أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - الخف الوطني














المزيد.....

الخف الوطني


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الخف الوطني
قصة قصيرة مهداة الى الصديق فاتح جاموس – فك الله أسره –

الحب ألوان وضروب , وليس بالضرورة ان يكون عشقا مبنيا على انفعالات ومشاعر وعواطف قد تتغير فجأة فتنقلب الى النقيض , إن حب الوطن مختلف عن ذلك , وهو ما برهن عليه صديقنا وعزيزنا وحبيب قلبنا عادل عبد اللطيف , لعادل طريقة خاصة به في حبه لوطنه , نبعت من صميم معاناته داخله , فهو ابن أسرة فقيرة في قرية متواضعة لا تبعد عن المدينة أكثر من ستة كيلو مترات , وقد تمكن أبوه من تامين مصدر إضافي للرزق غير الأرض بعمله آذنا في مدرسة القرية الابتدائية , وعلّم أبناؤه الذكور فنالوا جميعا الشهادة الثانوية , لكن عادل بضغطه نفقاته شجع أباه على تعليمه فأكمل دراسته الجامعية , يعرف أبناء القرية أن عادلا طيلة فترة المرحلة الثانوية كان يذهب الى مدرسته سيرا على الأقدام توفيرا للأجر , ويتذكرون كيف وافته الحمى مرة من جراء الإرهاق وإصراره على عدم ركوب السيارة تلك الفترة , منعا لأي ضعف تجاهها في السنوات القادمة , ومع ان المرض كلفه أكثر من الأجر طوال العام الا انه لم يندم على ما فعل فيما بعد .
تلك الحياة الخاصة جعلته يحلم بوطن قوي مقتدر يحقق كل الخير والطمأنينة لعماله وفلاحيه ومنتجيه ويحرم منها مستغليه , ومن أجل ذلك آلى على نفسه ألا يأكل او يشرب او يلبس الا مما تنتجه سواعد أبناؤه , يروي عنه اصدقاؤه الطرفة التالية , زار أحدهم فجأة فوجد عنده شلة من الأصدقاء متحلقين حول مائدة عامرة بالطعام والشراب , ومع ان عادلا لايدخن ,لكنه مع الشراب يمكن ان يدخن علبة كاملة في السهرة الواحدة , المشكلة أن أصدقاءه جميعا كانوا يدخنون تبغا أجنبيا (مالبورو ) وهو لايدخن الا التبغ الوطني (حمراء ) . بدأ بمحاضرة في الفلسفة عن ازدهار الوطن فيما لو سلك كل منهم مثله , تم إيقافها بتامين علبة حمراء من خارج المنزل . للإنصاف جميع أصدقاء عادل يحبونه ويحترمونه ولو اختلفوا معه .
كبر عادل وكبر معه في قلبه حب وطنه , وأصبح يفكر بتأليف قلوب أصدقائه ومعارفه في كل المحافظات السورية من اجل نهضة الوطن , وعادل يملك طاقة حركية غير عادية تتركز في قدميه يشهد بها العدو قبل الصديق , لطالما سببت له مشاكل مع أساتذته ظنا منهم انها شيطنة , ولكنهم بالنهاية تفهموا الحالة .
مشكلة عادل الجديدة هي في إيجاد خف ملائم لأصابع قدميه ينشطها بدلا من ان يثبطها , وقد اقترح عليه اصدقاؤه صرف جزء يسير من طاقته في التفتيش داخل محلات أحذية ( البالة ). فلابد ان يجد فيها خفا يلائم رحلاته المتعددة بين السهول والجبال والوديان , ثارت ثائرة عادل من هذا الاقتراح , فأحذية البالة علاوة عن أنها أجنبية مستوردة , فهي من مخلفات الأوروبيين ولا يليق بنا نحن الذين نفوقهم حضارة ان نحتذي نفاياتهم .
ولكنه أخذ من الاقتراح ما يوافق قناعاته فشرع بالتفتيش على خف وطني ذي جلد رقيق وناعم وطري , وقد وجده أخيرا في احد متاجر مؤسسة - باتا - للأحذية بدمشق ,
لكن الخف الجديد تكمش بأصابع قدميه وظن عادل ان ذلك من طبيعة الأمور في البداية , لا بل ان جودة الجلد تعرف من قساوته وخشونته أول انتعاله
جرت الرياح عكس ما تشتهي السفن , حتى وصلت الحالة حد ظهور كتل لحمية في قدميه تسمى - مسامير لحمية - أصبحت بحاجة الى عمل جراحي كي يستطيع مزاولة نشاطه السابق , ولقد ادخل المستشفى من اجل العلاج رغما عنه .
عزيزي القارئ شاركنا في الرأي وأدلي بدلوك . هل تعتقد ان صديقنا عادل سيخرج من المستشفى أكثر إصرارا على انتعال الخف الوطني ام أقل ؟



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كان بيتك من زجاج فلا ترجم بيوت الناس بالحجارة
- متى يصبح مناضلونا موضوعيين تجاه المفكرين الأمريكيين أمثال هن ...
- احتراف ثوري على طريقة ما العمل في مدينة حماه عام 1977
- اليسار السوري وتحرر المرأة
- أين تكمن مصلحتنا ؟
- علاقة الداخل بالخارج الراهن والآفاق
- المرأة في التاريخ السوري
- الماركسية وتحرر المرأة
- مؤشر جديد على اتجاه الخصخصة في سوريا
- الاخوة الأعداء داخل إعلان دمشق
- إنها تمطر في سانتياغو- بطاقة حب لليسار التشيلي
- مكر التاريخ عبد الحليم خدام نموذجا
- جلطة شارون واللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟
- الاحتلال الخارجي للعراق أرحم من كل الاحتلالات الداخلية العرب ...
- لكلٍ منطقه في الدفاع عن قناعاته
- دفاعا عن اعلان دمشق
- تحديات تواجه لجنة العمل الوطني الديمقراطي قي اللاذقسة
- في مسلسل نزار قباني حضرت السياسة والأيديولوجيا , وغاب الشعر ...
- مؤتمر - يكتي الأخير - بين القديم والجديد


المزيد.....




- بوتين يقدم إقرارا بدخله ونفقاته في عام 2024
- روسيا تطور درونات هجومية بعيدة المدى
- دراسة جديدة تكشف الآثار طويلة المدى لإصابات الرأس وتأثيرها ع ...
- علماء يعيدون بناء وجه إنسان عاش في الصين قبل 16 ألف سنة
- كيف تعمل ميكانيكا الكم داخل الخلايا الحية؟
- اختبار جديد للذكاء الاصطناعي قد يحدث ثورة في تشخيص أمراض الق ...
- طرق فعالة لدعم وظائف الرئة وتحسين التنفس
- Amazfit تنافس آبل بساعة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
- مصادر تكشف لـCNN عن زيارة متوقعة لمسؤول روسي يخضع لعقوبات أم ...
- سيناتور يحطم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ ليحذر م ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - الخف الوطني