|
هل تركيا تدعم أم تحارب الجماعات الأرهابية؟
دارا حصري
الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 03:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تركيا تحارب أم تدعم الجماعات الأرهابية؟
الأسطوانةُ التركيةُ باتت تثيرُ السخريةَ من فرط ِ تِكرارها على ألسِنَتِهم و من يحاولون الترويج لها على مدار سنوات ٍ مضت. تتلخص ُ الأسطوانةُ في " حمايةِ الأمنِ القومي التركي، محاربةِ الجماعات الإرهابيةِ على الحدود".
العكسُ هو الأصحُ إن خاطبنا عقولنا للحظاتٍ فقط، تركيا هي من صنعتْ ورعَت تلك الجماعات دونما استثناءاتٍ والأدلةُ كثيرةٌ لحدٍ لا يُحصى.
في البداية، أقصدُ هنا بدايةَ انطلاقِ الثورةِ السوريةِ، وفقط بعد مرور أشهر ٍقليلةٍ تم فتحُ المطارات التركية أمام من أراد الدخول إلى سوريا، وبإشرافٍ مباشر من الميْتِ "جهاز المخابرات التركي" حيث كان القادمين وخاصة المتعصبين الإسلاميين يتوجّهون إلى معسكرات خاصة بالتدريب، ومن أراد الدخول مباشرة يتم ذلك بمرافقتهم للحدود.
تلك العمليةَ المتفقَ عليها "حلف الناتو" ؛كانت تتم جهارة ليس محضُ صدفةً ،لا بل كانت تتم وفق آلية تم الإتفاقُ عليها مسبقاً. تركيا شجّعت لتحويل الثوار إلى مجرد أفراد عصابة مسلحين لا هدف لهم سوى جمعَ المال والسلب، وبدأ ذلك عن طريق تغييبِ دور الضباط الشرفاء المنشقين عن النظام، وشراء ما تقوم الفصائل بسرقته من معامل، حديد، آثار، نحاس وصولاً للأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية،وأيضاً تزويد الجماعات المسلحة بأسلحة نوعية، على سبيل الذكر : الأسلحة الكيماوية المستخدمة في الغوطة الشرقية بيد الجماعات المسلحة هناك.
تركيا والجماعاتَ الإسلاميةَ المتطرفةَ : كل دوائر الاستخبارات الدولية لديها أدلةٌ دامغةٌ على تورط تركيا بدعم داعشَ والنُصرةَ وبعدةِ طرقٍ -ماعدا تسهيل قدوم عناصرهم من شتى بلدان العالم- فقد كانت التجارة قائمة بين الطرفين في كل من جرابلس ومنبج -عمليات شراء النفط الخام من قبل داعش أيضاً - كانت تركيا هي من تشتري وبسعر بخسٍ . في النهاية عندما أرادت الأخيرة لعبَ تمثيليةً هجمت على جرابلسَ وماكانت إلا ساعاتٍ قليلةٍ وانقضى الأمر، حتى قال البعض : لم نكدْ نسمع صوتَ الرصاص حتى قالوا حررناها ..! كانت داعش ترد الدين لا أكثر وأعطت تركيا الحقَ في التوغل داخل الأراضي السورية بشكلٍ قانوني حسب منطق "قوات التحالف الدولي".
تركيا و الكورد : في بداية المظاهرات السلمية المطالبة بإسقاط النظام السوري، كان الكورد سبّاقين إلى الأمر.
ظهر هنا تنظيم ال PKK عن طريق عناصر قادمين من قنديل، انحصرت مهمتهم بالقضاء على المظاهراتِ المعارضةَ للنظام ِ القائم. ولكي يقوموا بما أنيط لهم كان لا بد من وجود وسائل مساعدة، حينها كانت الحدود على امتدادها مفتوحةٌ على الطرف التركي، وخلال فترةٍ لم تكن بالطويلة هربت قوافلَ الكورد باتجاهَ تركيا. يقول شاهد عيان : عند خروجنا من عفرين باتجاه تركيا وحين مرورنا على الشريط الحدودي كان العسكري التركي يبعد عنا أمتارً قليلة والعسكري كان يدير ظهره لنا كي ندخل الأراضي في الطرف المقابل. عملية الحدود المفتوحة لم تكن حالة إنسانية كما كان يُشاع، بل كانت مدروسة وعلى قول المثل الشعبي "على عينك يا تاجر"، الخدمة كانت متبادلة من تجارة وتهريب الدخان والأسلحة " تجار الحروب" وصولاً إلى الخدمة الأكبر التي قامت عناصر ال PKK بتقديمها إلى النظام التركي وتلخّص ذلك بملاحقة و مطاردة كل من لا يتفق مع سياستهم، على اعتبار أن ؛ لن تكون لتركيا حجة أو مبرر الهجوم عليهم وطردهم من أرضهم. غالبية الذين رفضوا سياسة عناصر ال pkk تمت مضايقتهم ودفعهم للخروج إما باتجاه تركيا نفسها(منها لأوروبا) أو لبنان أو إقليم كوردستان، أما من بقى فكان المصير إما الإنضمام لهم أو ضمُّ أبنائهم رضىً أو جبراً. السؤال هنا : ألم تكن تركيا منذ ذلك الوقت تشاهد مايحدث، بالطبع نعم ،فلماذا لم تمنع التنظيم من تصاعد نجمهم وزيادة عدد وعدّة قواتهم؟؟؟؟
في أدلب وحسب التصريحات الرسمية التركية فإن جبهة النصرة "جماعة أرهابية" ولكن التجارة قائمة والعلاقات في أوج ذروتها "خوش بوش" من تمرير الأسلحة والذخائر وبيع الآثار، وهنا ألا تعتبر تركيا الأخيرة جماعة إرهابية كما تقول..! فلماذا لا تقوم تركيا بتحرير إدلب أيضاً أسوة بما فعلته في عفرين و جرابلس وتل أبيض ورأس العين؟ ربما الحالة هناك تختلف فمن يحكم إدلب ينفذ ما تريد تركيا فعله " تنفيذ إتفاق تركيا وإيران وروسيا" وبناءً على ذلك تضمن الأخيرة عدم فتح جبهات بوجه النظام السوري من جهة وجرّ هؤلاء المسلحين لتنفيذ أجندات تركيا من جهةٍ أخرى.
في النهايةِ ما أردتُ الوصول إليه وإيصاله للقارئ أمر بسيط جداً وهو تركيا من تآمرت وبشدة ضد ثورة الشعب السوري وما نشأ عنه من جماعات أرهابية ونمو تلك الجماعات كان ولا يزال بدعم تركي ولا تزال تتمدد تلك أمام مرأى العالم أجمع، تلك الجماعات تخدم سياسات الرؤوس الكبيرة وبشكل مجاني على حساب المآسي والدماء.
#دارا_حصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|