أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - شلنات وبرايز














المزيد.....

شلنات وبرايز


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


في عهد الاتحاد السوفيتي شاعت نكات كثيرة ، كان المواطنون البسطاء يسخرون بها من أوضاع حياتهم و أساليب الإنتاج وتوزيع الدخول وهيمنة الدولة وغير ذلك . بعض تلك النكات كان لاذعا إلي درجة أن الدولة السوفيتية زالت، واختفت، بينما واصلت النكات الصغيرة حياتها ، وقهقهاتها المكتومة ، واحتفظت بمغزاها اللامع الحاد ، وما برح بعضها إلي الآن يفتح ذاكرتي بين وقت وآخر ، ويخرج منها ، فيتمطى في الشمس والهواء قليلا ، ويتجول أمام عيني بحرية للحظات ، ثم ما يلبث أن يعود إلي مخبئه بحكم العادة القديمة . جاء في واحدة من تلك النكات أن الرئيس الأمريكي قام بزيارة للاتحاد السوفيتي، فحلق معه الرئيس السوفيتي بطائرة فوق القرى والمزارع يعدد له إنجازات الدولة . وأشار الرئيس السوفيتي من داخل الطائرة إلي قرية ، قائلا للأمريكي : أترى هذه القرية ؟ إن سكانها يعيشون منذ عشر سنوات من دون ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا دواء ومع ذلك ينفذون الخطة الإنتاجية بأعلى المعدلات ! فعلق الأمريكي قائلا : جربوا معهم القنبلة النووية ! تذكرت النكتة وأنا أتأمل أوضاع الشعب الفلسطيني والحصار المضروب عليه ، واستمرار ذلك الشعب البطل في الحياة والقتال ، بحيث لم يبق للأمريكيين والإسرائيليين سوى شئ واحد فقط أن يجربوا معه القنبلة النووية ، ربما يكف حينئذ عن البقاء والكفاح ، ويكف عن كونه أسطورة ، وعن كونه الشعب الوحيد في التاريخ الحديث الذي واصل صراعه من أجل حقه لأكثر من نصف القرن . ومنذ أكثر من نصف القرن كتب الشاعر العظيم بيرم التونسي يصف ما حدث حينذاك ، وبعد ذلك، وما يحدث اليوم قائلا :
طول ما اليهود جنبنا قول ع السلام لا سلام
يرتاحوا من ضربنا ويـحـودوا ع الشــــــــام
وكل مـجــرم يـهــنــيــهــم عــلــى الإجـــرام
ويقول لهم شــدوا حـيـلـكم وازحـفـوا لـقـدام
وابن العرب لما يشـكـي يبـقـى عيب وحـرام

وتضرب أمريكا وأوروبا أشد أنواع الحصار على شعب بأكمله على مرأى ومسمع من العالم كله ، لمجرد أنه تخير بملء إرادته وفي انتخابات نزيهة منظمة حماس ليس لأنها منظمة دينية ، فالمنظمات الدينية كثيرة ، بل لأنها مقاومة للاحتلال . أما جريمة حماس التي استوجبت التجويع والحصار فهي رفضها الاعتراف بدولة إسرائيل ، ونفض الغبار عن شعار ظل عزيزا حتى وقت قريب على قلب حركة التحرر الوطني في العالم الفقير . ولم يكن رفض الاعتراف بإسرائيل إلي وقت قريب أمرا مستنكرا ، بالعكس ، كان أي تفكير في ذلك يعد خطيئة ، وإقرارا للاستعمار بوجوده في المنطقة . فما الذي جرى؟ بحيث أصبح التذكير بالحقيقة جريمة تستوجب وضع شعب بأكمله بأطفاله ونسائه وشبابه في ظروف مرعبة لا يتوفر فيها دواء ولا خبز ولا وقود ولا رواتب ؟ أليست هذه هي الجريمة ذاتها التي ارتكبتها أمريكا من قبل بحصارها الاقتصادي للعراق وقتلها نصف المليون طفل عراقي ؟ هذا في الوقت الذي تواصل فيه أمريكا مع جوقة منظمات حقوق الإنسان الممولة الحديث عن الديمقراطية والحرية والتصدي للانتهاكات القانونية . وخلال ذلك الحصار العلني يتبين فجأة عجز جامعة الدول العربية ، والدول العربية ، والبنوك ، عن إرسال أية معونات ، حتى التبرعات التي تم جمعها من الشعب المصري . لماذا كنتم تجمعونها إذن؟ وأين ستذهب هذه النقود الآن ؟ ولماذا يتضح أنكم عاجزون إلي هذه الدرجة المخزية بينما تمكنت روسيا بسهولة من إيصال عشرة ملايين دولار للفلسطينيين ؟ . وعلى أية حال ، فقد حركت حماس بموقفها موجة تأييد شعبي واسع في أنحاء كثيرة من العالم وفي المنطقة ، وهذا هو الرأي العام الذي يعتد به . وسوف تتسع دائرة التأييد للشعب الفلسطيني مع استمرار صموده . لم يبق للأمريكيين والإسرائيليين سوى أن يجربوا القنبلة النووية مع الشعب الفلسطيني ، الذي يعرف أن الأكاذيب لا تكتسب حق الحياة لمجرد مرور السنوات عليها ، كما أن الموتى لا يصبحون أحياء بتعريضهم للهواء مدة طويلة !
منذ أكثر من نصف القرن كتب بيرم التونسي قائلا ، كأنه يرى الوضع الآن :

وقالوا يا إسرائيل دبـح الـعــرب جــايــــــــز
حـسـب الـمـزاج ادبـحـي أطـفال وعـجـايـــز
الدنيـا هـايـصـة وسـهـم الـمـعتـدين فـايــــز
وإن كان على اللاجئين أهل المروءة كـتـير
يعـطـوا للاجـئـيــن شـلـنـــات وبــرايـــــز !



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للتمييز ضد البهائيين المصريين .. نعم لحرية الاعتقاد
- البهائية والنزعة السحرية
- ما الذي يريده الشعب المصري ؟
- تبني مطالب الأقباط .. هو الطريق للخروج من الأزمة
- الآداب السلطانية . نص متجدد
- أطوار بهجت .. من الشعر إلي الحرب
- حكاية هند والفيشاوي
- الأزمة الدانمركية بين الدين والسياسة
- ميشيل باشليه واليسار الجديد
- رحيل فؤاد قاعود .. موال الرفض والحرية
- الجوائز الأدبية وكرامة الكاتب
- اعتذار للشعب السوداني ، واستنكار لما جرى
- بروزاك .. صديق المبدعين
- ألفريد فرج .. في وداع الخيال
- الوجه الآخر لفوز الإخوان في مصر
- يوميات جندي أمريكي في العراق
- من أين يأتي الحزن ؟
- أقباط مصر .. هل يريدون الكثير ؟
- أحداث باريس وكلمات ألبير كامي
- الثقافة والطائرات


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد الخميسي - شلنات وبرايز