أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد نجيب رشاق - الوضعية الصعبة لمستخدمي بريد المغرب















المزيد.....

الوضعية الصعبة لمستخدمي بريد المغرب


محمد نجيب رشاق

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:36
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يقضي مستخدمو بريد المغرب وخاصة الموزعين منهم على مستوى تطوان، حياتهم المهنية في وضعية صعبة تدعوا إلى العطف أحيانا وإلى الانتفاض وطرق أبواب الجمعيات الحقوقية أحيانا أخرى لعلهم يجدون آذانا صاغية لمعاناتهم ويتجلى ذلك في :
1-موقع العمل : حيث لا يتوفر على الشروط المطلوبة للعمل ولا يحفظ للمستخدمين كرامتهم فقد حشروا في مكان أصبح يعرف بين البريديين والبريديات باسم "الدهليز" لتواجده تحت الأرض حيث كان سابقا عبارة عن مرآب للسيارات فأصبح محتويا لقاعة التوزيع ومقصورة الأمانات، قاعة الإرسال، ويعمل داخل هذه القاعات أكثر من 28 مستخدم ومستخدمة.
2-وجود محول كهربائي تابع لشركة "أمانديس" (RDE سابقا) في قلب هذه القاعات مما حولها إلى قنبلة موقوتة مما يجعل حياة البريديين والبريديات بل وحتى السكان وموظفو الإدارات المجاورة (القنصلية الإسبانية-المكتبة العامة والمحفوظات-الإذاعة الجهوية-المندوبية الجهوية للسياحة) في كف عفريت.
3-وجود بطاريات من الحجم الكبير (Groupe Electrogaine) تابع لشركة اتصالات المغرب والتي تحدث ضجيجا لا يطاق عند اشتغالها كما تعمل على تسريب الغاز والروائح الكريهة مما سينعكس سلبا على حياة المستخدمين. ويظهر هذا الصراع الخفي بين إدارة بريد المغرب وإدارة اتصالات المغرب حول المواقع (Locaux) بعد تقسيم الممتلكات المشتركة، فأصبح هؤلاء المستخدمون عبارة عن دروع بشرية تحمي بهم إدارة بريد المغرب بعض المواقع من السطو من الطرف الآخر.
4-انعدام التهوية بسبب انعدام النوافذ، وتعطل آلات التهوية، حيث أصبحت خرابا، إذ لم تخضع للصيانة منذ وضعها فأصبحت تؤدي دورا عكسيا، حيث أتت في إطار سياسة ترقيعية من أجل إسكات المستخدمين.
5-تسرب دخان وضجيج السيارات المارة من القرب من باب هذه القاعات إلى داخلها، إلى جانب الغبار. فالشاهد للحيطان والنوافذ المغلقة للقاعات يحس بالاشمئزاز بل بالإهانة، بل هناك من يستغرب ويستنكر تواجد البشر داخل هذه القاعات بهذه الموصفات (أصبح الكثير من المستخدمين يعانون من أمراض الربو والحساسية والأعصاب).
6-انتشار الحشرات والفئران بسبب الأوساخ وبعض القاعات المهملة والمغلقة على وثائق إدارية كقاعة الأرشيف، والتي اختلطت فيها رائحة الأوساخ برائحة الغبار، حيث لا أحد يقدر على الاقتراب أو ولوج هذه الأماكن.
7-انعدام وجود قاعة خاصة لتغيير الملابس بالنسبة للموزعين مما يضعهم في حرج شديد وبالأخص بعد التحاق بعض الموزعات بالقاعة.
8-الدراجات النارية : لازال موزعوا تطوان يعتمد في أغلبهم على قوته العضلية في التوزيع وحمل الأثقال، ولم يحظى هذا المكتب إلا بخمس دراجات نارية للتوزيع رغم وجود 23 جولة وأغلب هذه الجولات تؤهلها مساحاتها للحصول على دراجة نارية ولازالت الطلبات في هذا المجال تعرف التسويف واللامبالاة.
فرغم تشكيل لجنة ثلاثية بين الإدارة الجهوية والإدارة المحلية والنقابة الوطنية للبريد والمواصلات، من أجل تتبع ما يعرفه القطاع محليا من مشاكل والتفكير في حلها. ورغم الاتفاق على سقف زمني محدد (حدد في شهرين) من أجل حل هذا الإشكال ومراجعة الجولات، إلا أن هذا الاتفاق لم ينفذ وعرف تسويفا وتماطلا من طرف الإدارة الجهوية لحد الساعة لحاجة في نفس يعقوب، وإن الحوارات والاقتراحات مجرد هروب إلى الأمام وذر الرماد في العيون حيث يتم تسجيل غياب إرادة حقيقية لدى الإدارة الجهوية من أجل التغيير والإصلاح "والعطار لا يصلح ما أفسده الدهر" كما يقال.
9-انعدام مقصف بالإدارة : فالملاحظ أن إدارة البريد تتراجع يوما بعد يوم عن خدماتها الاجتماعية، فإلى جانب انعدام خدمات النقل وسيارة الإسعاف و... فإن الإدارة تراجعت عن توفير مقصف للبريديين والبريديات مما يضطرهم إلى تناول فطورهم –أو أخذ استراحة 10 دقائق لأخذ قهوة أو شاي للتخفيف من ضغط العمل- خارج الإدارة وبثمن مرتفع، وما يسببه هذا من مشاكل مع الإدارة كمغادرة أماكن العمل والتأخر.... علما أن هذه الإدارة كانت تتوفر على مقصف إلى جانب قاعة التوزيع فتم نقله إلى الطابق الثاني الخاص بإدارة اتصالات المغرب ثم أغلق بالمرة لأسباب مجهولة.
10-التقشف في البذلات الخاصة بالموزعين والموزعات : بينما كان يحظى الموزعون ببذلتين طوال السنة الأولى تتعلق بفصل الصيف والثانية بفصل الشتاء، ورغم ما يقال عن جودة الثياب المصنوعة منها هذه البذلات، والمقاييس التي لا تحترم فيها، مقياس كل موزع وموزعة، كما لا تحترم فيها خصوصية المنطقة ( الجغرافية ) فالبذلة التي يمكن أن تلبس بمدينة مراكش لا يمكن أن تلبس بمدينة تطوان مثلا، أو إفران وقس على ذلك.
رغم كل هذا فوجئ الموزعون هذه السنة بإرسال بذلات التوزيع لا ترقى إلى المستوى المطلوب من ناحية الجودة، حيث الثوب من النوع الرديء، ولا يشرف وجه البريد، مما يدل على أن الشعارات المرفوعة من قبيل أن الموزع هو وجه البريد، والسفير و و و .... مجرد شعارات للاستهلاك وأن الواقع يقول عكس ذلك، وهو ما اضطر الموزعون على المستوى الجهوي إلى رفضها، والتساؤل عن الغلاف المالي المخصص للبذلات، وعن قيمة ثمن البذلات المرسولة، حيث يظهر الفرق واضحا وجليا، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل عن من المستفيد من هذا الفرق ؟؟
11-عدم توفر مكتب البريد تطوان على مرآب خاص بتفريغ أو شحن الإرساليات، مما يضطر أعوان البريد والناقل إلى شحنها وتفريغها على قارعة الطريق الرئيسية وما يترتب عن هذا من مخاطر السيارات المارة، اللصوص، حوادث السير، وهذا يحدث ضغطا نفسيا متزايدا، ويكشف للمارة عدة أسرار تتعلق بهذه العملية.
في المقابل نجد المجهودات المبذولة من طرف الموزعين بدءا بتوزيع الرسائل وما يدور في فلكها، مرورا ببيع الطوابع البريدية للوسطاء وبطائق الهاتف بكل أصنافها وأنواعها، والمطبوعات الإشهارية، إلى القيام بتصحيح العناوين لصالح شركة أمانديس (RDE سابقا) والتي أخذت من الموزعين أوقات مضاعفة كالعمل إلى أوقات متأخرة من الليل والعمل يوم السبت والأحد، بدون أي مقابل أو منحة تحفيزية ولو بسيطة، رغم أنها كانت صفقة بين الشركة المذكورة والإدارة الجهوية لبريد المغرب.
وصولا إلى المساهمة الفعالة للموزعين والموزعات في إقناع الزبناء لشراء أسهم اتصالات المغرب، حيث فاق الطلب العرض بفعل هذه المجهودات وبفعل العلاقات الطيبة والثقة التي يضعها الناس في ساعي البريد وبفعل هذا الرصيد، حققت الإدارة أهدافها المرجوة من العملية وهذا دون مقابل كذاك، علما أن مستخدموا اتصالات المغرب استفادوا من هذه العملية (مبلغ حوالة شهر كأسهم).
وفي الجانب الآخر نجد التأخر الملحوظ في الاستفادة من الرخص السنوية إذ لازال في ذمة الإدارة رخص 2002، 2003، 2004 لأغلب الموزعين إن لم نقل الكل، متضرعة في ذلك بالنقص الحاصل في العنصر البشري، إلا أنه وبدل الأخذ بعين الاعتبار كل هذه المجهودات المبذولة في هذه الظروف الاستثنائية نجد الموزع والبريدي والبريدية بصفة عامة مهدد حتى في أبسط حقوقه. ففي الوقت الذي تتحدث فيه عن الشفافية في التسيير وتجاوز أسلوب المحسوبية ومعاملة كل المستخدمين على قدم المساواة، نجد الإدارة الجهوية خارج التغطية، ولا تعير لهذه المعاناة أي اهتمام. ففي الوقت الذي كان عليها أن تضغط في اتجاه أن يقوم الكل بمهمته على أحسن وجه نجدها تتستر على بعض الموزعين والأعوان وتضعهم في مواقع ليست من اختصاصهم وتكلفهم بأعمال لا تمت إلى تخصصهم بصلة (ربما انتماءهم إلى النقابات الموالية يشفع لهم في ذلك). هذا في الوقت الذي تعاني فيه قاعة التوزيع من نقص مهول في العنصر البشري وحيث الحرمان من العطل السنوية وتراكمها كما سبقت الإشارة إلى ذلك، مما ينبأ بكارثة إنسانية إن لم يستدرك الأمر، خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف وما يعرفه ذلك من حاجة ملحة إلى العطل، فهل يعقل أن يستمر المستخدم في عمل متواصل لمدة 4 أو 3 سنوات بدون رخصة سنوية ؟ ما هو نوع العطاء المنتظر منه ؟ هل تم إلغاء الجانب الاجتماعي والإنساني لهذا المستخدم ؟؟ فحتى الآلة تخضع للصيانة بشكل دوري، فما بالك بالإنسان.
بل الأدهى والأمر لم يعرف البريديون والموزعون خاصة على المستوى الجهوي الحرمان من الرخص السنوية والزبونية في إسناد بعض المهمات والإعفاء من أخرى فقط بل أصبحوا مهددون في حق من حقوقهم وهو مضمون بنص الدستور، وهو الحق في التنظيم والانتماء النقابي، مسجلة في ذلك سابقة خطيرة على المستوى الوطني، حيث أقدمت الإدارة على توقيف أربعة مناضلين أعضاء بالمكتب المحلي بطنجة م.ر عشية الإضراب الوطني الإنذاري ليوم 04-05-06 الذي دعت إليه النقابة الوطنية للبريد والمواصلات ك.د.ش (عضو بالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للبريد ك.د.ش – عضوين باللجنة الإدارية وعضو بالمكتب المحلي) لأسباب نقابية محضة، كما عملت الإدارة الجهوية على تجنيد بعض عناصر النقابات الإدارية من أجل تشويه سمعة المناضلين الأربعة الموقوفين والدفاع عن تصرفات الإدارة الجهوية التي أصبحت رائحة تسييرها تزكم الأنوف بل عادت بنا إلى سنوات مضت صدقنا أننا طويناها بتأسيس لممارسات جديدة ونهج جديد ينبني على الانفتاح والديموقراطية وإشراك الفاعلين الاجتماعيين في القرارات الحاسمة تحقيقا للسلم الاجتماعي المنشود وتجاوزا للقرارات البيروقراطية التي من شأنها خلق ظروف غير صحية للعمل مما يؤثر سلبا على الأهداف الاستراتيجية لإدارة بريد المغرب في تحقيق الأهداف المسطرة وتحدي المنافسة الشرسة. فهل بهذه العقلية الرجعية والمتسلطة التي تسير بها الإدارة الجهوية بطنجة سيحقق بريد المغرب رؤية 2008 ؟ وهل بأسلوب محاربة الشركاء الاجتماعيين ونصب الفخاخ لهم ودعم طرف على حساب الآخر سيتم تأهيل هذا القطاع ؟ فالنقابة الوطنية للبريد والمواصلات على المستوى الجهوي عنصرا من عناصر الاستقرار الاجتماعي داخل القطاع بل عنصرا فعالا في تنميته وتطويره لما تملكه من مناضلين يتمتعون بقوة اقتراحية وروح تشاركية بعيدة عن أي مغامرة أو أي خطوة غير محسوبة العواقب (هذا بشهادة الإدارة الجهوية أثناء الحوارات) وهذا ما أعطاها زخما جماهيريا حتى غدت النقابة الأكثر تمثيلية بدون منازع على المستوى الجهوي. وهو ما دفع بالإدارة الجهوية إلى التواطئ مع بعض النقابات الإدارية ودعمها على جميع المستويات من أجل تقويتها وخلق توازن نقابي على المستوى الجهوي، لكن الشغيلة البريدية حسمت خيارها باصطفافها إلى جانب النقابة المسؤولة والجادة والصادقة في تبني همومها (النقابة الوطنية للبريد والمواصلات ك.د.ش).
هكذا أصبح مستخدمو بريد المغرب بتطوان أمام الكيل بمكيالين من طرف الإدارة الجهوية، فمتى تنسجم هذه الإدارة مع مبادئها وما تعلنه وتلوكه من شعارات ... ؟؟



#محمد_نجيب_رشاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريد المغرب من مؤسسة عمومية إلى شركة مجهولة الاسم


المزيد.....




- وفد من الاتحاد العام التونسي للشغل يزور اتحاد عمال سلطنة عما ...
- وزارة التربية تدعو الاساتذة النواب الى التثبت في معطياتهم ون ...
- الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس : يوم اعلامي حول التوجيه الجامعي ...
- إصابة ثلاثة عمّال صيانة إثر انفجار خط مياه بمحطة الزعتري بال ...
- أخبار سارة.. إعلان نتائج تحليل سوق العمل خلال الربع الثاني و ...
- الكويت.. شركة اتصالات كبرى تسرح 300 موظف
- «هام وعاجل» الحكومة الجزائرية تكشف شروط منحة البطالة 2024 ال ...
- “إلحق سجل” .. هُنا التسجيل في منحة البطالة الجزائر 2024 براب ...
- “خليك جاهز للزيادة” زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر 2024 ف ...
- تحرير العشرات من العمال الهنود من -العبودية- في إيطاليا


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد نجيب رشاق - الوضعية الصعبة لمستخدمي بريد المغرب