نوستولوجيا ام ان شبح كارل ماركس يعود الى الظهور!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6444 - 2019 / 12 / 22 - 09:21
المحور: سيرة ذاتية
    

سليم نزال


لى صديق كان قد قطع كل علاقة بالفكر الشيوعى منذ زمن صار يتصل بى بين حين و اخر و يذكرنى بما يعتبره ايام صعود اليسار و زمن الامال الكبرى.
لم التقى بهذا الصديق منذ زمن طويل بل فوجءت حين اتصل بعد زمن من عدم رؤيته.

بدات اتساءل هل فى الامر نوع من النوستولوجيا لتلك الازمان ام اننا بعد ان راينا ما جرى و يجرى فى بلادنا و العالم من الكوارث التى حلت بنا بسبب انتشار هوس الاحزاب الدينية الاسلامية بدانا نعيد الاعتبارل لماركس.

بالفعل قرات منذ بعض الوقت مقالا مهما فى هذا الشان.و ملخص المقال ان شبح المفكر الالمانى ذو النظرة الثاقبة عاد الى الظهور مرة وسط تساءات حقيقيقة عن فشل اللبيرالية الغربية الجديدة.و حتى خبراء الاقتصاد ذو التوجه الليبرالى باتوا يشككون فى قدرة تحرير التجارة العالمية على تحقيق نمو مستدام كما كان يعتقد.

الحقيقة انى كنت دوما اظن ان شبح ماركس لن يختفى لان منطلقات فكره لها اسس واقعية من الصعب تجاهلها ايا كان الجوانب التى يمكن نقدها.

شاغل ماركس الاساسى كما هو معروف كان نقد الراسمالية التى كان يراها نظام قائم على النهب و على الاستغلال و اكثر من ذلك افاقها مغلقه .لكن ظهر مفكرون مثل هوبزباوم و سواه ممن قالوا ان الراسمالية تطور نفسها بنفسها و الدليل على ذلك تجاوزها الركود الاقتصادى فى عام 1929. لكن هناك شكوك كبيرة الان فى قدرة الراسمالية على تجديد نفسها كما كا يعتقد.

لكنى مثل الكثيرين تاثرت بفشل التجربة كما كانت فى اوروبا الشرقيه مثلما كان لى بعض التحفظات على الماركسية التى اهملت فى نظرى الجوانب الثقافية و ركزت على (بطن) الانسان اكثر من اى اعتبار اخر.و لدى تعرفى على افكار ماكس ويبر و كان ذلك فى اوائل التسعينيات قوى لدى نزعة نقد الماركسية .و حتى قبل عام او اكثربقليل عندما كنت مدعوا لاتحدث فى مالطا حصل نقاش عاصف مع شيوعية مالطية حول نقد ستالين و تجربة ستالين .و اتهمتنى انى اردد كلام الامبريالية و هو فى نظرى اتهام مضحك.

لكن يبدو انى ايضا لدى بعض النوستولوجيا .اتذكر فى احد احتفالات الحزب الشيوعى اللبنانى بذكرى تاسيسه, و كنت اقف مع صديقتى الشيوعية اللبنانية نشاهد الحشود و الاعلام الحمراء و هى ترتفع.كان صوت فيروز يا حرية يصدح عاليا .و كان مارسيل خليفه يعزف و يغنى بصوته الجهورى و الناس تردد معه.

بعد الاحتفال ذهبنا متشابكى الايدى نسير فى شوارع بيروت و نحن نظن ان زمن الامال الكبرى على وشك التحقق.جلسنا فى كافيتريا الجامعة اللبنانية حيث كنا ندرس و صرنا نغنى معا و نشرب نخب اليسار.

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات