|
تأملات في المظاهرات.. الحلقة السادسة: تذكير بحقائق غائبة....
حسين النور
الحوار المتمدن-العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 19:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه سيوف لا سطور.. يا شباب التحرير شدوا انتباهكم إليها..
◾هناك مبدأ في تدمير الشعوب من خلال إيصالها إلى اليأس السياسي من التغيير من خلال إدامة دعم المليشيات والدكتاتوريات.
◾منذ مائة عام تعتمد الولايات المتحدة في تعاطيها مع حجم الدمار الذي تنشره حول العالم مبدأ (نحن قلقون للغاية)...
◾من ظن بأن الرأسمالية العالمية أو الصليبية الغربية تكون نصيراً للشعوب المستضعفة في الخلاص من هيمنة الطواغيت والدكتاتوريات أو المليشيات الإيرانية الشيعية فهو واهمٌ أو حالم!
◾العلاقة بين إيران وأمريكا في العراق مثل علاقة الرجل بالعاهرة! يستمتع معها ويشتم أخلاقها!
◾اغبى رجل في السياسة من ظن بأن إسرائيل وإيران عدوان لدودان وأغبى منه ذلك الذي يمنّي نفسه وخياله الواسع بالحرب بينهما!
◾أمريكا عازمة على تدمير العراق وإضعافه ولم تجد أفضل من إيران للقيام بهذا الدور.. ولهذا هناك تحالفات مصالح وثيقة الصلة بين الطرفين، تبدأ من دعم المليشيات مروراً بتحويل مرجعية النجف إلى ولاية الفقيه، وطحن العرب السنة، وانتهاء بالتفرج على مشاهد القتل والخطف الممنهج للناشطين المدنيين.
◾أكبر نكتة هي فرض عقوبات اقتصادية على قيس الخزعلي واتهامه بقصف القواعد العسكرية الأمريكية بالصواريخ وهو لا يبعد سوى بضعة كيلو مترات عن سفارتهم في بغداد، مع ان تاريخهم يحدثنا عن عمليات نوعية في اصطياد خصومهم مثل ضياء الحق ونوريگا وأسامة بن لادن وأخيراً وليس آخراً البغدادي...
◾لا يوجد شيء يجعل ترامب ينتشي أكثر من مشاهد القتل والفوضى في العراق. وبالتالي لا تراهنوا على التدخل الأمريكي العسكري لدعم قضايا وطنية تدعّم مباديء الحرية.
◾تعتمد خطة قاسم سليماني في القضاء على الثورة على الأسس والمراحل التالية: إطالة أمد المظاهرات لاستنزاف المتظاهرين. مع الوقت المفتوح يسهل اختراق المتظاهرين ونشر الاختلاف فيما بينهم وتفكيك جبهاتهم المتعددة. شيطنة المظاهرات من خلال رمي المتظاهرين بالعمالة واللواطة والكبسلة وارتكاب الموبقات.. محاولة إخراج المظاهرات عن السلمية إلى العنف. إرهاب الطلبة والموظفين لمنعهم من الإضراب العام. الخطف المستمر للقيادات والناشطين. القتل والقنص على نار هادئة. قتل وخطف البنات الناشطات في سابقة خطيرة لا نظير لها عند العرب. إهمال أعمال البلدية لخلق حالة من التذمر من المظاهرات لسحب الثقة. تحييد شيوخ العشائر بواسطة الأموال والهدايا. الاستمرار البارد بتجاهل مطالب الشارع من خلال إعادة تدوير السياسيين الفاسدين. اقتحام ساحات الاعتصام والتظاهر بالقوة. إنهاء ملف التحرير والمطعم التركي والخلاني وجسر السنك والجمهوري. مطاردة الشباب المتظاهرين وزجهم في السجون والمعتقلات وترويعهم وتعذيبهم وابتزاز أهاليهم تماما كما يفعلون في إيران مع معارضيهم. إضعاف التظاهرات من خلال تكليف المخابرات الإيرانية عميلها المطيع مقتدى الصدر بالدخول فيها والانسحاب منها، تماماً كما في أسلوب الكفار القديم {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}!!
◾أهالي البصرة أكثرهم مظلومية ومدينتهم أشد المدن اهمالاً مع أنهم الأغنى من بين مناطق العالم ومع ذلك نراهم في تراجع ونكوص عن نصرة الثورة وهذا راجع إلى الأسباب الآتية: أولاً: دخول نسبة عالية من شبابهم في الحشد الشعبي والأحزاب. ثانياً: مجتمع يؤمن بتقليد المرجعية وهو يتعارض مع الوعي السياسي، وبالتالي موقفه في الجملة شبه سلبي من الثورة اتباعاً وتقليداً للمرجعية. ثالثاً: التطرف الديني والمذهبي لدى معظم شبابهم يجعلهم منغلقين على أنفسهم وأحزابهم وتبعيتهم لإيران مما يقلل من فرص الانفتاح السياسي على مفاهيم الحداثة والتنوير. رابعاً: معظم المكاسب والامتيازات يتم تقاسمها بين الكتل والأحزاب وبالتالي بين شيوخ العشائر ورجال الدين والمقاولين في البصرة بوصفها مدينة النفط والموانئ والمنافذ والموارد، وهؤلاء يشكلون طبقة طفيلية مافياوية عريضة. خامساً: هيمنة الصدريين على المدينة ومعروف موقف التيار البارد والمتأرجح تبعاً للدور الذي يلعبه زعيمه السيد مقتدى! سادساً: وجود نسبة عالية من السنة وهم مؤيدون للثورة باللسان لا بالفعل وبالمشاعر الوجدانية التجريدية لا بالحراك المنتظم في الشارع وهذا كله بسبب حالة الشعور والاحساس بالخوف من الآخر، كذلك مواقف الحزب الإسلامي المتأرجح الذي هو جزء من السلطة ومنظومة الحكم منذ ٢٠٠٣ فقلوبهم مع الثوار وسيوفهم عليهم. سابعاً: قناعة شرائح واسعة من المجتمع البصري الشيعي بأن نجاح الثورة يعني تراجع التشيع والمذهب الشيعي في العراق وربما عودة البعثيين أو السنة إلى الحكم. ثامناً: تعود المجتمع على تحويل الثورات إلى احتفالات مائعة. تاسعاً: خذلان رجال الدين للمشروع. عاشراً: فقدان حالة الاحساس بحجم الدمار الذي يلف مدينتهم نتيجة إخفاق التجربة السياسية، وهذا ناجم عن حالة التخلف التي يعيشها المجتمع بسبب زحف الأطراف على المدينة.
◾الحل الوطني يعتمد على: الصبر ومواصلة الحراك. بناء موقف وطني مفاهيمي وتنظيمي موحد لتشكيل رؤية سياسية واعية في باقي الملفات والأزمات تماماً كما نجحنا في الاتفاق على المطالب. ترشيح اسم من بينهم لرئاسة الوزراء للمرحلة الحرجة، وأسماء أخرى للتفاوض. عدم الإصغاء إلى خطب المرجعية يوم الجمعة. إقصاء رجال الدين عن التدخل في شؤون الثورة وتحديد مستقبل البلد. الحذر من مقتدى الصدر وتياره وسراياه ومكاتبه. الاستمرار في نشر الوعي. الحفاظ على السلمية للأشهر الثلاثة القادمة.
◾استخلاص الحق من فم الأسد مع إدراكنا لحقيقة القوة في بلد لا يحترم الضعيف مثل العراق، لا سيما وأن تاريخه يخبرنا بأنه ما من حق مسلوب رجع إلى نصابه وأصحابه عبر قنوات السلمية، وإنما تسترد الحقوق بالأسنة والرماح، والقتول والثورات، والخيول والدبابات، الا أننا نحترم شباب التحرير وخيارهم الذي اختاروه عبر إصرارهم على سلمية حراكهم الشعبي، ولكننا في ذات الوقت ووفاء لدم الشهداء وردعاً للمستهترين بدماء أبنائنا نرى أنه وبعد انقضاء الأشهر الثلاثة القادمة (مع بداية شهر نيسان ٢٠٢٠) في حال استمرت عصابات الدولة ومليشياتها وذيول سليماني بقتلنا وترويعنا وتدميرنا واضعافنا وسرقتنا فإننا سنكون أمام خيار الدفاع عن النفس والوطن والمقدس والدم والأمل والهوية وضحكة الطفل القادم... سنضطر إلى حمل السلام وأنتم تعرفون ما سيفعله بكم الشعب إذا تحولت ثورته من العَلَم إلى الرصاص.
ولات حين مندم!
وكالة انتفاضة الخامس والعشرين من تشرين الأول "من هنا بدأت الحرية"
#حسين_النور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات في المظاهرات -الحلقة الخامسة- أيها الثوار! احذروا الا
...
-
الخطر الذي يواجه ثورة تشرين بعد نجاحها.. الصدريون ام الأكراد
...
-
تأملات في المظاهرات -الحلقة الرابعة- مرحلة ما قبل الجحيم
-
النصر صبر ساعة.. إدامة زخم المظاهرات والحذر من الفتور
-
لكي لا يضحك علينا عملاء ايران مرتين
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|