أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزرة البغداديين !















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزرة البغداديين !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 450 - 2003 / 4 / 9 - 04:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


" لذكرى طارق أيوب وزملائه الصحافيين القتلى بنار الديموقراطية  " 
                                                              

   قتلت قوات الغزو الأمريكية اليوم صحافي عربي  وصحافيين أجنبيين  ، وجرحت عددا آخر ،وهكذا فقد بلغ عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ بداية الغزو تسعة صحافيين . ومن الواضح أن الوجود الصحافي المستقل ، كان بمثابة القيد على أيادي القيادة العسكرية الأمريكية  والعين المفتوحة المزعجة التي منعتها من أن ترتكب مجازر في بغداد أكبر من تلك التي ارتكبتها فعلا . و محاولتها اليوم اغتيال عدد من الصحافيين ،وتدمير مقرات بعثاتهم بهدف دفعهم الى مغادرة بغداد ،  تعني أن الأمريكان ينوون فعلا  تنفيذ مجزرة رهيبة في بغداد ولكن في الظلام الإعلامي الدامس وهاهي الحكومة الأسبانية المشاركة في العدوان تدعو الصحافيين الأسبان الى مغادرة العراق ..
  وعليه ، فالأمريكان في عجلة من أمرهم لإنجاز احتلال بغداد بكاملها، وسوف يرتكبون مجزرة رهيبة فيها، منع وقوعها حتى الآن الوجود الإعلامي الأجنبي المستقل ، لكي يتمكنوا من إنهاء وجود ما تبقى من النظام فيها على طريقة الأمريكية الخاصة .
طريقة خاصة ولكن :
  حرص الأمريكان حتى الآن على تطبيق استراتيجيتهم العتيقة ، والتي طبقوها في جميع حروبهم الجبانة ، والتي تسمى ( السحق الشامل عن بُعد والتقدم للتنظيف ) وهكذا، فهم سيضمنون عددا قليلا جدا من الخسائر البشرية في جانبهم ، بعد أن يتم سحق "العدو" من الجو والبر والبحر ، ثم يتقدمون لكنس أكوام الخراب والعظام المحترقة والأشلاء الممزقة .. الخ . ولكنهم لا يفكرون في الخسائر على الجانب الآخر،  لأنهم لا يعتبرون الآخرين من ذات الدرجة التي ينتمي لها الجنس الأمريكي وبخاصة ممن ينتمون الى اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري والذي هو عمليا الجناح السياسي لمنظمات عنصرية فاشية من قبيل "كوكوس كلاون " أو منظمة  "آرين نيشن / الأمة الآرية " . ليس لنا أن نتوقع من الأمريكان ،إذا ما احتلوا بغداد ، إلقاء القبض على صدام حسين وعصابته وتقديمهم الى محاكمة علنية، إذ أن محكمة علنية كتلك ستكون وبالا وكارثة سياسية وفضيحة كبرى على أمريكا والغرب . والسبب إنهما الجهتان اللتان سلحتا وتحالفتا مع النظام طوال سنوات حكمه  . لنتصور فقط مقدار وخطورة  الأسرار التي يحوزها صدام وجهازه الحاكم والتي ستكون -إن طرحها صدام في محاكمة كتلك - كارثة على أمريكان . وعلى هذا ، فالراجح هو أن تلجأ القوات العسكرية الغازية الى تنفيذ حكم إعدام فوري بصدام ومجموعته ، وهم يعلمون أن الذين سيذرفون عليه دموع الحزن من العراقيين لن يبلغ نسبة الواحد في الألف في أحسن الأحوال، غير أن الذين سيسرهم دخول الغزاة الى بغداد وإطباقهم على كل العراق ، بعد هذه السلسة الدموية من المجازر فنسبتهم لن يفوق نسبة الباكين على النظام الفاشي المحتضر ، وهؤلاء على أية حال شلة ممن ليس لهم ولاء  للعراق وشعبه بل هم شراذم من المرتزقة والعملاء والباحثين عن دور والطامحين الى السلطة بأخس الوسائل ، وهاهم يسيرون اليوم في ذيول القوات الغازية ويتسربون من هنا وهناك كضباع الباحثة عن الجيف المنتنة بين أرتالهم الغازية و هي تدمر وتدك وتسفك الدماء !  وهؤلاء العملاء  ذو أشكال مختلفة ولكن مضمونهم السياسي واحد  :
 كو  هوم  أبو ناجي  :
  رغم عويل المعارضة العراقية الملوثة وصراخها ومؤتمراتها وأسماء أحزابها وشخصياتها ولكنها لم تتمكن من الاتفاق على تسيير أمور مدينة البصرة المحتلة طوال الأيام الماضية وكنا قد تطرقنا في حلقة الأمس الى وصول العميل أحمد الجلبي وزمرته الى الجيب الذي تسيطر عليه القوات الغازية في مدينة الناصرية في ما يشبه الإسطبل "مع الاعتذار للخيول العربية الأصيلة " . وقد سأني أحدهم عن سبب اختيار الناصرية وجهة له  ولم يذهب الى البصرة مثلا ..ورغم معرفتي بالسبب فلم أطرحه ، بل طرحت سؤالا آخر هو : بل قل كم يوما سيترك أهل الناصرية هذا  " الجلبي " يتنفس هواء مدينتهم ؟ و بسبب عجز الغزاة عن استعمال أحزابهم " العراقية " فاقدة الحظوة والملوثة منذ الآن بعار المشاركة في المجازر  والسرقات ،  فقد  أعلنت مصادر الغزاة البريطانيين اليوم عن نيتها تشكيل لجنة من الشيوخ لإدارة المدينة التي عمتها الفوضى ومظاهر المجاعة و التسيب . ومن الطبيعي تماما أن يحتفظ بعض اللاعبين  على طاولة هذه المعارضة بأوراقهم السياسية مغطاة لعلمهم بأن أوراقا كثيرة ستحترق بمجرد الإجهاز على النظام ،ولكن البعض الآخر منهم ومن أولئك الجشعين والخائفين من أن تطير الغنيمة سيسارعون الى الإنحاء والركوع للغزاة أسرع من غيرهم ليكونوا جاهزين للامتطاء وتشكيل حكومة عميلة .
  وبالعودة الى البصرة المحتلة توقفت عند مشهدين متناقضين لاثنين  من أهالي المدينة ، الأول نفى أن يكون البريطانيون محتلين بل هم أعطوه الحرية ،والآخر رفض وجود البريطانيين جملة وتفصيلا وصرخ ببعضهم عودوا الى بلادكم : كو هوم  go home !  . هذان الموقفان قد لا يعنيان الكثير لجهة تحديد النسبة الغالبة من الرأي العام مباشرة ، مع أن شهادة أخرى - سنوردها بعد قليل - توضح المزاج العام للناس والمعادي للاحتلال عموما ، وهل هي مع الشخص الأول أم مع الثاني ، ولكنهما يكشفان عن سرعة تكرس الخيار الرافض للاحتلال حتى قبل أن يمد جذوره قليلا ،  بل وبعد ليلة واحدة فقط قضتها البصرة تحت الاحتلال وهذه الدلالة بحد ذاتها يؤكد توقعات الوطنيين والديموقراطيين المعادين للغزو والمطالبين بانسحاب الغزاة ووقف المجازرة .. ليس بالوسع إذن الحكم عمن يمثل الرأي السائد ولكن من الجلي  أن عملاء الغزاة ليسوا الوحيدين في الميدان .. أما بخصوص الموقف العام في البصرة وغيرها فقد لخصه الرقيب "نورثن ديكنس" لمراسل صحيفة الديلي نيوز بقوله إنه لا يفهم ( هؤلاء العراقيين الذين ينظرون إلينا كأننا كناسين  وخدم لديهم وهم يلوحون لنا بأيديهم مرحبين و يصيحون بنا في الوقت نفسه عودوا الى وطنكم (go home ) ! ) وينقل مراسلون آخرون أن هذه العبارة انتشرت بسرعة في المدينة إضافة الى عبارة " نو  وتر No water  " لا ماء ، مصحوبة بكلمات ساخرة من اللهجة العراقية ، وقد صارت صيحة " كو هوم  أبو ناجي " استفزازا للغزاة أطلقوا على إثرها النار على الناس في أكثر من مكان ومناسبة ! ولنا أن نتساءل : إذا كان الرقيب ديكنسن سيعود الى وطنه بعد أن صاح به أطفال العراق عد الى وطنك ، فإلى أين سيذهب أولئك العملاء الذين جاءوا مع الغزاة  على دباباتهم وطائراتهم كالجلبي والخزرجي والصالحي ومجيد الخائي ؟ هل لديهم وطن احيتاط ؟ سبير هوم ؟ spare home  ! 
وأختم بالإشارة الى موقفين طريفين حتى السماجة :
  الأول للمعمم محمد بحر العلوم الذي استيقظ من نومه يوم أمس ، فوجه بيانا ملتهبا وجهاديا  الى جماهير الشعب العراقي دعاهم فيه الى " التمسك بالنصر الذي أحرزوه " ! عن أي نصر يتكلم الشيخ بحر الشمال ؟ والموقف الثاني ، فهو لوزير إعلام النظام "محمد سعيد النفاخ " الذي صرح اليوم والدبابات الغازية يعبر جسر الجمهورية وتسرح وتمرح في أرجاء العاصمة بأن قواته قد ( قطعت مؤخرة القوات المتقدمة ) .. نعم ، لقد قطع الصحاف مؤخرات الغزاة على شاشة الفضائيات فماذا سيقطعون هم منه ومن نظامه بعد أيام  ؟
آخر خبر : أذاعت إحدى الفضائيات العربية إن جماعات من المعارضة قررت عقد اجتماع لها يوم السبت القادم في مدينة "الناصرية" !و  السؤال موجه و بحسن نية الى جميع العراقيين الوطنيين وهو : لماذا أصر الجلبي على الدخول الى الناصرية هو وزمرته ، ولماذا قرروا عقد اجتماعهم فيها ؟ هذا السؤال يؤشر على حقائق عدة ، ولنا وقفة طويلة عنده قريبا..  ولكننا نؤمن إن  الناصرية الباسلة التي يتملقها الغزاة وأعوانهم اليوم بجعلها مقرا لحكومتهم العميلة ، لن تكون لينة العريكة وجبانة ومستخذية في مواجهتهم وهي التي قاتل أبناؤها النظام بكل شجاعة  طوال  حكمه الدموي واقتصوا من من بعض رموزه ، الناصرية لن تكون وكرا للجحوش بل إنها ستكون قبرهم الفسيح والأبدي ومنه ستندلع شرارة  تحرير العراق منهم ومن بقايا النظام الفاشي ومن الغزاة الهمج  والأيام بيننا ..  والرجاء من كل من يقرأ هذه الكلمات إيصالها الى أهلنا في الناصرية والبصرة والنجف ... وقلوبنا على أهل بغداد  الحزينة  المدماة .. بغداد التي خذلها الجميع و التي يتوعدها الغزاة بمزيد من المجازر ..لأنها قوية باسمها وتاريخها  .. فهي بغداد .. وهذا يكفي !!!!!!؟

 

 




#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات المجزرة الديموقراطية /19/ جماعة الجلبي ، مترجمون بملا ...
- حديد أمريكي ساخن على لحم البصرة ! - الى أمير الدراجي
- يوميات المجزرة الديموقراطية / 18/ دروس الجولة الأولى من المج ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /17/ جئناكم باطحين لا محررين !
- يوميات المجزرة الديموقراطية /16/ شجاعة جماهير النجف وجبن الح ...
- ملحق بالحلقة 16 من يوميات المجزرة : ثورة العشرين الثانية قاد ...
- أسئلةُ جاسم ..
- يوميات المجزرة الديموقراطية /15/ الخوئي: من دلال سياسي الى د ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /14/ منطق معاوية في خدمة المعارض ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /13/ تعثر الخزرجي فحركوا الباججي ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /12/ مشعان يفكر إذن هو موجود !
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي :إشكالات العلاقة مع ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /11/موسيقى من أجل كنعان مكية !
- ملحق بالحلقة العاشرة من يوميات المجزرة / قائمة بالصحافيين ال ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الإمام الخالصي :الموقف من الديموقرا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /10/ مشاهد من داخل الناصرية البا ...
- ملامح الخطاب السياسي عند الأمام الخالصي : بدايات الخيار الثا ...
- يوميات المجزرة الديموقراطية /8 : نصيحة بالكردي الفصيح !
- يوميات المجزرة الأمريكية /9/ أربعون ضابطا صهيونيا يساهمون في ...
- يوميات المجزرة الأمريكية -7- : المجزرة الكبرى لم تقع بعد يا ...


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /20/ مجزرة الصحفيين كمقدمة لمجزرة البغداديين !