أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي














المزيد.....

شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


النقاء والطهارة يتلازمان مع ارواحهم الهائمة عند ضفاف الأنهار الأزلية ، وطيبتهم النابعة من صفاء الماء الجاري ، وأغتسال الروح التي تسبح لله دوماً بقلب طاهر ، تسبح أرواحهم بقلوب نقية ، ومباركة أرواحهم الطاهرة التي سكنت ضفاف الأنهار ليس لهم سوى النقاء والطهارة والعدل والطيب الذي ينبع من بين أصابعهم وافواههم ، فلا تشعر أنهم غير روحك المنفلقة .
أحبوا الناس كما يحبون أنفسهم وتزودوا لأخرتهم بالعمل الصالح ، لبسوا ألأبيض رداء الضياء الصافي وصارت لهم أكاليل بيضاء يتباهون بها ، ومن يتخذ الطهارة في الطقوس بالماء الجاري تعم تلك الطهارة روحه التواقه لها .
مع بدء جريان الماء كان المندائيون يقيمون ويعيشون معنا وبيننا ، بل قل نعيش معهم وبينهم ، نأكل سوية ونجوع سوية ونعبد الله سوية وندافع عن الخير والعراق ، موسومين بالعبق العراقي والسكون يعطون للأرض وللناس ، فكأنهم ملح العراق .
شاهت الوجوة التي تريد بالمندائيين السوء ، وشلت اليد التي تريد ترويعهم وترحيلهم عن مدننا التي لامست ملحهم وذاقت طهارتهم وتقاسمت طيبتهم .
الصابئة المندائية الذين عرفناهم كما عرفنا الفرات ودجلة والأهوار والمشرح والكحلاء ، الصابئة المندائية الذين سكنوا هذه البقاع قبل أن يصلها غيرهم ، والصابئة المندائية التي تتداخل في مدن الجنوب والفرات وفي بغداد ، يبيتون في بيوتنا وتهدأ ارواحنا في بيوتهم ، لعل حياتهم كل هذا الزمن تسجل مقدار هذا النقاء الصافي ، فكيف تسول لأحد نفسه إن يهددهم أو يرهبهم وفوقهم ( منداد هيي ) يحرسهم ويرعاهم .
كيف يشعر المسلم وهو يشاهد المندائي يلملم اغراضه راحلاً الى أين لايدري ؟ ربما يهاجر الى مدن أخرى ، وربما يهاجر الى بلدان تختلف كلياً عن بلداته الدافئة ، ومياهه الجارية لكنه لن يترك وصايا ( الكنز ربا ) ولا تعاليم الحي الاول .
(( يا أصفياء الصدق أستقيموا وسبحوني وأعطفوا على القلوب ، يامن أضأتكم بأنواري ، أضيئوا كما تضيء الحياة التي ليس لها غروب )) .
شلت اليد التي تهددكم وتريد بكم السوء ، فما حصد منكم العراق غير العطاء والفن والجمال ، وما حصد منكم الشعب غير التضحيات والمواقف المساندة لمحنة الفقراء والضعفاء والمظلومين ، ولم تكونوا يوما مساندين للطغاة والجبابرة بل كنتم دوما في صفوف الضعفاء وأهل الحق وتحملتم جراء هذا ، واعطيتم قوافل من الشهداء ، وسجلتم للتأريخ صفحات جديرة بالأعتزاز والتقدير ، فكيف يمكن إن نسمح لملوث ومارق أن يخرب أخوتنا وطيبتنا وتأريخنا ؟ وكيف يمكن لمتعصب حد الجنون إن يحملنا مالانريد وما لانفكر فيه فأنتم اهلنا وبكم يفتخر العراق .
نوارسكم المضيئة في العلم والفن والأدب ، وشموسكم التي تضيء حالك ايامنا لم تزل في ذاكرة الشرفاء من اهل العراق ، فكيف يستقيم العراق إن تقطعت اوصاله ، أو إن مزقوا له تأريخه ؟
هم علاماتنا التي نتباهى بها ، والرداء النقي الذي لم يزل لم تلوثة السنين .
وهم غرس العراق الذي شاركوا بعرقهم وبأعمار رجالهم ونسائهم في اعماره ، وهم من يشمر السواعد لأعادة ترميمه من خراب الدكتاتورية ، نغمض عيوننا وهم بيننا وسيبقون بيننا مادامت الأنهار جارية ومادام العراق باق ، فهم يشبهون الماء الجاري لن يستقيم الأرتواء من ماء واقف .
الأديان السماوية ليست وحدها من ترعاهم ولاتعاليم الأنبياء والرسل ، بل تعاليم ووصايا اهلنا وامهاتنا ، العراقي المسلم الذي اختلطت دماءه وعرقه وجهاده مع المندائي والأيزيدي والمسيحي واليهودي العراقي ، لايمكن إن يستطيع احد إن يفصل هذه الأجناس عن غيرها في العراق .
الا شاهت الوجوه التي تريد السوء بالعراق من خلال السوء بكم .
الا شاهت الوجوه وشلت اليد التي تريد أن توقف جريان الماء ليتعفن ماء العراق .
الا خسأت الروح التي تريد إن تلبس الباطل بالحق ، وتخلط الحلال بالحرام .
يقولون في كتابهم المقدس أن رأس الأيمان أن تؤمن بأن الله مقيم في الفضائل جميعاً .
ورأس ثباتك الا تغير كلمتك
ولكن رأس الصدقة إن تطعم الجائع وتسقي العطشان ورأس فضائلك إن تنتصر على نفسك .
وفي تأريخ العراق القديم والحديث ، لم يكن الصابئة المندائيون الا معلمين وحرفيين وصناع مهرة وعلماء وفنانيين .
وفي تأريخ العراق الحديث والقديم لم يكونوا الا عونا له ضد الغزاة والأعداء .
فكيف تسول لأحد نفسه وتحت أية ذريعة أن يهددهم ويقرر ترحيلهم وهم من عروق هذه الأرض .
ربما ترحل الأرض والأنهار معهم .
وهم من نبع هذه الأرض التي صاروا من عجينتها وانتسبوا اليها والى عشائرها وكتبوا تاريخها منذ النبعة الأولى والشرارة التي بهرت العيون بالنار وظهور الخطوط والكتابة .
ومادام العراق يبقى بهيا مهيبا يبقى المندائيون سندا لهذا الأرتفاع والمهابة .
ومادام العراق بيتنا فلم يزل يحضن اخوتنا بالله من المندائيين والمسيحيين والأيزيديين واليهود ، ومن أراد بهم السوء فأنه يخون العراق وينتهك شرفه الرفيع .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبرغم كل هذا سيقوم فينا العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم- القسم السادس
- جدوى بقاء الهيئات المستقلة في الدستور العراقي
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الخامس
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الرابع
- ضياء السعدي معارضاً
- أحالة القناة الجزيرة على القضاء القطري
- التنقيب و النبش في التأريخ الأيزيدي القديم
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم 2
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - الجزء الأول
- المجهول في العراق
- حقوق غير المسلمين في العراق بين النصوص والتطبيق
- وزارة الفقراء
- قانونية الطرد
- طلبات فريق دفاع صدام مخالفة للقوانين
- ماتوفر من الأدلة في قضية الدجيل
- عبد الاله الصائغ ياغريب الدار
- وداعاً مير بصري
- هل سيجتث البعث نفسه ؟
- ماذانريد من مجلس النواب ؟


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي