محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)
الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن ما يجري في المنطقة هو حصيلة التصادم في المصالح بين القوى الكبرى ، إلى جانب الأزمات والإرهاب والاستثمار في الجانب العسكري ، والسيطرة على الموارد الطبيعية ، وعلى منابع الطاقة وخطوط أنابيب الغاز في هذه المنطقة الحيوية ومسارات عبورها ووصولها ، وبأقل تكلفة إلى مصانع ومجمعات منظومة الدول المتصارعة ، فكانت ساحة الصراع المباشر منطقة الشرق الأوسط ، وتحديداً سوريا والعراق والتي ستكون نقطة التماس المباشر بين أميركا وحلفائها وبين محور الممانعة المتمثل بروسيا وإيران والعراق وسوريا وحزب الله ، لهذا سعت القوى السياسية الروسية إلى إعادة قوتها من خلال الدخول المباغت والمباشر والذي فاجأ المنطقة .
الوضع السوري يختلف عن الوضع في العراق ، لان القوات الروسية تمارس دوراً هجومياً في الجو والأرض لضرب معاقل الإرهابيين الدواعش ، وأما في العراق فالأمر يقتصر على تبادل المعلومات الاستخبارية لاغير .
الاتفاق الروسي السوري ، جاء نتيجة لتغير الأوضاع على الأرض بعد تقدم العصابات الإرهابية ، ومع ذلك لم يرقى إلى درجة التحالف ، بل هو اتفاق بين الجانبيين لاستخدام القوات الروسية في ضرب داعش وتدمير بناها التحتية وتقييد حركتها على الأرض .
العراق وعلى الرغم من الصراع السياسي وعدم الاستقرار ، وتصاعد التظاهرات إلا انه مقبل على حالة من الهدوء والاستقرار ،ويمكن القول أن الصراع الدائر اليوم بتعقيداته الإقليمية يعّد ساحة حقيقية لانبثاق نظام دولي جديد ، فالولايات المتحدة تلعب اليوم دور المهيمن في حين تلعب كل من روسيا والصين دور المتربص بتراجع هذا المهيمن، فالخسائر الكبرى التي منيت بها الولايات المتحدة جعلها في موقف مضطرب وتراجع نسبي،وسمح في الوقت ذاته لكل من القوى الصاعدة أن تحاول إيجاد موطأ قدم مناسب لمكانتها الإقليمية أو الدولية ، فالتحالف بين روسيا والصين تجاه الأزمات الدولية الكبرى سيجعلها حتما ذات تأثير ودور قوي ولن يتوانى في اختيار الوقت الحاسم لإحداث التغيير في بنية النظام الدولي.
#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)
Mohammed_hussan_alsadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟