أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني: حول بعض مسؤوليات المثقفين الوطنيين














المزيد.....

رواء الجصاني: حول بعض مسؤوليات المثقفين الوطنيين


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 6447 - 2019 / 12 / 26 - 00:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان يكون المرء مثقفاً (اكاديميا - شاعرا- باحثا- اديبا- رساما - اعلاميا ...) فسيعني ذلك موضوعيا انه من النخبة المؤثرة في مسارات الفعل والحراك المجتمعي - الوطني، بهذا القدر او ذلك، من خلال كتاباته او لوحاته او ارائه. يتفاعل عبرها مع قضايا الناس، ويتفاعلون معه، يفكر معهم، او حتى نيابة عنهم، بما استطاع او يستطيع.. اما درجة ذلك التأثير، وحجمه، فمعلقٌ بحسب ظروف عدة ومنها مساحات النشر العام او الخاص، وغير ذلك من طرق الوصول الى المتلقي/ المتلقين، والتواصل معهم، الى جانب موقعه الشخصي والعام، ووفق ما يستطيع ان يقنع به الناس طبعا ..
وفي ضوء الواقع اعلاه، تترتب على المثقف الوطني، سواء المعارض او الموالي- الموضوعي طبعا - التزامات ثقيلة ومجهدة، لا يتحملها سوى القليلين ممن يستطيعون المواكبة، وتحمل عناء المجاهرة بالرأي والموقف، والدفاع عنهما، وحتى في سبـلٍ قلّ سالكوها، بذلك الشأن او غيره، وكذلك التوقعات حوله، واستقراء افاقه وتداعياته .. كما انهم -المثقفون- اولئك الذين يدركون مسؤلياتهم وعواقب ما يدعون اليه، وينشرون حوله والذي "قـد" يقود لمزيد من الاستكانة او الهوان والخنوع، او من العنف والاحتراب والتشظي المجتمعي لأضعاف ماهو سائد ويسود، بل ويتفاقم يوما بعد آخـر، برغم ما قيل ويقال من اختلاف حول ذلك.
وفي حالنا التي نعيش، وبرغم كل ما شهدته فترة التغييرات السياسية، منذ سقوط/ اسقاط النظام الدكتاتوري، الى اليوم، من دماء وعسف، وفساد وتعقيدات مؤلمة ومؤسية، لا اظن ان بالمقدور تجاهل ما تحقق بعد عام 2003 من حريات تعبير، مطلقة او محددة، وظروف ديمقراطية، كبرت او قلت.. ومن هنا توفرت للمثقفين عامة فرص ومجالات واسعة للادلاء بالاراء والمواقف والكتابات الصريحة، مؤيدة كانت او معارضة.. وذلك ما أظهر – ويظهر- الكثير والكثير من الجدالات الحيوية، والفاعلة، وبصور تتجاوز احيانا الكثير من الاساليب المعهودة التي تعامل معها، ويعتمدها المنتمون لتلك النخبة المثقفة.
ان من الطبيعي ان يبرز أكثر فأكثر دور المثقفين، المعنيين بالشأن العام بشكل رئيس، خلال الازمات الوطنية – دعوا عنكم السياسية- وان تتوالى الاراء والمواقف وتتباين، بل وتتصارع، وتتنوع بين التوعية والحث والتنوير من جهة، والتحريض والتأليب، وحتى التأجيج، من جهة ثانية.. وما هي عليه البلاد اليوم اوضح شاهد على ما نحن بصدد التوقف عنده. وكل ذلك اوقع على كاهل المثقفين مهاماً اكبر وأخطر، لا بـدّ وان يسجلها التاريخ ايجابا او سلبا، بالثناء أو الانتقاد، على المعنيين، وبالاخص القادرين والجريئين الذين لا يكتفون بالمعارضة والشتم، بل وبطرح البدائل واقتراح الحلول والمعالجات، واساليب واشكال اعتمادها..
لقد نشرت قبل ايام على صفحات التواصل الاجتماعي همسة، او لقطة، علّها توجز بعض حال الواقع الثقافي وأصدائه، وانعكاساته الاعلامية وغيرها. وها هي تلكم الهمسة بنصها المنشور: ".. ومما افرزته الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد والتسلط : انها كشفت بمزيد من الوضوح، مستوى الوعي والادراك الفردي والجمعي الراهن، وحاله، المنطقي، او العاطفي!".. وكم كان مناسبا لو كنتُ قد ثَبـتُّ مع تلك الهمسة / اللقطة بضعة نماذج من الكتابات المتداولة اليوم في وسائل الاعلام المختلفة، مع اسماء ناشريها، وخاصة المثقفين منهم.. ولكن أعترف بأنني أحترزتُ من ذلك "الرصد" والاضافة خشية من ملاحقة اقلام واصوات ذوي الصلة !.
وهنا، ولربما من المفيد ايضا في هذه الكتابة التوكيد هنا بأن المثقفين هم المعنيون الاوائل بتوضيح الوقائع، وتوثيق الاحداث، للجماهير، والرأي العام، مع الملاحظات والتقييمات، والاراء المناوئة او الموالية. ولكن الملاحظ عملياً ان الجماهير والرأي العام هو الذي باتَ "يقود" المثقفين، ويشدهم للكتابة، ويفرض عليهم، كرهاً او طواعية، ان يتناولوا ويكتبوا حول الشؤون والتداعيات ذات الصلة. موثقةً كانت، ام اشاعات واقاويل وما الى ذلك. وبمزايدات عاطفية، انفعالية في احيان كثيرة، بدلا عن التعقل والموضوعية..
يقينا بأن المقصود في كل ما سبق من فقرات لا تعني بأية حال، ولا تشمل، اولئك المنتفعين من الكتابة حقا او باطلا، ولا "وعاظ السلاطين" طبعا، فتلكم "واجبات" وظيفية، والتزامات مطلوبة امام ارباب العمل!.. ولكن من الأدهى هنا ان كتابا ومثقفين وناشرين كثيرين، مؤهلين، ومعروفين بالحرص والدقة، والموضوعية والاتزان، قد اندفعوا – أو دُفعوا- لعكس ذلك تماما، وذلك هو الأدهى كما ذكرت، ولو تعددت الاسباب، وتشابكت المسببات..
وفي سياق الفقرة السابقة، اشير الى ان ما يلفت الانتباه الأكثر هو ان ثمة مرادفات عديدة يمكن لها أن تحلّ مكان تعابير السباب والقدح، وخاصة ان سجل سلطات الفساد والعسف والطائفية ملئ " والحمد لله!!" بالوقائع والشواهد والحقائق التي تتحدث عن نفسها بنفسها، مما لا يتطلب االمبالغات والافتعال والتلفيقات، التي تضعف من مصداقية المثقفين المعنيين امام متلقيهم، سيّما أن الثورة المعلوماتية مكّنت الجميع، وسهلت امامهم القدرة على توثيق الاحداث والوقائع، ومقارنتها والتدقيق فيها.. ولكن الحال – كما تبدو- بعيدة عن هذا المسار، بالمراهنة على انتشار اللاوعي، والحماسة العاطفية، وسهولة استغفال الاخريـن...
اخيرا .. نعرف مسبقا بأن هناك من سيردّ على ما سبق التطرق اليه، فيقول بأن "الاعلام معركة ساخنة ايضا" و"ساحة للصراع".. ولكنهم ينسون او يتناسون التداعيات المؤسية، والأليمة التي قد تتسبب بها الكتابات والمتابعات غير الموثقة "الشعبوية" او القريبة منها، والبعيدة كل البعد عن المسؤولية الشخصية والعامة تجاه البلاد التي تحترق، والعباد الذين ينزفون شهداء وضحايا بالمئات، وبجرحى تجاوزت اعدادهم الالاف..



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش من مفكرة الحراك الشعبي الراهن في العراق
- الشباب والشيوخ في مسار الحركة الاحتجاجية الراهنة في العراق
- حول بعض ضرورات التضامن المنتج، والحريص، مع الحراك الشعبي في ...
- رواء الجصاني : هكذا فهمتُ الانتفاضة الشعبية... وتعلمت منها!
- شتّانَ ما بين الحثّ والتوعية.. والتحريض والتأجيج // التظاهرا ...
- رواء الجصاني : مستقبل التظاهرات في العراق بين التفاؤل والتشا ...
- رواء الجصاني: الحراك الشعبي في العراق: مطالب ومطالب ومطالب.. ...
- رواء الجصاني: نحنُ العراقيين.. ماذا نريد، والى اين نسير ؟!
- رواء الجصاني : نحو تضامن عراقي، حيوي، واعٍ وحريص، مع الحراك ...
- رواء الجصاني: تساؤلات حول بعض الرواهن العراقية الدامية، اليو ...
- رواء الجصاني: وقفات عند بعض شؤون، وشجون الجاليات العراقية، و ...
- وقبلَ الفٍ عوى الفٌ فما انتقصتْ -ابا محسد- بالشَتمِ الاعاريب ...
- رواء الجصاني : الامام الحسيّن، في بعض قصيد الجواهري، ونثره: ...
- لندن، تستذكر المثقف والمبدع، الراحل، عبد الاله النعيمي
- الجواهري ... ربع قرن من اللواعج، والتصدي (1961-1985)
- رواء الجصاني : مجلة -البديل-... مراجعة وتوثيق، ومؤشرات//
- *اثنان وعشرونَ عاماً على رحيلِ الجواهري الخالد: حببتُ الناسَ ...
- رواء الجصاني: / من بينهم: نزار قباني وفوزي كريم ومحمود درويش ...
- رواء الجصاني : حوار في براغ بمناسبة قيام الجمهورية الاولى في ...
- رواء الجصاني: من بينهم الرصافي وسعيد عقل والبياتي/ شعراء نظم ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني: حول بعض مسؤوليات المثقفين الوطنيين