أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟














المزيد.....

هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 15:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


قرار المحكمة الجنائية الدولية يوم الجمعة الموافق 20 من ديسمبر الجاري بفتح تحقيق في جرائم حرب تم ارتكابها في فلسطين أمر مهم في دلالته السياسية وتوقيته ،إلا أن القرار بداية معركة قانونية وليس نهايتها .
في هذه المعركة أو المواجهة القانونية ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة على خلط الأوراق وفتح ملفات متعددة وإثارة قضايا ستتذرع إسرائيل بأنها محل خلاف ومنها :مسألة الوضعية القانونية للدولة الفلسطينية ومدى أهليتها للتصرف كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة ،المقاومة الفلسطينية المسلحة وإطلاق الصواريخ من غزة مما يتطلب أن يدافع الفلسطينيون ومن يمثلهم قانونياً عن حق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة بما فيها المسلحة ،كما ستُثار مسألة الولاية الإقليمية للضفة والقدس وغزة ،وهل هي أراضي فلسطينية محتلة كما هو الواقع وكما تنص قرارات الشرعية الدولية ؟أم أراضي متنازع عليها كما تزعم إسرائيل وإدارة ترامب ؟ وفي هذا السياق أيضا سيبرز وضع قطاع غزة إن كان ما زال خاضعاً للاحتلال ؟ أم أن إسرائيل انسحبت منه ولم تعد مسئولة عنه كما تزعم ؟أم تم تحريره كما تزعم بعض فصائل المقاومة ؟ومسألة حق الدفاع عن النفس الذي ستتذرع به إسرائيل لتبرير جرائمها الخ ،وكل هذا يتطلب وحدة الموقف والخطاب الفلسطيني في هذه القضايا ،ونعتقد لو حُسمت هذه المسائل حسب وجهة النظر الفلسطينية لكان هذا انجازاً بحد ذاته لا يقل عن انجاز إدانة واعتقال مجرمي الحرب الإسرائيليين .
المعركة القانونية ستكون شرسة لأن الأمر يتعلق بدولة إسرائيل المارقة التي لم تلتزم يوماً بقرارات الشرعية الدولية ،وتضع نفسها فوق القانون الدولي والشرعية الدولية ،كما أنه يتعلق بأمريكا وإدارة ترامب التي تقف وراء إسرائيل وتدعمها وتدافع عن ممارساتها الإرهابية في المحافل الدولية ،وهي التي لا تعترف بأن الضفة والقدس أراضي محتلة وهي التي أضفت شرعية على الاستيطان ،وهي التي تعتبر مقاومة الاحتلال إرهاباً ،وأن ما تقوم به إسرائيل من عدوان وإرهاب إنما يندرج في سياق حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ،وهي التي اعترفت بأن القدس عاصمة لإسرائيل ... .
المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست عام 2002 وبالرغم من أنها مشكلة من شخصيات قانونية مشهود لها بالنزاهة ولها نظامها الخاص بها ودرجة من الاستقلالية كما لا يوجد فيها حق الفيتو لأية دولة ،إلا أن قدرتها على مواجهة التوازنات الدولية وصراع المصالح والنفوذ وما تمارسه واشنطن من ضغوط وابتزاز يبقى محدوداً ،ومن الملاحظ ان كل القضايا التي تناولتها او اصدرت فيها قرارات إدانة تتعلق بدول فقيرة من العالم الثالث ليست من حلفاء أو اصدقاء الغرب .
مثلا ،أصدرت المحكمة أمري اعتقال للرئيس السوداني السابق عمر البشير عامي 2009 و 2011 ولم يتم الاعتقال حيث استمر رئيساً ويتنقل من بلد لآخر حتى أطاح به الشعب السوداني ،وخلال هذه الفترة تم ابتزاز البشير بمسألة الانفصال عن جنوب السودان والتضييق على شخصيات وجماعات متهمة من الغرب بالإرهاب .أما بالنسبة لإدانة واعتقال الزعيم الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش وهو الانجاز الأهم للمحكمة فالأمر يعود لأن هذا الشخص الذي ارتكب بالفعل جرائم حرب في صربيا والبوسنة وكوسوفو دخل في مواجهة مسلحة مع حلف الأطلسي عام 1999 وقد تم القاء القبض عليه من طرق القيادة الصربية الجديدة في مارس 2001 وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا .
نتمنى على كل الفصائل والأحزاب الفلسطينية أن تُدرك أهمية وخطورة ما سيجرى مع المحكمة الجنائية الدولية وعدم الاكتفاء بالتصفيق والحديث عن انتصار ،وأن يقرءوا جيداً صيغة القرار الذي يتحدث عن (مزاعم ) بوجود جرائم مرتكبة من الطرفين ،كما أن حبل المحكمة الجنائية الدولية طويل والأمر قد يستغرق سنوات حتى يتم توجيه اتهام لمرتكبي الجرائم ،وحتى إن تم إدانة قادة الصهاينة فالأمر يحتاج لسنوات أخرى حتى يتم اعتقالهم .
وعلينا أن نستحضر مصير تقارير وقرارات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مثل تقرير جولدستون حول الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في عدوانها على غزة 2014 ،وقبله قرار /توصية محكمة العدل الدولية 2004 حول بناء جدار الفصل ،وكل القرارات والتوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة ،فهل ستنجح المحكمة الجنائية الدولية في ما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟ نتمنى ذلك .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الانتخابات الفلسطينية لا تكمن فقط في الممانعة الإسرائيل ...
- تآمر العرب على بعضهم أخطر من تآمر الأباعد عليهم
- دور مصر المركزي في إنجاح أو إسقاط مخطط دولة غزة
- النظام السياسي الفلسطيني ،من الأزمة إلى الانهيار
- أفول نظرية القيادة الكاريزمية
- استشهاد أبو دياك وتراجيديا الأسر والشهادة
- حركة فتح وتحدي الانتخابات العامة
- شرعنة الاستيطان شرعنة للاحتلال وانقلاب على الشرعية الدولية
- غزة لا تحتمل كل هذا العبث المميت باسم المقاومة
- في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟
- الانتخابات والمصالحة والدوران في حلقة مفرغة
- لا قيمة لانتخابات إن لم تُجدِّد الطبقة السياسية
- السيبرانية السياسية :علم السياسة في زمن الثورة المعلوماتية
- مقاربة سسيوتاريخية للحراك الشعبي في لبنان
- الانتخابات وحدها لا تكفي
- الانتخابات الفلسطينية :الشعب يريدها والأحزاب تتهرب منها
- حول المسألة الانتخابية في فلسطين
- الوجه الآخر لتركيا
- ما بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس
- كيف ومن أين أتى محمد دحلان بأنصاره ومؤيديه ؟


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل ستنجح الجنائية الدولية فيما فشلت فيه الأمم المتحدة ؟