أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألاديان وتطورها - 1















المزيد.....

ألاديان وتطورها - 1


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 17:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
كما أثبت نشارلس داروين بأنّ إلإنسان جاء إلى الوجود نتيجة التطور بدءا من أول خلية حية وحيدة وكما أثبته العلماء من بعده وخاصة بعد إكتشاف الأحافير وتوصل العلماء في العصر الحديث إلى فك رموز الشفرة الجينية للإنسان وبعض الكائنات الدنيا التي تأتي في أسفل الهرم والتشابه الجيني بين كائنات كرتنا الأرضية وبعد دراسة تأريخ ألأديان نستنج بأن ألأديان خضعت لمبدأ التطور.
فكل دين جديد يولد من رحم الدين أو ألأديان التي سبقته مع إجراء بعض التعديلات ليتلائم الدين الجديد مع معتقداته وبيئته وثقافة تلك البيئة الحاضنة.
الدين اليهودي أقتبس أساطير وادي الرافدين وبالأخص السومرية والبابلية أثناء فترة السبي البابلي وضمها في التوراة ونتيجة لذلك أقتبس مؤلف القرآن بعض هذه الأساطير بعد تعديلها ليتناسب مع عقائده وبيئته الثقافية في الجزيرة العربية إضافة إلى إقتباسته من الدين ألزرداشتي وخاصة فيما يتعلق بطقس الصلاة ويوم البعث والحساب وعذاب القبر.
الدين المسيحي ولد من رحم الدين اليهودي ولكنه جاء كرد فعل لقسوة تشريعات الدين اليهودي كما تأثرت عقائد المسيحية على يد بولس الرسول بالعقائد الرومانية وبالأخص عقائد ديانات الأسرار كالدين الميثروي التي تتشابه عقائده مع الدين المسيحي، لقد كافح المسيحية كفاحا مريرا ضد الديانات الرسمية للامبراطورية الرومانية ولكن كفاحه الاقوى والامر كان كفاحا صامتا لا عراك فيه ولا دماء ضد الديانات السرية، ولعل اقوى تلك الديانات التي نازعت المسيحية فترة طويلة من الزمن على الفوز بقلوب الناس كانت ديانة (ميثرا) الشديدة الشبه بالمسيحية والواسعة الانتشار في شتى انحاء الامبراطورية الرومانية.
هذا التشابه الغريب بين الديانتين اذهل المسيحيين انفسهم فاعتبروه من صنع شيطان رجيم. وكان الميثرويون يتهمون المسيحيين باقتفاء اثرهم واقتباس معتقداتهم، والمسيحيون بدورهم يردون الاتهام بمثله.
وكذلك فإن المانوية ولدت من رحم المسيحية الغنوصية وخاصة بتأثيرات الديصانية ( أتباع أبن ديصان الغنوصي) والمرقيونية (أتباع مرقيون الغنوصي ) إضافة إلى تأثيرات الثنوية الزرداشتية بالإضافة لتأثيرات الديانة المندائية (المندعية).
فيما عدا الغنوصية المانوية التي تحولت على يد معلمها ماني خلال أواسط القرن الثالث الميلادي إلى ديانة مؤسساتية ذات إيديولوجيا ثابتة وتنظيم كنسي مراتبي، فإن الفكر الغنوصي عامة لم يطور إيديولوجيا دينية موحدة ومنمطة، وبقيت الفرق الغنوصية أشبه بالطرق الصوفية الإسلامية التي يتبع كل منها شيخاً ذا نهج خاص، على اشتراكها جميعاً بالأفكار العامة الرئيسية.
من هنا فإن الحكمة القديمة المنقوشة على جدار معبد دلفي في اليونان والمؤلفة من كلمتين هما "اعرف نفسك"، تتخذ أهمية مركزية في كل النُظُم القائمة على العرفان.
فلقد استخدمتها الأفلاطونية وفسرتها بمعرفة النفس الإلهية في داخل الإنسان؛ وكذلك الهرمزية التي نقرأ في إحدى رسائلها:
"إن الله الآب الذي جاء منه الإنسان هو نور وحياة. فإذا عرفت أنه نور وحياة وأنك صدرت عنه، فسوف تستعاد إلى الحياة مرة أخرى".
لقد ولِد التصوف الإسلامي نتيجة لتأثره بالمعتقدات الغنوصية التي كانت منتشرة أبان تطور الدين الإسلامي وإنقسامه إلى مذاهب عديدة وخاصة المذهب الشيعي الباطني.
أما الدين البهائي فهو أمتداد للدين الإسلامي بعد إجراء بعض التعديلات عليه.
نقتبس العبارات التالية من الموقع الألكتروني للجامعة البهائية حول العالم التي تعبر عن معتقدهم:
"لتكن رؤيتكم عالمية ..." — حضرة بهاء الله
"بعث الله عز وجّل إلى البشرية عبر التاريخ سلسلة من المربين– وهم رسله الذين بعثهم كمظاهر إلهية بين البشر – قدّمت تعاليمهم الأساس لتقدم الحضارة البشرية. من بين هؤلاء الرسل إبراهيم وكريشنا وزرادشت وموسى وبوذا وعيسى ومحمد عليهم السلام. أوضح حضرة بهاءالله وهو الأحدث بين سلسلة الرسل، بأن الأديان تأتي من المصدر الإلهي ذاته، وهي بمثابة فصولٍ متتابعة لدين واحد مصدره الخالق العظيم.
يؤمن البهائيون بأن البشرية في حاجة ماسة إلى رؤية موحدة تجاه مستقبل المجتمع البشري، وطبيعة الحياة والهدف منها. وبأن هذه الرؤية تتكشف في الآيات والآثار الكتابية التي جاء بها حضرة بهاء الله".


إقتباسات الديانة اليهودية من ألأساطير السومرية والبابلية:
أسطورة خلق ألكون (أساطير التكوين):
(في تلك ألأزمان ألأولى. لم يكن سوى المياه)...... أسطورة بابلية.
((في ألبدء خلق ألله ألسموات وألأرض وكانت ألأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح ألله يرّف على وجه المياه))......ألتوراة - سفر ألتكوين-1.
((وهو ألذي خلق ألسموات وألأرض في ستة أيام وكان عرشه على ألماء))......قرآن كريم- سورة هود، ألآية-7.
أساطير ألتكوين في منطقة الهلال الخصيب ومصر تنتمي إلى زمرة اساطير الميلاد ألمائي، ونلاحظ بانّ ألحالة السابقة لبدء الكون هي حالة عماء وسكون لا ينتابه تغيير وتبديل كانّه عدم، وفي لحظة معينّة هي هزّة ودمار، يعقبها بناء جديد، ينبثق ألكون من لجّة ألعماء، ويبدأ ألنظام من قلب ألفوضى عندما يقرر ألآلهة خلق ألعالم ووضع أسس ألكون والحياة.
تثبت لنا هذه ألأساطير السومرية، تقاليد بقيت سائدة في الفكر الاسطوري لحضارات المنطقة والحضارات الاخرى المجاورة. ففكرة الميلاد المائي تتكرر فيما بعد في الاساطير البابلية التي تحكي عن ولادة الكون من المياه الاولى (تعامة) المقابلة ل(نمو) السومرية وفي الاسطورة السورية نجد (يم) المياه الاولى، وقد انتصر عليه ألإله بعل وشرع بعد انتصاره بتنظيم العالم، وفي ألقرآن نجد وجود ألمياه ألبدئية (وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء)- سورة هود-الآية-7، وكذلك ( وجعلنا من الماء كلّ شيء حي )- سورة الانبياء-الآية-30.
وكذلك فيما يتعلّق بلقاح السماء والارض المتحدتين، والفصل فيما بينهما فيما بعد ففي الاسطورة البابلية يقوم الاله مردوخ بشطر جسد الالهة تعامة، المياه الاولى الى نصفين، فيرفع الاول سماء، ويبسط الثاني ارضا، وفي الاسطورة التوراتية، يقوم اله العبرانيين يهوه ايضا، بفصل المياه الاولى الى شطرين، رفع الاول الى السماء وبسط الثاني الذي تجمّع مياهه في جانب، وبرزت منه اليابسة في جانب آخر- سفر التكوين- الاصحاح الاول.
وفي ألقرآن نجد واقعة فصل السماء عن الارض ( أو لم ير ألذين كفروا أنّ ألسموات وألأرض كانتا رتقا ففتقناهما )- سورة ألأنبياء- ألآية 30.

ألمصادر:
- ألتوراة.
- ألقرآن.
- ألأناجيل.
- مغامرة العقل الأولى...... فراس السوّاح.
- لغز عشتار...... فراس السوّاح.
- جوزيف كاير , حكمة الأديان الحية , تر : حسين الكيلاني , (بيروت / ب ط) , ص43.
- كامل سعفان , معتقدات اسيوية , (القاهرة / 1999) , ص200.
- تأريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية...... ميرسيا إلياد.
- موسى بين التاريخ والأسطورة ..... فراس السواح.
- ماني والمانوية ........ جيووايد نغرين.
- لاهوت إبليس الملاك الساقط ..... فراس السواح.
- ألرحمن وألشيطان..... فراس السواح.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب تأليف بعض آيات ألقرآن
- نزول ألوحي
- الاوهام وإله سبينوزا
- لعنة ألذهب ألأسود - 34 - ألهروب نحو تركيا وإيران
- لعنة ألذهب الأسود - 33 - مجزرة آلتون كوبري
- كتاب لعنة ألذهب ألأسود-32 - الجزء ألثاني
- ألنسيئ
- هل موسى أسطورة أم نبي؟
- هل ألمسيح أسطورة أم نبي أم إله؟
- رحلة ألنبي محمد من ألتصوف إلى إلى ألنبوة
- لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- تأملات في ألوجود وألدين - ألجزء ألأول
- تأملات في ألوجود وألدين - ألجزء ألثاني
- قصور صدّام حسين وعمليّة الاختطاف
- كتاب لعنة ألذهب ألأسود
- لعنة الذهب الاسود – 31 – ألخاتمة
- لعنة الذهب الاسود – 30 – ألأحداث في كركوك-5
- لعنة الذهب الاسود – 29 – ألأحداث في كركوك-4
- لعنة الذهب الاسود – 28 – ألأحداث في كركوك-3
- لعنة الذهب الاسود – 27 – ألأحداث في كركوك-2


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألاديان وتطورها - 1