الحسين أيت باحسين
الحوار المتمدن-العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 02:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اقتباس:
يقول مثل أمازيغي: "أمان د لامان أف أيتّزداغ يان"(1)
ويقول الأستاذ حسن وهبي، الشاعر وأستاذ الأدب الفرنسي والقضايا البينثقافية والإستيتيقية (Questions interculturelles et esthétiques) بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير: "لا ينبغي لوم العين لكونها تتدفق حيث لا يتم الحصول على مائها".(2)
تقديم
من أهم ما يبدأ الإنسان بتشويره(3) (Marquage, Signalisation) قصد تملكه من أجل الاستقرار هو المجال(4) ومنابع المياه ومجاريها(5) وكذا عوامل الأمن(6).
ففيما يتعلق بتشوير الأرض (مجال الاستقرار) يتقاسمه الإنسان والحيوان(7) ، مع فارق في طريقة التشوير؛ ففي حين يحدد الحيوان، بما يفيد أن المجال مملوك له أو لغيره، عن طريق إفرازات سوائل واعتماد حاسة الشم، فإن الإنسان يعبر عن تملكه لمجال مّا بوشم هذا الأخير بالتسمية(8) التي تفيد أنه له وليس لغيره.
ونفس الشيء يقوم به شخص مّا، أو جماعة مّا، بالنسبة لما يفيد أن منابع أو مجاري مياه مّا هي في ملكية هذه الجماعة أو ذلك الشخص؛ وذلك، بنسج مجموعة من الأساطير، من حين لآخر، لهذه المجاري أو لتلك المنابع، للتعبير عن تملكها وتملك استغلال مياهها؛ خاصة حينما تَحْدُث؛ بصدد اكتشافها أو استغلال مياهها؛ نزاعات وصراعات أو حتى حروب(9).
ففيما يتعلق بتسمية مجاري المياه الطويلة (وديان وأنهار) نلاحظ أنها لا تحمل نفس الإسم من منبعها إلى مصبها(10) ؛ إذ تتخذ أسماء بحسب المجالات البشرية التي تمر بها(11) لإضفاء مشروعية تملك واستغلال مياه تلك المجاري على مستوى كل مجال بشري (معتمدة عرف أسبقية العالية على السافلة في الاستفادة من مياهها).
حول القاموس المائي المرتبط بهذه المقاربة
سيتم الاختصار في هذا القاموس على أنواع مصادر الماء المتنوعة مع التفصيل، إلى حد ما، في ما يتعلق بالنوع الذي يهم موضوعنا، وهو "العين"(12) كما سنختصر على أسماء العيون بالأمازيغية، مع الإشارة إلى معناها بالعربية إذا اقتضى الأمر ذلك.
من المعلوم أن المنطقة موضوع البحث هذا، هي منطقة يغلب عليها المناخ الجاف ونذرة التساقطات المطرية وتوجد بها مجموعة من الواحات التي نشأت أساسا حول عيون وآبار وصهاريج(13) عائلية أو جماعية؛ أفقية أو عمودية(14) ؛ إضافة إلى بعض السواقي والأنهار التي تعبرها وتستفيذ مما تحمله وتجود به من مياه أثناء وبعد التساقطات المطرية.
بداية تجدر الإشارة إلى أن أكبر عيون الماء حجما؛ كما ذهب إلى ذلك الأستاذ محمد شفيق(15) ؛ هي "أغبالو" وأصغرها هي "تالا"). وسيتم إيرادها وترتيبها من أكبر حجم للعين إلى أصغره. علما أن أغلب أنواع العيون هذه، أو جلها؛ إن لم نقل كلها؛ تم اختصارها في الإسم العام العربي: "العين"(16) ، إلا ما أصبح منها، في نفس الوقت، إسم علم طوبونيمي واسم العين المرتبط بهذا العلم في الأصل أو حاليا.
- أباينو (ئباينوتن)،
- أغبال، أغبالو (ئغبولا)،
- تاغبالت، تاغبالوت (تيغبولا)،
- ئمّل (أمّلن، ئمّال)،
- تيمّلت (تيمّال)،
- تيطّ (تيطّاون، تيطّاوين، تاطّاوين)،
- ألماس، ألميس (ئلماس، ئلمسان)،
- تالمست (تيلماسين، تيلماس، تيلمسان)،
- تالا، تاهلا، تاهالا (تاليوين، تيهاليوين)،
- تانوت (تونا)،
- أنو (ؤنا)،
وهذه عينة من العيون الكثيرة جدا(17) في المنطقة مجال البحث :
- "لعين أقديم" / العين الزرقاء (تيزنيت)،
- عين تيمولاي إزدّار (بويزكارن)،
- عين ويجّان (ويجّان)،
- تالعينت ؤرّخا (تيمولاي ن ئزّار- تيمولاي السفلى)،
- عين / تالعينت أيت جرّار (أيت جرار)،
- عيون تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط: 8 عيون منها:
- عين أمان رغانين (تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- عين تييّسلان (تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- عين أغرغار تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- عين ئكّم (تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- عين أموط (تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- عين ئمجّاض (تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- عين ؤزكَّار (تيمولاي ؤفلاّ وئدهيط)،
- ...
لكن العيون التي تهمنا في هذه الدراسة، هي التي حيكت حولها حكايات وأساطير تتعلق باكتشافها، وبطريقة استغلال مياهها، وتدبير النزاعات والصراعات والحروب التي دارت بشأنها، وبشكل التحالفات البشرية التي كانت العين نواتها، وبالتجمعات السكنية التي نشأت مع اكتشافها، وكذا بكيفية الانتقال من وضع الترحال إلى وضع الاستقرار الذي كان اكتشاف العين نواة له.
وسيكون من المفيد، منهجيا، أن نتيح إمكانية استحضار ومقارنة بعض العيون المشابهة لعينة هذه العيون المحلية المرتبطة بأساطير مؤسسة لاكتشافها، على المستوى الوطني والكوني.
فعلى المستوى الكوني، يمكن استحضار والاقتصار على ما يلي:
- عين / بئر زمزم، التي تدفق ماؤها، حسب البعض بحفر جبريل بجناحه أو بعقبه حسب الروايات؛ وحسب البعض الآخر بحفر الصبي إسماعيل بقدمه،
- الإثنا عشر عينا التي فجرها موسى بعصاه(19) ،
- عيون واحة سيوة التي شكلت نواة معبد آمون الذي قدسه فراعنة مصر وزاره الإسكنر المقدوني قبل مباشرة غزوه لآسيا الصغرى؛ العين التي ورد ذكرها في القرآن(20) ، والتي قاد إليها كَبْشٌ الإلهَ جوبيتير / آمون الأمازيغي، بعد أن ضل في الصحراء، فبنى قربها معبدا (معبد آمون).
- مختلف العيون المقدسة التي اشتهرت كونيا في مختلف الثقافات والحضارات بتقاليدها الطقوسية والعلاجية وحتى السياحية والروحية قديما وحديثا(21).
وعلى المستوى الوطني، يمكن استحضار العيون التالية:
- أسطورة ئمي ن ئفري(22) (دمنات)،
- أساطير مجموعة من عيون وادي بوكَمّاز(23) (الأطلس الكبير الأوسط)،
- أسطورة إلمكَرت(24) (ئغرم الأطلس الصغير الأوسط)،
- أسطورة عين "بومال ن دادس القديم"(25) (عمالة ورزازات)،
- أسطورة دادس(26) (عمالة ورزازات)،
- أسطورة عين أسردون(27) (بني ملال).
ويمكن أيضا استحضار بعض العيون المرتبطة ببعض الممارسات الطقوسية والعلاجية والسياحية، من قبيل:
- عين شالة(28) (الرباط)،
- حامة فزوان(29) (بركان)،
- حامة سيدي حرازم(30) (فاس)،
- حامة مولاي يعقوب(31) (فاس)،
- عين الله(32) (فاس)،
- ئموران(33) (أكادير)،
- عين العاطي(34) (أرفود).
أما بالنسبة للعيون المحلية، المنتمية للمنطقة مجال البحث، فسيتم الاقتصار على نموذجين:
- عين تيزنيت (مدينة تيزنيت) (35) ،
- عين تيمولاي ئزدّار(36) (ضواحي مدينة بويزكارن).
حول أهمية ودور الماء في حياة الإنسان وأنواع مصادر المياه؛
يقول غاستون باشلار بصدد علاقة الماء بالأحلام:
"القفز فوق ساقية بوضعها عقبة "طبيعية" هو، من جانب آخر، الأَشْبَهُ بالقفز الذي نتمنّى القيامَ به في أحلامنا. وإذا جهِدنا، مثلما نقترح، في أن نعثُر، قبل عتَبة تجارِبنا العاطفية، على التجارب المُتخَيَّلة التي نقوم بها في الموطن الكبير لنومنا، فسوف نُدرِك أن النهار، في نطاق الخيالي وحلُم اليقظة، أُعْطِيَ لنا لِنتحقًّق من تجارب ليالينا"(37).
قبل الانتقال إلى معالجة إشكالية علاقة بعض العيون بأساطير تتحدث عن كيفية اكتشافها وأساليب استغلال مياهها وكونها نواة لنشأة تجمعات سكانية وسكنية، لا بأس أن نتمم المعجم المائي المشار إليه أعلاه بعناصر أخرى ترتبط بأنواع مصادر أخرى للمياه غير العيون. وذلك لإبراز كيف أن غنى هذا المعجم المائي دليل على الاهتمام الكبير لإنسان هذه المنطقة بمصادر المياه وعلى حاجة هذه المنطقة إلى تنويع مصادر المياه نظرا للجفاف السائد فيها، ولنذرة التساقطات المطرية.
ويمكن أن نصنف هذه الموارد في ثلاثة أنواع، هي:
أولا: المياه الجارية ومجاري المياه المتمثلة في تالات (تالاتين)، ئغزر (ئغزران)، تانسيفت، أسيف (إسافّن)، وانسيف، تاركَا (تيركَّيوين)، أسارو (ئسورا)، ؤكَّوكَ ؤكَّوكَن / توكَّوكَت (توكَّوكَين) أكَافاي (ئكَافاين)،أسارو (ئسورا)، أسبّازّر/ تاسبّازرت، أبازّر/ أمازّر (ئموزّار) / أماجّر، ...؛
ثانيا: المياه الراكدة، كالبحيرات والغدران والصهاريج، المتمثلة في أكَلمام / أكَلميم (ئكَلمام / ئكَلميمن)، تاكَلمامت / تاكَلميمت (تيكَلمامين / تيكَلميمين)، (في مناطق أخرى يعبر عنه ب أزلا / ئزلي / أزيلا / تيزليت)، وفي أخرى ب ئفني، تيفنيت / تيفنوت، أمدا (ئمدوان)، تامدا (تيمدوين)، ئكَلي،أكَلو، ئسافّن، كَريسافّن، أفراو / تافراوت، ئفرض، تانوطفي (تينوطفا) ...؛
ثالثا: المياه الجوفية، التي تشكل العيونُ والأبارُ المواردَ المائية الأكثر تنازعا حول استغلال مائها وشرعنة امتلاكها . وبذلك يتم، أحيانا بالنسبة لبعضها، اللجوء إلى خلق حكايات وأساطير لشرعنة وتنظيم استغلال مائها؛ كما هو الشأن بالنسبة ل"لعين أقديم" بتيزنيت و"عين تيمولاي ئزدّار" بضواحي بويزكارن؛ وبالنسبة لعديد من العيون على المستوى الوطني مثل "عين أسردون" ببني ملال، و"ئمي ن إفري" بدمنات، ومجموعة من العيون ب "دادس" وب "بومال ن دادس"، الخ ...؛ بل وتتبادر إلى الذهن نماذج لعيون معروفة كونيا، كما هو الشأن ل "عين / بئر زمزم"، والإثنا عشر عينا التي فجرها النبي موسى بعصاه، وعين واحة سيوة بصحراء مصر.
وتنقسم العيون المائية، من منظور النوازل الفقهية، إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول يتمثل في ما نبعت مياهها طبيعيا ولم يستنبطها الناس، وحكمها حكم الأنهار الجارية وفق أحكام الشرع والعرف(38). وتتجلى هذه الموارد المائية السطحية في الوديان اللحظية والمسيلات، والعيون التي تتوزع بكيفية غير متكافئة في المنطقة؛
- القسم الثاني متعلق بعملية استنباط مياهها، وهي ملك لمن بذل الجهد في استنباطها. وهذا الجهد في نظر علماء المذهب الشافعي "معتبر بالعرف المعهود في مثلها ومقدر بالحاجة الداعية إليها"(39) ؛
- القسم الثالث أن يستنبطها شخص في ملكه، فيكون أحق بماء العيون لشرب أرضه، ولا حق عليع إلا لشارب مضطر أولأرباب المواشي والزرع كفضل ماء. فإن اعتاض عليه من أرباب الزرع جاز، أما بالنسبة لأرباب المواشي فلا يجوز له أن يعتاض"(40).
فهذا المعجم، يبين أهمية الماء ودوره الحيوي خاصة في الوسط الجغرافي الجاف؛ بحيث تتعدد أساليب البحث عن سبل الحصول عليه؛ كما تحدث صراعات أو حتى حروب حول حق امتلاكه وحق استغلاله، مع اللجوء أحيانا إلى التفاوض المفضي إلى تنظيم استغلاله بالتوافق بناء على أعراف أو الشرع أو اللجوء إلى القوانين الوضعية، وذلك لضمان الاستقرار والأمن (بمختلف أنواعه بدءا بالأمن الغذاء) والسلم الاجتماعي.
حول الأسطورة
حول مفهوم "أسطورة":
يقول بول فاين (Paul VEYNE): "لقد تبدل مفهوم كلمة أسطورة ولم يعد هو نفسه كما كان في العصر القديم، فعندما يأبى المؤلف أن يأخذ على عاتقه نصا معينا ويسوقه لنا بصيغة الخطاب غير المباشر: "تقول الأسطورة إن ..." بأنه يبلغ الجميع خبرا يهوّم في الفضاء وإنما من باب التنصّل من إبداء الرأي وترك كل قارئ يعتقد في شأنه ما يشاء"(41).
لقد أصبح، اليوم، مفهوم الأسطورة مخالفا لما كان عليه في العصور القديمة وفي الثقافات الشعبية وفي التمثلات العقائدية. ولا حاجة لاستحضار أبحاث كل من ميرسيا إلياد (Mircea ELIADE) الفيلسوف ومؤرخ الأديان والمهتم بالميتولوجيا(42) وكلود ليفي-ستراوس (Clude LEVI-STRAUSS) الإتنولوجي والأنتروبولوجي الذي يعتبر البحث حول الأساطير من بين أبرز اهماماته(43). وكذا موريس كَودوليي (Maurice GODELIER) الأنتروبولوجي الذي يعطي الأولوية للمتخيل على الرمزي في علاقتهما بالواقع على عكس كلود ليفي- ستراوس الذي يعطي الأولية للرمزي لفهم الواقع.
وحينما نستحضر كون جل المدن المغربية الإمبراطورية(44) والعتيقة (مراكش، فاس ومكناس؛ تارودانت، طنجة، تيزنيت، فضالة وغيرها)، بل وحتى بعض العواصم العالمية (أتينا، روما، باريس وغيرها) قد ارتبطت نشأتها بأساطيرنُسجت حولها؛ فإن البحث على دلالات تلك الأساطير يقتضي اعتماد مفهوم الأسطورة بالمعنى الحديث، ويستدعي مقاربة متعددة التخصصات (التاريخية، والجغرافية، واللسانية، والأركيولوجية، والسوسيولوجية، والأنتروبولوجية، والطوبونيمية، وغيرها من مقاربات العلوم الإنسانية الحديثة)، مع الحذر من التعامل معها ك"شيء" مُعْطَى من وجهة نظر مقاربة أحادية، لا ك"موضوع" للبحث والتقصي المتعدد التخصصات.
إن الأسطورة تسنح لنا بفهم علاقة المتخيل والرمزي بالواقع(45).
حول تقديس الماء
بالنسبة لتقديس الماء يقول الأستاذ عبد العزيز بل الفايدة:
"يبدو أن تقديس الماء يعود لفترات عريقة في التاريخ. وقد احتل اليونانيون مكانة هامة في هذا المجال حيث قدسوا المياه سواء كانت ساخنة أو باردة، وعبروا عن ذلك بواسطة تقديم الهدايا والقرابين للآلهة وخاصة الإله بوسيدون (نبتون الروماني) والحوريات (Nymphes)، وربة النافورة (Fons)، ثم سار الرومان على نهجهم وقدسوا نفس الآلهة مع إعطائها أسماء تتطابق وحضارتهم"(46).
ويؤكد الأستاذ أحمد سراج، بصدد تقديس الأمازيغ للماء، قائلا: "إن الأسباب التي جعلت الماء مركز الاهتمامات الدينية للأفارقة متعددة. وهي مرتبطة أساسا بالظروف المناخية. فالماء هو المتحكم في الزراعة في هذا البلد الذي يعيش تحت رحمة الطبيعة. ومن الطبيعي أن يضفي السكان قداسة على الماء، خاصة في المناطق الجافة.
وقد كان الشعب اللوبي (أي الأمازيغ) كغيره من الشعوب يقدس الماء منذ القدم سواء منه ما تدفق على الأرض من ينابيع صالحة للشرب أو ما كان معدنيا صالحا للاستشفاء والاستحمام"(47).
ويشير إلى العراقة التاريخية لتلك المعتقدات والطقوس المرتبطة بالماء، عند الأمازيغ، سواء من حيث التقديس أو من حيث الممارسات الطقوسية أو من حيث الاستشفاء أو الاستحمام، قائلا: "إذا كان من الصعب تحديد المعتقدات المرتبطة بالماء في الفترات السابقة للوجود الروماني نظرا لغياب الوثائق، فإنه من الممكن الحديث عن إرث لوبي (أمازيغي) محض، استمر خلال الفترة الرومانية وخاصة في البوادي. ويتعلق الأمر بالعبادة المتعلقة بجنة المياه (génies des eaux)، هذه الجنة التي حلت محلها آلهة رومانية وخاصة في المناطق التي تغلغلت فيها الحضارة الرومانية"(48).
ويذهب إلى أن "دور الحوريات هو حماية العيون الطبيعية والحامات ذات المياه المعدنية وغيرها"(49).
حول الأساطير واكتشاف العيون
إن مجرد التفكير في تاريخ الماء الفكري والثقافي يجعلنا نستحضر جملة من المعتقدات والطقوس والتمثلات والأساطير، التي جعلت الشعوب القديمة تقدس الماء. هذا التقديس احتفظت لنا به كثير من الأساطير التي نسجت حول العيون بصفة خاصة. كما تتبادر إلى أذهاننا جملة من الكائنات الأسطورية المرتبطة بهذه الظاهرة: ظاهرة تقديس الماء وبعض العيون بصفة خاصة. كما تتبادر إلى أذهاننا مجموعة من المعتقدات والممارسات والطقوس المرتبطة بتلك العيون؛ إلى جانب اعتبارها نواة لتشكل التجمعات السكنية المُتيحة للانتقال من نمط الترحال إلى نمط الاستقرار؛ ومن نمط الرعي إلى الاهتمام بالزراعة. كما تفسر تلك التشكلات الاجتماعية وأنماط استغلال مياه العيون.
ففي أطروحة جامعية بالأطلس الكبير المغربي، تبين الباحثة "جان رييو" (Jeanne RIAUX) كيف أن "في وادي أيت بوكَمّاز، وحدَها الروايةُ الشفويةُ تقدم لنا عناصر لتفسير الوضعية الراهنة من خلال قصة اكتشاف العيون، المقرونةُ بالتي ترتبط بخَلْق القرى وتشكلها(50).
هذه القصص لا تنتمي إلى مجال التاريخ المقدس، الذي يأخذ بعين الاعتبار الكائنات الفوق- طبيعية وأسس الوجود. ليست إذن بمثابة الأساطير المؤسسة بالمعنى الذي يحدده مرسيا إلياد"(51).
وبصدد تقديس الشعوب للماء وارتباطه بمجموعة من الأساطير النشوئية؛ يقول الباحث سمير أيت أومغار، في مقال له بعنوان: "المعبُودات المائية في المغرب بين العصر القديم والزمن الراهن".
"قدست الشعوب القديمة الماء، وربطته بمجموعة من الأساطير النشوئية، وامتد ذلك إلى الكتب السماوية التي منحت الماء دائماً مقاماً مهما في النشوء والحياة والعقاب أيضا.
أما في شمال إفريقيا، فتشهد أسطورة تسليت أونزار على قداسة الماء، من خلال علاقته الحميمية بالأرض(52). لكنها ليست الوحيدة الدالة على تقديس الماء؛ فهناك الحوريات اللواتي تشهد النقائش اللاتينية، والكتابات الرومانية على عبادتها بالمغرب قبل وأثناء الاحتلال الروماني، وهي مخلوقات أسطورية مؤنثة ارتبطت بالمياه العذبة والحامات، وهي مخلوقات يفترض العديد من الباحثين، سيراً على منوال المدرسة الإثنولوجية الفرنسية، استمرار تقديسها من خلال خلق شخصية شبيهة بها، وهي عيشة قنديشة المتصلة هي الأخرى بالمستنقعات والأنهار والعيون.
في حين يذهب البعض الآخر إلى محاولة تأصيل الممارسات الطقوسية الراهنة، المتصلة بالماء، من خلال توظيف مقاربة أنثروبولجية مغايرة"(53).
حول الأساطير واستغلال مياه العيون
يقول بول روشي بصدد أنظمة السقي المستقبلي بالمغرب:
"لن تتمكن أنظمة السقي من أن تكون ناجعة إلا حين تزول رهون حقوق الماء الفوضوية؛ وإلا حين يتم توزيع الماء بشكل عقلاني وفق ما تقتضيه المساحات المسقية. آنذاك سيحصل الانسجام بين ملكية الأراضي وأنظمة سقيها"(54).
من المشاكل المزمنة التي يطرحها استغلال مياه العيون المكتشفة هو مشروعية امتلاكها وكيفية توزيعها؛ نظرا، كما يقول الأستاذ أحمد البوزيدي، لكون "الصراعات كثيرا ما كانت تعصف بروح التساكن التي تطبع العلاقات العامة بين السكان وتؤدي إلى اضطراب كبير في تنظيم الري كما تؤثر بشكل سلبي على توزيع الماء في كافة المستويات"(55) ،
إلا أن الأسطورة، أو المتخيل الجماعي، تقدم لنا عناصر تسوية تلك المشاكل، من خلال آليات كشف وتملك تلك المياه؛ وترسم لنا حدود العرف و/أو الشرع التي تعتمدها في حل تلك النزاعات والصراعات، بل وأحيانا الحروب. وفي هذا الصدد، يرى الأستاذ محمد لمراني أنه "فيما يتعلق بالمياه المكنوزة في الأرض والتي يحتاج كشفها إلى عمل وجهد ومال، فتملك بالعمل والمال ويشارك في ملكيتها كل من بذل شيئا لاكتشافها. ومع ذلك يقيد الإسلام ملكيتها بمراعاة مصالح الناس ولا يسمح بقبض عوض عن شربهم وشرب دوابهم"(56).
حول الأساطير والاستقرار
- "سكر ئي وامان مانيغ أزراين"(57) ، يقول المثل الأمازيغي.
- "كانوا رعاة، لكن حين اكتشفوا العين، أصبحوا مزارعين"، تُسِرُّ إحدى المستجوبات ل"جان رييو"(58).
نلاحظ من خلال كل الأساطير التي نسجت حول اكتشاف العيون، سواء من طرف أناس أو من طرف حيوانات، كيف أن أول تدبير يتم القيام به هو الانتقال من وضع الترحال إلى وضع الاستقرار بالنسبة لمكتشفي العيون؛ والبَدْء في إنشاء السكن القار (مداشر أو قرى أو مدن). ليتم، بعد ذلك ربط وتنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وفض النزاعات والصراعات، بل وحتى الحروب، التي قد تقوم حول الماء والمجال؛ الشيء الذي يستدعي قيام تحالفات وعقد أعراف بين تجمعات سكانية (مداشر أو قرى أو حتى قبائل) (59).
حول منهجية قراءة هذا النموذج من الأساطير
إن اهتمامنا بموضوع : "الأساطير المؤسسة لاكتشاف الموارد المائية واستغلالها (العيون نماذجا)، من وجهة نظر أنتروبولوجية، هو البحث عن كيفية تأطير المتخيل والرمزي للواقع المعيش في مجتمعات تعيش مرحلة الانتقال من نمط الترحال(Nomadisme) والرعي(Pastoralisme) كنشاط أساسي؛ إلى نمط الاستقرار الذي يزاوج بين أشغال الزراعة (Agriculture)والانتجاع (Transhumance)؛ والوقوف على كيفية نشأة تجمعات سكنية وسكانية حول هذه العيون كنواة لآنشطة اقتصادية واجتماعية، بل أحيانا، وسياسية في شكل أحلاف تتقاسم الدفاع عن مصالحها والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وكما يقول الأستاذ عبد العزيز بلفايدة، بصدد الحديث عن الماء بين المقدس والمنفعة العامة في شمال إفريقيا: "إن اهتمامنا بهذا الموضوع له ما يبرره، فمن جهة نهدف إلى معرفة درجة التقديس التي أحيطت بعيون الماء، ومن جهة أخرى إلى معرفة دور تلك الأساطير في اكتشاف مياه العيون واستغلالها"(60).
حول متن الأساطير المعتمدة (للمقارنة):
- الكونية
بالنسبة للعيون الكونية، أوردنا متنا يتعلق بكل من عين / بئر زمزم، والعيون الإثنا عشر التي فجرها موسى بعصاه بأمر إلاهي، وعيون وحامات واحة سيوة التي أقيم فيها معبد آمون تكريما للكبش الذي قاد الإله جوبيتير / آمون إلى تلك العين إنقادا له من العطش الشديد بعد أن كان تائها في الصحراء.
- الوطنية
بالنسبة للعيون الوطنية، أوردنا متنا يتعلق بكل من:
- أسطورة عين "ئمي ن ئفري" (دمنات)،
- أساطير عيون وادي بوكَمّاز (أزيلال)،
- أسطورة عين إلمكًرت (إداوكنسوس، ئغرم)،
- أسطورة عين "بومال ن دادس" (ورزازات)،
- أساطير عيون دادس (ورزازات)،
- أسطورة عين أسردون (بني ملال)،
- أسطورة عين شالة (الرباط)،
- عين فزوان (بركان)،
- عين سيدي حرازم (فاس)،
- عين مولاي يعقوب (فاس)،
- عين الله (فاس)،
- طقوس "ئموران" (مدينة أكادير)،
- عين العاطي (أرفود)،
- المحلية
بالنسبة للعيون المحلية (منطقة تيزنيت)، اقتصرنا على متن يتعلق بكل من:
- روايات أسطورة عين تيزنيت / لعين أقديم / العين الزرقاء (مدينة تيزنيت)،
- أسطورة عين تيمولاي ئزدّار (ضاحية بويزكارن).
الـمـلاحـق
الملحق الأول: زمزم
رغم أن كل المصادر التي أوردت "واقعة" حفر عين زمزم قد أكدت أن سبب تفجير مائها هو أمر إلاهي؛ فإن خبرها لم يرد في القرآن؛ ويعتبر البخاري من الذين أسهبوا في رواية هذه الواقعة وبشكل مطول جدًّا في صحيحه.
خلاصة تلك الروايات أن النبي إبراهيم الذي رافق زوجته هاجر وولدهما إسماعيل الطفل الرضيع إلى وادٍ سحيقٍ في مكة، قد جاءه الأمر من الله بتركهما هناك وكان معهما زاد من الماء والتمر. وبعد أن نفذ ذلك الزاد أخذ إسماعيل يصيح من العطش، فأخذت أمه تجري دهابا وإيابا بين قمتي جبلي الصفا والمروة؛ وفي كل مرة تعود لتطمئن على إسماعيل، وحين عادت إلى ولدها بعد سبع مرات وجدت الماء يتدفّق من تحته، فخافت من أنْ يغرق المكان فأخذت تردّد: "زمي ! زمي !" أي اجمعي ماءك.
إلا أن روايات أخرى تخبرنا أن جبريل، بأمر من الله، هو الذي فجر العين بجناحه أو بعقبه، بحسب الروايات، عند ما عطش إسماعيل؛ وبعضها الآخر يذهب إلى أن إسماعيل هو الذي فجرها حين كان يحفر برجله من جراء العطش الشديد؛ في حين تضيف روايات أخرى أن عبد المطلب، جد النبي، هو من قام بإعادة حفر بئر زمزم، بعد أن جاءه أمر متكرر من مناد، وهو نائم، بحفر زمزم؛ فنفّد هو وابنه الحارث الأمر بإعادة حفر زمزم لتدبير أمور سقاية الحجاج. علما أن أمور السقاية كانت قريش هي التي تتولاه أثناء الحج، فتسلمها جد النبي عبد المطلب، وبعده انتقلت، عبر العصور، إلى أسر أخرى(61).
الملحق الثاني: الإثنا عشر عينا التي فجرها موسى
في هذه الحالة؛ كما في حالة اكتشاف عين / بئر زمزم، وعلى خلاف العيون التي يتم اكتشافها من طرف حيوان أو إنسان؛ تتدخل القوى الغيبية التي تأمر بتفجير العيون (زمزم وعيون قوم موسى).
فقد جاء في القرآن: "وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ"(62).
الملحق الثالث: عيون سيوة المقدسة
كما هو معروف، توجد بواحة سيوة المصرية، التي لا زال سكانها إلى اليوم يتحدثون بالأمازيغية، عيون كثيرة مشهورة. وهي أساس الحياة في تلك المنطقة الصحراوية المعزولة عن كل مناطق أخرى آهلة بالسكان. وهي رمز العلاقة الوطيدة بين الماء والحيوان والقداسة. وفي هذا الصدد يقول أحمد سراج:
"إن هذه العلاقة الوطيدة بين الكبش والماء قد انعكست في الأسطورة التي نقلها Nigidius Figulu وHygin والمتعلقة بتشييد معبد الإله جوبيتر – آمون بواحة سيوة. إذ تحكي الأسطورة أن جيش ديونيسوس الذي كان يتابع حملته في الصحراء، أصابه عطش شديد من جراء الجفاف، فقاده كبش إلى نقطة ماء، فكان أن قرر بناء المعبد في ذلك الموضع تخليدا لهذا اللقاء الإلهي."(63)
الملحق الرابع: مختلف العيون المقدسة الطقوسية والعلاجية والسياحية والروحية
توجد بالمغرب عيون مشهورة بخواصها الروحية والعلاجية والسياحية، تشد أنظار السياح المرضى، مما يجعل من السياحة العلاجية نشاطا اقتصاديا رائجا في المغرب. ومن بين تلك العيون: عين مولاي يعقوب (فاس)، وعين سيدي حرازم (فاس)، وعين الله (فاس)، وعين العاطي (أرفود)، وعين فزوان (بركان)، وعين أباينو (أكلميم بالجنوب المغربي الغربي)،وعين شالة (الرباط)، وصخرة ئموران المثقوبة (أكادير)؛ وعين ئمي ن ئفري (دمنات)، وغيرها كثير.
وما يميز هذه العيون عن العيون الأخرى؛ التي نسجت حولها أساطير مفسرة لكيفية اكتشافها، ولتشكل نواة لاستقرار رُحَّل انتقلوا من وضع الترحال وتربية المواشي، إلى وضع الاستقرار وممارسة أشغال الزراعة، وتدبير استغلال مياهها، وتنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ (أقول ما يميزها) هو أن هذه العيون؛ وإن ارتبطت هي أيضا بمجموعة من الأساطير تجاه ما يُنْسبُ إليها من وظائف علاجية مبنية على المتخيل الشعبي؛ فإنها أصبحت نواة لأنشطة طقوسية وعمرانية واقتصادية واجتماعية، بل وسياسية؛ ينبغي تدبيرها تدبيرا يستجيب والمتطلبات البشرية والبيئية والثقافية والطبية التي تسعى إلى تنمية عقلانية.
فالمناطق المحيطة بهذه العيون تعيش على وقع حركة ونشاط اقتصادي ملحوظ، من خلال افتتاح العديد من المنشآت السياحية، والمحال والمعارض التي تبيع لوازم الاغتسال في العيون، أو تبيع زجاجات فارغة لملئها بمياه تلك العيون؛ لكن هذه النشأة العمرانية، وهذا النشاط الاقتصادي والسياحي، وتلك الممارسات العلاجية، بل وبعض الطقوس المصاحبة أحيانا لهذه الأنشطة، هي في أمس الحاجة إلى التدبير العقلاني.
الملحق الخامس: ئمي ن ئفري (دمنات)
حسب إحدى روايات أسطورة "ئمي ن ئفري":
"تُعرَفُ مغارة "ئمي ن ئفري"(64) بأسطورة تتناقلها الأجيال عبر التاريخ، وهي أن عفريتا ذا سبعة رؤوس كان يسكن هذه المغارة يعمل على خطف العرائس. فاتفق الأهالي على أن يقدموا له كل سنةعذراء. ولما حان دور ابنة الملك أشفق هذا الأخير على مصير ابنته، فاستغاث ببطل يسمى "ملك سيف" الذي استطاع أن يهزم ذلك العفريت، ويقضي عليه بعد ان اقتحم عليه المغارة"(65).
وتحكي رواية أخرى للأسطورة أن "ئمي ن ئفري" عبارة عن مغارة كبيرة ينفذ منها واد صغير يسمى "تيسليت" (العروس) ليشكلا قنطرة طبيعية نحتها جريان مياه وسط المغارة على مدار آلاف السنين.
والحديث إلى ساكنة المنطقة يقودك إلى حكايات وأساطير، من قبيل أن وحشا له سبعة رؤوس، كان يتخذ المغارة مسكنا له، وعلى رأس كل سنة يضطر أهل البلدة لتقديم فتاة جميلة قربانا له، وفي إحدى المرات، تدخل أحد الفرسان لحماية الفتاة التي جاء دورها، ونازل الوحش إلى أن قتله. (...).
وعلى سبيل رواية ثالثة للأسطورة؛ يمكن للسياح أيضا أن يقفوا خلال زياراتهم على قصص وأساطير نسجها أهالي المنطقة عن "ئمي ن ئفري" ومياه العيون التي تنبع منها، ومن هذه الأساطير التي أبدى سياح إعجابا بها، واحدة تفيد بأن إحدى العيون كانت في الأصل ضريحا لولي صالح يدعى "سيدي ناصر أو مهاصر".
تقول الأسطورة إنه غير معلوم إن كان من الجن أم من الإنس، لكنه يسود يقين بين الأهالي بأن السباحة في هذه العين/ الضريح من شأنها أن تزيل "النحس" عن الفتيات، وتيسر زواجهن..
وقد كان لهذه الأسطورة أثر السحر في رفع الإقبال على هذه المنطقة، وعلى هذه العين تحديدا، ليس من المسلمين فقط، بل من اليهود أيضا الذين كانوا يعيشون بالآلاف في مدينة دمنات، قبل أن يقرروا الهجرة إلى فلسطين المحتلة خلال النصف الثاني من القرن الماضي، حيث لم يتبق منهم حاليا سوى عجوز تتشبث بالحياة حتى الموت في مسقط رأسها"(66).
الملحق السادس: عيون وادي بوكمّاز
تؤكد "جان رييو" (Jeanne RIAUX) أن الماعزة، في مجمل مجال وادي بوكَمّاز، هي المكتشفة للعين، إذ تقول:
"على طول الوادي، كل المجالات السوسيوهيدروليكية المستطلعة توجد فيها قصة ميتية مشابهة لأسطورة رّباط – إباقالّيون. على سبيل المثال، نجد أن الماعزة هي التي اكتشفت أيضا العين"(67).
وفيما يلي، ثلاث روايات مختلفة لأسطورة اكتشاف عين ماء من طرف ماعزة، في وادي بوكَمّاز، وقد قمنا بترجمتها، من الفرنسية إلى العربية، من مصدرها الذي هو عبارة عن أطروحة جامعية.
الرواية الأولى: تأسيس قرية رّباط:
"ذات يوم، وفد راع شاب من "مكان آخر". حسب بعض روايات الأسطورة، أتى هذا الراعي من شعبة "أيت حكيم" من المكان المسمى "أولسويكَ"، بالنسبة للبعض الآخرين فهو قادم من الجبل الفاصل بين "إباقالّيون" و"أيت حكيم": "أدازّن". في كل الحالات، لقد أتى من منطقة جافة لا تنبث شيئا. اقترح هذا الراعي خدماته على سكان "إباقالّيون" الذين قبلوا ذلك. فأصبح راعيا للقبيلة، كل صباح، يذهب مع قطيع أيت "إيباقالّيون" ويقوده ليرعى في الغابة في أعالي القرية.
ذات مساء، أثناء عودته، لاحظ الراعي بأن لحية إحدى مواعزه (جمع ماعزة) متلألئة بنقط الماء. في اليوم التالي، قرر أن يتعقب الماعزة. فرأى، في أعالي الوادي (في المجال الترابي الحالي لأرض رّباط)، الماعزة تحفر الأرض فيتدفق الماء. احتفظ الراعي بسر الاكتشاف. بعض مرور زمان، استدعته قبيلة أيت إباقلّيون. استفسروه عما يرغب الحصول عليه كأجرمقابل خدماته التي قدمها للقبيلة طيلة هذه السنوات. طلب الراعي المجال الغابوي المتواجد في عالية القرية. قُبلت أمنيته. استقر الراعي في هذه الأرض، تزوج وأصبح له أبناء. أتى أيضا بأشخاص من المكان الذي أتى منه.
"كانوا رعاة، لكن حين اكتشفوا العين، أصبحوا مزارعين". انتظم القادمون الجدد في مجموعتين احتلت كل منهما نصفا من القرية: أيت علي أو حامي وأيت أوخيبو. حسب الأسطورة أسلاف أيت علي أو حامي هم أيت الحسن (أحيانا يذكرون كذرية الراعي)، أيت أولعيد (الذين قد ينحدرون من منطقة ورزازات)، أيت تمكَّونت (منحدرون من امرأة تنتمي إلى إمكَّونن). مجموعة أوخيبو تشكل من طرف أيت بن عيسى (الذين قد يكونوا منحدرين من قلعة مكَّونة)، أيت إشّو، وأيت باها. كل واحد من هؤلاء الأسلاف أسس أسرة وبنى منزلا. هكذا أنشئت قبيلة أيت رّباط، منقسمة إلى مجموعتين متميزتين إلى حدود الساعة"(68).
الرواية الثانية:
"يحكى أن راعيا كان يرعى معزه قرب العين. كانت إحدى مواعزه تختفي دائما من أجل الشرب في مكان مّا، تحفر بقوائمها إلى أن تجد الماء. وذات يوم تعقبوا تلك الماعزة وحفروا حيث كانت تحفر. فاكتشفوا العين. لهذا ينعت البعض "أغبالو ن أيت إمي" ب"أغبالو ن تاغاطت" (أي عين الماعزة) 69).
الرواية الثالثة:
"حسب مسني إغيرين وأيت أوهام، قد يكون بوتخوم هو المؤسس لإغيرين. كان له راع يسمى أشنيض. ذات يوم لا حظ أن ماعزة، كانت قد ابتعدت عن القطيع، قد عادت مبللة الوجه بالماء، في حين أن أقرب نقطة ماء، آنذاك، تبعد كثيرا عن المنطقة التي يرعى فيها القطيع. فلجأ الراعي إلى حرمان الماعزة من الماء لمدة معينة. بعد ذلك قادت الماعزة المتعطشة الراعي الذي تعقبها لمسافة بعيدة ، نحو غابة كثيفة حيث تنبعث عين ماء غزيرة. وبذلك تكون عين أيت أوهام قد تم اكتشافها من قبل سلف أيت أوهام بفضل ماعزة سلف أيت إغيرين. وحين عاد الراعي إلى إغيرين، أخبر مشغله باكتشافه. في غمرة الفرح بهذا الخبر، زوج بوتخوم إبنته للراعي. بعد فترة من الزمان، وبموافقة صهره، ذهب الراعي ليستقر في الأراضي المتواجدة في الضفة اليسرى، مباشرة في سافلة العين الجديدة. وبذلك تأسس مدشر أيت أوهام. عقد كل من بوتخوم وأشنيض اتفاقيا أوليا بموجبه تؤول كل أراضي الضفة اليمنى لبوتخوم وكل أراضي الضفة اليسرى لأشنيض. فحفروا بعد ذلك ساقية في كل ضفة من أجل سقي حقول كل مدشر (...). فاستمرت ذرية بوتخوم وأشنيض في العيش بوئام إلى أن شَكّل كل من إغيرين، والمدشر التابع له إكَلووان وحليفه إفران قبيلة أيت علي. حينما تحالفت مداشر إغيرين وإكَلووان وإفران لتشكيل حلف أيت علي، احتلوا كل الأراضي الغابوية المهمة في المنطقة ومنعوا الدخول إليها على المداشر الأخرى. الشيء الذي ترتب عنه حرمان كثير من المداشر، ومن بينها أيت أوهام، من حطب التدفئة في فصول الشتاء القارسة. وانطلاقا من هذه الوضعية، تبادرت إلى ذهن أيت أوهام، ولأول مرة، فكرة استعمال ماء السقي كوسيلة للضغط على إغيرين للحصول على الحطب. وبذلك قاموا بقطع التزويد بالماء على قنوات السقي لكل من إغيرين وإكَلووان. قام هذان المدشران بغزوات متعددة من أجل استعادة العين، لكن بدون جدوى. وتجدر الإشارة إلى أنه في نفس الوقت تم إرسال بعض المقاتلين من طرف أيت أوهام الذين حلّوا في مكان مقابل لإغيرين من أجل تحذيرهم من هجومات مباغتة (...). حين أصبحت النزاعات بغير جدوى بين المدشرين، تم الاتفاق على التفاوض. وعلاوة على ذلك، وفي نفس الوقت، يقال بأنهم كلهم قد أصبحوا تحت تهديد قبيلة أيت عطا القوية والتي تقترب بخطورة من الوادي. بعد مفاوضات عسيرة توصل المدشران إلى اتفاق يحدد حقوق الماء بالنسبة لإغيرين في كل ساقية وحقوق أيت أوهام في غابة إكيسّ المتواجدة في عالية أيت أوشي. بعض المسنين يذهبون إلى أن هذه الاتفاقات تمّ تديونها على جلد التيس ولا زالت في ملك أسرة أشنيض أيت أوهام"(70).
الملحق السابع: أسطوة إلمكَرت
في مقال حول موضوع: "وحدات اجتماعية، مجموعة مصالح وتدبير جماعي لشؤون الجماعة: وادي إلمكَرت (الأطلس-الصغير الأوسط) نموذجا"(71) ؛ وفي الفصل الرابع الخاص ب "تدبير الماء وشبكة الري"؛ يورد الباحث الأنتروبولوجي أبو القاسم الخطير أفولاي أسطورة أخرى لاكتشاف العين الوحيدة الأساسية بالمنطقة والتي شكلت نواة لاستقرار الوحدات الاجتماعية المشكلة للمداشر الثلاث بهذا الوادي. وقد قمنا بترجمتها إلى العربية من نصها الأصلي بالفرنسية.
وبعد أن بين كيف أن النشاط الذي يعكس بشكل أفضل التضامن والتعاون لدى سكان وادي إلمكَرت، والذي يحفز، على أكثر من مستوى، سكان المداشر الثلاث، يتمثل في تدبير مياه عين السقي المنبعثة فيه (أي في واي إلمكَرت).
إذ منذ البداية شكل الماء مصدرا مركزيا؛ وسببا رئيسيا في تهيئة الوادي وجعله قابلا للاستيطان والاستقرار. إن هذه الرواية، رواية اكتشاف العين؛ ينبغي التمييز بينها وبين تلك الرواية التي تسرد أصل القبيلة(72) المنتمية إليها المداشر الثلاث. فهذه الرواية تتحدث عن أسطورة مفادها أن مجموعات ذات نسب مشترك، لم تتم الإشارة لا إلى عددها ولا إلى أسمائها؛ كانت تعيش حياة تجوال غير مستقر على سفوح الجبال القريبة من المجال الحالي لوادي إلمكَرت. وتحت ضغط المناخ والمجال، يقودون قطعانهم بحثا، في آن واحد، عن الكلأ والماء.
ولقد أدت التنقلات المتوالية والمتكررة إلى جعل الحياة صعبة، وغير قابلة للاستمرار بهذا النمط. بل أدى ذلك إلى خلخلة وظائف المجتمع، لكون الأسطورة؛ خلافا للتوزيع النوعي للعمل؛ تقدم لنا مشهد طفلة صغيرة تتكفل برعي قطيع عائلي أو جماعي.
كانت تقود؛ وفق بعض الروايات، برفقة كلبتها؛ قطيعها إلى أعالي الوادي. في وسط النهار وأثناء فترة استراحة القطيع من أجل الاجترار (rumination)، وبعد شرب القليل من الماء الذي يتواجد في نقط تجمعات مائية ناذرة، تجوب الكلبة قيعان الأودية الجافة ولا تعود إلا في الوقت الذي يعود فيه القطيع إلى مكان التخييم الأولي أو مكان السكن. حين التحقت الكلبة بالقطيع أدركت الفتاة أن زغبها مبلل بالماء. وتكرر ذلك في اليوم الموالي.
استنتجت الطفلة الراعية، من ذلك، وجود مياه سطحية غير بعيدة من المراعي التي تردادها. وبذلك قررت أن تقتفي أثرها في اليوم الموالي. حين وصلت الكلبة بدأت تحفر بقوائمها وتبلل زغبها.
في المساء أخبرت الطفلة الراعية أسرتها بالمستجد وبذلك تأسست سيرورة الاستقرار."(73)
الملحق الثامن: أسطورة بومال ن دادس
أثناء زيارة "بولمان دادس"، في بداية التسعينيات لاحظت أن طريقة كتابة إسم "بومال ن دادس" بالشكل التالي: "بومالن دادس" غير سلمية، لكونه إسم أمازيغي لا تستقيم إمكانية معرفة دلالته الأمازيغية كتابة إلا بالطريقة التالية: "بومال ن دادس". فالنون نون الإضافة، ينبغي كتابتها مستقلة؛ لكن، هذه الإشكالية تهم مقاربة أخرى، غير التي نحن بصددها، وهي علاقة الطوبونيم بالأسطورة وبالعين (عين الماء) واكتشافها واستغلال مياهها.
أثناء تبادل الآراء حول دلالة الإسم أشار مخبري إلى أن مجال الإسم ليس هو المجال الحالي؛ إنه يوجد في عالية القرية الحالية؛ ويسمى "بومال ن دادس أقديم". تُحْكَى، عن سبب الاستقرار الأولي فيه، الأسطورة التالية التي مفادها: أن راعيا للغنم تاه ("يوشكا" بالأمازيغية)، هو وقطيعه، في جبال "تيشكا"(74). وحدث أن ابتعد عنه كلبه، ذات يوم، لفترة غير قليلة؛ ولما عاد لاحظ الراعي أن قوائمه مبللة بالماء، فاستنتج أن منبع ماء موجود في مكان مّا غير بعيد. في اليوم الموالي اتجه، بقطيعه، نحو سافلة الجبل وأخذ يراقب تحركات الكلب، حين اشتدت الحرارة، ولاحظ أنه أخذ يبتعد عن القطيع متجها نحو سافلة الجبل، فتعقبه إلى أن وصل إلى مكان، أخذ الكلب يحفر فيه بقوائمه وبدأ الماء يتدفق. فاستقر الراعي في ذلك المكان واستقدم باقي أفراد أسرته الذين لحقوا به واستقروا حول تلك العين التي شكلت نواة لقرية أطلقوا إسم "بومال ن دادس"(75).
الملحق التاسع: أسطورة دادس
في إحدى روايات الأسطورة: محمد المنور:
الباحث محمد المنور، في كتابه: الجنوب – الشرقي المغربي، تأمل حول امتلاك وتنظيم المجالات السوسيو – سياسية (دادس نموذجا)؛ وهوبصدد البحث عن الأصل الإيتيمولوجي والدلالي لاسم دادس من خلال التقليد الشفوي؛ يشير إلى رواية شفوية متعارف عليها في جل مناطق دادس – الأوسط، يظهر أن في وسعها رفع اللتام والإبهام عن مسألة هذه التسمية.
مفاد هذه الرواية – الأسطورة أن أحد أولياء هذه المنطقة؛ مولاي بوعمران، أثناء رحلته التي قادته من فاس، استقر قريبا من هذه المنطقة برفقة أتباعه (مرافقيه): أيت سدرات. لقد اشتد الجفاف في هذه المنطقة الأولى التي حلوا بها: قرية ئميتر ((إحدى قرى أيت عطا المتواجدة بين بومالن وتينغير؛ الهامش للمؤلف)). بعد جولة لكلابهم بالضواحي ذات يوم عادت وقوائمها (أرجلها) مبللة بالماء؛ الشيء الذي أثار انتباه المخيمين البائسين الذين قرروا تعقب آثارها إلى أن أطلوا على وادي مغطى بغابات، يعبره جدول غزير المياه.
أمام هذا الاكتشاف المبارك، صاحت فئة من أتباع مولاي بوعمران قائلين: هو ذا "واد الكلب"، هتاف رد عليه الشريف بقوة قائلا: هذا الوادي سيكون بنعمة الله "واد باديس"، ومع مرور الزمان سيصبح "داديس" أو "دادس"(76).
وقد أورد المؤلف نفس الرواية الشفوية في كتاب: آخر له بعنوان: دادس، من التنظيم الاجتماعي التقليدي إلى الهيمنة الكولونيالية (القرنان 19 و20). وأصل الكتاب هذا هو أطروحة جامعية (دكتوراة دولة) (77).
الرواية الثانية: محمد العمراني:
وفي رواية ثانية للأسطورة يرى محمد العمراني أن "الذاكرة المحلية تجعل الولي «أباعمران» أول مستقر بالمنطقة، حيث أتى إليها بعد وفاة إدريس الثاني هربا من بني العافية، وتضيف الرواية الشفوية أنه حينما قدم الولي للمنطقة وجدها عبارة عن غابات كثيفة الأشجار وبها العديد من الحيوانات المتوحشة، فإذا بكلابهم التي كانت تجوب الواحة أتت عائدة إليهم وأرجلها مبللة بالمياه، ما أثار انتباه أبي عمران، وأفراد من قبيلة سدراتة التي استقدمها معه من الأطلس المتوسط. فاقتفوا آثار الكلاب حتى وصلت بهم إلى نهر غزير المياه، فنطق أحد أتباع الولي: «ها هو واد الكلب». الأمر الذي لم ينل إعجابه، ورد عليهم قائلا: «سيكون إنشاء الله واد بادس». ومع التداول أصبح: واد دادس."(78)
الملحق العاشر: أسطورة عين أسردون
"تنبع عين أسردون(79) عند قدم الأطلس المتزسط على مشارف مدينة بني ملال، وتشكل موردا مائيا هاما ودائما. يرجع أصل تسميتها، حسب الرواية الشفوية، إلى أن أحد الرعاة الذي اكتشف منبع العين، وبعد حدوث خلاف مع إحدى القبائل بشأن الرعي في المنطقة، لجأ إلى وضع كمية هامة من الصوف بالمنبع الأصلي، الأمر الذي أدى إلى انحباس المياه، وتضرر السكان من جراء هذا التوقف. فلجأ ذلك الراعي إلى مقايضتهم، حيث اشترط منحه بغلا (أسردون باللغة الأمازيغية) محملا بالذهب والفضة، أو بالنقود النحاسية حسب رواية أخرى، من أجل أن يدلهم على منبع المياه. وقد استجاب سكان المنطقة بالفعل لشروطه، ومنذ ذلك الحين أصبحت المشهورة المجاورة لبني ملال تسمى بعين أسردون"(80).
الملحق الحادي عشر: عين شالة: "
عين الجزة" لمداواة الأمراض وسمك النون بركة للعاقر في قلعة شالة.
قلعة قديمة تقع في ضواحي مدينة الرباط تُدعى شالة، وهو المكان الذي تقصده النساء طلباً للشفاء أوللحمل أو للبحث عن عريس تأخر قدومه.
خمس أساطير مهمة في الميثلوجيا المغربية، هي “عيشة قنديشة، بغلة القبور، بابا عيشور، مغارة إمي نفري، وقلعة شالة”.
وقلعة شالة أهم بكثير من الأساطير السابقة، لكونها واقعا موجودا، ويمكن لمن يشاء أن يزورها، ويطلع على زواياها، وما تبقى من معمارها، ليزيل بعض الغموض الذي أشيع عنها من قصص غريبة(...).
كثيرات يصدقن الروايات، التي تحكي عن أسماك النون، وكون هذه الأسماك تمظهرا لجنيات يسكن هذا الحوض المبارك (...).
ويمكن للزائر أن يرى الينبوع السحري الذي أطلق عليه اسم “عين الجزة” وهو ما تبقى من دار الوضوء القديمة.
ويطعم الزائرون أسماكه التي تشبه الأفاعي أجزاء من البيض المسلوق، الذي يباع في القلعة لإطعام هذه الأسماك، وهي تسبح مؤدية رقصات جماعية تسحر العيون.
وتمس الأسماك الأجساد الطالبة للشفاء، التي تستحم في الحوض مسا لطيفا، ويقول من قصدها للشفاء أنه تم المطلوب، وأنه نال مراده بذلك المس لهذه الأسماك التي تسمى أسماك النون (...).
ويوجد ركن ظليل بأشجار كثيفة الأغصان يسمى “ركن العاقرات” يقع قريبا من الحوض يستر النساء عند تغيير ملابسهن بعد الاستحمام (...).
والكثيرات ممن ألقين بالقطع النقدية إلى الحوض وطلبن من الله تعالى أن يرزقهن بالزوج، وتحقق لهن ذلك.(...) (81).
أما حوض النون، فيقع في الجهة الجنوبية الغربية للخلوة وقد كان في الأصل قاعة للوضوء لمسجد أبي يوسف، وقد نسجت حوله الذاكرة الشعبية خرافات وأساطير جعلت منه مزارا لفئة عريضة من ساكنة الرباط ونواحيها. مأخود من موقع وزارة الثقافة المغربية"(82).
الملحق الثاني عشر: عين فزوان
تقع حامة فزوان على بعد 2كلم من الطريق الرئيسية رقم 27 الرابطة بين وجدة وبركان ،وتنبع عين فزوان على عمق 484 م وسط طبقة " دوميتريان " ، وتنتمي للمياه المعدنية الساخنة ذات الصلابة المتوسطة من الفئة البيكاربونية الكلسيو – منغنيزية .
تتميز مياه حامة فزوان بنفس الخصائص التي يتميز بها ماء ايفيان بفرنسا؛ هذا ولقد تم اكتشاف ماء فزوان سنة 1961 ، ومن مميزات ماء حامة فزوان النقاء الطبيعي بدون معالجة ، ماء ساخن بدرجة 36.4 بصبيب يقدر بحوالي 0.4لتر/ثانية ، صالح للشرب بصفة دائمة وبنوعية جيدة ، كما يمكن تخزينه لمدة اربعة اشهر ، وهي مياه خالية من الزئبق والنحاس والزنك تحتوي نسبة قليلة جدا من الرصاص ، والألمنيوم ، والسيلينيوم ، والكوديوم ، والفليور.
ومن خصائص ماء فزوان انه فعال على المسالك البولية بنسبة 98 في المائة ، كما يسجل علاجه التام لأمراض الكلي بنسبة 30 في المائة ، علاج بعض الحالات المبتدئة او تخفيف الآلام بنسبة 70 في المائة ، يعمل ماء فزوان على الرفع من صبيب البول وتسهيل عملية التبول لذا فهو يقوم بالتخفيف من الأوجاع المصاحبة للبول وتذويب الأملاح المسؤولة عن تكون الأحجار بالكلي ، كما يمنع من تعفنات المسالك البولية ، وملائم للأشخاص المتابعين لنظام غذائي بدون ملح ، ويقوم بتسهيل عملية الهضم (...).
أمام الأقبال المتزايد من طرف السياح والزوار سواء من داخل المغرب او من خارجه على حامة فزوان ، قررت الجماعة القروية لفزوان تأهيل الحامة في اطار مشروع مندمج يحتوي بالأضافة الى تحويل الحامة وتهيئة المحيط ، بانشاء مركز تجاري لأيواء البراريك والباعة المتجولين(...).
ومن الأهداف الرئيسية لهذا المشروع الهام ، الرفع من عدد السياح ، والزوار لمركز فزوان ، مما سيترتب عنه ايضا الرفع من مداخيل الجماعة القروية لفزوان وخلق العديد من فرص الشغل (...) (83).
الملحق الثالث عشر: عين سيدي حرازم
"عين سيدي حرازم" في المغرب، عنوان السياحة الطبية، زيارته تشفي الجسد وتنعش الروح.
حركة السيارات والراجلين المتوجهين نحو أقدم عيون المياه الطبيعية المكتشفة في المغرب، تدل على أن المكان ما زال يحتفظ بحيويته كواحد من أهم المواقع السياحية والاستشفائية في عاصمة المغرب الدينية، بل ويعتبر من أهم أماكن العلاج الطبيعي في العالم، حيث يزوره سياح طوال أيام السنة (...).
تاريخيا يقال إن النبع اكتُشف لأول مرة في القرن التاسع عشر، ولكن في أوائل العشرينات من القرن الماضي لفت انتباه بعض الباحثين والمختصين من الأجانب من خلال دراساتهم لخاصية مياهه المتميزة بتركيبتها المعدنية المختلفة التي يمكن أن تعالج الكثير من الأمراض كترسبات الحصى في الكلية، وأمراض المسالك البولية، فضلا عن قيمته الغذائية لما يحتويه من معادن كالصوديوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم والكلور (...).
مياه العين المعدنية أضحت فرصة لظهور عدة مهن هامشية يمارسها الشباب وبعض الشيوخ والأطفال، مثل تعبئة المياه للزوار وبيع الحلي الفضية، ولكن اللافت هو أفواج من الفتيات اللاتي يعرضن مواهبهن على الزائرات في فن نقش الحناء، ففي كل أركان المنبع يشاهد الزائر انهماك «نقاشات الحناء» في تخطيب بنان النسوة، بهمة ونشاط وفي عجلة للاستقبال أكبر قدر من الراغبات في العودة إلى ديارهن بذكرى من عين سيدي حرازم.
غير بعيد عن نبع الماء، تنتشر عدة مقاهٍ ومطاعم شعبية، تمتلئ برواد المكان، إلى جانب سوق به العديد من المتاجر الصغيرة التي يباع بها أصناف من السلع التي يحتاجها الزوار وتذكارات سياحية وأوانٍ بلاستيكية من مختلف الأحجام يملؤها الزوار بمياه النبع قبل مغادرتهم للمكان. وأكثر ما يلفت الانتباه هو انتشار محلات صغيرة يقف فيها رجل أو امرأة لبيع أكلة شعبية مغربية تسمى «الحرشة»، وهي عبارة عن فطيرة من مادة السميد المستخرجة من القمح أو الشعير تقدم مع كؤوس الشاي الأخضر، يقبل عليها زوار المكان بكثافة، وتعتبر محطة استراحة بعد طقوس شرب الماء من المنبع، فإلي جانب جودة هذه الأكلة الشعبية التي تشتهر بها منطقة سيدي حرازم، فالشاي الأخضر هنا له نكهة خاصة، إذ يتم إعداده من ماء العين، وبالتالي شرابه يعد للكثيرين إضافة صحية قد لا يحصل عليها في موقع آخر.
وتتوفر منطقة عين سيدي حرازم على عدة مرافق فندقية وسياحية وأحواض كبيرة للسباحة تعتبر متنفسا، لا لزوار سيدي حرازم من الباحثين عن الاستشفاء وحدهم، بل أيضا لهواة السباحة والهاربين من الحرارة العالية بمدينة فاس المجاورة طوال فترة الصيف، وحركة زوار الفنادق المحيطة بالمنبع، وغالبيتهم من السياح الأجانب، تدل على أن مقصدهم ليس فقط الشرب من مياهه العين المعدنية، بل للتمتع بجمال الطبيعة والمناظر الخلابة التي تجعل التقاط الأنفاس والصور الفوتوغرافية ميزة خاصة قد لا تتاح لزائر العين في موقع آخر، كما قد يكون المكان بمثابة منتجع للراحة والاستجمام على الرغم من الصخب والجلبة التي تُحدِثها أصوات الباعة والشباب بأوانيهم التي يتسابقون بها لسقي العطشى والمتلهفين لشرب ماء نبع سيدي حرازم" (84).
الملحق الرابع عشر: عين مولاي يعقوب
"يُعرف المغرب بالعديد من العيون ذات المياه التي اشتهرت مياهها بعلاج بعض الأمراض، الجلدية والباطنية، من بينها عين مولاي يعقوب بمدينة فاس، التي تم اكتشافها في العام 1900، غير أن تجهيزها واستغلالها من طرف الدولة عن طريق الإدارة المحلية بالمنطقة لم يبدأ بشكل منظّم سوى عام 1965، عبر توفير تجهيزات ومرافق طبية وتمريضية، من قبيل المسابح والحمامات وقاعات التريّض والتدليك بالماء.(...).
وتؤكد أجهزة الدولة المغربية وسلطاتها الصحية، إخضاع مياه العين لتجارب المختبرات، التي أثبتت أنها تمتلك خواص معدنية تساهم في علاج أمراض بعينها (...).
يلتقط خيطَ الحديث فريديريك لونوار، متقاعد فرنسي في عقده الخامس، والذي أكد بأنه ما فتئ يأتي إلى منطقة مولاي يعقوب، بعد أن ارتسمت حولها العديد من الأساطير بخصوص علاجها للأمراض الجلدية والباطنية أيضا، مضيفا أن لا شيء من ذلك حصل معه، إذ لم تتحسن حالته بقدر ما ساءت (...). إن مثل هذه الاتهامات ليست جديدة، (...) إذ يتعيّن عليه أن يخضع لمسار يتّسم بالمراقبة الطبية.(...).
وفي هذا الصدد، يقول عبد الرزاق رحيم، وهو مرشد سياحي، لـ"العربي الجديد"، إن عددا من السلوكيات غير السوية التي يقوم بها بعض الباعة، أو سائقي التاكسيات، تؤثر سلبا على الحركة السياحية التي تجلبها مثل هذه العيون العلاجية، من قبيل جشع بعض سائقي الأجرة الذين يخدعون السياح"(85).
الملحق الخامس عشر: عين الله
في مقال تحت عنوان: "عين الله تحرص جماعة سبع رواضي بإقليم فاس"(86) ، يقول محمد السعيد مازغ: إن الزائر لمدينة فاس لن يجد متعته سوى في اكتشاف جمالية محيطها وما تزخر به المناطق المجاورة من مؤهلات سياحية واقتصادية وطبيعية جد هامة، ونذكر على سبيل المثال حامة مولاي يعقوب، وحامة عين الله، وسيدي احرازم، وإيموزار، وغيرها من الأماكن التي تنقصها الدعاية الإعلامية، وتفتقر إلى البنيات التحتية لكي تسمو إلى أفق المناطق الأكثر استقطابا للسائح.
وتعتبر "عين الله"، المتواجدة بجماعة سبع رواضي، المورد الاساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمود الفقري لتطعيم مداخيل الميزانية الجماعية (...).
فماذا تعني سبع رواضي ! ؟
بالنسبة للتسمية: "سبع رواضي"، وحسب روايات شيوخ القبيلة فقد سميت جماعة سبع رواضي بهذا الاسم نظرا لوجود سبعة مقابر لرجال الله الصالحين يدعون بسبعة رجال، وكان يقام لهم كل سنة موسم للترحم عليهم يحضره سكان القبيلة إلى أن تم تحرير البلاد من الاستعمار الغاشم حيث تم ترك هذه العادة على إثر اندثار سوق أسبوعي كان يقام بجوار المقبرة المذكورة (...).
يعتبر مركز عين الله ومناطق أخرى كجبل تغات ومنطقة عين الطيور بمثابة الرئة التي تتنفس بها مدينة فاس، مركز حامة "عين الله" أضحى قطبا سياحيا هاما يستقطب العديد من الزوار المغاربة والاجانب من أجل الاستحمام والاستجمام والذين يجدون فيها ضالتهم وراحتهم في الاستمتاع بمناطقه الخضراء وحدائقه ومغروساته، وتظل الحامة المورد الاساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمود الفقري لتطعيم مدخيل الميزانية الجماعية، إذ تتطلع الجماعة بتنسيق ودعم من السلطات المحلية والإقليمية إلى توفير المرافق الضرورية عن طريق إنجاز إقامات سياحية ودور الاصطياف تستجيب ومتطلبات السكان والزوار وفقا لمخططها التنموي الإقتصادي الاجتماعي، مع الإشارة إلى افتقار مركز عين الله والجماعة ككل لمثل هذه المنشآت السياحية لاستقبال السياح المغاربة والأجانب معا".
الملحق السادس عشر: طقوس "ئموران" بضواحي مدينة أكادير
طقوس تلقي سبع موجات مائية بحرية من خلال ثقب صخرة "ئموران"
"فوق صخرة منتصبة قبالة بحر قرية “إيموران” بمدينة أكادير، تقف فتيات بأعمار مختلفة، يتلقفن كل واحدة منهن سبع موجات، اعتقاداً منهن، بحسب الثقافة السائدة في المنطقة، أن هذا سيجلب العريس الذي لم يطرق باب الأهل بعد، وكلهن أمل في أن يدخلن القفص الزوجي في القريب العاجل.
وتتعدد الروايات التي تتحدث عن قرية إيموران، الواقعة شمالي مدينة أكادير، ما بين الارتباط بالحب والعشاق، وبين تخليد بطولة الانتصار في حرب لم تكن تبدو متكافئة عند اندلاعها (...).
ويشرح الأستاذ محمد بليليض، أحد أبناء القرية، عن المكان قائلاً “أسطورة الأهالي تحكي أنه كان هناك رجلاً وامرأة، يحبان بعضهما البعض، فكانت صخرة إيموران مكان التقائهما بصفة دائمة، وصارت شاهدة على حبهما وزواجهما، حتى حملت ذاك الاسم الأمازيغي الذي يعني الحبيبان أو الأحباء".
وبحسب بليليض، يسود الاعتقاد بأن "هذه الصخرة هي مصدر حب وزواج، على شكل آلهة الحب في الحضارات القديمة، وعليها تأسس موسم سنوي يحمل اسم إيموران".
ووفق المؤرخ أحمد صابر، العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، فإن أسطورة صخرة إيموران تعود إلى كونها نفس النقطة التي حاول البرتغاليون الاستقرار بها عام 1505، مباشرة بعد احتلالهم قلعة أكادير، أي حي فونتي القديم الذي أطلقوا عليه اسم سانتا كروز.
وأكد الأستاذ صابر قائلا: "إن “لمكان شأن كبير، بعد أن سقط فيه جنود برتغاليون كانوا يملكون أسلحة نارية عكس أهل البلاد"، مضيفاً أن الموقع "يحظى بتقدير خاص يحج إليه أهل المنطقة، للاحتفال بذكرى ذاك الانتصار على البرتغاليين، والذي جاء إثر جهاد موفق".
وأوضح المؤرخ أن "سر القُدسية التي تنسب إلى تلك النقطة يعود إلى ذلك الحدث التاريخي (الانتصار على البرتغاليين)، وزادتها القدسية ذاتها التي تفسر بإقبال الفتيات الراغبات في الزواج، وبالأحرى العوانس منهن للتبرك بالموجات السبع لموقع إيموران".
وأشار إلى أن "موقع إيموران قد ارتبط بتقدير خاص في الموروث الشعبي، بما واكبه من غرائبية وأساطير ليس أقلها توافد الفتيات في سن الزواج، طيلة أيام السنة، على زيارة فجوة كبيرة بذات الصخرة من أجل التبرك”.
وصار اليوم، يقام في المكان، موسم سنوي، يوم الجمعة الأولى من شهر سبتمبر من كل عام، يفد إليه حجيج النسوة ممن يتطلعن إلى الظفر بشريك حياتهن، علّهن يتخلصن من الحظ السيئ أو "النحس".
طقوس زيارة المقام والتبرك به لنيل الأماني، يقتضي من الفتاة أول الأمر، النيّة، ثم الجلوس في أعلى التجويف الصخري أمام ثقب الصخرة الذي يُكنى بالأمازيغية "تامسوفت"، وبعدها انتظار ارتطام الموج بالتجويف من الأسفل، حتى يصعد ماء البحر بقوة نحو الأعلى، حيث تجلس الفتاة.
ويستمر جسد الفتاة في تلقي رذاذ الموجات، لمدة قد تصل إلى نصف ساعة أو أكثر، بحسب هيجان البحر أو هدوئه، ولسبع مرات، حتى تبتل ملابسها، "وتحقق شرط الاعتقاد والأسطورة السائد، من أجل نيل بركة المقام والمكان".
وبمجرد انتهاء الفتاة من هذه الطقوس، تتعالى الزغاريد والصلاة على النبي محمد، عقب خروج كل ثيب من ذات الفجوة، وثيابها مبللة، طامحة أن يكون حظها من العريس قريباً، لتودع حياة "العنوسة" إلى غير رجعة، ببركة "إيموارن"، بحسب شهادات استقاها مراسل الأناضول ممن التقاهن بالمكان(...).
فحينما تتعرض الفتاة لرذاذ الموجات السبع، يرد الشبان من أعلى صخرة التبرك "مبروك العريس" (...).
وبحسب الأستاذ أحمد صابر، يقام موسم "إيموران" منذ مئات السنين، وفيه يحدث اللقاء بين الذكور والإناث، بهدف التعارف والزواج.
ويُبين اأستاذ أحمد صابر، أن هناك تضارباً في الروايات، بين من ينسبها إلى جمع كلمة "إيموران" الأمازيغية التي تحيل على البأس والشدة، أو إلى "موران"(البطل بالأمازيغية) التي تُذكر بإله الحب في المعتقدات الأمازيغية القديمة، أو إلى جمع كلمة "إيميري" التي تعني العاشق.
وعلى الرغم من كل المحاولات التي بوشرت من قبل مجهولين لردم الثقب الأسطوري لصخرة "إيموران"، غير أن عباب البحر وهيجانه أفشلها، وما يزال الموقع يستقطب النسوة للتخلص من "سوء طالع، والظفر بطالع أنيس يكمل لهن نصف الدين"(87).
الملحق السابع عشر: عين العاطي (أرفود بالجنوب المغربي)
"عين العاطي" والملك
"يشتهر المغرب بالعيون العلاجية، ومنها عين مياه خصها الملك الراحل الحسن الثاني بتسميتها بنفسه، وهي عين “العاطي”، بعد أن انفجرت فجأة في أحد الأيام من سنة 1984.
مياه “عين العاطي”، التي يصفها الكثيرون بالعين المعجزة، وتقع في منطقة أرفود بجنوب المغرب، تتشابه مع العيون الأخرى في خاصية مياهها العلاجية، إذ إنها تساعد على الشفاء من بعض الأمراض الجلدية المعينة مثل الصدفية، بفضل مياهها الكبريتية، والمعادن التي تتوفر فيها، من قبيل الكبريت والحديد، ولكن عين العاطي، التي يبلغ عمقها حوالي 100 متر، وتطلق الماء على شكل عمود عالٍ في السماء يصل إلى 6 أمتار، تختلف عن عين مولاي يعقوب أو سيدي حرازم، في كون مياهها ليست صالحة للشرب، كما أنها تفسد الأراضي المجاورة، ولا تصلح كمياه للري والزراعة، بسبب المعادن التي توجد في مكوناتها.
مصدر من وزارة الصحة، فضّل عدم الكشف عن هويته، أكد أن مياه هذه العين رغم أن لها خاصيات علاجية تفيد بعض الأمراض الجلدية، إلا أنها تلوث المياه الجوفية، وتضر بـ”الفرشة” المائية المحيطة بها، ما يؤثر سلبا على المعيش اليومي لساكنة المنطقة، بينما يأتي السياح لمشاهدة ذلك العمود المائي المنبعث عموديا إلى السماء من باطن الأرض.
تباينت مواقف سكان المنطقة التي تقع فيها “عين العاطي”، بين من تضرروا بسبب تسرّب المياه الملوثة للوديان القريبة، والذين طالبوا بردم العين، أو إيجاد حلول عملية، حتى لا تتضرر معيشتهم اليومية، خاصة أنهم في منطقة يعتمدون فيها على الزراعة في وديان المنطقة…
وبالمقابل، يرفض العديد من السكان هدم العين الاستشفائية، لأنها ذات خواص علاجية يستفيد منها آلاف المرضى، ويأتيها الآلاف من السياح كل عام، كما أنها تعطي إشعاعا سياحيا هاما لهذه المنطقة المهمّشة اجتماعيا، وبالتالي فالفوائد في نظر هؤلاء أكثر من الأضرار التي قد تتسبب بها العين في الأراضي المجاورة.
وتقول مصادر متطابقة إن وزير إعداد التراب الوطني والبيئة والمياه في عهد الملك الراحل، محمد اليازغي، لم يتجرأ على اتخاذ قرار هدم عين “العاطي”، رغم مطالب العديد من سكان المنطقة باتخاذ قرار بشأنها، باعتبار أن العين سماها الملك بنفسه، ولا يمكن لوزير أن يتخذ قرار هدم عين مياه تشرّفت بتسميتها من الملك"(88).
الملحق الثامن عشر: عين تيزنيت
1- رواية حفر العين من طرف امرأة وعبيدها:
"هذه تيزنيت، وقد وقفت على وثيقة نقلها صالح تيزنيت الفقير محمد واعزيز من دفتر من تارودانت منسوب للسلطان الذهبي ونصها:
"قدر الله تبارك وتعالى على امرأة ذات حسن وجمال بارع وقد واعتدال من بنات ملوك البرابر في السوس الأقصى بتلك البلاد، أنها مشغولة بالزنا ومشهورة بالفساد في الخلوات والجلوات، وبقيت في تلك الحالة مدة طويلة حتى جمعت في ذلك أموالا طائلة إلى أن تداركها الله بعنايته، وأراد أن يعفو عنها فألهمها التوبة، فتابت بنية خالصة صالحة، وبكت على ذنبها وأفعالها القبيحة وأسلمت على يد الصحابي الأجل سيدنا عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد ملكت أموالا طائلة، ونزلت ذلك الموضع المسمى الآن بتيزنيت بخيامها وعبيدها ومواشيها، وهي بيضاء صحراء لا ماء فيها ولا شجر سوى الشجر المسمى بالشلحة (أنكارف) فألهمها الله تبارك وتعالى أن بذلك الموضع ماء فشرعت تحفر بيدها مع عبيدها بالفؤوس والمعاول فأخرجت العين في مدة قليلة، فنبع الماء من عين كبيرة يكثر ماؤها أحيانا، يزيد ولا ينقص وبنت عليه المسجد المنمى (؟) لأبناء طلحة، وهو الآن لبني (واكفا) وهو الأول من مساجد تيزنيت ثم سميت القرية باسمها تزنيت وقد قبلت أنها كانت زانية تنكيسا لرأسها شأن الأكابر من الأولياء والعارفين بالله، وبقيت تعبد الله تعالى في ذلك الموضع ولها كرامات هناك. روي عنها أنها قالت: من أراد أن يحفظ القرآن بلا مشقة فليقرأه بتزنيت وليشرب من هذه العين وليتجنب أن يعوم فيها أبدا، وقالت أيضا سيأتي على الناس زمان يفسد أهله، ويكثر الفساد في تيزنيت، ويجتمع الرجال والنساء على تلك العين فمن كان كيسا فطنا يحتاط لدينه فليتركها لينجو، ومن لم يتركها غرق في الفتن والفساد والعياذ بالله، والزمان الذي حفرت فيه العين وبني عليها الجامع، هو شهر الله شوال عام 28 من الهجرة النبوية في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه".
انتهت الوثيقة(89) بنقل العدل سيدي الحسن الوجاني الذي تقدم لنا فيمن لقيناه بوجان، ثم ذكر لي القاضي سيدي محمد أوعامو كلاما يدل على أنه رأى أيضا ذلك في دلائل الخيرات للفقير محمد واعزيز وهي حكاية مخترعة بلا ريب، وأثر الكذب يلوح عليها من جهات شتى لمن يعرف التاريخ"(90).
2- رواية حفر العين من طرف كلب:
"يروى أن للا زنينية كانت مارة بهده البقعة القاحلة ، فأصابها عطش شديد كاد أن يقضي على حياتها فتضرعت إلى الله تعالى و طلبت منه المغفرة، وكان يصاحبها كلبها فأخد يهبش برجليه اذا بالماء ينبع من تحتهما فشربت وحمدت الله ثم سكنت في دلك المحل الذي تفرغت فيه الى عبادة الله.
وحضر الى ذلك المكان برابرة رحالة جاؤوا الى جوارها من أجل المرعى و سقي بهائمهم ومكثوا وهم من أصلها ويدعون: ادمكنون. ولما توفيت للا زنينية التي اسمها بتشلحيت تزنيت دفنت بذلك المحل الذي كانت تتعبد فيه.
وأصبح هذا المحل قبلة للرحالة لسقي ماشيتهم وذويهم ومحل إقامتهم وهم: إدوطلحة وإدوكفا وإدوزكري الذين اتخذت أحياء مدينة تزنيت أسماءهم، وبنى هؤلاء السكان مساجد تحمل أسماءهم"(91).
الملحق التاسع عشر: عين تيمولاي ئزدّار(92):
دخل سكان تيمولاي في حروب مع ايت جرار وانزيفت المجاورة لهم؛ "فقامت حرب زبون بينهم سبع سنين، يعين التيمولائيين المجاطيون والأخصاص ويعين الجراريون الإبراهيميون"(93).
وسبب هذه الحرب هو أن احد أبناء ايت جرار، والمعروف ب (واهريم)، كان يرعى الغنم لسكان تيمولاي العليا. وفي أحد الأيام، بينما يرعى غنمه جنوب القرية، أَسْنَد رأسه إلى الأرض ليستريح، فسمع خرير مياه تحت الأرض؛ فهرع إلى قرية تيمولاي، وأخبر سكانها بذلك.
فقاموا بحفر المكان، واستخرجوا منها عينا جارية؛ وكان المكان قريبا من موطن ايت جرار، مما أدى إلى الصراع على من له الحق في استغلال هذا العين؛ إلى أن تدخل سيدي حسين الشرحبيلي فأصلح ذات البين بينهم. فأعطى لأهل تيمولاي حق استغلال ماء العين لمدة ستة أيام، ويوم الجمعة لأيت جرار، فرضي الجميع بالحكم.
ومنذ تلك الفترة"ابتدأت السكنى في تيمولاي السفلى بتوظيف من التيمولائيين الأعليين فاستمرت السكنى تزيد بازدياد الحقول والعمارة في السقي"(94).
على سبيل خلاصات أولية:
نظرا لأن هذا الموضوع : "الأساطير المؤسسة لاكتشاف الموارد المائية واستغلالها"، وإن توخينا، فقط، مقاربته مقاربة أنتروبولوجية، فإنه يستدعي مقاربات متعددة الاختصاصات؛ وذلك من أجل تفكيك العلاقة بين المتخيل والرمزي من جهة، وبين الواقع من جهة أخرى.
كما أننا اعتمدنا متونا متداولة شفويا، أو تم ورودها في وسائل إعلامية متنوعة بشكل عرضي في أغلب الأحيان؛ لا تدعمها إلا بعض التمثلات التي تقترحها بعض الدراسات الوصفية لمستكشفين أجانب توجهها خليات أيديولوجية نابعة من مرجعيات تبحث في ما يمكن أن يعضض مقابلة المجتمعات البدائية بالمجتمعات المتحضرة.
لكن النزر القليل من بعض الدراسات التي تناولت بعض جوانب المتخيل للمجتمعات التي توصف ب "مجتمعات بدون كتابة"، والتي اعتمدت مناهج البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية التي هيمنت عليها، من قبل، الخلفيات الأيديولوجية.
ولذلك، أعتبر المعالجة الحالية لهذا الموضوع مشروعا لتعميق البحث فيه أكثر من محاولة استخلاص نتائج مّا حوله. وذلك بالمزاوجة بين تعميق البحث النظري الذي تستدعيه مقاربتة مقاربة علمية، والقيام ببحث ميداني أوسع وأشمل للعناصر التي تقتضيه تلك المعالجة النظرية، بالإضافة إلى اختيار المنهجية الأكثر ملاءمة.
أما بالنسبة لما تمت معالجته حاليا، فيمكن حصره فيما يلي:
- تجدر الإشارة إلى أن المصادر التي وردت فيها أساطير اكتشاف عيون كل من "بوكَمّاز" و"إلمكَرت" و"دادس" هي أصلا بالفرنسية، وقد قمنا بترجمتها إلى العربية، وسيكون من الأمثل العودة إلى تلك النصوص في مصادرها بالفرنسية في حالة وجود غموض في النصوص المترجمة إلى العربية، ونعتذر لمؤلفيها في حالة وجود ذلك الغموض.
- من وجهة نظر قانونية، مجموع هذه الأساطير تمثل ما نسميه في شمال إفريقيا "إزرفان" أي العرف أو القانون العرفي؛ إذ لها أهمية حاسمة في مجال قانون الماء المحلي، لأنها تبرر حقوق الماء المحلية تجاه الجماعة وتجاه الخارج(95).
- انطلاقا من مختلف روايات الأسطورة، نستنتج أن مكتشف العين ي/تختلف(ة) العين باختلاف المجالات والثقافات والأزمنة والوضعيات الاجتماعية السابقة لمكتشف(ة) العين. وهكذا نجد الكبش (عيون سيوة)، الملاك أو الطفل (زمزم)، النبي (موسى و12 عشر عينا)، الكلب (تيزنيت وبومال ن دادس)، الكلبة (إلمكَرت)، مجموعة كلاب (دادس)، أسردون (بني ملال)، عفريت ذو سبعة رؤوس (ئمي ن ئفري بدمنات)، ماعزة (بوكَمّاز)، راعي غنم (تيمولاي ئزدّار)، ... .
- أسطورة اكتشاف العين تحدد مجموعات المستفيدين، كما تحدد علاقات التحالف والصراع بين وداخل كل مجموعة سوسيوهيدروليكية. وفي هذا الصدد تقول "رييو جان": ""هناك موضوعان للتاريخ الميتي يهمان تشكل توزيع الماء:
الأول يتمثل في أسطورة تأسيس مختلف القرى بما فيها المتواجدة في المجال السوسيوهيدروليكي، المرتبط باكتشاف العيون. هذه الأسطورة ترسم حدود المجموعات التي لها الحق في استغلال مياه العيون وفي التوزيع الأصلي لحقوق الماء.
والثاني خاص بعلاقات التحالف والمعارضة الموجودة داخل كل مجموعة سوسيوهيدروليكية"(96).
- نلاحظ أن رقم 7 يتكرر في الأساطير المؤسسة لاكتشاف العيون ولاستغلال مياهها حين تتم الإشارة إلى الحرب التي قامت بين المتنازعين، حول حقوق الماء، دامت سبع سنوات كما ورد ذلك في رواية من روايات أسطورة بوكَمّاز التي تقول: "حسب الأسطورة، دامت الحرب بين رّباط وإباقالّيون سبع سنوات"(97). وقد جاء أيضا في أسطورة اكتشاف عين تيمولاي ئزدّار: "دخل سكان تيمولاي في حروب مع ايت جرار وانزيفت المجاورة لهم؛ "فقامت حرب زبون بينهم سبع سنين، يعين التيمولائيين المجاطيون والأخصاص ويعين الجراريون الإبراهيميون"(98).
- اكتشاف العين في جل، إن لم نقل في كل، روايات الأسطورة يعتبر مظهرا من مظاهر الانتقال من وضع الترحال والانتجاع إلى وضع الاستقرار والاهتمام بأشغال الزراعة.
- فيما يتعلق بتحديد تسميات المستفيدين وحصر حقوق الاستفادة في إطار وحدات اجتماعية معينة، تتباين المواقف بتباين الروايات؛ خاصة وأن أغلب الروايات شفوية تتغير عناصرها بتغير الرواة ومع مرور الزمان، إن لم تكن محددة كتابة ولم يكن لها مرجع مكتوب واحد.
- لكن، بعد تحديث أساليب الري، أهملت كثير من وسائل الري التقليدي، بما في ذلك بعض العيون التي ساهمت سنوات الجفاف وقلة صيانتها إلى اختفائها. كما ظهرت وظائف أخرى للعيون الاستشفائية والسياحية التي أصبحت نواة لتجمعات عمرانية تستجيب لحاجيات هذه الوظائف ولتجمعات سكانية تعمل على الاستفاذة مما يروج حول هذه العيون الاستشفائية والسياحية من أساطير و"كرامات" وطقوس تجلب إليها زبائن يقدمون خدمات أو زوارا متنوعي المقاصد العلاجية أو السياحية.
الهوامش:
1- مفاده: "الماء والأمن شرط الاستقرار".
لكن منذ عصر "سون تزو" الصيني، مؤلف كتاب "فن الحرب"؛ أواسط القرن الخامس قبل الميلاد؛ زودتنا الكتابات المتعقلة بالحروب وباستراتيجياتها بمعلومات تفيد أنه، بقدر ما يشكل امتلاك منابع الماء عاملا أساسيا لمقاومة العدو، بقدر ما تكون السيطرة عليها من طرف العدو سببا في انتصاره (قطع إمداد الماء، تسميم منابع الماء، عوامل انتصار أو انهزام قطع الجيوش لنهر مّا أثناء الحرب، الخ ...). وقد لجأت الجيوش المغربية إلى هذه الأساليب في مختلف مراحل تاريخه مند العصور القديمة إلى العصر الحديث، مرورا بالعصر الوسيط مع المرابطين والموحدين ومع السعديين (معركة وادي المخازن نموذجا). وفيما يلي، ترجمتين لكتاب "سون تزو": الأولى بالعربية، والثانية بالفرنسية:
سون أتزو (2010) فن الحرب، إعداد وتقويم وتعليق أحمد ناصيف، المراجعة اللغوية والتدقيق طه عبد الرؤوف سعد، ط.1، دار الكتاب العربي للنشر.
Sun Tzu (1963) L’art de la guerre, Oxford University Press, Editions Flammarion, Collection Champ, traduit de l’Anglais par Francis WANG, Paris (256 p.).
2- « Ne pas reprocher à la source de couler là où on ne la reçoit pas ».
Hassan WAHBI (2016) Fragments d’une pensée à vivre : Notes et aphorismes, Editeur Marsam, Rabat, Maroc, p.12.
3- المقصود بالتشوير، هنا، هو التحديد بالإسم أو بأية وسيلة أخرى تفيد الامتلاك أو التعيين أو النعت (Marquage)
4- أي الأرض التي سيستقر فيها وذلك باعتماد الطبونيميا(Toponymie) أو أسماء الأماكن المملوكة له أو لغيره.
5- باعتماد الهيدرونيميا (Hydronymie) أو أسماء منابع الماء ومجاريها المملوكة له أو لغيره.
6- توفير عوامل الأمن، التي من بينها: الماء والسكن ومصادر العيش وخلق روابط اجتماعية تضمن الاستقرار والأمن، وفي هذا السياق قيل المثل ألأمازيغي أعلاه: "أمان د لامان أف أيتّزداغ يان" ( الذي مفاده: "الماء والأمن هما شرط الاستقرار")؛ باعتماد الطوبونيميا والهيدرونيميا والإتنونيميا (Ethnonymie).
7- سنرى كيف أن اكتشاف العيون، من خلال الأساطير، يتقاسمه الإنسان والحيوان.
8- Onomastique.
9- الأساطير التي أوردت أخبار قيام حروب حول امتلاك عيون أو حول استغلال مياهها أجمعت على تحديدها في سبع سنوات: كما هو الشأن بالنسبة للحرب بين سكان "تيمولاي" بمنطقة بويزاكارن وأيت جرّار، العودة إلى المرجع التالي:
السوسي، محمد المختار (1963) من أفواه الرجال ، الجزء الثالث، تطوان، ص. 128.
وبالنسبة للحرب بين سكان "رّباط" و"إيباقالّيون" بوداي بوكَماز، العودة إلى المرجع التالي:
RIAUX, Jeanne (2006) Règles de l’Etat – Règles de la communauté : Une gouvernance locale de l’eau. Anthropologie comparée de deux systèmes d’irrigation anciens en contexte d’intervention publique : vallée des Ait Bou Guemez (Haut Atlas-Maroc), Plaine de Vinça (Pyrénées-France), Doctorat nouveau régime, Anthropologie sociale, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales, p.185.
10- ولو أن بعض الخرائط الجغرافية تخص بعض الأنهار الطويلة باسم واحد (مثل نهر أم الربيع، ونهر ملوية، ونهر سبو، ونهر اللوكوس ونهر سوس وغيرها من أنهار أخرى)، رغم وجود أسماء أخرى تخص أجزاءا مجالية منها؛ تتخلل ما بين المنبع والمصب لنفس النهر.
11- يمكن أن أقدم مثالا لذلك بالنهر الذي ينبع من أعالي تيشكا الأطلس الكبير الغربي ويصب في نهر تانسيفت: ففقط من السفح الشمالي للأطلس الكبير الغربي، يمكن أن نعدد الأسماء التالية لنفس النهر: "أسيف ن ئلودجانّن" و"أسيف ن بولعوان"، و"أسيف ن ئدويران"، و"أسيف ن شيشاوة"، وغيرها من أسماء أخرى مرتبطة بمداشر أو قبائل متواجدة في عالية هذا النهر أو في سافلته. وعلى مستوى كل تشوير تقام سواقي كبيرة وصغيرة للاستفاذة من مائه من طرف الساكنة التي تتواجد في مجالات هذه التجمعات السكانية (سواء أكانت مداشر أو فرقا أو قبائل).
12- أي عين الماء وليس العين الباصرة.
13- "تينوطفاي"، مفردها "تانوطفي" (بالأمازيغية)؛ أو "مطافي" مفردها "مطفية (بالدارجة المغربية).
14- حسب الأستاذين المحفوظ أسماهري وامبارك أيت عدي، من مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛ فإن الفقهاء قد ترجموا كلمة "تانوطفي ؤكَادير"، في الألواح التي تهتم بأعراف تدبير الحصون، ب كلمة "ظفيرة الحصن"، وقد ترد أحيانا بضاض مهملة (ضفيرة الحصن). والظفيرة التي يقصد بها في ألواح أعراف الحصون "تانوطفي" تعني باللغة العربية : الحائط الذي يوضع في وجه الماء.
15- شفيق، محمد (1996) المعجم العربي الأمازيغي، الجزء الثاني، (حرف ع) منشورات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة معاجم، ص. 169-170.
16- التي تنطق، سواء من طرف الناطقين بالأمازيغية أو الناطقين بالعربية الدارجة: "لْعِينْ" أو "عِينْ" حينما تضاف لاسم أو لنعت مّا.
17- أفا عمر (1996) "تاريخ أنظمة السقي التقليدي وتقنية تقسيم المياه في أحواز تيزنيت"، ضمن كتاب: مدينة تيزنيت وباديتها (في الذاكرة التاريخية والمجال والثقافة)، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة الندوات والأيام الدراسية، أعمال الأيام الدراسية 12-13-14 نونبر 1993.
بصدد الحديث عن أنظمة السقي في ويجّان، أحصى الأستاذ أفا عمر، في بلدة ويجّان وحدها أكثر من عشرين عينا
(ص.131)، وأورد لائحة لأسماء بعض هذه العيون تتراوح تسعة عشر عينا (ص.132).
18- انظر الملحق الأول: عين / بئر زمزم.
19- انظر الملحق الثاني: الإثنا عشر عينا التي فجرها النبي موسى بعصاه بأمر إلاهي.
20- انظر الملحق الثالث: عيون سيوة المقدسة.
21- انظر الملحق الرابع: مختلف العيون المقدسة، والطقوسية، والعلاجية، والسياحية والروحية.
22- انظر الملحق الخامس: عين ئمي ن ئفري (دمنات).
23- انظر الملحق السادس: عيون وادي بوكَمّاز (الأطلس الكبير).
24- انظر الملحق السابع: عين إلمكَرت (إغرم الأطلس الصغير).
25- انظر الملحق الثامن: عين بومال ن دادس (القرية القديمة).
26- انظر الملحق التاسع: عيون دادس (ورزازات).
27- انظر الملحق العاشر: عين أسردون (بني ملال).
28- انظر الملحق الحادي عشر: عين شالة (الرباط).
29- انظر الملحق الثاني عشر: عين فزوان (بركان).
30- انظر الملحق الثالث عشر: عين سيدي حرازم (فاس).
31- انظر الملحق الرابع عشر: عين مولاي يعقوب (فاس).
32- انظر الملحق الخامس عشر: عين الله (فاس).
33- انظر الملحق السادس عشر: إيموران (أكَادير).
34- انظر الملحق السابع عشر: عين العاطي (أرفود، الجنوب المغربي).
35- انظر الملحق الثامن عشر: عين تيزنيت، لعين أقديم (تيزنيت).
36- انظر الملحق التاسع عشر: عين تيمولاي ئزدّار (بويزاكارن).
37- باشلار، غاستون (2007) الماء والأحلام، دراسة عن الخيال والمادة، ترجمة علي نجيب ابراهيم، تقديم أدونيس، ط.1، بيروت، منشورات المنظمة العربية للترجمة، ص. 262. وقد صدرت الطبعة الأصلية بالفرنسية في سنة 1942 تحت العنوان التالي:
BACHELARD, Gaston (1942) L’eau et les rêves : Essai sur l’imagination de la matière, Librairie José Corti.
38- لمراني علوي، محمد قضايا الماء في بلاد المغرب الأقصى من خلال كتب النوازل الفقهية "المعيار للونشريسي كنموذج"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، 1999 ص.54.
39- نفس المصدر ونفس الصفحة.
40- نفس المصدر ونفس الصفحة.
41- فاين، بول (2016) هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم؟ بحث في الخيال المكوِّن، ترجمة جورج سليمان، مراجعة سميرة ريشا، هيئة البحرين للثقافة والآثار، ط.1، المنامة 2016، " ص. 115 – 116. وقد صدرت النسخة الأصلية لهذا الكتاب بالفرنسية سنة 1983 بعنوان:
VEYNE, Paul (1983) Les Grecs ont-ils cru à leurs mythes ? Essai sur l’imagination constituante, Editions du Seuil, 1983, Paris.
42- من أشهر أعماله في هذا المجال:
ELIADE, Mircea (2001) Le mythe de l’eternel retour, Folio Essais.
43- من أشهر أعماله في هذا المجال:
LEVI-Strauss, Claude Mythologiques : I, Le cru et le cuit (1964) II, Du miel aux cendres (1967) III-, L’Origine des manières de table (1968) IV, L’Homme nu (1971).
44- Villes impériales (Telles que Marrakech, Fes et Meknes)
45- في الوقت الذي يعطي كلود ليفي- ستراوس الأولية للرمزي على المتخيل، يجعل موريس كَودولييه الأولوية للمتخيل على الرمزي. للمزيد من التفاصيل، يمكن العودة إلى المحاضرة التالية التي ألقاها موريس كَودولييه (وأشكر الأستاذ الخطير أبو القاسم الذي أمدني بها) :
https://www.youtube.com/watch?v=3J31Fqkz8cc (à l’origine des sociétés ½)
46- عبد العزيز بل الفايدة (1999) "الماء بين المقدس والمنفعة العامة في شمال إفريقيا ما قبل الإسلامية على ضوء النقائش"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق،ص.34.
ويمكن العودة أيضا إلى:
BELFAIDA, Abdelaziz (1987) Le culte des eaux en Afrique Romaine. Thèse de Doctorat de IIIème cycle, Bordeaux.
47- سراج، أحمد (1999) "حول استمرار أحد مظاهر الديانات المائية القديمة بمغرب العصر الوسيط"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، ص. 34.
48- سراج، أحمد (1999) ص. 35.
49- سراج، أحمد (1999) ص.36.
50- RIAUX, Jeanne (2006) Règles de l’Etat – Règles de la communauté : Une gouvernance locale de l’eau. Anthropologie comparée de deux systèmes d’irrigation anciens en contexte d’intervention publique : vallée des Ait Bou Guemez (Haut Atlas-Maroc) , Plaine de Vinça (Pyrénées-France), Doctorat nouveau régime, Anthropologie sociale, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales, p. 180.
51- يرى ميرسيا إلياد أن "الأسطورة تحكي كيف أن، وبفضل كائنات فوق- طبيعية، حقيقة مّا أصبحت جزءا من هذا الوجود، سواء أكانت حقيقة كلية، الكوسموس، أو فقط جزءا: جزيرة، نوعا نباتيا، سلوكا إنسانيا، مؤسسة"؛ إلياد 1963، ص. 16-17؛ تعريف أوردته:
RIAUX, Jeanne, ibid, p.180.
وقدمه ميرسيا إلياد في كتابه:
ELIADE, Mircea (1963 / 2001) Le mythe de l’eternel retour, Folio Essais, p.16-17.
52- إن أسطورة "تاسليت ن ؤنزار" وأسطورة "ئمي ن ئفري" وأسطورة "عين أسردون" تتشابه في إحدى ميتيماتها (وحدة جزئية من الميت أي الأسطورة) وهي التي يضطر الشخص الرئيسي في الأسطورة إلى قطع ماء العيون أو المطر عن الأرض حتى يقدم المتضررون قربانا أو مقابلا مّا، فتتم عودة مياه العيون إلى جريانها.
53- سمير أيت أومغار، "المعبُودات المائية في المغرب بين العصر القديم والزمن الراهن"، مجلة "مؤمنون بلا حدود"، 2014، ص.1.
54- ROCHE, Paul (1965) L’irrigation et le statut juridique des eaux au Maroc, Géographie humaine, droit et coutumes, Revue Juridique et politique, « Indépendance et Coopération », Paris, p.560
55- البوزيدي، أحمد (1999) قضايا توزيع الماء بواحة درعة من خلال الوثائق المحلية، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، ص.85.
56- لمراني علوي، محمد (1999) قضايا الماء في بلاد المغرب الأقصى من خلال كتب النوازل الفقهية "المعيار للونشريسي كنموذج"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، ص.49.
57- "اسْنَحْ للماء كي ينساب". سياق هذا المثل هو تدبير توزيع الماء اعتمادا على العرف، حيث يتم تطبيق "مبدأ أسبقية العالية على السافلة". لكن حين يقل الماء أثناء فترات الجفاف أو في فصل الصيف، يلجأ سكان السافلة إلى التفاوض مع سكان العالية بواسطة تبادل المصالح (مراعي أوزواج) أو بتقديم قرابين للأضرحة أو للأولياء المتواجدين بالعالية من أجل عدم حرمان سكان السافلة من الماء. فيدعونهم لعدم القيام بسدود مانعة كلية للماء، وذلك بالسماح للمياه بشيء من الانسياب والانسكاب، ليتمكن سكان السافلة من تلبية حاجياتهم الضرورية.
58- Anthropologie comparée de deux systèmes d’irrigation anciens en contexte d’intervention publique : vallée des Ait Bou Guemez (Haut Atlas-Maroc) , Plaine de Vinça (Pyrénées-France), Doctorat nouveau régime, Anthropologie sociale, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales, p.186.
59- العودة إلى الملاحق التي تورد أساطير اكتشاف عيون، وخاصة الملاحق أرقم: من 5 إلى 10؛ ورقمي: 18 و19.
60- بلفايدة، عبد العزيز (1999)، "الماء بين المقدس والمنفعة العامة في شمال إفريقيا ما قبل الإسلامية على ضوء النقائش"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، ص.33.
61- https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%85%D8%B2%D9%85#cite_note-yabeyrouth101-2
62- القرآن على رواية ورش، سورة البقرة، الآية 59.
63- أحمد سراج، "حول استمرار أحد مظاهر الديانات المائية القديمة بمغرب العصر الوسيط"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، 1999 ص.162.
64- يعني "ئمي ن ئفري"، بالأمازيغية، "فم المغارة" وهو عبارة عن مدخل بين جبلين وفوق قنطرة طبيعية، تجري من تحتها مياه نهر تشكل على مسافة قريبة من هذه القنطرة بحيرة ماء ("تيزليت"، بالزاي المفخمة والتي تنطق محليا: "تيسليت")، كان يتقاسمها المسلمون واليهود قبل هجرتهم إلى فلسطين؛ وكانوا يقيمون سنويا طقوسا، ويقدمون قربانا قرب تلك المغارة وتلك البحيرة.
65- http://www.startimes.com/?t=29914702
كما يمكن العودة إلى كتاب إدمون دوتي التالي، للاطلاع على رواية أخرى أكثر تفصيلا ومرفقة ببعض تعاليق المؤلف:
Edmond DOUTTE (1914) En Tribu, Edition Paul Geuthner, Paris, p. 217-220.
66- عائشة آيت حجاج ( وكالة أنباء الأناضول)، الخميس 23 أكتوبر 2014:
https://www.hespress.com/regions/244226.html
67- RIAUX, Jeanne (2006) Règles de l’Etat – Règles de la communauté : Une gouvernance locale de l’eau. Anthropologie comparée de deux systèmes d’irrigation anciens en contexte d’intervention publique : vallée des Ait Bou Guemez (Haut Atlas-Maroc) , Plaine de Vinça (Pyrénées-France), Doctorat nouveau régime, Anthropologie sociale, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales, p.186.
68- RIAUX, Jeanne (2006), p.183
69- RIAUX, Jeanne (2006), p.187.
70- RIAUX, Jeanne (2006), p.188.
71- ABOULKACEM-Afulay, El Khatir (à paraître) Unités sociales, groupes d’intérêts et gestion collective des affaires de la communauté : le cas de la vallée d’ilmgrt (Anti-Atlas central), in El Khatir ABOULKACEM et autres (à paraître) Droit communautaire en milieux amazighes : Organisation, instrumentalisation, transformation Publication du Centre des Etudes Anthropologiques et Socilogiques, Institut Royal de la Culture Amazighe, Rabat, p. 28-29.
72- يشير، هنا، الأستاذ الخطير أبو القاسم، إلى الأسطورة التي تُرجِع أصل قبيلة "ئداوكنسوس" إلى المنحدرين من "تامدولت ن واقّا" بعد خرابها.
73- ABOULKACEM-Afulay, El Khatir, ibid, p.28 .
74- مع العلم أن "تيشكا" تشير إلى مرعى في أعالي الجبال. ويوجد فضاءان بنفس الإسم في الأطلس الكبير: أحدهما قرب مدينة ورزازات والثاني قرب مدينة أكادير. لكن تيشكا القريبة من ورزازات معروفة وطنيا ودوليا بسبب وجود ممر وحيد في أعالي جبال في الطريق المؤدية من مراكش إلى ورزازات وهو المعروف ب"تيزي ن تيشكا"، ويوجد في أعالي الجبال المطلة أيضا على دادس (الوادي والقرية الحالية).
75- من حيث الصيغة الأمازيغية لهذا الإسم، يمكن تفكيك عناصره إلى ما يلي: "بو..." أي "مجال..." أو "فضاء..."؛ و"مال": يبدو أن أصلها هو "ئمّال" أي العيون، ومفردها "ئمّل" أي العين (العين المتواجدة في عالية مّا)، وتوجد في مناطق كثيرة أخرى أسماء أماكن بنفس الدلالة مثل: "أمّلن"، "تيمّلت"، "أسيف مّال" الذي تمّ أصبح "أسيف المال" بعد التحريف؛ النون نون الإضافة؛ و"دادس" هو إسم المنطقة والنهر، وقد أشارت الروايات التي أوردها الأستاذ محمد المنور ومحمد العمراني إلى ما يشاع عن أسباب تسمية المنطقة بهذا الإسم. وبالتالي، هناك روايتان لتفسير إسم "بومال ن دادس": الأولى تبني الدلالة على أساس أن كلمة "مال" تعني "المال" والثانية تبني الدلالة على أساس أن كلمة "دادس" هي في الأصل "بادس" فتم تحريفها.
76- EL MANOUAR, Mohamed (2004) Le Sud-Est Marocain, Reflexion sur l’occupation et l’organisation des espaces sociaux et politiques (le cas du Dades), impression Phedi-print-, p.15.
77- EL MANOUAR, Mohamed (2012) Dades, de l’organisation sociale traditionnelle à la domination coloniale XIXème – XXème siecles, T.1, Publication de l’Institut Royal de la culture Amazighe, p. 65-66.
78- محمد العمراني: "دادس، إشكالية التسمية"، طالب باحث في علم الاجتماع والتاريخ؛ كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، المحمدية:
http://www.dades-infos.com/?p=19581
79- يبدو أن كلمة "أسردون" تعني "العين" (عين الماء، منبع العين، مخرج ماء العين). ومن بين قرائن أطروحة البحث هذه، ما أشار إليه أحد السكان المحليين في الشريط الوثائقي، لبرنامج أمودّو، حول "عين تيمولاي ئزدّار"، حين أشار إلى أن مخرج أو منبع ماء العي الذي يبعد كثيرا عن العين يسمّونه "أسردون". كما أن الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، علي موريف، أخبرني منبع عين بإمي ن فاست، دوار ؤكَّوكَ، بسيدي إفني يسمى: "ئمي ؤ سردون".
80- رامو، حسين (تنسيق / 2011) المصطلحات الجغرافية الأمازيغية، الجزء الثالث، مركز الدراسات التاريخية والبيئية، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سلسلة الندوات والمناظرات، رقم:27، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ص.90.
81- https://alarab.co.uk/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA
82- https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A7%D9%84%D8%A9
83- الحوسين قدوري (16 – 01 – 2007( بركان : مشروع تأهيل حامة فزوان، ايفيان المغرب، لمزيد من التفاصيل، يمكن العودة إلى المقال كاملا، عبر الرابط التالي:
http://www.oujdacity.net/national-article-3298-ar/
84- http://archive.aawsat.com/details.asp?section=41&issueno=11194&article=528585#.Wr6fzZrA_v8
85- الأشرف، حسن، (4 أكتوبر2015)، السياحة العلاجيّة العربيّة [4/4]..عيون استشفائية تجذب السائحين إلى المغرب، العودة إلى الرابط التالي:
https://www.alaraby.co.uk/investigations/2015/10/4/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-4-4-%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%B0%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8
86- محمد السعيد مازغ (20 - 09 – 2012) نشر في المسائية العربية، يمكن العودة إلى مزيد من التفاصيل الواردة في المقال من خلال الرابط التالي:
https://www.maghress.com/almassaia/6141
87- تم اقتباس هذه الرواية بتصرف في ما ورد في الرابط التالي:
http://www.alyaoum24.com/406074.html
88- http://www.alyaoum24.com/399403.html
89- صورة المخطوط وصورة إعادة كتابة المخطوط مقتبستان من المصدر التالي:
AFATACH, Brahim (1995) « Le manuscrit de la légende de Tiznit : traduction annotée et commentaire », Hespéris-Tamuda, Vol. XXXIII, p. 119-126.
Photocopie du manuscrit, p.120 Photocopie de la tran-script-ion, p.121. Photo de la source bleue en 1904, p.125.
90- السوسي، محمد المختار خلال جزولة، الجزء 2، ص. 189-190، المطبعة المهدية، تطوان، المغرب.
91- https://www.facebook.com/aghbalou.ouijan/photos/a.189588641055868.54013.189588417722557/235174493163949/?type=1&theater
http://associationassaka.com/?lang=ar
92- هذه الرواية اقتبسناها من مقال للأستاذ محمد أرجدال، نشرها في موقع: الحوار المتمدن، عدد 3463، 21-08-2011.
93- السوسي، محمد المختار، من أفواه الرجال ، الجزء الثالث، تطوان 1963 ص: 122 ، 123 ، 124 ،127
94- المصدر السابق.
95- RIAUX, Jeanne (2006), p.181.
96- Ibidem
97- Idem, p.185.
98- السوسي، محمد المختار، مصدر سابق.
ببليوغرافيا
أولا: المصادر والمراجع بالعربية:
أرجدال، محمد (2011)، نشرها في موقع: الحوار المتمدن، عدد 3463، 21-08-2011.
الأشرف، حسن، "السياحة العلاجيّة العربيّة [4/4]..عيون استشفائية تجذب السائحين إلى المغرب"، 4 أكتوبر2015
أفا، عمر (1996) "تاريخ أنظمة السقي التقليدي وتقنية تقسيم المياه في أحواز تيزنيت"، ضمن كتاب: مدينة تيزنيت وباديتها (في الذاكرة التاريخية والمجال والثقافة)، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة الندوات والأيام الدراسية، أعمال الأيام الدراسية 12-13-14 نونبر 1993.
الاكراري، محمد بن احمد (1998) روصة الافنان في وفيات الاعيان و اخبار العين وتخطيط مافيها من عجيب البنيان، تحقيق أحمد أنوش، منشورات كلية الاداب العلومالإنسانية،اكادبر،
أيت أومغار، سمير (2014) المعبودات المائية في المغرب بين العصر القديم والزمن الراهن، مؤمنون بلا حدود، مؤسسة دراسات وأبحاث، ص. 1-19.
باسكون، بول (1986) "الأساطير والمعتقدات بالمغرب"، مجلة بيت الحكمة، السنة الأولى، العدد الثالث، أكتوبر 1986، ط.3، ص.83-103.
باشلار، غاستون (2007) الماء والأحلام، دراسة عن الخيال والمادة، ترجمة علي نجيب ابراهيم، تقديم أدونيس، ط.1، بيروت، منشورات المنظمة العربية للترجمة، 310 صفحة.
بل الفايدة، عبد العزيز (1999) "الماء بين المقدس والمنفعة العامة في شمال إفريقيا ما قبل الإسلامية على ضوء النقائش"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق،ص.34.
البوزيدي، أحمد (1999) قضايا توزيع الماء بواحة درعة من خلال الوثائق المحلية، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، ص.85.
رامو، حسن (2011) المصطلحات الجغرافية الأمازيغية، الجزء الثالث، تنسيق حسن رامو، مركز الدراسات التاريخية والبيئية، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، سلسلة الندوات والمناظرات، رقم:27، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ص.90.
سراج، أحمد (1999) "حول استمرار أحد مظاهر الديانات المائية القديمة بمغرب العصر الوسيط"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق.
السعيد، محمد مازغ (20 - 09 – 2012) نشر في المسائية العربية.
السوسي، محمد المختار (1963) من أفواه الرجال ، الجزء الثالث، تطوان.
السوسي، محمد المختار (بدون تاريخ) خلال جزولة، الجزء 2، 190، المطبعة المهدية، تطوان، المغرب.
شفيق، محمد (1996) المعجم العربي الأمازيغي، الجزء الثاني، (حرف ع) منشورات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة معاجم.
فاين، بول (2016) هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم؟ بحث في الخيال المكوِّن، ترجمة جورج سليمان، مراجعة سميرة ريشا، هيئة البحرين للثقافة والآثار، ط.1، المنامة 2016 (303 صفحة).
فاين، بول (2016) هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم؟ بحث في الخيال المكوِّن، ترجمة جورج سليمان، مراجعة سميرة ريشا، هيئة البحرين للثقافة والآثار، ط.1، المنامة.
قدوري، الحوسين (16 – 01 – 2007 بركان.
لمراني علوي، محمد (1999) قضايا الماء في بلاد المغرب الأقصى من خلال كتب النوازل الفقهية "المعيار للونشريسي كنموذج"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق.
لمراني علوي، محمد (1999) قضايا الماء في بلاد المغرب الأقصى من خلال كتب النوازل الفقهية "المعيار للونشريسي كنموذج"، ضمن كتاب: الماء في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 11، جامعة الحسن الثاني، عين الشق.
المصادر والمراجع باللغة الفرنسية:
ABOULKACEM-Afulay, El Khatir et autres (à paraître) Droit communautaire en milieux amazighes : Organisation, instrumentalisation, transformation Publication du Centre des Etudes Anthropologiques et Socilogiques, Institut Royal de la Culture Amazighe, Rabat.
AFATACH, Brahim (1995) « Le manuscrit de la légende de Tiznit : traduction annotée et commentaire », Hespéris-Tamuda, Vol. XXXIII, p. 119-126.
BACHELARD, Gaston (1942) L’eau et les rêves : Essai sur l’imagination de la matière, Librairie José Corti.
BELFAIDA, Abdelaziz (1987) Le culte des eaux en Afrique Romaine. Thèse de Doctorat de IIIème cycle, Bordeaux.
BELFAIDA, Abdelaziz (2011) L’eau au Maghreb Antique entre le sacré et le profane, Rabat net, Maroc, Rabat.
DOUTTE, Edmond (1914) En Tribu, Edition Paul Geuthner, Paris, p. 217-220.
EL MANOUAR, Mohamed (2004) Le Sud-Est Marocain, Reflexion sur l’occupation et l’organisation des espaces sociaux et politiques (le cas du Dades), impression Phedi-print-.
EL MANOUAR, Mohamed (2012) Dades, de l’organisation sociale traditionnelle à la domination coloniale XIXème – XXème siecles, T.1, Publication de l’Institut Royal de la culture Amazighe.
ELIADE, Mircea (1963 2001) Le mythe de l’eternel retour, Folio Essais.
LEVI-Strauss, Claude (1964 / 1967 / 1968 / 1971) Mythologiques : I, Le cru et le cuit (1964) II, Du miel aux cendres (1967) III-, L’Origine des manières de table (1968) IV, L’Homme nu (1971).
RIAUX, Jeanne (2006) Règles de l’Etat – Règles de la communauté : Une gouvernance locale de l’eau. Anthropologie comparée de deux systèmes d’irrigation anciens en contexte d’intervention publique : vallée des Ait Bou Guemez (Haut Atlas-Maroc) , Plaine de Vinça (Pyrénées-France), Doctorat nouveau régime, Anthropologie sociale, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales, 562 pages.
ROCHE, Paul (1965) L’irrigation et le statut des eaux au Maroc (Géographie humaine, droit et coutumes) in Revue Juridique et politique, « Indépendance et Coopération », (p.560)Paris, 44-120-,255-84, 537-61.
TZU, Sun (1963) L’art de la guerre, Oxford University Press, Editions Flammarion, Collection Champ, traduit de l’Anglais par Francis WANG, Paris (256 p.).
VEYNE, Paul (1983) Les Grecs ont-ils cru à leurs mythes ? Essai sur l’imagination constituante, Editions du Seuil, 1983, Paris.
WAHBI, Hassan (2016) Fragments d’une pensée à vivre : Notes et aphorismes, Editeur Marsam, Rabat, Maroc
Sources photos : AFATACH Brahim, (1995) « Le manuscrit de la légende de Tiznit : traduction annotée et commentaire », Hespéris-Tamuda, Vol. XXXIII, p. 119-126.
- Photocopie du manuscrit, p.120
- Photocopie de la tran-script-ion, p.121.
- Photo de la source bleue en 1904, p.125.
ثالثا: روابط نحو مراجع على الأنترنيت:
https://www.maghress.com/almassaia/6141
https://www.facebook.com/aghbalou.ouijan/photos/a.189588641055868.54013.189588417722557/235174493163949/?type=1&theater
http://associationassaka.com/?lang=ar
http://www.oujdacity.net/national-article-3298-ar/
http://www.alyaoum24.com/399403.html
http://www.alyaoum24.com/406074.html
http://www.startimes.com/?t=29914702
http://www.dades-infos.com/?p=19581
https://www.hespress.com/regions/244226.html
https://www.youtube.com/watch?v=3J31Fqkz8cc (à l’origine des sociétés ½)
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%85%D8%B2%D9%85#cite_note-yabeyrouth101-2
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=41&issueno=11194&article=528585#.Wr6fzZrA_v8
https://alarab.co.uk/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA
https://www.alaraby.co.uk/investigations/2015/10/4/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-4-4-%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%B0%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8
باحث في الثقافة الأمازيغية
نشر البحث في كتاب أنظمة السقي التقليدي بالجنوب المغربي، مركز أطلو للبحث والتوثيق، 2018
#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟