أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عبدالخالق حسين - الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق















المزيد.....

الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 22:55
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


العراق في وضع لا يُحسد عليه، ومهدد بالسقوط في الهاوية في أية لحظة، والسبب هو أن قسماً من العراقيين لا يدركون خطورة الموقف، والقسم الآخر على أهبة الاستعداد ليضحوا بمصلحة شعبهم وبلدهم في سبيل مصلحة إيران والسعودية وإسرائيل، وذلك بمعاداة أمريكا التي حررتهم من أبشع نظام همجي عرفه التاريخ. الغرض من الهجوم على السفارة الأمريكية هو استدراج العراق إلى مواجهة غير متكافئة مع أمريكا.

المشكلة كما يلي: إيران تتجنب الصدام المباشر مع كل من أمريكا وإسرائيل والسعودية. وكذلك كل من هذه الدول الثلاث تتجنب الصدام المباشر مع إيران. ولكن هؤلاء جميعاً يريدون حرباً بالوكالة على الأرض العراقية وبدماء العراقيين. والكارثة أن العراقيين يسهل استخدامهم لتنفيذ مهمات تلك الدول التي لا تريد للعراق خيراً.

فهناك محاولات لزج الحشد الشعبي في هذه المهمة التدميرية، بل وحتى توريط المرجعية الشيعية أيضاً.
فالحشد الشعبي ليس حشداً واحداً، بل هناك عدة حشود وفصائل مسلحة منها موالية لإيران مثل (كتائب حزب الله في العراق)(1)، زعيمها غير معروف لحد الآن، و(عصائب أهل الحق) بزعامة الشيخ قيس الخزعلي. قامت كتاب حزب الله العراقي يوم الجمعة (27/12/2019) بهجوم صاروخي على موقع أمريكي في العراق قتل على أثره متعاقد أمريكي، وإصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية. ورداً على هذا الهجوم قصفت طائرة أمريكية من طراز F-15E ليلة الأحد عدداً من مواقع كتائب حزب الله أدى إلى مقتل 25 مقاتلاً، وإصابة العشرات. قارن نسبة الخسائر بين الطرفين. فكما جاء في تقرير بي بي سي: "هذه هي أول ضربة مضادة للقوات الأمريكية ضد الميليشيات الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران منذ عقد. إنها تبشر بديناميكية جديدة ، يبدو أن الحرب ضد داعش في العراق من المرجح أن تطغى عليها المواجهة المتزايدة بين الوكلاء الإيرانيين في العراق والوجود العسكري الأمريكي القوي البالغ 5200 في البلاد."

ورداً على ذلك اندلعت أمام مقر السفارة الأمريكية في بغداد، صباح الثلاثاء (31/12/2019)، مظاهرات حاشدة رافقتها أعمال عنف ضد السفارة. واتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيران بالوقوف وراء "الهجوم" على السفارة، مهددا إيران بأنها ستتحمل "المسؤولية الكاملة" عن هذه الأحداث.

والجدير بالذكر أن شارك بالتظاهرات المنددة بالقصف الامريكي، أمام السفارة الامريكية، الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، والأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، ورئيس هيأة الحشد الشعبي، فالح الفياض، ونائبه أبو مهدي المهندس، ونائب الأمين العام لسرايا الخراساني، حامد الجزائري، فيما رفع عضو مجلس النواب، عن كتلة الصادقون النيابية، حسن سالم، علمي الحشد الشعبي وكتائب حزب الله على السياج الخارجي للسفارة.(نفس المصدر-2).

إضافة إلى هذا التصعيد الجديد، فـ(التظاهرات التشرينية) المؤيدة لأمريكا والسعودية، والمعادية لإيران، مازالت مستمرة تواصل أعمالها التخريبية بحق الشعب والوطن، وليس هناك أي ضوء في نهاية النفق لإنهائها، أو إيجاد "المرشح المعجزة" كبديل للسيد عادل عبدالمهدي ليشكل الحكومة الجديدة، ينال قبول الجميع بمن فيهم الشارع، الذي هو الآخر منقسم على نفسه.

فالعراق يواجه تصعيداً جديداً ومتواصلاً في أزماته بلا توقف، كلها تهيئ لمواجهة غير متكافئة مع الدولة العظمى أمريكا. نعم أمريكا التي حررت العراق من أبشع نظام دكتاتوري فاشي عنصري طائفي، لم يكن العراقيون يحلمون يوماً بالخلاص منه. فبدلاً من أن يوحِّد العراقيون صفوفهم ويستثمروا العلاقة مع الدولة العظمى لصالح شعبهم، نراهم يساهمون بحماس شديد في تصعيد الصراع إلى تحويل العراق إلى خرائب وأنقاض كما حصل لسوريا واليمن.

فالعراق اليوم يُطحن بين طابقي رحة، الطابق الإيراني بقيادة زعماء فصائل الحشد الشعبي ضد أمريكا. راجع مقالنا الموسوم (العراق بين سندان أمريكا ومطرقة إيران)(3)، والطابق الأمريكي-السعودي-الإسرائيلي ضد إيران والفصائل الموالية لها. وهذا الطابق الأمريكي يمثله ما يسمى بـ(التظاهرات التشرينية)، التي تمولها السعودية والإمارات، وتدعمها وسائل إعلامهما، ومهمتها إشغال الحكومة وقواها الأمنية بالصدام المباشر. فالحكومة العراقية هي ضعيفة أصلاً، لا حول لها ولا قوة، تقدم المثال النموذجي لما يسمى بالدولة الفاشلة. وهذا هو غرض أعداء العراق من دول الجوار لإبقائه في قعر قائمة الدول الفاشلة.

هناك مساعي محمومة متواصلة من قبل هذه الدول باستخدام العراقيين أنفسهم لتصعيد الفوضى الهدامة لإيصال الشعب إلى مرحلة اليأس، والقبول بانقلاب عسكري يعيد الأمن، ويوعد بنظام ديمقراطي في أول الأمر، و تدريجياً يأتي بعناصر بعثية للسلطة، وتحت مختلف الأسماء، ينفذون لهم ما يريدون من سحق القيادات الشيعية، وإقناع الشعب العراقي، والرأي العام العالمي، بأن الشيعة إرهابيون، وقادتهم السياسيين فاشلون وغير صالحين للحكم، وأن الشعب العراقي غير مؤهل للديمقراطية، لذلك فإعادة الوضع إلى ما قبل 2003، هو الحل السليم، والعداء لإيران، والخضوع التام للسعودية وحلفائها في المنطقة، وإلغاء اتفاقية الإعمار مع الصين، والموافقة على ما يسمى بـ(صفقة القرن) الهادف إلى التطبيع مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.

لذلك على العراقيين من جميع المكونات، والكيانات السياسية أن ينتبهوا إلى أنفسهم، ويعوا أنهم بإمكانهم إنقاذ بلادهم، وتحقيق الأمن والاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي فيما لو وحدوا صفوفهم، وركزوا على مصلحة شعبهم، ورفضوا الانحناء أمام من يريد ركوب ظهورهم. فليس من مصلحة العراق معاداة أمريكا، لأن معاداة أمريكا بمثابة انتحار جماعي، فأمريكا دولة عظمى، لا تريد نهب خيرات العراق كما تدعي إيران وأتباعها من العراقيين، وهي أغنى دولة في العالم وذات إمكانيات هائلة يمكن الاستفادة منها، وهي التي تصرف الكثير على الدول المتحالفة معها، بل وتهدد اليابان وكوريا الجنوبية وحتى السعودية بسحب حمايتها لهم ما لم يساهموا بدفع تكاليف حمايتهم. فمن الغباء معاداة أمريكا بدلاً من كسبها وخاصة في هذا الظرف الحرج حيث العراق مازال في غرفة الانعاش. كما نؤكد مرة أخرى، أن رفضنا معاداة أمريكا لا يعني أننا ندعوا إلى معاداة إيران وهي دولة جارة، ولكن لا نريد أن يضحي العراقيون بمصلحة وطنهم في سبيل إيران بذرائع وهمية واهية، تارة باسم السيادة وأخرى باسم الكرامة.

إن الهجوم على السفارة الأمريكية ليس دليل الشجاعة والوطنية، بل دليل التهور وغياب الحكمة، وعدم شعور قادة تلك التظاهرة بالمسؤولية، وما يترتب عليه من تبعات خطيرة جداً. يجب أن يعرف العراقيون أن حكام السعودية والدول الخليجيه الأخرى وإسرائيل، يتبادلون التهاني الآن بهذه الهجمةِ لإقناع أمريكا إن الشعب العراقي، وخاصة الشيعة، هم حلفاء إيران، لذلك من العبث أن تسندونهم، أو تقفوا مع العراق الذي لا يصلح له النظام الديمقراطي.

كذلك التجاوز على السفارة الأمريكية، يذكِّر بهجوم الطلبة الإيرانيين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 بُعَيد انفجار الثورة الإيرانية، واختطاف طاقمها وأسرهم لمدة 444 يوماً، وما ترتب على ذلك من عواقب كارثية وخيمة من بينها الحرب العراقية- الإيرانية لثمان سنوات أهلكت الحرث والنسل من الجانبين. وعواقب الهجمة على السفارة الأمريكية في العراق أخطر و أسهل بكثير، إذ بإمكان أمريكا و إسرائيل شن حرب بالطائرات المسيرة، والصواريخ الموجهة ضد جميع فصائل الحشد الشعبي، أو أي موقع استراتيجي عراقي، إضافة إلى استمرار "الثورة التشرينية المباركة" لاستنزاف كل طاقات الشعب العراقي.
غني عن القول، أن تصعيد الصراع الإيراني - الأمريكي في العراق هو حرب بالوكالة بينهما ولكن بدماء العراقيين. ولا أدري لماذا لا يدرك المسؤولون العراقيون من أمثال هادي العامري، وقيس الخزعلي وفالح الفياض مغبة عملهم هذا. هذا العمل ليس شجاعة ولا وطنية بل تهور إلى أبعد الحدود يجعل العراق في مهب الريح من جميع الجهات، من جهة ما يسمى بـ( الثوره التشرينية) التي تباركها وتمولها السعوديه وأمريكا وإسرائيل، والتظاهرات المعاديه لأمريكا الآن التي تباركها إيران. وكلا الطرفين يستخدمون العراقيين لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية على حساب الشعب العراقي.
اللهم أحفظ العراق من العراقيين.
ـــــــــــــــــــــ
روابط المصادر
1- ما هي كتائب حزب الله في العراق؟
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50945835

2- عبدالمهدي يتلقى اتصالا هاتفيا من ترامب
https://www.akhbaar.org/home/2019/12/266431.html

3- د. عبد الخالق حسين: العراق بين سندان أمريكا ومطرقة إيران
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=652763

روابط ذات صلة
وزير الدفاع الأمريكي: اتخذنا إجراءات هجومية ضد جماعة ترعاها إيران
https://www.akhbaar.org/home/2019/12/266354.html

اعتصام أمام السفارة الأمريكية في بغداد احتجاجاً على قصف مقر الحشد بالقائم
https://www.akhbaar.org/home/2019/12/266403.html

تقرير بي بي سي: ضربات أمريكا لكتائب حزب الله العراقي "مرحلة جديدة" في المواجهة مع طهران
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-50958393



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب مغلوب على أمره!!
- إيجابيات تظاهرات تشرين ونتائجها المحتملة (غير المقصودة)
- حادثة ساحة الوثبة جريمة بعثية داعشية بإمتياز!
- لماذا هذا الدفاع المحموم عن السعودية ومندسيها؟
- متى كانت السعودية نصيرة لثورات الشعوب؟
- تجيير مطالب مشروعة لأغراض داعشية!
- هل تظاهرات تشرين..ثورة، أم ثورة مضادة؟
- (ثورة أكتوبر( وثياب الإمبراطور الجديدة!
- من المخدوع؟ اعرف الحق تعرف أهله
- العراق.. أين الخلل؟
- العراق يحترق
- تظاهرات سلمية أم حرب بالنيابة بين إيران وأمريكا؟
- من المسؤول عن الفساد في العراق؟
- العراق بين سندان أمريكا ومطرقة إيران
- لتكن تظاهرة البصرة السلمية نموذجاً يحتذى به
- يحرقون العراق باسم المطالب المشروعة!
- تظاهرات سلمية أم مناورة إنقلابية بعثية؟
- هل ترامب وجونسن في طريقهما للعزل؟
- النفط مقابل الدم!!
- الفرق بين العشائرية والانتماء العشائري


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - عبدالخالق حسين - الهجوم على السفارة الأمريكية يضر بالعراق