عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 1564 - 2006 / 5 / 28 - 08:24
المحور:
الصحافة والاعلام
الملتقى الوطني الخامس للفيلم التربوي بفاس, الإنتاج وإعادة الإنتاج.
* ملتقى الفيلم التربوي في طبعته الخامسة يتوج شريط"مشيئة ملاح" لأكاديمية طنجة.
* والي جهة فاس بولمان يعلن أن الملتقى الوطني للفيلم التربوي المقبل سيكون دوليا.
* مدير الأكاديمية يؤكد على جدية المسعى, و بداية المشاورات في هدا الاتجاه .
والمخرج السينمائي محمد لعليوي يدعو الأحزاب السياسية إلى القيام بدورها.
اختتمت فعاليات ملتقى الفيلم التربوي في طبعته الخامسة الذي احتضنته مدينة فاس المغربية بمشاركة 11 أكاديمية جهوية من أصل 16 , على امتداد ثلاثة أيام 7-8-9 من ابريل الجاري ,و الذي اختار له المنظمون شعار= الفيلم التربوي في خدمة التنمية البشرية.= ودلك بتتويج فيلم = بمشيئة الملاح= مدة العرض 16 دقيقة. لمخرجته" رشيدة النية " عن أكاديمية" جهة طنجة تطوان" بالجائزة الأولى. متبوعا بفيلم= ديما مبوق= مدة العرض 18 د عن أكاديمية "جهة الرباط سلا زمور ازعير, لمخرجه" حسن دحاني" مدته 10 د. فيما احتل فيلم =اختبار= لمخرجه "إدريس بركاش" مدته 17 د, عن "جهة وادي الذهب لكويرة" الرتبة الثالثة . فيما نوهت لجنة التحكيم بفيلم= عطش =عن أكاديمية فاس بولمان.وفيلم= مبادرات= جهة سوس ماسة درعة.
وجاء في وثيقة أعدها المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي أن الملتقى يتغيى بالأساس , دمج الوسائل السمعية والبصرية ,باعتبارها عاملا أساسيا في الارتقاء بالأداء التعليمي ، كما يهدف إلى خلق ثقافة سينمائية لدى المتعلمين, تحقق لهم القدرة على فهم دلالات الصورة,وتفكيك الخطاب السينمائي ومقاصده ,لتوظيف مكوناته في مختلف أشكال التعلم.
الملتقى الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس بولمان , بتنسيق مع "جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس" ,وبدعم من مجلس فاس ومجلس الجهة والمقاطعة ومندوبية وزارة الثقافة ,ورابطة التعليم الخاص بالمغرب إضافة إلى المعهد الثقافي الفرنسي , وحضر مراسيم افتتاحه, والي جهة فاس بولمان , يهدف بالأساس حسب الدكتور حسن أمزيل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان إلى: جعل الصورة تحظى باهتمام خاص داخل الفضاء المدرسي,, في ظل حفاوة بالغة بثقافة الصورة في عصرنا الحالي. وعلى إستراتيجية التواصل المرئي الذي عوض في كثير من جوانبه التواصل اللغوي العادي.
وقال والي الجهة في نفس السياق "مصالحنا على أتم الاستعداد لتقديم المساعدات الضرورية ,من اجل الانتقال بالملتقى الى صيغته الدولية.
وعلى صعيد آخر، باركت الكاتبة العامة لوزارة التربية الوطنية أهداف الملتقى أثناء زيارتها ورشات التكوين بالأكاديمية , حيث أكدت على ايلاء التظاهرة أهمية كبرى، لما لها من أهداف تربوية وتكوينية، ترمي بالأساس إلى تنمية الكفايات الفنية والارتقاء بالمتعلم إلى مستوى التمكن من القدرات الجمالية,واستشعار الفن في حياته اليومية,ومحيطه الاجتماعي والثقافي ,بما يؤهله و يجعله يساهم في بناء واقع جديد,قوامه المحبة والسلام,والحوار والتسامح.
إلى دلك دعا المخرج السينيمائي المغربي "محمد العليوي "الأحزاب السياسية, القيام بدورها في التاطير والتكوين ,حتى لا تظل الساحة فارغة, ويفعل المتطاولون ما يشاءون من العبث بعقول الناشئة. مقدما أمثلة حية , كما شدد على ضرورة أن يكون لبلدنا موعدا متفاعلا مع المستجدات ,مستغلا ايجابياتها في أفق استثمار ناجع,من اجل لتطوير الإنسان ,والارتقاء به نحو بناء مجتمع ديمقراطي حداثي ومتضامن وفق ما يدعو اليهاعاهل البلاد.
كما شهد اليوم الثاني من الملتقى ندوة حول "علاقة السينما بالتربية" هدفت بالأساس إلى إثارة العلاقات الممكنة بين السينيما والتربية,وتسليط الضوء على أبعادها تقنيا وفنيا ,والسعي إلى دمج نسقي للصورة ,عبر الوسائل السمعية البصرية في منظومتنا التعليمية , باعتبارها عاملا أساسيا في الارتقاء بجودة الأداء التعليمي . ودلك بمشاركة الناقدين" عمر بالخمار "ورئيس قسم السمعي البصري بوزارة التربية والوطنية "الحسين وحساة "وقدم لها الناقد احمد سيجلماسي.
وعلى هامش الملتقى تم عرض فلم = etre avoir = للمخرج" نيكولا فيليبير" ومناقشته بحضور رجال التربية والتعليم, كما تم خلال الافتتاح عرض الفيلم الفائز بالجائزة الأولى خلال دورة 2005.
حضرالملتقى الفنان الكبير عبد الهادي بالخياط , والممثل حسن الصقلي,وكانت مناسبة لتكريم قيدوم حركة الأندية السينمائية بفاس, الاستاد "عبد الرزاق غازي فخر" ..وتأتي هده الالتفاتة في حق المربي والإطار, اعترافا بالدور الكبير الذي لعبه هدا الرائد الجمعوي داخل حركة الأندية السينمائية الوطنية مند الستينيات من القرن الماضي, وخصوصا بعد تأسيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب =جواسم= سنة 1973.
الإستاد" الحسين وحساة" من جهته ,وجه نداء إلى المبدعين من رجال التعليم , من اجل استغلال حوالي 35 ساعة إنتاج , تشمل وثائق, وأرشيف الوزارة في مجال إنتاج الفيلم التربوي.
وجدير بالذكر, أن اغلب الأفلام المسماة "تربوية"المدرجة , مستوحاة من قصص حقيقية, تدور فصولها ما بين القسم و الشارع والأسرة, تبرز في اغلبها ,مظاهر الانطواء والعزلة , وترسم معاناة تلاميذ مترددين , جامحين , تلفهم مراهقة لاحدود لها . من ناحية, كما ترسم صور أطفال يتمردون , من غير أن يكون لهم هدف واضح, يصارعون على عدة واجهات من اجل إقناع محيطهم بحلم يراودهم حتى لو كان غير مشروع في نظر المجتمع, مثل الهجرة السرية .., إلا أن مختلف هده الأحلام تصطدم بواقع مرير ,غالب ما يتشكل من محيط جائر, وإدارة غير متفهمة, وأسرة جاهلة وبئيسة. مما جعل آراء جل المتتبعين تنصب حول ضرورة التوجيه والتتبع , وتحديد الموضوعات التي من المفروض الاشتغال حولها, حتى لا تغرق المدرسة في إنتاج الجديد غير الجيد, وفي أحسن الأحوال الجيد غير الجديد. وقال ناقد إعلامي واكب عروض الملتقى,أن الأمر مجرد إعادة إنتاج لنمط فلمي ساد على مستوى الإعلام الرسمي طيلة ثلاثة عقود, وأدى إلى تسطيح ذاكرة المتلقي المغربي , سواء من حيث أسلوبه في المعالجة الذي يعتمد المباشراتية, أو انعدام الإيحاء الفني ,وتوريط المشاهد المتلقي في اللعبة الفنية.
وتجدر الإشارة إلى أن عروض الملتقى تابعها على امتداد ثلاثة أيام, وصفق لها بمركب الحرية , جمهور مكثف,ومتنوع , وحازت بعض لقطاتها على إعجاب كبير, خاصة عرض مميز لأكاديمية سلا "ديما مبوق" نظرا لمقاربته للمستقبل بعيون متفائلة من خلال عرض مسار حياة صديقين انطلاقا من المدرسة حتى اتضاح ملامح المستقبل البئيس لأحدهما, . كما شدت أنفاس الحضور للحظات, لقطات رائعة من الفيلم الناجح تربويا, والفائز بالرتبة الأولى لدورة 2006 "بمشيئة الملاح" عن أكاديمية طنجة. العرائش.. إلا أن عملية توزيع وتعميم هذه الانتاجات , ما زالت قاصرة وبحاجة إلى بذل جهد أكبر, من قبل المسؤولين بالأكاديميات. حتى يتسنى إعطاء فرصة حقيقية للشباب للتعبير عن حياتهم والترويج لتجاربهم ,ومبادراتهم.
وعلى صعيد آخر،استفاد منتجو الأفلام المشاركة في الملتقى , من تاطير سينيمائي داخل ورشتين,الأولى اهتمت بمراحل انجاز الفيلم , نشطها المخرج ومدير التصوير المغربي "محمد لعليوي".دعا فيها المشاركين إلى ضرورة توظيف الفيلم داخل المؤسسات التعليمية,كوسيلة إيضاح. وتسليح المتلقي بحمولات فكرية وبصرية , لفهم الخطاب, وتفادي الانحراف.أما الورشة الثانية فقد انصب اهتمامها على تقنيات كتابة السيناريو أطرها للاستاد الجامعي الفرنسي"ديدان عومير...diden oumer. من السوربون 3 . الذي تحدث بالفرنسية عن ارتباطاته بالمغرب قبل 13 سنة, واهتمامه بتطوير الشراكة في هدا المجال .كما نشط الفنان محمد فرح العوان, رئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح مائدة مستديرة.شكلت فرصة للتلاميذ الاساتدة على السواء, التعرف على مختلف العلاقات الممكنة بين العملين الفني والتربوي ، وكدا إمكانية إقامة علاقات" نفعية وجدلية" لمعالجة قضايا التربية, اعتمادا على الصورة في المجالين الحضري والقروي.
وختم الملتقى أشغاله بتوزيع شواهد عضويات الشرف و الجوائز على الفائزين وعرض الشريط الفائز في الدورة.
فاس/عزيز باكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟