القضاة المزورون : شكرا لكم

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 13:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بدأت الأخبار تنقل نبأ أمر النائب العام بتحويل عدد من الصحفيين المصريين الي المحاكمة أمام نيابة ما يسمي ب أمن الدولة والتهمة هي نشر قائمة بأسماء حضرات القضاة المزورين .. الذين زوروا انتخابات البرلمان لصالح حزب اللصوص وتجار المخدرات والأفاقين السياسيين الشهير باسم : الحزب الوطني الديموقراطي العاكم /
من العكم وليس الحكم / بمصر
ومن البديهي أنه مادام هناك قضاة كشفوا عن وجود تزوير .. اذن هناك قضاة قاموا بهذا التزوير .. بحكم أن الاشراف علي الانتخابات كان للقضاة
وعندما نستعرض المرشحين الذين تم التزوير ضدهم نجد أن أغلبهم يتبعون جماعة الاخوان المسلمين ..والتزوير بالطبع كان لصالح مرشحين يتبعون الحزب الواطي الديمو اراطي .. العاكم لمصر ولشعبها أسوأ عكمة ..
فتري لو لم يقم هؤلاء القضاة الأفاضل بالتزوير ، فكم من نواب الظلام كانوا سيدخلوا البرلمان ؟؟؟
ان كانوا بعددهم الحالي واستطاعوا توجيه ضربة قاتلة لحقوق الانسان في العقيدة وجر نواب من الحزب الحاكم خلفهم لالغاء حكم متحضر يؤيد حق احدي الأقليات الدينية في العيش بجانب الديانات الأخري .. وطالب بعضهم باعدام أهل تلك الديانة بوصفهم مرتدين ... فتري لو أن عدد هؤلاء القتلة قد زاد واستشري بالبرلمان وواصلوا تسللهم مثلما يخططون للاستيلاء علي السلطة لاعمال القتل والاضطهاد والاذلال في كل من يخالفهم من شعب مصر في العقيدة أو في الرأي ، فماذا كان يمكنهم أن يفعلوا ؟؟؟
هل نشكر السادة القضاة المزورين ؟؟؟
وهل كان تزويرهم هذا " تزوير أبيض " علي غرار الكذب الأبيض .. لكونه تزويرا قصدوا به حماية بلدهم من شرور كانت مقبلة علي البلاد والعباد فيما لو وصل للسلطة هؤلاء البشر الذين يعيشون بأجسادهم معنا في القرن الواحد والعشرين بينما عقولهم مربوطة بالقرن السادس الميلادي وليس حيث كان يعيش الأجداد المصريون بمصر وانما حيث كان يعيش بدو ببلد آخر هو شبه جزيرة البدو الأعراب ؟؟؟؟
أم أن تزوير قضاتنا الأفاضل لمجرد خدمة السلطان ..؟؟؟؟
كالقضاة الذين يحكمون بسجن أصحاب الرأي مخالفة لروح دستور البلاد وانصياعا لرغبات جهاز أمن السلطان ؟
والقضاة الأفاضل الذين يحكمون ببراءة مختطفي بنات الأقليات الطائفية وببراءة ناهبي متاجرهم وحارقي معابدهم ، خدمة لأغراض جهاز أمن السلطان ؟؟؟
وحضرات القضاة الأفاضل الذين فضحوا التزوير .. نشكرهم أيضا ..
ولكن أتراهم فعلوا ذلك لوجه العدالة ؟؟
أم نصرة لجماعة الاخوان تعاطفا معها أو لانتمائهم اليها ؟؟؟
لقد تضامنا معهم ، ضد محاكمتهم سواء بالتوقيع علي بيانات التضامن أو بالكتابة والنشر .. وذلك من باب المبدأ ..وأيا كان الدافع وراء كشفهم لتزوير الانتخابات..
ولا زلت مقتنعا بواجب التضامن هذا مع هذين القاضيين والتضامن مع باقي القضاة الذين اعتصموا معهم ..
الا أنني لا زلت أذكر أنني عندما كتبت أدعو للتضامن مع القضاة فوجئت بقراء كثيرين يسجلون اعتراضاتهم .. لكون القضاة بمصر نصفهم ضباط شرطة بعد أن شبعوا سبا وضربا واغتصاباوتعذيبا في أبناء الشعب بأقسام الشرطة .. ، وباستخدام النفوذ بنظام عسكري بوليسي دخلوا سلك النيابة واعتلوا منصات القضاء ..
أما نصف قضاة مصر الآخر فهم بجماعة الاخوان المسلمين أو متعاطفين مع تلك الجماعة التي سوف تعيد ومصر وشعبها الي القرن الأول الهجري وستجعل نهار شعب مصر أكثر سوادا من ليل طالبان ، ومصر أكثر خرابا من أفغانستان ...
وفي اعتقادي أن حال القضاة بمصر شأنه شأن كافة الأحوال تلوث وفساد مخيف بعد حكم عسكري بوليسي امتد لأكثر من نصف قرن .. ولكن حال القضاء ليس الي هذا الحد من السؤ الذي يتصوره البعض .. الا أننا لا نتوقع أن يقل عن ذاك الحد كثيرا ..
فالبلد الذي يجلس تحت قبة برلمانه نواب نجحوا بالتزوير والبلطجة ويبقي عليهم رئيس البرلمان وهو أستاذ للقانون ، رغم صدور حكم قضائي ببطلان عضويتهم ...
البلد الذي يجلس تحت قبة برلمانه 88 ارهابيا يتبعون حزبا محظور قانونا لخطورتهم علي أمن البلاد واستقرارها ، وهؤلاء لا يعترفون بحقوق الانسان في حرية العقيدة ويطالبون بقتل مخالفيهم في الدين
البلد الذي يقوم جهاز الأمن بتسهيل هروب لصوص وطنهم الي الخارج بعد تهريبهم للمليارات من قوت الشعب ودماء الوطن ..
مثل هذا البلد شعبه لا يتنفس هواء ككل شعوب الأرض وانما يتنفسون ثاني أكسيد الفساد ..

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات