أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - محمد بلمزيان - الحراك الجماهيري وأسئلة الحاضر.














المزيد.....

الحراك الجماهيري وأسئلة الحاضر.


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6439 - 2019 / 12 / 16 - 15:02
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


الحراك/ الإنتفاضة/ الثورة/ العصيان/ التظاهر السلمي ، هي مفاهيم بلا شك أسالت الكثير من الحبر خلال السنوات القليلة الماضية، واكتسحت بلا منازع جميع الواجهات الأمامية للصحف والدوريات والقنوات الإعلامية وجميع وسائل التواصل الإجتماعي بكل اللغات في العالم ، بل وشكلت مواضيع دسمة للخوض فيها من قبل جمهرة من الصحفيين االمحترفين والهواة والكتاب والباحثين من مختلف التصنيفات والتيارات الإديولوجية والمذاهب الفكرية ، كل طرف حاول أن يقدم تصورات حول دواعي هذه الحراكات خاصة في المجتمعات العربية التي لم تسلم جميع بلدانها تقريبا من هذه الرجات الإجتماعية المفاجئة والتي تبانيت في حجمها وقوتها،وفي مآلاتها أيضا، رغم أن شراراتها ما تزال ممتدة في الزمن والجغرافيا العربية، ولا أحد يمكن يتكهن الى أين تمضي، أو يجزم بمصيرها النهائي في القريب المنظور أو البعيد، أو ما ستحمله من متغيرات وإرهاصات أخرى في المشهد المحلي والإقليمي .
فبغض الطرف عن ما تشكله هذه الرجات الإجتماعية من تنفيس اجتماعي وانفجار غضب جماهيري بجميع شرائحه ومكوناته بعد غفوة طويلة، فإن ذلك يطرح علامات استفهام عريضة وتترك وراءها بياضات كثيرة تتطلب مقاربات شمولية ، لعل أولها يتعلق بمدى توفرها على قابلية للإ ستمرار والمواكبة في ظل تجاذب واضح بين العناصر التي تنخرط غالبا بشكل عفوي في هذه الأشكال الإحتجاجية سلمية كانت أو ما يتخللها من طابع عنفواني في بعض اللحظات الغاضبة، لا يجمعها أي ضابط تنظيمي أو إطار نقابي أو سياسي ، بقدرما تنصهر جميع الجموع في شعارات ذات حمولة مطلبية اجتماعية صغيرة أحيانا أو ذات صبغة مطلبية سياسية، وشعارات أخرى فضفاضة لا يجمعها بالأولى سوى عامل الجموح الجماهيري الواسع الذي يسعر ويوسع من حجم المطالب، الشيء الذي يؤدي أحيانا الى تيهان حقيقي في متاهة استنزاف القوى الجماهيرية في اشكال رتيبة لا تخلو من تكرار بعض الصيغ في غياب القدرة على إنجاز طفرة نوعية في اختراق العمق الإجتماعي بما يجعله قادرا على التحرر من الذهنية التقليدية أحيانا أو القبلية أحيانا أخرى أو حتى بعض الإختراقات الإيديولوجية في أحايين ثالثة، لإحداث تغير في الثقافة العامة السائدة، والتي يطوقها التوجس وعدم القدرة على انتهاج الفرد لسلوك الإنتقاد للأوضاع، إلا بمعية حضور الجماعة كقوة الظل يختفي فيها الفرد، ويبقى هذا الأخير طرفا سلبيا في غالب الأحيان غير قادر على الرفض والإحتجاج عن مطلبه إلا حينما ينصهر في الكل، الشيء الذي يؤدي الى نوع من الإنفجار الغضب في التعبير عن الرأي حينما تتماهى الأصوات وتتداعى الذوات وتتناغم في الساحات المفتوحة، بوتيرة سريعة، ولعل هذه الطريقة في الحشد السريع هو سر اضمحلال أغلب الحراكات واصطدامها بالجدار السميك في غياب الأفق، فحسب المثل الإنجليزي، كل ما يأتي سهلا يذهب سهلا
easy come , easy go ، شأنه شأن بعض النباتات التي تنمو في الظل سريعا، لكنهات تموت بمجرد تعرضها لأشعة الشمس في أول وهلة، ذلك أن الحراك المنظم بإطارات معروفة برواسبها اليسارية رغم أن طريقة اشتغاله البطيئة إلا أن انغراس ثقافة الإنضباط يجعل تتلمس طريقها نحو تغيير الأوضاع الإجتماعية ولو في الأمد المتوسط والبعيد، في ظل موازين قوى مضادة تقاوم أي جديد وتناهض كل القيم الحداثية، رغم ما يعاب على هذا اليسار من ترهل الخطاب وعدم تجديد الوسالئل القادرة على النفوذ الى تطلعات الشباب الحالية في ظل هذه الفورة الإعلامية الهائلة، التي بفضل خربشة بسيطة في زاوية من الكون على وسائل التواصل الإجتماعي أن تحدث غليانا وانفجارا في زاوية كون آخر، بغض الطرف عن المستوى الثقافي والوعي السياسي الذي يحمله صاحب أو أصحاب هذه الفكرة المكتوبة أو الفيديو المسجل، وبدون احتساب المضاعفات التي يمكن أن تترتب عن هذا الفعل وعن ما ستؤول إليه الأحوال في المستقبل.
إن الإحتجاج كظاهرة اجتماعية سلوك حضاري ينم عن وعي جماهيري لحجم مطالبه الدنيا والقصوى، لكن السؤال يبقى في تفاصيل ترجمة هذه المطالب على الأرض وهل القوى اليسارية التي تتزاحم في الساحات قادرة فعلا على اجتراح المعجزات لجمع جميع المكونات وفسيفساء الأطراف في وضعها الراهن، في ظل التشتت والتشرذم العام في الخطابات السياسية والتصورات حول كيفية صياغة المطالب للوصول الى الخلاصات التي تشكل شبه إجماع مع القوى المناضلة،وهو بناء دول الكرامة وا في تجلياتها المختلفة، بعدما أصبحت وسائل الميديا الجديدة تقوض كل محاولة جديرة بالإستلهام، بعدما أصبحت ملاذا للجميع، ومنصات مفتوحة للحديث باللغات المتاحة قادرة على إيصال رسائل معبرة في زمن قياسي والتأثير على المشهد السياسي بتحويل الأنظار وتضبيب الرؤى وحتى تأليب الرأي العام ضد أو مع طرف دون آخر لتسويق آراء معينة وتحشيد أكبر عدد ممكن من المعجبين والمفتتنين بهذه التقنيات الجديدة والساحرة من منصات التواصل الإجتماعي التي تستهوي الفئات العمرية المختلفة، بغض
عن محتوياتها ومضامينها الإجتماعية وآثار ذلك على المجتمع بشكل عام .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس كل ما يقال صحيحا .
- معارك بقفازات ناعمة!!
- سفر في الأحلام
- هل تقرع طبول حرب أهلية جديدة ؟!
- عبور على متن قارب
- أزمة نموذج أم أزمة إرادة ؟!
- حلم مؤجل
- مشهد حزين على إيقاع أنين
- حينما يتحول النفاق الى بضاعة مقبولة !
- حلم قبل الشروق
- الكتاب المدرسي بين اليوم والأمس !
- بيع الأوهام في كل مكان
- ظواهر فيسبوكية
- انكسارات زمن التردي
- عصيان الكلمات
- شذرات من ليلة مرعبة
- الهجرة من الريف المغربي بين الجيل الأول والجيل الحالي
- على صهوة الريح
- هل المشكل في النموذج التنموي أم في العنصر البشري؟
- قهوة الصباح


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - محمد بلمزيان - الحراك الجماهيري وأسئلة الحاضر.