أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم عبد مهلهل - حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية














المزيد.....


حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:15
المحور: المجتمع المدني
    


وأنا أتجول بسياحة الفائدة والمتعة في أروقة الأثر ألتأريخي ( أيا صوفيا ) في منطقة سلطان أحمد باسطنبول ، حيث يمثل هذا المكان مزيجا من رؤيا حضارتين تداخل فيهما معمار الرغبة والتغير والتسلط ، فأيا صوفيا كان في الأصل واحدة من أضخم كنائس المجد الروماني أيام كانت القسطنطينية عاصمة للجانب الشرقي من الإمبراطورية ، وحين دك حصونها السلطان محمد الفاتح وفتحها سنة 1453 ميلادية غير الكثير من معمار البناء وصفاته ومن بعده فعل السلاطين .
واليوم ( أيا صوفيا ) معلم سياحي حضاري ومهم في اسطنبول يزوره زهاء مليوني سائح سنويا .
قادتني الصدفة في هذا المكان لاتعرف على طالب ( طاجيكي ) يدرس العربية في قسم الدراسات الشرقية في جامعة اسطنبول . وبين النقاش والتعارف دعاني لحضور حفل تخرجه من الجامعة في اليوم الآخر. وكم أسعدني وأنا أرى طقوس تخرج هادئة ومتحضرة تتوزع فيها أنخاب الابتسامات والدموع والموسيقى الهادئة ، كان الحفل في مجمله عبارة عن وداع لاينسى ، ألقيت الكلمات والقصائد ، وأقيمت دبكات لشعوب مختلفة . تحدث الأساتذة بفرح واسى ، وألقى الطلبة خواطرهم بحرية واتزان فيما ظلت الموسيقى توزع علب الكوكا كولا والكعك وبإمكان أي طالب أن يعبر عن مشاعر اللحظة بالطريقة التي يراها مناسبة دون أن يخدش حياء ومشاعر احد ، حد الذي قام احدهم ورجى من الفرقة الموسيقية أن تصمت وأقام لفرحته طقسا من الأدعية والتراويح وشيئا من الغياب الصوفي على المسرح .
أعادني هذا إلى مشهد أخر لحفلة تخرج عراقية ، حين زرت برفقة صديق مبنى كلية أقسام كلية الهندسة بالوزيرية وكان وقتها لم يمض على حفل التخرج سوى زمن . لقد رأيت العجب . فلقد ترك الطلاب المتخرجون أثار طقوسهم العجيبة على كل شبر من جدار البناية ، جمل لامعنى لها خطت ( بالسبريه ) على الحيطان ، حملت عبارات سريالية ، وكان اللون الأسود والأحمر للعبارات يشوه جمال الجدران ، كانوا يكتبون فوق كل شيء حتى زجاج النوافذ جمل الوداع الباردة وهي تحمل تعابير لامعنى لها مثل :
توتو وكوكو يتوادعان بحزن . القراصنة هنا أبتعد أرجوك . شلة القمر الزعلان ترفض الوداع . خرجونا وما زوجونا ، ..وهكذا دواليك .
فيما الطلبة المترفون رفعوا لافتات ضوئية ضخمة حملت صورهم وشلتهم وتختها ذات العبارات الغير طازجة .
سالت رفيقي : أيام كنا في مراحل مثل تلك لم نكن نفعل كهذا . كنا ننضبط مسورين بالذكريات والحب وأشياء نافعة . اليوم الخريجون يعبثون بجمال المكان الدراسي لقد حولوا البناية إلى كتلة من فوضى الأصباغ والعبارات التي لم ينطقها حتى صاحب البيان السريالي اندريه بريتون . مالذي بدل المزاج والتقاليد .؟
قال صاحبي : أشياء كثيرة ..أنت تعرفها ..ومنها إننا نخضع لعولمة من شيئا أسمه الحرية ..ولكننا لانعرف أن نتصرف بهذه النعمة ضمن حدود مايتلائم مع تقاليدنا وقيمنا الدينية والاجتماعية فيحدث هذا . ولكن ليوم واحد .
قلت : أخاف أن يمتد هذا اليوم ليصير أجيالا ، وعلى الجامعة أن تعيد طلاء وترميم جدران كلياتها بعد كل يوم تخرج وذلك أمر يرهق الدولة كثيرا .
قال صاحبي : إذن اهمس بمقال إلى مسامع السيد الوزير ورئيس الجامعة.
وها أنا افعل. لأضع مقارنة بين حفل تخرج تركي وأخر عراقي. وليحكم الجميع .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دهشة ولها قدمين
- أغنية شعبية لأنوثة القطة البيضاء .
- إيروتيكيا لليلة في المطار...
- موسيقى مندائية. الماء كيتار،والسمكة كونترباص..وأنتِ لحظة الإ ...
- ثوب، به عطر. وعطر، به قبلة، وقبلة ، بها سعادة مفلس
- جفن الوردة أجمل مظلة مطر ، ودمعة أمي مآذنه
- الجنوب والشعراء ونساء خلق الله أجسادهن من الكعك
- حوار مع التشكيلية والكاتبة العراقية أمل بورتر
- في عينيك المندائيتين ..عطر برتقالة وقميص نوم سلمى الحايك
- عشتار ..فقط . أو لنسمي القصيدة قلب سهام
- كمال سبتي .. موت نقار الكلمات السومري
- الطين ..ذاكرة النهر والملك ودمعة الشاعر
- كوتا ..لعمري الذي غرق كما تايتانك في قاع الرغيف
- لماذا المرأة والوردة في غرفة واحدة ، فيما نابليون يجمع العطا ...
- ظلُ الشمسْ في الكأسْ ، وظلُ أجفانكِ في ريشةِِ دافنشيْ
- بعد كل هذا ..تطبعين على خدي سمكة وتمضين
- (عصفور في جسد الوردة . الوردة بين أسنان الرصاصة )
- نعيم عبد مهلهل و3 كتب جديدة في شهر واحد
- الأهوار .. نعمة الله في الجنوب المنسي
- الخبزُ وعينيكِ من بيدرٍ واحد ، وأنتِ والحضارة ، عطرٌ وقميصْ


المزيد.....




- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم عبد مهلهل - حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية