محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 6439 - 2019 / 12 / 16 - 22:06
المحور:
الادب والفن
دخل غرفته الصغيرة ،جلس على ركبيته أمامه طاولة خشبية بسيطة،اشعل شمعتين لينير عتمة الغرفة. فتح كتاب اللغة العربية ذهب الى صفحة بها درس و تمارين الفعل الناقص..فهم من خلال الدرس ان الفعل الناقص يحتاج الى احتمالين لا ثالث لهما. الاحتمال الاول ان يكون الفعل ناسخا .أي ان يكون اما كان أو اخواتها . في هذه الحالة، يحتاج الفعل الناقص الى اسمين احدهما يرفع في الهواء ويسمى اسمها و الثاني ينصب عليه و يسمى خبرها ..اما الاحتمال الثاني فهو ان يكون الفعل معلول الوسط..اي به علة في وسطه.
شيطان الجدل ركبه وبدأ في محاورته :
-هل يمكن لقواعد اللغة العربية ان تطبق على الانسان؟
- كيف دلك؟
- هل يمكن للانسان ان يكون ناقصا؟
- بالطبع يمكن ان نطبق قواعد العلم على الظاهرة اللغوية كما يمكن ان نطبقها على الظاهرة الانسانية. فهناك عدة انواع من الجنس البشري، فالانسان الناقص هوالذي يبدأ كلامه دائما بكان يا مكان، في سالف العصر و الاوان .كان اجدادنا و أسلافنا سادة الكون وملوك باقي المجرات.. هذا الانسان حكم على العقل بالعطالة و البطالة، هو يحاول ان يجيب على اسئلة الحاضر باستحضار كان واخواتها في محاولة لرفع بعض من البشرو النصب على البعض الاخر.ولنا في الواقع المعيش امثلة كثيرة على هده النمادج، التي رفعت اناسا و نصبت على اناس
- جيد و كيف يكون الانسان المعتل الوسط ؟
- ان المجتمعات التي تمجد ثقافة "هز الوسط من علته" مجتمعات معاقة دهنيا ومتخلفة عن باقي المجتمعات، التي ابدعت بثقافة العقل و العلم ،وخلقت شروطا عديدة ومتعددة للنماء و الرقي و لينعم مواطنوها بالكرامة و العيش الرغيد.
هذه المجتمعات التي مجدت العقل بدل الوسط هي من تقود العالم و الامم الان.
وهناك بطبيعة الحال الانسان المعتل الوسط اي به علة ابدية تمنعه من استعمال العقل.
عندما استفاق الطفل من درس النحو وجد الشمع اكل جزء غير يسير من شعره
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟