أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد الكنودي - أفكار أولية في موضوع التعليم الجامعي والحركة الطلابية المغربية 1/3















المزيد.....

أفكار أولية في موضوع التعليم الجامعي والحركة الطلابية المغربية 1/3


محمد الكنودي

الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 10:44
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


أولا: مقدمات للفهم
المقدمة الأولى:« يحاول التعليم تكييف الشبان الصغار لتلك الحياة الخانقة وغير الانسانية وبالتالي تصبح الحياة هي الهدف المرجو. لقد حدث التوسع السريع في التعليم العالي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، نتيجة للتغيير التكنولوجي الذي شهدته الصناعة. وتتطلب الصناعة القائمة على التسيير الآلي الذاتي وبرمجة الكمبيوتر المزيد والمزيد من الشبان والفتيات الذين يملكون مهارات ذوي الياقات البيضاء، والذين يتصرفون في الوقت ذاته، بانقياد وخضوع ذوي الياقات الزرقاء».
Stanghton LYND نيوزويك 6 يونيو 1970 ص 31.

المقدمة الثانية: « يختلف شكل العلاقة القائمة بين الثقافة والمستويات الاجتماعية وفقا لدرجة تطور المجتمع الذي تقوم فيه والخصوصية التاريخية لهذا المجتمع.. وقد يبدو المستوى الأيديولوجي حاكما للعملية الثقافية في المجتمعات المأزومة والمهزومة والمتدهورة، حتى يكاد الفكر أن يبدو خالقا للواقع والهزيمة والانتصار. أما في المجتمعات المتقدمة فإن حركة العملية الثقافية تبدو في منتهى التعقيد ولا يمكن ردها ببساطة إلى هذا المستوى أو ذاك. يحتجب المستوى الأيديولوجي، مثلا في البلدان الرأسمالية المتطورة وراء جمالية السلعة، وقد يحتجب المستوى الاقتصادي وراء المستوى السياسي، وقد يحتجب المستويان وراء المستوى الأيدلوجي، الذي يحقق هيمنة كاملة أو شبه كاملة عن طريق كل معقد من الوسائل والأجهزة ».
فيصل دراج : مجلة الهدف عدد 715 (28-04-1986).

المقدمة الثالثة: « إن " الخوصصة " وتفكيك القوانين... تشكل اليوم التوجه العام لحكومات العالم الهادفة إلى تصفية كل الخدمات العمومية، ومنحها للشركات الخاصة».
دان كابلان ، تقرير حول ندوة برلين ضد تفكيك القوانين والخوصصة.

ثانيا: في صدد الحديث

يبدو أن الحديث حول موضوع التعليم الجامعي- الحركة الطلابية. لم يعد يحظى بنفس الأهمية التي كان عليها فقط منذ عقد من الزمن، وبدأ شيئا فشيئا يدخل في إطار الأحاديث الثانوية و المناسباتية.
ربما ترجع هاتان الصفتان ( الثانوية والمناسباتية) إلى الاهتمامات الأخرى للأحزاب الوطنية والديمقراطية اليسارية التي تستأثر بأغلبية مجهوداتها وانشغالها، وخاصة أن صراعها مع الجهاز المخزني، الذي حاول ترويض هذه القوى إما باحتوائها، أو لفظها. كذا يرجع ذلك إلى صعوبة التفكير. وبالتالي صعوبة إيجاد الحلول المناسبة وخاصة أن الفاعلين داخل هذا الحقل يجمعهم التناقض، الخلاف والاختلاف.
إن أي حديث حول موضوع التعليم الجامعي- الحركة الطلابية، سيكون مداده على ورق، أو كلاما غايته القصوى إملاء فراغات الصفحات البيضاء، إذا هو سقط في فخ التبسيط والسطحية. كما سيكون كذلك إذا هو لم يستطيع إن يتجاوز احد الإشكالات الرئيسة التي تعاني منها بعض خطابات الحركة الطلابية ( وأيضا بعض التيارات السياسية ) ألا وهو الخلط بين الواقع والمفاهيم. مستعيضين عن الواقع الديناميكي مجموعة مفاهيم ثابتة أو يراد لها أن تكون ثابتة، متناسين أن الواقع اكبر من الفكرة التي نكونها عنه، وأنها مهما عظمت وسمت لن تستطيع أن تحيط بالواقع شمولا وتفصيلا. لأنه اكبر تعقيدا، ديناميكي،حيوي ومتجدد ،لا تعيد فيه اللحظة ذاتها مرتين.(1)
من هذا يتأكد إذن أن موضوع التعليم الجامعي- الحركة الطلابية حقل بالغ التعقيد في جوهره. لأنه يحوي على عناصر متصارعة لكون مجال التعليم هو حقل للصراع. وقد كان حقلا للصراع بامتياز في المغرب، وخاصة بعد الاستقلال السياسي. حيث ظهر اتجاه التغيير والتقدم، في مقابل القوى المحافظة والمخزن. وقد يصبح كذلك في هذه الآونة إذا ما توفرت الشروط التي تؤجج الصراع وتحفزه. وفي اعتقادي فان هذه الشروط موجودة وهي قادرة، إن عرف كيف يتم استعمالها، على تحفيز هذا الصراع/ النضال وتأجيجه إلى أقصى مدى ممكن له. فمن جهة هناك سعي حثيث من طرف الدولة إلى تطبيق الإصلاح الجامعي وأخر هذه الخطوات تنفيذ إجراءات وبنود ما يعرف بالميثاق الوطني للتربة والتكوين، الذي يضرب عرض الحائط بمبدأي المجانية والديمقراطية، والذي غاية أمله أن يزود المقاولة بيد عاملة رخيصة ومؤهلة...
والأدهى من هذا والأخطر انه سينمط جيلا أو جيلين من المتمدرسين، لدرجة أن مفعوله سيستمر لأجيال لاحقة.وإذا علمنا أن التعليم هو احد ركائز الهيمنة والتسلط، توضح لنا مدى الصعوبات التي ستنضاف إلى المشروع الديمقراطي التغييري.
وهذا يعني إما انتكاسة هذا المشروع أو تعتره عقودا وعقودا من الزمن(2). من جهة أخرى التضييقات الأمنية ( الحرس الجامعي مثلا ) ، والقانونية (قانون التظاهر،قانون الأحزاب، الدورية الثلاثية) التي أعدتها الدولة لصد كل تحرك نضالي ضد أشكال الاستعباد والظلم. إذن موضوعيا / واقعيا يوجد أكثر من سبب يحفز ويدفع بالنضال إلى الإمام. لكن ماذا عن الجانب الذاتي؟؟ العامل الذاتي: الوعي ،الإرادة، التنظيم.« وهو ليس شيئا صافيا أو نقيا يمارس تأثيرا سحريا في الواقع الموضوعي، بل هو شيء يتحدد بالواقع الموضوعي بقدر ما يحدده شيء يتكون يتشكل وينمو ويتطور بكل ما ستلزمه هذه العمليات وما تنطوي عليه من تناقض»(3).

ثالثا: في ضرورة النقابة

يبدو أن قدر الطلبة اليوم، والذي يزيد عددهم عن 300 ألف طالب (هذا هو اقل من العدد الحقيقي حيث أن الإدارة لا تسمح للطلبة بالتسجيل في الكليات )، هو حرمانهم من أي تأطير نقابي. مادام أن إطارهم الذي تكتلوا تاريخيا حوله: الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لم يقم على رجليه منذ مؤتمره الفاشل، المؤتمر السابع عشر الذي عقد سنة 1981. لتمتد مدة حظره عمليا أكثر من 20 سنة، بعدما حظر قانونيا سنة1973 بعد المؤتمر الخامس عشر بقليل. هذا الغياب عن ساحة الفعل النضالي للنقابة باعتبارها ممثلة عن الطلبة لدى الجهات الرسمية والحكومية والتي تدافع عن المصالح المادية والديمقراطية. هذا الغياب كان له أثره الواضح على شدة الصراع الذي حاول الطلبة أن يمارسوه، والذي لم يعدُ أن يكون إما عفويا خاليا من أي تأطير، أو مجزئا عجز أن يصمد إلى جبروت النظام، الذي أوجد له كل إمكانياته، تراوحت بين الإغراء والردع.
يبقى إذن الطلبة الفئة الاجتماعية الوحيدة من دون أي تطير نقابي، على الرغم من حجم المشاكل التي يعانون منها. في ظل شروط تعليمية متدهورة جدا طابعها العام الخصاص في التجهيزات التحتية والتطير البيداغوجي، والوضع الاجتماعي المأزوم بفعل السياسات العامة والقطاعية المتعاقبة. وحجم الطموحات التغييرية التي يودون القيام بها، لإنشاء مجتمع متفتح ومزدهر. باعتبارهم ينتمون إلى شريحة الشباب العريضة، بل يتميزون عنها بكونهم حاملي الوعي بكل أشكاله المطلوبة لكل عملية تغييرية. وفي المقابل تكتلت باقي الفئات الاجتماعية إما في جمعيات مهنية أو مطلبية أو تعاونيات أو نقابات.
إذن ضرورة النقابة الطلابية لا تجد مسوغها في رغبة ذاتية، بل يمليها الواقع الموضوعي الذي يحتم عودة النقابة الطلابية إلى الفعل النضالي اليومي، الذي ما ينفك لا يستسيغ لمحاولة السيطرة عليه والتحكم فيه. أولا لأنه واقع مستعص، متغير، ولأنه يحتوي مشاريع متناقضة فكريا وسياسيا وممارسة ( قوى رجعية محافظة وقوى تقدمية حداثية )، لكن كيف نستبين هذه الضرورة؟.
1 – أحد شروط استمرار الحركة الطلابية فاعلة ومشاركة في الصدام الجماهيري العام هو الجانب التنظيمي. الجانب الذي تلتحم حوله الجماهير الطلابية خاصة وان النضالي الأوساط الجامعية معبر عنه في تلاوين ومشارب وتيارات نقابو- سياسية (هناك من يتحدث عن أن من مظاهر الأزمة هو في الخلل في العلاقة بين " الأطراف " والجماهير الطلابية ).
2 – في لحظات النضالات المطلبية، وكثيرا ما هي، يتم الدخول في حوار مع إدارة الكلية أو الحي الجامعي. وبعد أن تحل مشكلة قبول الإدارة بالحوار ( وعادة ما تتهرب أو تمتنع )،ليدخل الطلبة في مشكل آخر، وهو من يمثل الطلبة في الحوار؟ وفي هذا الجانب كان يداس على مبدأين هامين من مبادئ المنظمة الطلابية وهما: الديمقراطية والجماهيرية. إذن بحضور التنظيم النقابي تحل مشكلة التمثيلية باعتبار أن الهيئات المحلية أو الفرعية ستتولى هذا الأمر.
3 - إذا كانت بعض المطالب تجد حلا لها حتى من دون وجود التنظيم النقابي، كتزويد المكتبة بالكراسي أو تسجيل بعض المطرودين. فان مشاكل أخرى تبقى عالقة ولن تستطيع نضالات مجزأة وخافتة أن تحلها، بل تحتاج إلى وجود ذلك التنظيم الذي يجالس المسؤولين الحكوميين ويحاورهم في مواضيع من مثل القانون المنظم للامتحانات، والإشراف على التسجيل في الأحياء الجامعية والحضور في مثل اللجان التعليمية للإدلاء بالرأي ( يلاحظ غياب الطلبة في أشغال اللجنة المكلفة بإعداد مشروع ما عرف بميثاق التربية والتكوين).
4 – إن التفاف الطلبة حول النقابة، إن هي استطاعت أن تحقق لهم بعض المطالب التي يدافعون عنها، سينتج عنه وعي طلابي لا محالة. إمكانية العمل النقابي الجماهيري هاته،تعني وجود قناة للاتصال الجماهيري، أي إمكانية أخرى للفعل الثقافي. مرورا بكل ما هو نقابي وثقافي هناك ما هو سياسي. وهذا يعني تدرج وعي الطالب من وعي نقابي ثم حمولة ثقافية ليصل إلى الأبعاد الثقافية المخبأة وراء كل ما هو نقابي وثقافي.



#محمد_الكنودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الحركة الطلابية المغربية هل هي ممكنة؟ وبأي معنى؟.الجزء ...
- وحدة الحركة الطلابية المغربية هل هي ممكنة؟ وبأي معنى؟. الجزء ...


المزيد.....




- وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا ...
- اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا ...
- مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من ...
- السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
- سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
- طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل ...
- 2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
- Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th ...
- الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم ...
- رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد الكنودي - أفكار أولية في موضوع التعليم الجامعي والحركة الطلابية المغربية 1/3