أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - قاسم المحبشي - يوم أمس في زيارتي الثانية لأهرامات الجيزة















المزيد.....

يوم أمس في زيارتي الثانية لأهرامات الجيزة


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 11:47
المحور: السياحة والرحلات
    


سكنت في الدور الحادي عشر في حي المطابع بشارع الفيصل، وذات صباح صعدت على سطح العمارة باحثًا عن دفئ شمس قاهرية حانية في هذا الشتاء البارد. أجلت نظري في ارجاء المدينة وعمارتها عالية الطوابق فإذا بي ألمح قمة الهرم الكبير شامخة في أخر فضاء المدينة. فأطلقت شهقة ممزوجة بالدهشة والفرح ( يا للروعة ها هي أحد معجزات الدنيا السبع بالقرب مني) اهرامات الجيزة تقع على هضبة الجيزة في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل. بنيت قبل حوالي 25 قرنا قبل الميلاد، ما بين 2480 و2550 ق. م وهي تشمل ثلاثة أهرام هي خوفو، خفرع ومنقرع. ولقد تم بناء هذا الهرم بحوالي 2،300،000 قطعة حجرية، حيث يزيد وزن بعض هذه القطع عن 50 طن، ولقد تم بناء هذا الهرم بطبقتين من الحجارة وهي؛ الأحجار الأساسية الداخلية وأحجار الغلاف الخارجي، حيث كانت الحجارة الداخلية خشنة ومحفورة محليًا، بينما كانت حجارة الغلاف الخارجي مصنوعة من الحجر الجيري الأملس ذو المظهر المشرق للغاية، ولكن لسوء الحظ تآكلت معظم هذه الطبقة الخارجية منذ فترة طويلة. تداعت إلى ذهني صور من كتاب السر الذي قرأته قبل سنوات، يحكي عن رحالة قطع الصحراء الكبرى بحثا عن الأهرامات ومحاولا اكتشاف اسرارها. عقدت العزم فورًا على الذهاب اليها صباح اليوم التالي سيرًا على الأقدام. البارحة نمت مبكرًا وصحيت في السادسة فارتدت الفانيلة الشتوية التي وصلتني لتوها من أخي العزيز صالح ابو مهيب في كوانجوا ومطرزة بألوان العلم المصري الذي أحبه.خرجت من الشقة السابعة صباحا لم اركب المصعد، كعادتي في نزول درج العمارات العالية إذ أجدها فرصة لممارسة الحمية الصباحية الرياضية بحسب نصيحة طبيب التخسيس وبأقل جهد ممكن. قطعت شارع عبيده ابن الخراج في دقيقتين إلى شارع الفيصل فاتجهت يمينًا قاصدا أخر شارع الفيصل. مشيت نصف ساعة ولم أرى الاهرامات ... سألت أحد المارة أين هي الاهرامات؟ قال لي : بعيدة من هنا بدك تركب عربية إلى أخر شارع الفصيل تنزل وتتجه يسارا سوف تراها وتمشي باتجاهها. رغم أنني شعرت بالتعب بعد انقطاع طويل عن المشي الا أني قطعت عهد على نفسي بان لا اركب عربة للذهاب إلى اليها. شكرت الراجل المحترم ومضيت في سبيلي باتجاه الاهرامات بعد نصف ساعة شاهدتها فرحت وكأنني اكتشفها لأول مرة بحياتي .. أحسست بمشاعر إيجابية ومنحت نفسي جائرة استراحة .. دخلت كفتيرياء جميلة في نهاية شارع الفيصل وأنا أطير من الفرح. طلبت شاي فاحتسيته بسرعة. ثم مشيت باتجاه الأهرامات وما أن وصلت عند اسوارها حتى أخذ المطر ينهمر مصحوبًا برياح شديدة قطعت الشارع بسرعة باتجاه هضبة الجيزة المترفعة عن المدينة. وجدت أول نقطة سيطرة أمنية أسفل الهضبة. لم يوقفني أحد. كان شابا يجري اتقاء المطر نظر إلى متعجبًا وصرخ إلى أين ذاهب حجي؟ قلت له: إلى الاهرامات! قال لي: الا ترى المطر والعاصفة ما فيش اهرامات اليوم! لم يثنيني كلام الشاب عن المضي إلى هدفي فمشيت تحت المطر ، فإذا برجل ستيني ينده لي من حنطاره المغطى بقطعة قماشة مزركشة يجره حصان أبيض.. قال أصعد أوصلك الاهرامات بخمسين جنيه فقط. رفضت هذا العرض المغري وفضلت السير بالقدمين وتلك لحظة نادرة بالنسبة لي وأنا أحب ممارسة الأشياء الجديدة أسرعت الخطى حتى وصلت مكتب قطع التذاكر في بوابة الهرم الجنوبية وجدته مكتظا بالزوار الأجانب من مختلف الجنسيات .. أنتظرت دقائق واشتريت تذكرت الدخول بسرع مخفض للعرب كما علمت إذ يتم معاملة العربي مثله مثل المصري تماما. ثلاثون جنية فقط قيمة التذكرة.. كانت زخازات المطر تنهمر بغزارة انتظرنا بمكتب قطع التذاكر لحظات حتى خفت وانطلقنا باتجاه الهرم الكبير بسرعه حوالي 400 مترا مساحة صخرية قطعناها حتى بلغنا درجات هرم خوفو الأكبر طولًا وحجمًا 148 مترًا ويعود بناءه إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو واستمر بناؤه لفترة 20 عامًا. ويقال أن قاعدته هي بحجم طوله بالضبط. صعدت من السياح إلى قلب الهرم ولم أكن اعرف أن الدخول إلى السرداب يحتاج تذكرة، حينما هممت بالدخول أوقفني الحارس وطلب مني تذكرة ب ثمانين جنيه من مكتب التذاكر ذاته. وبسبب بعد المسافة واستمرار المطر اكتفيت بالجلوس مقابل بوابة السرداب الذي سبق وأن دخلته قبل ستة سنوات في زيارتي الأول لمصر الحبيبة. نظرت إلى الأعلى وتمنيت أن أصعد إلى قمة الهرم وأنا أحب صعود الجبال ولكن صعود الأهرامات غير مسموح حفاظًا عليها. التقطت صورة تذكارية ونزلت أتجول في الأسفل. انقشعت الغيوم عن شمس نيلية دافئة حانية بعد المطر. وجدت دليل سياحي وأرشدني إلى معاينة قبر أم الملك خوفو، اسمها حتب حرس، على عمق 27 مترًا تحت الأرض دخلتها بذات التذكرة وأنا منحنيًا بسبب ضيق الممر. أذهلني تصميمه ومكثت في قاعه لحظات فإذا بفتاتين ساحتين أجنبيتين علمت منهن أنهن من اسبانيا دخلن بعدي إلى قبر الملكة أم خوفو. سبحان من خلقهن وكأنهن من حور العين. خرجت على الفور وتركتهن لأخذ راحتهن في القاع ثم ذهبت إلى سفينة نقل الحجارة الضخمة ونزلت قبر كبير مهندسي الاهرامات هميونو مهندس الملك خوفو. وشاهدت مواقع المركب وأخذت صورة تذكارية ذكية تحاكي سيزيف اليوناني حامل الصخرة . كانت الساعة العاشرة والنصف والشمس مشرقة ودافئة جدا حينما نزلت باتجاه ابو الهول محطتي الأخيرة. شاهدت براعم المستقبل زرافات وزرافات من التلاميذ والتلميذات مع مدرسيهم في زيارة الاهرامات يغمرهم الفرح في يوم ممطر.كان صباحا ممتعا وجميلا. خرجت من الاهرامات إلى أول شارع الفيصل وعدت إلى شقتي فرحًا بهذا الإنجاز السياحي الرياضي الجميل باقل التكاليف. اخبرني عداد الخطوات بانني مشيت 15000 خطوة قرابة عشرة كيلو متر. تلك هي المرة الثانية التي ازور بها اهرامات الجيزة.كانت أجمل وأمتع من الزيارة الأولى بكثير وهناك أشياء واشياء جميلة أخري شاهدتها لا يتسع المجال لذكرها هنا والآن.
فكان ما كان مما لست اذكره
فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
من كل تلك التفاصيل الحميمة الجميلة
استلهمت قصيدة المطر فكانت سانحة

كنانة كمثل أسمها 😍

جميلة بالغيم والمطر
حميمة بالنهر والبشر
في موجها حنين للسلام
في خصبها وغيثها ثمر
مدينة الأنوار والحمام
وملتقى القارات والسفر
كنانة كمثل اسمها
وكل من سكن بها أمن
فريدة في عالم المدن
هيجر شمسها في النهار
حامي وقيد مستعر
وطول ليلها سمر
بهية في الصباح
وبالمساء تنافس القمر
لا تعرف السأم والضجر
أميرة المدن ودرة الدرر
جمالها في السلم
يخلب الألباب والبصر
وفي الحروب والمحن
جحيمها ونارها شرر
في صيفها يتنضج الثمر
وفِي شتاءها ثلوج تنهمر
ربيعها يأتي ويترك الأثر
إذ تزهر الأوراق إريجها عطر
وفِي خريفها مطر
مطر .. مطر.. مطر
تاريخها زاخر ومزدهر
هي قبلة الرُحال والحضر
كطائر العنقاء تعاود النهوض
لا تعرف النواح والحزن
بأجنحة ثلاث تعلو وتنتصر
قاهرة جناحها الكبير
وجيزة الجناح والمقر
قليوبية تنمو وتزدهر
رحيبة فسيحة جميلة
تحفها المروج والشجر
حورية الأنهار
ومضرب المثل
بأهلها الكرام
والسلم والسلام
والأمن ها هنا
ليس له مثل
هنا الأمان والأمل
يا ليت مثلها اليمن
شكرا لانني هنا
جابتني الرياح والقدر
مطر .. مطر.. مطر

اهرامات الجيزة
صباح خميس
12 ديسمبر



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في توقع مآلات ثورة الفرصة الأخيرة .. خاب ظنه وصدق حدسي
- فاطمة مصطفى و بحث العلاقة بين الفلسفة والسينما
- الثورة: تحولات المفهوم وسياقات المعنى؛ من وحي مؤتمر العقل وا ...
- في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا
- في إستشكال مفهومي العقل والثورة.
- أولفين توفلر فيلسوف تاريخ يا توفيق!
- المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي
- في معنى الثورات العلمية وتغيير الباراديم
- انتحار الشهيد .. قصة واقعية من اليمن السعيد
- ملاحظات أولية في نظرية الاستشارة الفلسفية
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة .. وعودة النموذج السقراطي في م ...
- اليونسكو .. الغياب الدائم والحضور المفترض
- حاجة العرب الى تدريس الفلسفة للأطفال أكثر من حاجة الغرب والأ ...
- مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى
- الثورة التي ادهشت العالم!
- الهُوية إشكالية المفهوم وسياقات المعنى
- وداعا أفلاطون .. الفلسفة والأطفال.. استئناف الدهشة!
- منظمات المجتمع المدني ودورها في بناء السلام باليمن
- حينما يكون الجسد اكثر ادهاشا من الروح


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - قاسم المحبشي - يوم أمس في زيارتي الثانية لأهرامات الجيزة