أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... حقوق الإنسان والتنمية، أية علاقة؟...














المزيد.....

شذرات اقتصادية... حقوق الإنسان والتنمية، أية علاقة؟...


عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 16:45
المحور: حقوق الانسان
    


الإنسان يختلف عن باقي الكائنات الحية، إنه منظومة متعددة الأبعاد (dimensions) منها المادية (matériel)، البيولوجية (biologie)، الوراثية (génétique)، الروحية (spirituel)، والنفسية (psychologique)، والاجتماعية (social). كل بعد من هذه الأبعاد الست يحدد الأبعاد الأخرى ويؤثر فيها. كيف يمكن الحديث -في النموذج التنموي- عن التنمية البشرية، أو عن تطوير الكفاءات والمهارات، أو عن الرفع من مستوى الوعي ومنصوب الثقة، أو غيرها من القضايا المتعلقة بالإنسان دون استحضار كل هذه الأبعاد ومستويات تأثيرها وتأثرها؟

منذ الأزمنة الغابرة والحاضرة في أنماط متعددة من حياة الإنسان المعاصر، حاول الفيلسوف والمتدين والسياسي والقاضي والفنان والشاعر والاقتصادي والاجتماعي وغيرهم البحث عن القوانين المثلى لتحقيق كرامة الإنسان مستحضرين ماهيته في بعض أو جل من الأبعاد المكونة لها حتى يتمكن من العيش في الجماعة بسلم وأمان، أو من تحقيق سموه ورفاه الفردي، أو من هماَ معاٌ.

إن الرغبة في العيش المشترك والضرورة المنطقية لذلك جعلت الإرادة الجماعية، في عدة محطات من التاريخ البشري، تصطدم بالأنانية والرغبة في السيطرة والخلود لفئة أو لفرد. فكان المد والجزر. فكانت الحروب والأزمات. فالتطور، ليس بالمنحنى المستقيم والتصاعدي. إنه ذلك المنحنى اللولبي الذي يعرف ارتفاعا وانخفاضا، وأحيانا عديدة تغيراً للمسار. فليس في التاريخ الإنساني نموذج مثالي أو نماذج مثالية لتكون مرجعية أزلية للاستناد عليها والرجوع إليها حينما تشتد الصراعات والأزمات وتتفاقم التفاوتات؛ وأي محاولة في ذلك، لا يمكن اعتبارها إلاَّ محاولة لجَرّ حاضرنا ومستقبلنا إليها والخضوع لغاياتها وكأنها أرقى التصورات والإنتاجات التي وصل إليها الإنسان.

المنطق والذكاء والإدراك والحس والسُمو والحب والرغبة، عناصر فاعلة لوضع قوانين ومواثيق وعهود وسنن لتجمع المشترك والفرداني؛ لتخلق توازنا يرقى بالإنسان ليحترم ذاته في أبعادها وضمن نسق يحترم المجموعة وخاصة أن عدد السكان في تزايد مستمر. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الحد الأدنى الذي يمكنه أن يضمن التعايش بين الفرد والجماعة، مستعملا لغة تحاول نسج مختلف العناصر المكونة للإنسان.

البحث عن النموذج التنموي يقتضي أن يرتكز على الإنسان ومن أجل الإنسان. لبلوغ هذه الغاية، عليه أن يدمج بُعد (aspect) حقوق الإنسان في مختلف مراحل وضعه وإنجازه. أكيد أنه لن يكون مثالياٌ وخالداً، لأنه وبكل بساطة يبقى نموذجا لزمن بإكراهاته ومتطلباته. أما غاية العيش المشترك في أمن وسلام يبقى حلما إنسانيا (ن)حاول "جميعا" جاهداً الوصول إليه.

حياة الإنسان تطورت. حقوق الإنسان تطورت. شروط الإنسان المادية والمعنوية تغيرت وتطورت. هناك صعود ونزول، بيد أن المسار العام متغير ومختلف عن همجية الإنسان في القرون الغابرة وعن، أيضا، طرقه في الدفاع عن إنسانيته. لم يكن هناك توثيق رقمي كما يعرفه العالم اليوم لرصد وقائع الماضي الذي سنجده أنه كان أكثر إيلاما وقسوتا من حاضرنا "اليوم". لا نعرف كم عدد الأفراد الذين قتلوا وعُذبوا واضطهدوا واحتقروا من أجل صنع حاضرنا، الذي لا يُمكنه أن يكون إلاّ حاضراً أكثر إشراقاً من الماضي. اليقين أن الإنسان ماضٍ نحو تحقيق إنسانيته ورفاهه الجماعي والفردي رغم كل الأزمات والصعاب. فمنظومة الإنسان الروحية والعاطفية والمادية والاجتماعية ستمكنه من تحقيق التوازن بين كل هذه الأبعاد لينتج نموذجا تنمويا يضمن الرفاه الفردي والجماعي دون إغفالٍ للتوازن البيئي.

لا يمكن وَقْف الظلم والجشع والأنانية والكراهية، لكن يمكن تقوية وتعزيز الذكاء الجماعي للمراقبة والمحاسبة والعقاب حتى يتم التمكن من تكوين مواطن بمفهومه الكوني والشمولي، خارج نطاق الحدود، مادام أن السؤال المقلق-المشترك المطروح على الجميع: كيف يمكن ضمان وجودنا المادي في هذا الكون وتحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي والبيئي دون التزام فعلي للاهتمام بالإنسان والحفاض على البيئة؟ الجواب القطعي هو: لا يمكن تحقيق التنمية دون إدراج لحقوق الإنسان بنظرة دامجة وشاملة في مختلف المجالات.



#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى شباب لبنان... من أجل استعادة الأمل دون جراح ودماء...
- إلى ابنتي الغالية، بمناسبة عيد ميلادها...
- كلام لا بد منه... بعيدا عن الشخصنة...
- شذرات اقتصادية... بطاقة المواطنة-الاجتماعية كآلية ضرورة في ا ...
- شذرات اقتصادية: هل هناك طبقة وسطى، وأي تعريف ودور لها؟
- النموذج المغربي-المغربي للتنمية، أية أبعاد؟
- شذرات اقتصادية: التنمية والتعليم
- شذرات اقتصادية: النموذج التنموي - العدالة الاجتماعية
- اقتصاد الريع، هل هناك سياسة لمواجهته؟...
- صعود النزعة المقاولاتية والريعية للمجتمع المدني …
- الهدف الرابع للتنمية المستدامة واستراتيجية التعليم بالمغرب- ...
- استراتيجية الهدم ونموذج التنمية بالمغرب …الحصيلة الراهنة 201 ...
- التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية... أية علاقة؟
- النموذج التنموي والعمل السياسي، أية علاقة ؟...
- الدول المستفيدة من الديون… تحليل لمقال
- اندثار معالم الحدود... (الجزء الثاني)
- اندثار معالم الحدود... (الجزء الأول)
- العمل الموسمي والمياوم للنساء بالمغرب عُملة لاضطهاد يومي واس ...
- 8مارس اليوم العالمي للمرأة، هل هو يوم للاحتفال أو لتخليد ذكر ...
- -خديجة- المرأة المغربية و الاغتصاب الجماعي...


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... حقوق الإنسان والتنمية، أية علاقة؟...