أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاعتداءات الامريكية والرسالة الخاسرة














المزيد.....

الاعتداءات الامريكية والرسالة الخاسرة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم مرور قرابة 17 عاماً على الغزو الأمريكي للعراق، لم يؤدّ ذلك إلا إلى تطور اساليب الفوضى فيه لتهز حكوماتها المتعاقبة ومجاعة شعبها لأن الولايات المتحدة مازالت متمسكة بتسخين الشارع ولم تعد تعالج الامور بقدر التخبط وزيادة أوجه اخطائها المستمرة في سياساتها المتهورة وما زال الدم العراقي يسفك ويراق بتفنن في الشوارع بمختلف الطرق ليظل العراق ضعيفا تابعا لها، وتعطي لنفسها الحق كدولة احتلال للعراق و لها مصالح استيراتيجية وتاريخية فيه ولكن رغم كل هذه الأسباب ونتيجة لوعي الشارع جعل من النفوذ الامريكي في رسم سياسته بالعراق أمرا مستحيلا وفاشلا ومازالت الولايات المتحدة تتخبط في استراتيجياتها وخططها ولهذا تبحث على طرق اكثر خسة اخرى .. واصبح من الواقع ان كل استراتيجيات الإدارات الأمريكية والسيناريوهات التي تعدُّها مكاتب التحليل وتقدير الموقف أو مراكز الدراسات الخاصة في أمريكا تقوم على روح عدوانية تبيِّت الشر والتخريب للمنطقة وهذا خللٌ منهجي في الاستراتيجيات الأمريكية التي لم تطرح يوما فلسفة الشراكة أو تأهيل الدول البدائية في المنطقة أو إقامة علاقات قائمة على الوضوح في فوائد متبادلة كل ذلك حصل عكسه.. فكانت منذ اللحظة الأولى عبارة عن قوة استفزاز ونزف للمنطقة في المجالات الحيوية والحساسة جميعا فأمريكا عبر عشرات السنين هي حامية العدوان الصهيوني باغتصابه أرض فلسطين وتهجير أهلها أو ذبحهم، وأمريكا هي التي تتحكم بأسعار النفط ثروة العرب الرئيسية ولا تختزن واشنطن رصيدا تاريخيا كافيا للتعامل مع الشعوب وثقافاتها ولم تفكر بإقامة علاقات ندية معها، ولذلك كانت تعمد عند دخولها أي بلد إلى تدمير الصورة التقليدية له من خلال كل مكوناته ويظهر ويبدو لها اخيراً بأنها قد خسرت كثيرا في العراق عندما اندفعت نحو الحروب لتحقيق سيادتها ومن هنا فالاحساس بالهزيمة بفعل المقاومة العراقية التي جعلت من هذه السياسات مكلفة جدا لواضعيها وللشعب الامريكي و في ضوء المأزق الذي وجد فيه الاحتلال نفسه فان ممارساته على أرض الواقع بالاضافة الى محاولاته المتكررة وغير الموزونة في الخروج من مأزقه ادى و بدون ادنى شك الى الهزيمة الحتمية وسوف يبحث عن طريق للهروب المبكر قد يسهم في تخفيض عنف الهزيمة والسقوط في وحل العراق، ولا ريب ان التخبط الامريكي الذي سيقوده الى الهزيمة ناجم عن تشبثه الغبي في توهمه بامكانية تحقيق شيء من النصر الذي فقده والى الابد على أيدي ابطال المقاومة، لان المقاومة هي من تملك ارادة المبادئ، وهي من تحرك خيوط الصراع الدائر على أرض العراق, وهي من تملك المفتاح العسكري والسياسي لما يجري على أرض العراق, والامريكان وحلفاؤهم لا يملكون الا تأخير اعلان وقت الهزيمة.
من خلال عملياتها الفاعلة والمؤثرة المستمرة وفي تصاعد ثقل حجم الهجمة الامريكية عليها. لذا اخيراً شنت قواتها سلسلة من الهجمات والغارات الهمجية الغادرة على قواعد ومخازن اسلحة تابعة للحشد الشعبي عند الحدود السورية ادى الى استشهاد عدد منهم وجرح اخرين بعد أن نالوا شرف الدفاع عن العالم، وها هم بامتياز قد نالوا ميدالية الفوز على اكبر امبراطورية بربرية همجية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً في القتل والاجرام لا بل في الكذب وتدني المستوى الاخلاقي في ممارساتهم الحياتية وفي تعاملهم مع الشعوب.وهذه الاساليب الوحشية الغادرة تؤكد ان القوات الامريكية تنوي ضرب القوة الكامنة والضاربة والمؤثرة للشعب العراقي والتي اثبتت جدارتها في ردع العصابات الاجرامية في اراضيها مثل داعش وتحريرها من هذه الشرذمة وقوى التطرف التي صنعتها الولايات المتحدة ودعمتها ما فتئت وهو اعتداء سافر على امن واستقرار دولة مستقلة ذات سيادة، وتجاوز خطير على قواعد عمل قوات التحالف ومنها القوات الامريكية بالإنفراد بعمليات دون موافقة الحكومة العراقية، ناهيك عن ان هذه العملية استهدفت قوات عراقية ماسكة لجبهة مهمة على الحدود ضد فلول داعش الارهابية، في ظل الحكومة العراقية الضعيفة وقواها السياسية أمام مواقف متعددة ومترددة وقلقة مما يجري. هذه الاعتداءات التي نستطيع أن نعزوها إلى الانقسام بين قوى العملية السياسية العراقية و هو مرآة تعكس الواقع العراقي الداخلي المتخبط والمنقسم، وهو ما يعرض أمنها للخطر ولاشك ان الخطورة تكمن في قدرة واشنطن على نفث روح الطائفية والإرهاب من جديد إذا دخل العراق معركة معها وحقق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة ، فمن خلال سلسلة الأحداث وتطورات الخلافات الأمريكية – العراقية ويبدو ان واشنطن تريد تحجيم دور القوة السياسية العراقية الفاعلة ، ومحاصرة القوى والأطراف القوية فيها وملاحقة من تشتبه بكونهم يشكلون تهديداً لامنها ، وتقويضاً للعملية (الديمقراطية) السائدة فيه، وتهدد ايضاً أمن الجميع دون استثناء ومما لا شك فيه ان تكرار القصف الامريكي لمعسكرات الحشد الشعبي مصداقية للاحتلال والغزو وعبارة عن خطة ممنهجة ومكشوفة لاضعاف هذه القوات البطلة سيما المتواجدة على الحدود امام العصابات الارهابية الهاربة من اتون الحرب في سورية وادخالها الاراضي العراقية كسلاح ضغط بيدها وهو عمل مستهجن وبغيض بشدة على موقع اللواءين 45 و46 الحامية لحدود العراق وسيادته وترصد مجاميع الشر الداعشية. ان الادارة الامريكية في عملها هذا اظهرت غباء وحماقة بعد ان اصبحت بوابة الهروب من الوحل العراقي مشرعة أمامها وهي بوابة المقاومة العراقية، البوابة الوحيدة القادرة على ان تسلكها وتحفظ شيئاً من ماء الوجه لديها وتحاول جرها للمواجهة وجها لوجه و حيث الترقيعات التي تلجأ اليها هذه الادارة مما تمت و لن تؤخر ساعة الحسم التي ستكون بيد المقاومة من جهة اذا ارادت ولن تغير من موازين القوى على ارض المعركة، فالقوة المعنوية والقتالية والارادة والايمان جميعها في صالح المقاومة المتمثلة بالحشد الشعبي والقادرة على طرد هذه القوات من بلادها، وروح الهزيمة والانكسار تدب في صفوف واشنطن وقواتها وقياداتها العسكرية في ادخالهم حالة الانذار القصوى والسياسية حيث سعت الى تقليص عدد العاملين في سفارتها.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والازمات المتشابكة والمتراكمة
- قانون الانتخابات والارادة الشعبية المتحققة
- الافول الحكومي والانتعاش الشعبي في العراق
- لا سبيل إلا الانتصار للشعب
- العراق: المختصرالدستوري في حرية الراي والتعبير
- يظهر بعد الحبل على الجرار
- الضغوطات الامريكية والارادة العراقية
- العراق... الاحتجاجات والازمة الوطنية
- الامن الوطني العراقي والمسؤولية المشتركة
- العراق ...تنامي الوعي الشعبي والامبالات عند السلطة
- استقالة عبد المهدي تُفاقم الازمة ولا امل بتفكيكها
- استقالة عادل عبد المهدي والحال العراق الى اين
- العراق الى اين...منقول
- المتظاهرون الحقيقيون بريئون من الدم المراق
- زيارة مايك بنس للعراق محفوفة بالمخاطر والاستفزاز
- الدفع لفتح ثغرة في الحائط المسدود
- العراق ..غياب الثقة وسلحفاتية التنفيذ
- المرجعية الحكيمة تبلغ في القلوب مقاماً
- لمن يجب ان يقال بره بره بره
- الخيط الرفيع لزوال الخصام في العراق


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاعتداءات الامريكية والرسالة الخاسرة