أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - بنكيران ورقصة الطائر المذبوح .














المزيد.....


بنكيران ورقصة الطائر المذبوح .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 02:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في خرْجة من خرجات المخلوع بنكيران عقب تعيين الملك أعضاء اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي لم يراع إلاّ ولا ذمّة ولا التزم بواجب الاحترام والوقار. فبنكيران تطاول على الملك ومسّ بشخصه وأخلّ بالوقار الواجب في حقه حين اتهم أعضاء اللجنة بمعاداة الدين والتشكيك فيه . والاتهام في حد ذاته موجه إلى شخص الملك الذي وافق على بروفايلات الأعضاء وزكى عضويتهم ، وكأن بنكيران يقول إن الملك شريك لأعضاء اللجنة في التهمة ما دام يعلم مسارهم الفكري والعلمي . طبعا هذه ليست المرة الأولى التي يتم التطاول فيها على شخص الملك من طرف قيادات حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح ، فقد فعلها كبيرهم أحمد الرسوني الذي نفى عن الملك أهليته للاضطلاع بمهام إمارة المؤمنين . لكن بنكيران لم يتعظ ، وهاهو يعود لما لم يُنْهَ عنه من قبل ، إذ لا يترك مبادرة لا حظ له فيها إلا وهاجم القيمين عليها. ولا شك أن الإسلاميين درجوا على مهاجمة كل المبادرات التي لم يكونوا شركاء فيها . وغايتهم من العضوية في اللجان التي يشكلها الملك ليس دعمها وإثراء عطائها ولكن كبحها وخفض مستوى نتائجها مثلما كان الحال بالنسبة للجنة المكلفة بصياغة الدستور التي ضغط فيها التيار الإسلامي حتى لا تتم دسترة حرية الاعتقاد وتجريم التكفير ؛ أو لجنة مراجعة مدونة الأحوال الشخصية التي أبقت على زواج القاصرات بضغط من إسلاميي العدالة والتنمية ، وأخيرا لجنة الإفتاء التي أحال عليها الملك مشكلة الإجهاض فخرجت بفتوى لا تعالج سوى حالات لا تتجاوز نسبة 4 بالمائة من مجموع الحالات . أما خرجات بنكيران الأخيرة فهي بمثابة رقصات الطائر المذبوح التي لا تحميه ولا تعيد إليه الروح . فكذلك هو بنكيران برقصاته التي يسعى ياسئا من خلالها إلى :
1 ــ رد الاعتبار لشخصه الذي كان رئيس حكومة كل الشعب المغربي يتابع أنشطته ويهتم بتصريحاته ، فصار فاقدا لأي اعتبار بعد إبعاده من دواليب الدولة وهيئات حزبه . فالسلطة والجاه مرض يصيب المغرورين والذين يفتقرون إلى سجل يشهد لهم بالنضالية والمواقف المشرفة . هؤلاء هم من يعطوا القيمة للمنصب ولا يستمدونها منه (عبد الله إبراهيم ، عبد الرحمن اليوسفي امحمد بوستة ..).
2 ــ الانتقام لذاته بعد أن طاله التهميش والإقصاء وانفض من حوله الأتباع ، حاله كحال الطفل المذلل الذي يُبعده زملاؤه عن اللعب معهم فيفسد عليهم نشاطهم .
3 ــ التشويش على أعضاء اللجنة ومحاولة تأليب الرأي العام ضدهم . وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها بنكيران إلى ممارسة خبثه السياسوي ، فقد فعلها حين كان رئيسا للحكومة وهاجم وزير التعليم رشيد بلمختار على برنامج فرنسة المواد العلمية بقوله (” إن التوجه لفرنسة التعليم سيشعل النار”) ، وكررها بعد المصادقة البرلمانية على القانون الإطار رقم 51/17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ، إذ لم يكتف بمهاجمة واضعي البرنامج ، بل هجام حزب العدالة والتنمية بأنه “لم تكن لديه الجرأة لإسقاط هذا القانون” وأن ما وقع هو أول خطأ جسيم يرتكبه الحزب منذ توليه رئاسة الحكومة في 2011. كان هدف بنكيران هو الضغط على حزبه ورئيس الحكومة لإفشال مشروع القانون ، لكن حين فشل انتقل إلى التشويش والتأليب .
4 ــ ضرب مصداقية اللجنة ليس من حيث كفاءة عضواتها وأعضائها المشهود بها وطنيا ودوليا لأنه لن يستطيع ذلك ، ولكن باللعب على الوجدان الشعبي في محاولة لاستثارته بتهمة التشكيك في الدين .
5 ــ الانتقام لتياره الإسلامي وأعضاء حزبه الذين لم يحظوا بالعضوية في اللجنة ومحاولة ترضيتهم/مواساتهم بالإنابة عنهم في قول ما لم يجهروا به .
إن توظيف الدين في الخلافات السياسية جريمة ينبغي تقديم بنكيران إلى المحاكمة بتهم الطعن في عقيدة أعضاء اللجنة والتحريض على الكراهية ضدهم . بنكيران لم يناقش أفكار وبرامج الأعضاء ولكن سمح لنفسه أن يتهمهم في دينهم ويصنفهم "كفارا" وأعداء للدين ؛ لأن التشكيك في الإسلام هو عدوان وحرب عليه . ولعل الأعمال الإرهابية التي تنفذها التنظيمات والعناصر الإرهابية هي تطبيق لفتاوى التكفير والتحريض على الكراهية . ولا شك أن تصريحات بنكيران تغذي التطرف وتحرض على الإرهاب .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الملك إلى رئيس الحكومة والأحزاب .
- فَعَلْتها يا بنشعبون !! .
- البيجيدي ومسلسل الإجهاز على الحقوق والحريات .
- لماذا أخفت موصلي جهود حزبها في مناهضة حقوق النساء ؟
- رسالة إلى أعضاء المجلس العلمي الأعلى.
- التوحيد والإصلاح ومحاولة فرض الرقابة على المؤسسات الدستورية.
- الفساد ثابت في صفوف حزبكم يا رئيس الحكومة.
- أعداء الوطن مصالحهم شتى وعداؤهم واحد للشعب.
- البيجيدي وبرنامج ال-تمكين- من النساء لا لهن.
- حكومة الكوارث لن تحمي منها.
- ازدواجية مواقف الريسوني من العلاقات الرضائية.
- قُتِل زعيم الإرهابيين ولم تُقتَل عقائد الإرهاب .
- مدونة الأسرة تقر بالعلاقات الجنسية في فترة الخطوبة.
- لما العقرة يعقر الدين والدستور.
- أيها الريسوني :حقوق الإنسان كل لا يتجزأ .
- أية رسائل للعفو الملكي عن هاجر الريسوني؟
- الإجهاض بين الفقه الإسلامي والتوظيف السياسوي .
- أي مغرب نريد ؟
- ماذا تحقق بعد 18 سنة من الحرب على الإرهاب ؟
- تعالوا نرفع التجريم عن الإجهاض .


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - بنكيران ورقصة الطائر المذبوح .