|
عبدالعزيز الحلو يستنكر المزايدة على موقف الحركة حيال الهوية و وصفه بالانصرافية و عدم الجدية، و يذكرهم بتاريخ الأزمة و جذورها، و يحذر من عواقب محاولة فرض الوحدة القصرية.
عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 17:45
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
عبير المجمر (سويكت)
الإصرار و التمسك بفرض تلك الوحدة القصرية، و تلك الهوية العربية و الإسلامية على جميع المكونات الآخرى يهدد بإستمرارية الحروب الأهلية و ينذر و يهدد بتفكك الدولة السودانية أو الصوملة في أحسن الأحوال.
أهالي دارفور المسلمة كانوا أول ضحايا الدولة الإسلامية و ضحايا قوانين الدولة الإسلامية.
الحروب الأهلية و انفصال الجنوب و استقلاله إنما هى نتائج لذلك، و لكن تلك النخب و خاصة الجبهة القومية الإسلامية و المؤتمر الوطني و الكثير من النخب لم تتعلم من الأخطاء، و خاصة أخطاء الماضي.
المركز الإسلامي العروبي هو الذى أنتج صراع "نحن و هم" ،"و أنا و الآخر" ،و هذه هي الثنائية التي حافظت على إستمرارية الصراع حتى يومنا هذا، لأن المركز الإسلامي عروبي يعتبر الآخر الذي لا ينتمي للهوية العربية الإسلامية او الثقافية و الاثنية هو آخر مختلف، و اي مقاومة او رفض لذلك و للمواطنة من الدرجة الثانية و الدونية يترتب عليها الإبادة و القتل و التشريد،و التنزيح و التطهير، و كل الجرائم اللاانسانية التي يمكن أن يتخيلها و أن لا يتخيلها العقل البشرى الإنساني ، و لهذا نجد أن الدولة المركزية أو السلطة المركزية في الخرطوم في صراعها ضد الهوامش و الأطراف.
حملنا السلاح دفاعا عن الحق و النفس لان الدولة السودانية شرعنت العنف و اعتمدت العنف و الغلبة للقوة من أجل البقاء في السلطة، و هذا ما ورثته من الاستعمار مؤسس الدولة.
أكثر من 22 جولة تفاوض لم تحقق أي تقدم أي حل حقيقي لحل المشكلة، منذ عام 1956 و بعد مرور 63 عاماً من الحروب الأهلية،إضافة إلي ال 8 سنوات الأخيرة.
من يزايد على موقف الحركة حيال معالجة أزمة الهوية و يصفونها بأنها مسألة انصرافية و عدم جدية يعلمون أن كل الأزمات هي نتائج لأزمة الهوية و تتمحور حولها قضايا عديدة.
قضية الهوية جوهرية تحتل الصدارة في الصراع الدائر في السودان و في الأزمة السودانية ،و من يصفها بالانصرافية او عدم الجدية نسألهم : أن لم يكن الأمر كذلك فكيف تفسرون هجوم المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية على دارفور؟؟؟ بل و تقتيل أهل دارفور و ممارسة الإبادة و القتل و التطهير العرقي، و كل الممارسات اللاإنسانية و الحرب اللإإنسانية في دارفور علما بأن دارفور 100٪ مسلمين ؟و نجد أن أول ضحايا الدولة الإسلامية و قوانين الدولة الإسلامية هم أهل دارفور المسلمين نفسهم ؟ و طالما أنهم مسلمين لماذا تقوم الدولة الإسلامية ببمارسة الإبادة ضدهم، و هذا يوضح أن تلك الممارسات اللإإنسانية لأن دارفور تمثل الآخر المختلف ثقافيا بالنسبة للمركز العربي الإسلامي.
الدولة الحديثة صنيعة الاستعمار و نخبها التي حلت محل الإنجليز في الإدارة و حاولت فرض العروبة و الإسلام" كأيدلوجية للحكم، وهوية للدولة و حاربت كل من قاوم و رفض هذا التعميم من الكيانات الثقافية الموجودة في السودان.
عبير المجمر (سويكت)
رئيس الحركة الشعبية قطاع ـ الشمال القائد عبدالعزيز الحلو في كلمته بكلية العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم يوم الخميس الموافق 26/12/2019 ضمن فعاليات إحياء ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة تحت شعار "يوم السلام"، تحدث عن قضايا الحروب و السلام و صراع المركز و الهامش.
و فى سرد تاريخي لجذور الأزمة السودانية ذكر الشعب السوداني بأنه منذ 1956 و بعد مرور 63 عاماً من الحروب الأهلية،إضافة إلي ال 8 سنوات الأخيرة، و بعد أكثر من 22 جولة تفاوض لم يتحقق أي تقدم أي حل حقيقي لحل المشكلة.
موضحا أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الأزمة و الصراع معقد لدرجة كبيرة، تشكيلة الدولة السودانية حديثة و تركيبتها صنعها الاستعمار التركي المصري في عام 1821، إلا أنه أورثها مشاكل و أمراض كثيرة على سبيل المثال لا الحصر : _مشروعية العنف، لأن الدولة السودانية تعتمد العنف و الغلبة للقوة من أجل البقاء في السلطة، و هذا ما ورثته من الاستعمار مؤسس الدولة.
مشيراً في ذات الوقت أن أكثر من 3 مليون قتلوا، 2 مليون في الجنوب، و مليون آخر في الجنوب الجديد في "الجنوب الجديد" (دارفور، جنوب كردفان ،النيل الأزرق، في البجا، و في أقصى الشمال)، و كل ذلك بسبب أزمة الهوية مردفا : و هكذا نكون قد وضعنا أيدينا في موطن الداء، و أن مسألة الهوية هي مسألة مركزية تحتاج للعلاج.
مواصلاً السرد التاريخي للأزمة موضحا أن الدولة المركزية الحديثة في السودان أسست في السودان، و جمعت فيها كل شعوب السودان المختلفة ثقافيا و المتفاوتة تاريخيا في إطار هذه الدولة المركزية، الأمر الذي قاد إلى تشكيل هذه الوضعية الإجتماعية المشوهه و القائمة حتى يومنا هذا، مبيناً أن هذه التركيبة المشوهه فيها تفاوتات و تعددات، و اختلافات ثقافية و إثنية و و دينية و جهوية.
مردفا أن إضافة إلي هذا التشويه في التركيبة فقد اضاف المستعمر أسباب آخرى زادت من تعقيد الأزمة عندما قرر الاستعمار الإنجليزي المصرى بعد منح الاستقلال و خروجه قام بإحلال النخب المحلية محل الاداريين الإنجليز، و سرعان ما تبنت تلك النخب "العروبة و الإسلام" كأيدلوجية للحكم، و قامت بفرض هويتها العربية و الإسلامية على الدولة، ثم بعدها حاولت فرض و تعميم هذه الهوية العربية على بقية الكيانات الثقافية الموجودة في السودان، لكن تلك الكيانات قاومت و رفضت الإعتراف بهذه الهوية العربية الإسلامية.
مضيفاً أن هذا الرفض قاومته الدولة بالعنف الأمر الذى إضطرهم لحمل السلاح للدفاع عن الحق و النفس، و حينها تجلى تبني الدولة مشروع العنف من أجل البقاء في السلطة، و هذا العنف لم يثني الكيانات المختلفة ثقافيا و دينيا و أثنيا من مقاومة هذا القهر الثقافي ضد تلك الكيانات التي رفضت هذه الهوية العربية الإسلامية المفروضة عليهم من على.
مضيفاً أن الحروب و انفصال الجنوب و استقلاله إنما هى نتائج لذلك، و لكن تلك النخب و خاصة الجبهة القومية الإسلامية و المؤتمر الوطني و الكثير من النخب لم تتعلم من الأخطاء، و خاصة أخطاء الماضي، بل هى ما زالت مصرة و متمسكة بفرض تلك الوحدة القصرية، و تلك الهوية العربية و الإسلامية على كل المكون، مبيناً أن ذلك يهدد بالآتي : _1 إستمرارية الحروب الأهلية، 2_ و ينذر و يهدد بتفكك الدولة السودانية أو الصوملة في أحسن الأحوال.
و فى ذات السياق و في إشارة منه لمن اعتبروا أن تمسك الحركة الشعبية قطاع ـ الشمال بقيادة الحلو بمعالجة أزمة الهوية هو مسألة انصرافية و عدم جدية أن كل الأزمات هي نتائج لأزمة الهوية و تتمحور حولها قضايا عديدة ، مردفا قضية الهوية جوهرية تحتل الصدارة في الصراع الدائر في السودان و في الأزمة السودانية ،متسائلا أن لم يكن الأمر كذلك فكيف تفسرون هجوم المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية على دارفور؟؟؟ بل و تقتيل أهل دارفور و ممارسة الإبادة و القتل و التطهير العرقي ، و كل الممارسات اللاإنسانية و الحرب اللإإنسانية في دارفور علما بأن دارفور 100٪ مسلمين ؟و نجد أن أول ضحايا الدولة الإسلامية و قوانين الدولة الإسلامية هم أهل دارفور المسلمين نفسهم ؟ و طالما أنهم مسلمين لماذا تقوم الدولة الإسلامية بممارسة الإبادة ضدهم، و هذا يوضح أن تلك الممارسات اللإإنسانية لأن دارفور تمثل الآخر المختلف ثقافيا بالنسبة للمركز العربي الإسلامي.
و اضاف :لذلك قضية الهوية قضية مركزية في الأزمة و الصراع الدائر في السودان، علماً بأن لكل هوية مركز و آخر، و في السودان نجد أن المركز الإسلامي العروبي، يعتبر الآخر الذي لا ينتمي للهوية العربية الإسلامية او الثقافية و الاثنية هو آخر مختلف، و بناءاً على ذلك تحول الصراع "لنحن و هم" ،"و أنا و الآخر" ،و هذه هي الثنائية التي حافظت على إستمرارية الصراع حتى يومنا هذا، و لا يمكن أن نقبل بالدونية و بأن نكون مواطنين درجة ثانية في وطننا، و بالتالي هذا الرفض يترتب عليه الإبادة و القتل و التشريد،و النزوح و التطهير، و كل الجرائم اللاانسانية التي يمكن أن يتخيلها و أن لا يتخيلها العقل البشرى، و لهذا نجد أن الدولة المركزية أو السلطة المركزية في الخرطوم في صراعها ضد الهوامش و الأطراف.
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نائب رئيس نقابة الأطباء بلندن بعد جولة استقصائية في مستشفيات
...
-
لجان كوستي و آيا صوفيا السودانية في أجمل لوحة فنية عبقرية و
...
-
محمد غورماز : الرسول(ص)صاحب ثلاثة ثورات إنسانية ضد العنصرية
...
-
العلمانية مطلب شعبي و الرسول (ص) كان علمانيا
-
الواثق البرير أمينًا عاماً لحزب الأمة، وعسى أن تكرهوا شيئاً
...
-
الحركة الشعبية قطاع الشمال تزيح الستار عن خفايا و خبايا مفا
...
-
رئيس وزراء شرعي للسودان يشدد على المراجعات و نقد الذات، و حز
...
-
الصادق المهدي في الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق يطرح القض
...
-
العبقرية الفكرية و الهندسية مع الأديب الأريب عميد كلية الهند
...
-
فض الإعتصام و لجنة تحقيق نبيل أديب لقتل القضايا الحية و دفنه
...
-
ماذا وراء تهرب حمدوك من حسم ملف اليمن و عودة الجنود السوداني
...
-
حمدوك ما بين الأمنيات و الحقائق و الواقع حول رفع السودان من
...
-
منظمة السودان الجديد الإنسانية
-
من الذي يخاف تقديم البشير للمحكمة الجنائية و لمصلحة من محاول
...
-
الرئيس السوداني المعزول و خيارات المحاكمة القضائية ما قبل و
...
-
علماء السلطان و التوجه من دعارة دق الطبول و حرق البخور للسلط
...
-
إمام الأنصار يتحدث عن إجتهاده الفكري لمستقبل البلاد -التأصيل
...
-
أمام الأنصار يحذر من التآمر الإنقلابي إذا حدث الإنسداد و يؤك
...
-
حوار مع زعيم الأنصار الإمام الصادق المهدي حول الراهن السياسي
...
-
حزب الأمة القومي يعلنها داوية: لا لسياسة التمكين الحزبي و ال
...
المزيد.....
-
ترامب يكسب 500 مليون دولار بتدوينة واحدة على منصة -تروث سوشا
...
-
حلوى زفاف الملكة إليزابيث والأمير فيليب بيعت بمزاد.. إليكم ا
...
-
الكويت.. فيديو حملة أمنية اسفرت عن القبض على 13 شخصا
-
مقتل 20 شخصاً في تفجير بمحطة قطار كويتا جنوب غرب باكستان
-
لوحة بورتريه آلان تورينغ باستخدام الذكاء الاصطناعي تباع بـ 1
...
-
ظهور مستكشف جديد.. -معلومات موثوقة- تعيد الطائرة الماليزية ا
...
-
قتلى وجرحى بانفجار في محطة للسكك الحديدية في باكستان (فيديو)
...
-
وسائل إعلام: ترامب قد يسعى للانتقام من خصومه السياسيين على م
...
-
وزارة الإعلام الأفغانية تنفي التقارير حول إغلاق بعض وسائل ال
...
-
-بيلد-: انتقادات للرئيس الألماني على موقفه تجاه روسيا تثير غ
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|