أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - تجدُّد ماركس














المزيد.....

تجدُّد ماركس


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 13:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية ما تزال حية وصالحة للتعامل مع ظاهرات الواقع، ومستجداته، يستفيد منها المناضلون من أجل العدالة، كما يستفيد منها الباحثون في مختلف فروع العلوم الإنسانية، وكذلك الباحثون في تطور النظام الرأسمالي نفسه، إضافة إلى دعاة الاشتراكية وهم يبحثون عن طريق أو طرائق جديدة إليها. كتاب جديد يحكي عن (تجدّد ماركس) تأليف الباحث السوري عطية مسوح، جاء في 151 صفحة من القطع المتوسط، صمَّم غلافه عبد العزيز محمد. وصدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2019.

في ظني، محاولة جعل ماركس يتحدث لغة حديثة شعبية وبسيطة ومفهومة للجميع ليست مهمة مستحيلة، وأجرؤ على القول بأن المتسول الذي يقف على أرصفة المدن المكتظة بالناس المتخمين ويطالب بحقه: من مال الله. يفهم -على بساطته وأميته- ما أراده ماركس من ماركسيته أفضل منا نحن الذين ندعي فهم ماركس ونظريته. فأنت تستطيع الآن أن تعكف على قراءته، وستكون سعيداً إذا فهمته. ولو عدت إلى الارهاصات الأولى لتكون المنهج الماركسي في التفكير ستجد أمامك كُتيِّب مبادئ الشيوعية الذي ألّفه فريدريك أنجلز في تشرين الثاني (نوفمبر) عام1847 كصيغة أولى لتعريف ما هي الشيوعية. وهي صيغة جميلة على كل حال في أسئلة وأجوبة. يطرح أنجلز السؤال ثمَّ يُجيب عنه. عرض هذه الصيغة على رفيق دربه كارل ماركس، وكانت أول وثيقة واضحة المعالم عن المفهوم الجديد للعالم الذي تبلور في عقل الشابّين. تمَّتْ صياغة شكل البيان أخيراً ونُشر تحت عنوان بيان الحزب الشيوعي بصيغته المعروفة لأول مرة في طبعة خاصة باللغة الألمانية في لندن في شهر شباط /فبراير عام 1848.كان ماركس في الثلاثين، وأنجلز في الثامنة والعشرين من العمر.

أشير بداية أن منهج ماركس يحمل في طياته حكمة لا تبلى أبداً، وإن لفّها النسيان في لحظة تاريخية ما، فإنها سرعان ما تعود للحياة عبر استحضار مفاهيمها أو بعض أفكارها للتأسيس عليها وإغنائها لفهم العالم المعيش. إن ماركس حكيم، حاله حال حكماء أهل الصين وحكماء العرب، حاضر بوصفه منتج أفكار منتج مفاهيم تندرج حكميتها في صلاحها كأساس لقيام مجتمع العدالة الإنسانية. ماركس حكيم الحرية والعدال والاجتماعية سعى لتحرير الإنسان من سلطة المال ويرى في رأس المال معضلة حقيقية تقود في النهاية إلى تجريد الإنسان من إنسانيته واغترابه عن ماهيته.

يؤكد أحد الباحثين المعاصرين: في حقل المال لم يعد بالإمكان تحديد صفات الإنسان كما هو في الواقع، بل في علاقته بالمال الذي يقلب الأمور رأساً على عقب، وبالتالي المال هو التشوه الكلي للإنسان الواقعي، في المال يغترب الإنسان عن ماهيته. وفي استمرار دفاع ماركس عن ماهية الإنسان، يرى أن ماهية الإنسان هي الحرية. الحرية من كل ما يستعبد الإنسان، اللاهوت، الدولة، المال، وبالتالي إن الفلسفة المدافعة عن فلسفة الإنسان هي فلسفة الحرية، وما الحرية سوى أن يتحول الإنسان إلى سيد هذا العالم، إلى تطابق الإنسان مع ماهيته، وهذا التطابق مع الماهية يعني تحرر الإنسان من الأصنام، كل الأصنام التي تستبد به. لا شك أن ماركس من حيث هو فيلسوف الحرية هو الذي يجعل من ماركس دائم الحضور.

تعدد المناهج التي تدرس الفلسفة الماركسية -في اعتقادي- لا يُضعفها بل هي إحدى نقاط قوتها. نعم، عاد ماركس الإنسان الفيلسوف إلى الحياة. ماركس فيلسوف ديالكتيكي كان مهموماً بمصير سعيد للعالم، وهو جزءٌ لا يتجزأ من مفكري تاريخ الحداثة الأوروبية. السؤال عن تجدُّد ماركس سؤال ينتمي إلى تاريخ الفلسفة وتاريخ الفكر. أي أن ماركس الذي عاد حياً بعد تجدُّده هو ماركس المتنوع والمتعدد، ماركس فيلسوف الحرية، أجل ماركس فيلسوف الحرية. كما أكد أيضاً أحد الباحثين المعاصرين بقوله: ماركس الفيلسوف يدافع عن مركزية الإنسان، بل هو المدافع القوي عن الإنسان المتمرد. ماركس فيلسوف التمرد والثورة، يستعير أسطورة بروميثيوس الذي حمى الإنسان عندما أراد زيوس إفناءه بالطوفان، هو الذي سرق قبساً من نور الشمس وخبأه في قصبة وأعطاه للإنسان، بروميثيوس هو الذي خدع زيوس ولهذا غضب زيوس على بروميثيوس. والفيلسوف كارل ماركس هو الذي أخذ قبساً من نور الشمس من أجل الإنسان.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكون شيوعياً جيداً؟
- على عتبة المؤتمر
- في الحيلة لدفع الأحزان
- منصور الأتاسي وداعاً
- غزة في الوجدان
- براميل متفجرة وطناجر مطبخ
- دقيقتان مع ونستون تشرشل
- مات طباخ الرئيس
- عبدالله حنا يكتب عن خالد بكداش
- امرأة شجاعة من أهل البادية السورية
- قِلَّة أدب
- لينين حكيماً
- المستطرف الصغير
- لينين مات قبل أوانه
- وافق شَنٌّ طَبَقَة
- هل كان عروة بن الورد شيوعياً؟
- السخرية في رسالة الغفران
- عزيزي القناص لماذا قتلتني؟
- عبد المعين مع الكادحين
- علاء اللامي يكتب في رحيل هادي العلوي


المزيد.....




- العراق.. تبرئة ضابط أدين بقتل متظاهرين في -مجزرة جسر الزيتون ...
- لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو ...
- الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني ...
- الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س ...
- أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا ...
- تجديد حبس للصحفي ياسر أبو العلا 15 يوم.. وممدوح والخطيب أمام ...
- أحزاب يسارية تدشّن الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية تحت شعا ...
- حبس 15 يوم لمعتقلي “بانر فلسطين”
- افتتاحية: للجفاف أسباب اجتماعية وطبقية
- الغارديان: المحافظون صنعوا مستنقعا معاديا للإسلام لكن حزب ال ...


المزيد.....

- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - تجدُّد ماركس