|
رقابة الذات.. أو Auto Censure
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 12:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رقــابــة الــذات.. أو Auto Censure... كلمة دارجة بالإعلام الموظف... بأوساط الأنتليجنسيا المختارة.. بالجمعيات والرابطات المهجرية المحلية.. الآتية غالبا من البلاد المشرقية أو التي تسمي نفسها عربية.. وغيرها.. وأخيرا وخاصة بالأوساط التجارية التي تلتزم وتراضي وتسمع الأوساط الحاكمة المحلية.. وتلتزم بمراضاتها.. دون أن يطلب منها أي شيء... حسب العادات والموروثات.. وغالبا تعاليم دينية توصي : "وأطيعوا الله وأولي الأمر منكم"... ولكنني تعودت منذ بدايات فتوتي وشبابي.. ضد هذه التوصية بمراقبة الذات.. لأنها تخنق دائما حرية التعبير.. وتمنع انتقاد السلطان والحاكم.. وحتى رفاق الطريق بلا اختيار.. وأنصاف الأصدقاء.. لأنك إن اتبعت طريقة وعادة رقابة الذات.. تضطر للصمت بحالات اعوجاجات وانحرافات.. وخاصة غباء رفاق الطريق بلا اختيار.. وأنصاف الأصدقاء... حتى تصبح أخيرا شريكا بغبائهم واعوجاجاتهم وانحرافاتهم... لتضمن متابعة الطريق معهم.. والاستفادة ـ كالعادة ـ من حصيلة تجاراتهم... وأهم سلبيات وخطأ مراقبة الذات.. وإلزام النفس بالصمت عن أخطاء الحكام وجرائمهم... وخاصة عندما نرى ماذا يجري بالبلدان العربية... الصمت عن الخطأ والجريمة.. مشاركة بالخطأ والجريمة... وأنا لا أرضى أبدا منذ بدايات فتوتي وشبابي على الإطلاق.. الحياد والصمت عن الخطأ والضيم والظلم والفساد والضلال... ولو أنها أصبحت عادات وتقاليد... وشــريــعــة!!!..... وعلى سبيل المثال.. صحيفة سورية.. على الــنــت.. بدأت من دمشق العاصمة السورية.. من عدة عقود.. صاحبها ومؤسسها (تاجر) سوري.. يدعى نضال معلوف.. هذه الصحيفة تدعى سيريا نيوز Syria News... بقي هذا الموقع بسنوات بداياته ناقلا ناسخا مطبلا مزمرا.. لبيانات وزارة الإعلام السورية المنقحة الرسمية.. على طريقة البرافدا السوفيتية.. المرحومة... ومع ضآلة انتشار هذه الصحيفة.. كنت أتابعها ومتابعة التزام ما تبقى من الأنتليجنسيا السورية.. من منشوراتها اليابسة والحيادية.. تجاه السلطات الحاكمة المحلية... ولكنني لم أستفد على الإطلاق من هذا الموقع.. لما يجري بقلب الطبقات الشعبية التي كانت تختنق وما زالت من جرائم الأمبارغو.. وما زالت كل حاجات البلد الغذائية والعلاجية.. دون أن تــطــال الطبقات الحاكمة وعائلاتها وحلقاتها وزلمها... وكان دوما السيد نضال معلوف من أول وأشهر المطبلين للنظام الحاكم في سوريا.. والذي يوزع المكاسب الباقية والخيرات والمنافع والوظائف.. على حلقاته ومطبليه.. ككل الحكومات العربية.. دون أي استثناء... ولكن بعد سنوات قليلة التي بدأت عام 2011 من حرب طائفية مجنونة ضد سوريا وشعبها.. استقطبت مقاتلين من غابات الأرض كلها... بدأت ميول "سيريانيوز " وصاحبها.. تتوجه حسب خسارات ومكاسب هذه الحرب المجنونة وعرابيها ومموليها.. وانتقلت إلى أمكنة مجاورة أو بعيدة.. حسب أمكنة الصناديق المالية المساعدة.. كما تغيرت سيريانيوز وصاحبها.. بالشكل والجوهر.. أصبحت أكثر توسعا وأناقة.. وتعودت على أشكال "حياد حديث مدروس" حتى تكتسب ثقة المستهلك والممول.. ولكنها تطورت إلى أشكال معارضة حديثة ضد السلطات الدمشقية الشرعية... وكانت تخفف أو تقوي انتقاداتها.. حسب تغير حدة المعارك على أبواب سوريا أو بداخلها.. مع مراقبة تطور (الانتصارات أو الخسائر)!!!...... واليوم سيريا نيوز... تنتظر التطورات... وأوامر مموليها... لاختيار التزامات جديدة... الإعلام العالمي.. وأكبر الصحف العالمية التي كانت أكبر دعم لقوة حرية التعبير والحريات الطبيعية والعلمانية... بيعت لتجارات أرباب البورصات العالمية... وخاصة خلال العشرين سنة الأخيرة بأوروبا عامة.. وبفرنسا خاصة... وأصبحت مصانع لخلق روبويات سياسية جديدة.. لعولمة التجارة والسياسية... واتجهت كلها بجوهر تخطيطي لتلهية الشعوب.. بكرة القدم.. بالبطالة.. بالمسلسلات التلفزيونية التافهة.. لتغبية الشعوب والعامة أكثر.. وأكثر... ومن النادر جدا أن تجد وسيلة واحدة.. حتى بما يسمى ــ خطأ ــ وسائل التواصل الاجتماعي... لا تسعى لتنوير الشعوب.. وفصل الخطأ عن الصواب والحقيقة الحقيقية... حتى القوانين الجديدة.. تحمي دوما تشجيع الغباء.. وتمنع التوصل للحقيقة بقوانين.. تمنع الوصول للحقيقة.. بمقاضاة ناشريها.. أي أنها تكمم الحقيقة بقوانين تحمي ما يسمى " أسرار الدولة" أو مثل اعتبار التهجم ضد الصهيونية.. كمهاجمة السامية يعني العنصرية اليهودية... خانقا جميع النادر من الأصوات النادرة التي تدافع عما تبقى من الهزيل النادر من القضية الفلسطينية... قانون جديد.. صوت له بالإجماع الجناح الماكروني من مجلس النواب الفرنسي... ولم يلق تجاهه أي اعتراض.. سوى عدد قليل من النواب او الأنتليجنسيا الفرنسية... كما طالب ماكرون من زملائه رؤساء الاتحاد الأوروبي.. اتخاذ هذا القانون المكركب.. كمادة رئيسية يقوانين بلدانهم والتصويت على تثبيتها أبدا... وكبار وسائل الإعلام العالمية المهيمنة... تطبل وتزمر وتعمم انتشار هذا القانون... والذي يأتي متمما لمشروع كيسنجر من خمسين سنة... لتغيير خارطة العالم العربي والمشرق.. والسياسة العالمية.. لصالح انتشار دولة إسرائيل.. كما صورها " هــرتــزل " بنهايات القرن الثامن عشر.. متبلورا ببدايات القرن االتاسع عشر ومنتصفه ونهايته... متسللا مسيطرا بنصفه... ومهيمنا على سياسات العالم بالعشرين... وبعدها بالقرن الواحد والعشرين...متعنترا..منتصرا... مزاملا مصادقا جاذبا لخدمة اتساعه وسيطرته وهيمنته العالمية... حتى على أقرب العرابين المهيمنين على الأراضي السورية وحماتها.. وأنصاف أصدقائها.... وممولي جميع أعدائها.. من أبناء عمها العربان..... ــ لن أندم.. ولن أحزن على هذه السنة المريضة الحالية التي سوف تختفي.. بعد ساعات... ولا على السنوات العشرة التي سبقتها... ولم تكن مبشرة بأي خير أو سلام.. أو تطور إيجابي للحريات الإنسانية لشعوب العالم... حيث سيطرت المافيات التجارية والسياسية المتشاركة المتشابكة مع بعضها البعض... والتي تهيمن على مخوخ البشرية... وتعمم الغباء والفساد بالعالم... وسيادة الغباء والفساد والمتاجرة بالبشر!!!... لن أعتذر عن كلماتي الصارخة الواقعية الحقيقية هذه... لأنها سائدة بكل زوايا عالمنا.. بأيامنا هذه... *************** عــلــى الـــهـــامـــش ــ وعن الحريات العامة : وعن الحريات العامة بهذه السنة التي سوف تنتهي وتموت وتنسى.. بالعالم العربي؟؟؟... تساؤل أم قرار حتمي؟؟؟... الجواب صــفر... لا... لا... بل ألف درجات تحت الصفر... لم يتغير أي شـيء للاعتقالات التعسفية... وسائل التعذيب اللاإنسانية في السجون التي تحتوي فوق طاقاتها.. أحكام تعسفية بالمغرب ضد شبان فيسبوكيين وتويترين.. ينتقدون رجال الأمن.. أو ملك المغرب.. ولو بتلميحات معتدلة... أربعة سنوات بالسجن.. بعد اعترافات أخذت بوسائل تعذيب.. غير معقولة بأيامنا هذه... في لبنان المظاهرات مستمرة لمطالب ديمقراطية وعلمانية.. تكافح بعمليات اقتحامية ضدها من جماعات نبيه بري وحزب الله... ولبنان باق بلا حكومة... ليبيا.. مارشالها صارم ضارب.. متعربش بالسلطة... يضرب ويفرقع ويقتل... وليبيا ما تزال كهوف مظالم اللاجئين الهاربين العابرين بها... جهنم أفضل... بالسعودية...نــعــم بمملكة ابن سلمان.. رفعت شجرة ميلاد المسيح.. بإحدى مولات جدة الكبيرة التجارية... لم أصدق الصورة حتى أني صرخت أنها Fake News مركبة مكركبة.. لإثارة اعتراضات.. نظرا لأن القوانين المحلية بالمملكة الوهابية وشريعتها.. تمنع أبسط الاحتفالات المتسترة المستورة المسيحية... رغم وجود آلاف وآلاف من اليد العاملة والخبراء والموظفين الأجانب المسيحيين الذين يعملون من عشرات السنين.. بلا حقوق لأية ممارسة دينية أو أي تظاهر ديني عادي بسيط... ولكن عشرات الفيسبوكيين المحليين هناك... أكدوا لي أنهم شاهدوا الشجرة ـ باستغراب ـ شخصيا... ثورة دعايات جديدة بنسلمانية... لتبييض صفحات سوداء تاريخية حدثية حالية وقديمة عتيقة... وفي سوريا طوابير البشر مع براميل غازها الفارغة... بانتظار أيام كاملة للحصول على جرة غاز... بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء... خاصة بأيام عيد الميلاد... وشكاوى عديدة ضد محافظ اللاذقية السورية.. الذي يفرض انقطاعات (عقابية جماعية) أيام الأعياد... المسيحية!!!... أعتقد أن سيادة المحافظ يريد أن يدرب مواطنيه.. على اقتراب الحلول (العثمانية)... نظرا لوجود مطامع عثمانية آردوغانية.. على مدينتهم... ولبقايا هموم أهالي مشرقنا المنكوب البائس اليائس... بنهاية هذه السنة.. قصص وحكايا عديدة أخرى... أوفرها وابعدها عنكم.. لأيام تالية... أعود بها إن استطعت المتابعة... ــ وحشية غريزية صومالية : البارحة.. البارحة قامت منظمة الشباب الصومالية (منظمة إرهابية إسلامية).. بتفجير سيارة مفخخة.. تحتوي على طن من المتفجرات.. بالعاصمة موقاديشيو.. أدت إلى مقتل خمسة وسبعين طالب وطالبة.. بالإضافة إلى عدد غير معروف من الجرحى.. جريمة إضافية ضد الإنسانية... أين هي الدول الكبرى الأمريكية والأوروبية والروسية التي تملك أكبر طاقات من الأقمار الصناعية.. والتي تستطيع رؤية آنية مباشرة لدبور ينتقل من شجرة لشجرة.. أو تسمع ما نقول من همهمات لشريكتنا بالسرير... الإجرام والإرهاب الإسلاموي العالمي... أصبح جوكر ولعبة وسلاح دمار شامل.. بأيدي المافيات السياسية العالمية.. والتي تقرر من يعيش ومن يموت بالعالم... وتريدون مني مشاركتم بالأعياد؟؟؟... بـــالانـــتـــظـــار... غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزير الخارجية الأمريكي... وداء الغباء...
-
هذه السنة... حزينة مكركبة...
-
سؤال مخنوق.. سلفا...وجواب يائس أكثر...
-
بلاك روك Black Rock
-
صبيانيات... رهيبة...
-
فرنسا؟... فرنسا تغلي...
-
تحية ومجد للشاعر أشرف فياض...
-
هنا وهناك...-بقة بحصة إضافية...-
-
ما زلنا أحياء... وهامش عريض...
-
عودة ضرورية.. لنداء الحوار...
-
ذكريات... سادومازوخية...
-
على مسؤوليتي... استجابة لنداء الحوار المتمدن...
-
درس آكاديمي لمحاربة الفساد
-
إذا أردت أن تطاع... فاطلب المستطاع...
-
ردي لرسالة من اللاذقية...
-
أشارك؟؟؟... أو لا أشارك؟؟؟...
-
مرض وشيخوخة الحرية...
-
العزل The Impeachment
-
عودة إلى نقطة الصفر...
-
كفا... كفا خنفشاريات وعنتريات فارغة...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|