أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - الجائزة.. المضمونة















المزيد.....

الجائزة.. المضمونة


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:51
المحور: المجتمع المدني
    


عزيزى القارىء فلتقف لحظات لتتأمل معى .. مواقف ربما آراها وتراها ويراها غيرى وغيرك ولكنها تمر دون أن نلتفت إليها ونعيرها بعضاً من إهتمامنا .. أو حتى تثير إنتباهنا بل ربما يعترينا بعض الإشمئزاز من أبطال هذه المواقف .. ولكننى هذه المرة .. وجدت نفسى أتطلع إلى هذا الوجه البرىء وهو ينظر منبهراً إلى السيارة الفارهة الحديثة الموديل والتى بطولها وشكلها وقف الطفل الذى لم يتعدى عمره السنوات العشر الآولى .. وقف يقارن بينها وبين الجحر الذى ينزوى به فى نهاية يومه مع باقى الكتل البشرية المنتشرة بطول الكبارى وأسفلها.. وآماكن آخرى لا نعلم عنها شيئاً..وإشرأبت قامته أكثر وأكثر وهو يرى الجالس على عجلة القيادة المرتدى لأحدث صيحات الموضة والنافث لدخان سيجاره فى الزجاج..فيسرع المسكين الصغير بفوطة مبللة من مطر الشتاء المنهمر من حوله .. ليمسح الزجاج ظناً منه أنه يستحق المسح ولكن الحقيقة هناك ما يستحق المسح من نفوسنا وحياتنا المطموسة بالأنانية وحب الذات ..وأنا أنا ومن بعدى الطوفان..ولكنه لا يصل للجميلة الفارهة القابعة على الطريق فى إنتظار فتح الإشارة .. يحول بينه وبينها حجر يتعثر به و يسقط ..وما أكثر عثرات الدنيا لهذا المسكين.. فتزداد حالته المبللة ويصبح أكثر بللاً و طيناً .. ولكنه يقف ولا يبالى .. وفى هذه المرة تصافح عيناه جميلة آخرى تنافس السابقة فى حسنها ولكن هذه المرة هى من لحم ودم .. إنها الجالسة بجوار السائق الشياكة .. تقع عينييه على الثعلب النائم على صدرها فى سكون تام وكأنه إرتاح بعد عناء.. وتذكر المسكين فرو الأرنب الذى يجرى به بين السيارات ليبيعه بأى ثمن وكيف أنه فكر يوماً فى إقتناءه ليهديه لوالدته .. فلم تكفى قروشه القليلة فى هذا اليوم ثمن شراءه..ومر بخياله آرانب السطح التى تربيها الأم ولايستطيعوا الإقتراب من لحمها ولا حتى فراءها فهذه بالنسبة لهم مصدر الرزق الوحيد لأسرة تتعب من رصد عددها فيكتفوا بالفرجة دون التفكير فى الطعم .. ويفيق الطفل على ذرات التراب الممزوج بالمطر والمتناثر من السيارة الفارهة والمصافح فى غثيان الوجه الطفولى البرىء القابع على رصيف الحياة يلتحف السماء ويفترش الجراح فهو ليس له الحق فى مجرد التفكير حتى بجلد المقعد الوثير الموجود داخل السيارة .. ولا حتى فراء الأرنب وليس الثعلب الملامس للحسناء الجالسة بها..ولكننى وجدت نفسى أنظر لمن يقود السيارة .. فوجدته ينظر للطفل بإشمئزاز لا لشىء .. إلا للمسه إياه لسيارته الفارهة.. وجدت بنظرات عينييه بريق غريب ينطوى تحته أمنيته بأن لايكون للرصيف وجود بالشوارع حتى لا يكون لأمثال هذا الطفل وجود على الأرض .. إنه يحسده ويأخذ منه حق الرصيف الموجود عليه حتى الرصيف لا يحق له التواجد عليه..وأتساءل..وأنت يا سيدى الراكب لسيارتك الفارهة تلك .. لماذا لا توفر له رصيف خاص به يحميه من ويلات الشوارع؟؟ولكن ضاع التساؤل عندما وجدت شخص آخر راكباً سيارة لا ترقى للسيارة الآولى ولكنها جيدة الشكل والصنع.. يقف بجوارى .. لمحت بجانب شباك سيارته . رجل مسن أتعبه السؤال.. يبدو.. من مظهره أنه كان ذو.. جاه و عز.. ولكن عثرات الزمن وما أكثرها .. والزمن لا يستأمن على أى شىء..طرق الرجل المسن نافذته على إستحياء يعرض عليه بعض الكتب.. نهره البيه المتعالى على البشر بما أعطاه الله من خيرات..ووجدت الرجل المسن يقول له .. أنا لا أسألك الحسنة .. بل أنا أبيعك شيئاً.. إن أردت خذه وإن أبيت .. فلا تنهرنى.. وتلألأت الدموع بعيون الرجل المسن.. ودعوت وقتها على الأيام وما تفعله بالبشر .. وتمنيت لو وقفت بى الإشارة أكثر لألقن هذا السائق المتعالى على خلق الله درساً فى التراحم .. وتمنيت أكثر أن أغلق صوت القرآن الكريم الذى يستمع إليه بسيارته.. ليس الدين يا سيدى بروازاً نختفى وراءه بل سلوكاً نقتدى به..أين أنت يا سيدى المتعالى من قول الرسول الكريم صلوات الله عليه : ( الكلمة الطيبة صدقة ) .. ( ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا).. أين التراحم فيما بيننا كبشر نعيش بمجتمع واحد ؟؟ أين نحن من قول الرسول الكريم المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً....)..أين الرحمة؟؟ ذهبت إلى أين؟؟أين التكافل والمودة بيننا كمسلمين ذهبت إلى أين؟؟ أين نحن من قول رسولنا الكريم :(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وأين نحن من قوله الكريم:(من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)
أين ذهب من يسمعون القول فيتبعون أحسنه ..؟؟ ذهبوا مع رسائل الموبايلات ورسائل تشجيع توتو و لولو وميمى ببرامج الحقيقة المشخلعة ..راحت وُنفيت نخوتنا العربية مع ستار آكاديمى وسمعنى صوتك..وذهبت إلى 0900 وإتمنى وأطلب تلاقى..إلى أشترى وخربش تجد هديتك..إلى تذاكر حفلات الدى جى التى لا فن ولا طرب بل تنطيط فى تنطيط..إلى أين يقودنا ما نحن فيه..؟؟إلى أين؟؟ يا سيدى.. قدم الحسنة للمحتاج ولن تحتاج لإتصال وستجد المردود إن لم يكن بالدنيا فهو بالآخرة فالحسنة بعشرة أمثالها ..جائزة مضمونة من دون سحب أو خربشة بل تحتاج لخربشة الجيوب وبصمة صوتك بحسابك البنكى وتحتاج منك رسالة إلى الله تعلن فيها النية الحسنة وأنت تعطى الصدقة ولا تتبعها بالآذى والمن..شروط بسيطة وميسرة..تجارة مع الله لاتبور وأرباحها مضمونة ..لا ضرائب مبيعات..ولا دمغات وووو..تجارتك هذه تكون بمثابة دعامة للمجتمع .. تنقذه من الكثير من المشكلات ..تعطى صورة مضيئة لإسلامك أمام الغير وأمام نفسك وبعدها ستحترم إسلامك الحق وليس البرواز..مساعدتك هذه ستخلق نوع من التراحم بين أفراد مجتمعك..القليل منك ومنه ومنى سيخلق ملجأ لطفل يجوب الشوارع بحثاً عن لقمة العيش والسكن..سيكون درع واقى للكثير ممن يتعرضون لشر غدرات الزمان..القليل مما نصرفه فى الهيافات اليومية وما أكثرها ولو صنفناها سنحتاج إلى صفحات وصفحات ..سيخلق جيل يعرف معنى المودة والرحمة والتكافل سيزرع بداخله الإنتماء لدينه ..لوالده ..لوالدته ويبعده عن العقوق الذى أصبحنا نشتكى منه ليل نهار..وسيبذر بداخله بذرة الحب لوطنه ومجتمعه سيجعله متمسكاً بتقاليده وعاداته مهما تعرض للغزو من الغير..فلنحاول التفكير بالغير.. ونترك عادة التفكير بالذات ..فلنتنازل عن مقولة آنا آنا ومن بعدى الطوفان..فلنستبدلها..بــ..فكر بالناس تكن من الناس..وإعلم أنه يوم لك ويوم عليك..وهكذا هى الدنيا لا تدوم لأحد ودوام الحال من المحال..فإن دامت الدنيا بغرورها لغيرك ماكانت وصلت لك..فحاول النجاة من براثنها بالتجارة مع الله.. وتحيتى



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلال المر
- التغااااااااااافل
- همس (17) ات ليلية/ ما رأيك.. يا .. سيدى؟؟؟؟
- إنتبهوا..المستقبل..يضيع ما بين الخصر وال…1
- همس (16) ات ليلية/ همس الخريف
- همس (15) ات ليلية/ أسألك...الرحيل
- وااااااااوا..هايفة..و..وااااواات آخرى
- طوفان مدمر .. يرتدى عباءة الإسلام
- الحرام ..و..الحريم
- لعبة الأقوياء
- بانسيه..أسيرة النوافذ..وعلاء الدين
- همس ( 14 )ات ليلية/ يا..راسم الحزن..أنت لا تعرفنى
- على ..جسد ..إمرأة.........................
- همس (13) ات ليلية/ كلمااااااات
- همس (12) ات ليلية/ على جناااااح عصفورى
- همس (11) ات ليلية/ همس الدموع
- همس (10) ات ليلية/ لا..زلت..أمضى..رغم ال...
- مثلث.. الإعدام العشوائى..والغوص فى الرمال
- تفاااءل وإياااك والحزن
- همس (9) ات ليلية/ العنكبوووت


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - الجائزة.. المضمونة