سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1565 - 2006 / 5 / 29 - 09:15
المحور:
الادارة و الاقتصاد
بعد نقده لتصميم برنامج الخصخصة في الاقتصاد المصري انتقل تقرير التنمية الشاملة في مصر الصادر عن مركز دراسات وبحوث الدول النامية الي فحص طرق تقييم الشركات التي تمت خصخصتها. ويبدأ بالاستشهاد بتأكيد كثير من الاقتصاديين علي غياب الشفافية المطلوبة سواء فيما يتعلق بكيفية اجراء عمليات التقييم او اختيار الاساليب المختلفة المتبعة في البيع، وكذلك الجهات التي قامت بالشراء. ويستند هذا الفريق في التدليل علي صحة هذه المقولة السابقة علي اصرار وزارة قطاع الاعمال منذ بداية البرنامج وحتي عام 1999 علي استبعاد اهم الاجهزة الرقابية في مصر، وهو الجهاز المركزي للمحاسبات من المشاركة في مراجعة ما تم تقييمه من اصول الشركات المطروحة للبيع وجاء ذلك الرفض من منطلق ان رقابة الجهاز هي رقابة »لاحقة« وليست »سابقة«. وحينما تمت الموافقة علي ان يتم اخطار الجهاز المركزي للمحاسبات بجميع خطوات البيع كانت قد بِيعَت بالفعل 166 شركة من اجمالي 241 شركة تمت خصخصتها حتي عام 2003 اي بنسبة 69% من الشركات المباعة.
وضرب التقرير امثلة لبعض عمليات البيع وما شابها من عمليات تقييم للاصول المباعة بصورة عادلة. فعلي سبيل المثال تم بيع الشركة المصرية لتعبئة الزجاجات »بيبسي كولا« عام 1994 بمبلغ 131 مليون جنيه، وبعد اقل من اربع سنوات باع احد المشترين 77% من اسهم الشركة بمبلغ 400 مليون دولار وهو مبلغ يزيد علي عشرة امثال القيمة التي بيعت بها الشركة كلها!!!
كما تم بيع شركة النصر للغلايات والمراجل - علمًا بأنها كانت الشركة الوحيدة من نوعها في الشرق الاوسط- بمبلغ 58 مليون جنيه فقط مما اثار الكثير من اللغط حول هذه الصفقة. وبالمثل تم بيع شركة اسمنت اسيوط بمبلغ مليار و267 مليون جنيه رغم انها كانت تحقق ارباحا سنوية تبلغ 136 مليون جنيه وهو ما يوازي 5.42% من رأسمالها الدفتري.
ومن جانب آخر ترتبط عملية تقييم اصول القطاع العام بمسألة اخري هي المعونات الاجنبية التي قدمت للحكومة المصرية ضمن اطار »الدعم الفني« لبرنامج الخصخصة.
ونظرا لغياب عنصر الشفافية والمحاسبة والمساءلة ما زالت تكتنف عملية الدعم الفني الكثير من الامور الغامضة بدءًا من حجم المعونات والمنح الاجمالية التي حصلت عليها الحكومة المصرية، وكيفية انفاقها، والاطراف المصرية والاجنبية المستفيدة منها.
وللحديث بقية.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟