ما هي الاسباب التي تجعل المجتمعات العربية تعيد انتاج التخلف ؟؟؟

محمد نضال دروزه

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 01:55
المحور: المجتمع المدني
    

كان أي مجتمع إنساني في الحضارات القديمة، حتى القرن الخامس عشر الميلادي. ضمن منطقته الجغرافية في عصر الاقطاع. يصنع ثقافته ويطور حضارته. ضمن صراعين متداخلين، صراعه مع الطبيعة، ومقدار قدرته في السيطرة عليها. واستثمار ما أمكنه من ثرواتها في تلبية حاجاته، وإشباع رغباته، وصراعه الطبقي الاجتماعي، بظهور الطبقة المستغلة (بكسر الغين) طبقة الملاك أصحاب الاراضي الزراعية.والطبقة المستغلة (بفتح الغين)طبقة الفلاحين المزارعين الاقنان ذات الأكثرية في المجتمع الذين لا يملكون اراضي زراعية، استطاعت الطبقة الأولى أن تفرض على عقول وذهنيات الطبقة الثانية، من خلال استغلالها وتطويعها لها ثقافة التدجين والاستسلام.
ومن نتائج صراع هذه القوى:ظهرت في المجتمع القوى الرجعية الاقطاعية المهيمنة والقوى التقدمية من الحرفيين والمتعلمين وغيرهم من العمال والفلاحين والمهمشين وحينما كانت القوى التقدمية تتفوق بالصراع، كانت تتطور الحضارة والثقافة في المجتمع، وحين تتفوق القوى الرجعية على القوى التقدمية، تتباطأ ثقافة التغيير والتطور، ويصبح المجتمع فريسة للجهل والتخلف.
لقد تميز كل مجتمع بثقافة معينة:بشبكة من المنظومات الذهنية والمفاهيم العقلية، أنتجت لدى أفراده، أنماطا من الفهم والتفكير والقيم، اعتاد عليها في فهم وتفسير الظواهر الطبيعية والحياتية والاجتماعية،وأنماطا من الأساليب والعادات السلوكية في التعامل.ولكل مجتمع ثقافته النمطية.
فالثقافة الخاملة تظهر في مجتمع لا يكون ندا للطبيعة فأراضيه الصعبة الصخرية او الصحراوية والشحيحة الموارد، تجعل انتاجه الاقتصادي ضعيفا. مما يجعل الغلبة للقوى الرجعية المالكة لوسائل الانتاج في الحراك الاجتماعي على القوى التقدمية.لان القوى الرجعية هي الظاهرة الأعم في معظم المراحل التاريخية لهذا المجتمع، هذه الثقافة الخاملة عبارة عن شبكة من الذهنيات والمفاهيم العقلية المقفلة على مفاهيم تصورية دينية قدرية لواقعها الصعب.
وهناك ثقافة خاملة وغير متناسقة قائمة على مجموعة من الذهنيات والمفاهيم العقلية المحلية الدينية والقدرية.والانتقائية المكتسبة من الاحتكاك بثقافات مجتمعات أخرى.وهذه هي الثقافة الخاملة الغير متناسقة، فوقعت هذه المجتمعات هي وقيادتها في الحيرة والتردد والتلفيق والنفاق والتدجين،واصبحت تدور حول نفسها في دوامات متناقضة، عبر مستنقعات الركود والتخلف والجهل المقدس، فاقدة الوعي الحر، ومؤشر الحركة والدافعية نحو التغيير والتطور والتحديث، ومثل هذه الثقافة هي السائدة في المجتمعات العربية، فهي منذ أكثر من ألف عام ليس لديها القدرة على تنمية الانتاج الزراعي والاقتصادي الكافي لاحتياجاتها..فأصبحت مجتمعات فقيرة مستهلكة تستورد الكثير من حاجاتها من المجتمعات المنتجة بواسطة طبقة وسيطة هي طبقة السماسرة.واصبحت هذه المجتمعات لغياب الامن الوطني عاجزة عن زرع الانتماء الوطني والمشاركة في صناعة الحضارة والثقافة والتاريخ، لهذا ما زالت هذه المجتمعات تعيد إنتاج الجهل المقدس والعجز والتخلف.
وهذه من أسباب جهلها وعجزها وتخلفها وضعف انتمائها الوطني التي تمتد عبر تاريخها الحضاري والثقافي؟

#محمد_نضال_دروزه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات