موسوعة مندلي/110 نخيل مندلي

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6449 - 2019 / 12 / 28 - 00:07
المحور: المجتمع المدني
    

تدوين /عدنان رحمن
تثبيت / الباحث احمد الحمد المندلاوي
ماذا حل بنخيل مندلي؟
# ان الموقع الجغرافي ومناخ مندلي، فضلاً عن شكل سطح اراضيها وتربتها الخصبة المتوسطة بين الرطبة والطينية وتوفر المياه فيها، هي خير بيئة لزراعة النخيل فيها.
فمنذ ان تعلـّم الانسان بناء مجمعات سكنية، ظهرت آثار لمجمعات سكنية في منطقة (جوخا مامي) التي تقع ضمن الاراضي التي تقطنها عشيرة قره لوس الكوردية الذين هجروا من اجل التعريب والتغيير الديموغرافي من قبل النظام السابق عام 1975.
لقد أورد ذلك علماء الآثار المبعوثين ومنهم ديفيد وزوجته جوان أوتس الذين نشروا عنها في مجلة Iraq التي كانت تصدر باللغة الانكليزية ثم نشرت ترجمته. مما يؤكد قـِدَم زراعة النخيل في مندلي.
ففي إحدى صور المنحوتات الآشورية، يظهر الجند الآشوريون وهم يقطعون ويقلعون بساتين النخيل العائدة الى مناطق اعدائهم حينها، ولو علمنا ان المصادر التاريخية، تشير الى ان الاراض التي تشتمل عليها مندلي كانت تتبع بين حين وآخر الى السلطات الآشورية، أي انها كانت ضمن هذا الوصف.
فضلاً عن حمورابي الذي كانت هذه الاراضي ضمن سلطته، المشتملة على النخيل مع اراضي اخرى ضمن ارض العراق الادارية الحالية، ومن اجل هذا شرّع مواداً من شريعته من اجلها التي كانت تخص غرس وتلقيح وحماية النخيل.
يتبين مما سبق وجود النخيل في مندلي منذ آلاف السنين.
قد اشتهرت مندلي في كتب التاريخ والرحـّالة في العصور الوسطى بين القديم والحديث، بكثرة نخيلها وانتاجها الوفير من التمر وما يستخلص منه، وظلـّت على هذا الحال حتى بدأت مشكلات المياه منذ مئة عام تقريباً او اكثر، حيث شحـّت المياه بشكل كبير بعد قطعها من مصادرها التي تأتي من ايران لاسباب عديدة ليست ضمن مجال بحثنا.يعد انتاج التمور من وجهة نظر السلطات العراقية في النظام الجمهوري من الناحية الادارية ضمن انتاج المنطقة الوسطى التي شتملت ألوية الديوانية والحلة وكربلاء وديالى.
فقد كان لاهتمام السلطات بالموارد المالية التي تأتي من انتاج التمور سبباً لتأسيس جمعية تعاونية لمنتجي التمور وضمنهم منتجي تمور مندلي حسب قانون رقمه 73 صدر سنة 1959، وذلك لرفع مستوى المنتجين وتحسين الانتاج.
أما في الخمسين سنة الاخيرة خصوصاً بعد عام 1968 فقد تغيـّر الأمر، فمن جراء سياسات النظام السابق التعسفية، التي كانت غاياتها التغيير الديموغرافي لسكان قضاء مندلي من الكورد، جـُعـِلت ناحية من الناحية الادارية، فضلاً عن تهجير ومصادرة الاراضي والاملاك الخاصة بالكورد في قراها ومركز المدينة عام 1975.
وأطلقت الرصاصة الاخيرة على هذه الثروة الكبيرة بعد نشوب الحرب العراقية- الايرانية عام 1980، حيث هجرها اهلها من جراء القصف أو هجرهم النظام السابق كما اسلفنا.
من متطلبات زراعة النخيل التي يجب ان تمر بها هي :
(الغرس، الإرواء، التسميد وهذا بعد تطور الفكر البشري، الحراثة والعزق، التقليم، التلقيح بالتأكيد كان التلقيح يتم طبيعياً من خلال نقل بذور التلقيح بتيارات الهواء، ثم بعد تطور الفكر البشري اصبح التلقيح اصطناعيا يقوم الانسان بنفسه به وقد اشتهر النخيل في مندلي بالفسائل التي تحمل اسماء اناث، تخفيف الثمار، جني المحاصيل.
وللنخلة عدا تمرها فوائد عديدة، تشتمل على :(الظل الوفير لوقاية البشر وحيواناتهم الأليفة من وهج الشمس، فضلاً عن حمايتها للحمضيات كالرمان ( رمان مندلي ) الذي اشتهر في أدبيات الشعراء والرحـّالة والبرتقال والنومي الحامض وغيرها التي تزرع في ظلها والتي تشتهر بها مندلي، قلب النخلة ( الجمار الذي يؤكل )، جذعها لبناء المعابر والجسور وجدران وسقوف الدور والمحلات وغيرها فضلاً عن مساند لمختلف انواع الفواكه خصوصاً العنب، ليفها لصناعة الحبال وحشو المقاعد في الصناعات الحديثة نسبياً، سعفها لتسقيف اماكن مؤقتة من اجل الظل فضلاً عن استعمالها من أجل التسييج، جريدها لعمل السـِلال والاقفاص والأسـِرَة والمهود والكراسي وقد اشتهر العديد من سكان مندلي بالعمل في هذه الصناعات لامجال لذكرهم، الكـَرَب الذي كان يستعمله شباب مندلي بربطه ببطونهم بحبل عند سباحتهم في الجداول، خوصه تعمـَل منه اوعية وحصران ومراوح ومكانس وسواها).
ولثمار النخلة الذي هو التمر فوائد جمـّة منها:
(الخلال الذي يؤكل كفاكهة ويستعمل كعلف حيواني، الرطب يؤكل كفاكهة ايضاً، التمر فضلاً عن عن كونه طعاماً لذيذاً مولداً للقوة والنشاط فهو مغذ يحتوي على بروتين وشحوم واملاح وكاربوهيدرات وألياف سليلوزية سهلة الهضم تعين على مكافحة الإمساك ومنه يصنع الدبس والخل والكحول بمكائن خاصة من اجل هذا الغرض والسكر السائل والصاص في التاريخ القريب والعلف الحيواني فضلاً عن تحضير انواع عديدة من الفطائر والمعجنات والحلويات واشهرها الكليجه، النوى كزيت بشري وعلف حيواني ووقود في افران تبييض النحاس وأتون الحدادين فيما سبق فضلاً عن دخوله في صناعة الصابون).
ومن آفات النخيل التي تضر بالنخلة: (الحشرات بانواعها،الطيور، والثديات).
أسماء بعض تمور مندلي التي تشتهر بكثرة انواع التمر والتي تتجاوز المئات الذي يـُصـَدر منها الى خارج العراق :
(بيدراية، النباتي، البادمي، خستاوي اللون احمر يميل الى الاحمرار شكله اسطواني مسلوب الذنب صغير الحجم، برحي، ساير، زهدي عنبري اللون قليل الالياف بيضوي الشكل متوسط الحجم، الجبجاب خلاله اصفر مشوب بحمرة والقشرة رقيقة اسطواني الشكل طويل، الاشرسي لونه قريب الى اللحمي الداكن شكله بيضوي وحجمه متوسط، الاشقر، الحساوي المكتوم، الخضراوي احمر اللون مائل الى السمرة اسطواني غليظ الشكل ومتوسط الحجم، الليلوي، بريم، تبرزل، قنطار، وآخر انواع التمور نضوجاً هو الخصّاب).

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات