوذ البيضاء-
- الحكومة توضح.. رفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار فى الأرد ...
- 100 ألف دينار عراقي في حســابك!!.. وزارة المالية عن زيادة رو ...
- موعـد صرف رواتب المتقاعدين شهر يناير.. وزارة المالية توضح هل ...
- “200.000 زيــادة وزارة المالية“!! زيادة رواتب المتقاعدين 202 ...
- وزارة المالية توضح/ موعد زيادة أجور المتقاعدين في المغرب 202 ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ادم عربي - نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية الحديثة بها العمّال2