انا رجل ابلغ العقد الثالث من عمري واعيش بقدم واحدة . اعرف ان هذا غير طبيعي لان كل الناس يعيشون بقدمين وتبقيا
معهم الى اخر حياتهم وحتى بعد ان يموتوا ياخذون تلك الاطراف معهم الى القبر .
من الواضح انني ولدت مثل كل الناس لي طرفين سفليين وبنهايتهما قدمين .
نعم اني ولدت مثلهم وخصني الكون بقدمين ولكنني اعيش بقدم واحدة . يتذكر الناس الذين فقدوا اقدامهم تلك الحادثة ويرونها بشكل مروع . اما انا فلا اتذكر تلك الحادثة التي وقعت لي . لانني اعتقد انني ولدت بقدم واحدة . او ان ماحدث لي كنت في سن صغيرة جدا لااتذكره مثلما لايتذكر الواحد منا قطع الحبل السري له بعد الولادة .
لقد قلت انا رجل في العقد الثالث واعيش بقدم واحدة وان امي مازالت على قيد الحياة وان ابي مات لاصابته بحديدة ساخنة ومات بعد ولادتي باشهر قليلة .
في بلادنا الان الكثير الكثير من البشر فقدوا جزء ما منهم ومع ذلك يعيشون مثل البقية الاصحاء وان اجمل مافي بلادنا اننا نتعامل مع تلك الاشياء وكأنها وقع رباني . ليس لاننا نخاف الرب او الله لانه قسم لنا تلك الحياة باعضاء ناقصة . ولكننا ندرك جميعا ان تلك الاحداث وقعت لنا ونحن في المهاد واننا لانريد ان نرى دموع امهاتنا تسفح من جديد بعد عقود طويلة .
لي قدم واحدة ولااشعر بغيض شديد لان الكثير مثلي لهم يدا واحدة اوعينا واحدة او .............
البارحة حاولت ان افر من موقف ما وان اركض واركض واركض . ولكن لان لي قدما واحدة فلم اتمكن من الركض والهرب . ولااخفي عليكم اني نجوت وبقدم واحدة . وسألت امي عن سبب ان لي قدما واحدة وقالت :
بعد اسبوع من الحرب التي وقعت وكنت لاتزال في المهد وكان ذلك قبل ثلاثين عاما دخل جند اغراب وكنا على ضفتي الشارع حيث كانت بيوتنا واول مافعلوا حطموا تمثال السيد محمد سعيد الحبوبي ولم يجف بعد الحناء الذي وضعته على ناصيته . وغرقت امي في البكاء ولم تكمل . ولهذا اعتقد انني بقدم واحدة وليس بقدميين مثل كل بني البشر لان الجنود الاغراب دخلوا المدينة وحطموا تمثال السيد محمد سعيد الحبوبي قبل ان يجف حناء امي على ناصيته .